احاديث قدسية

[samsam22]

(ابن ادم عندك ما يكفيك وانت تطلب ما يطغيك لا بقليل تقنع ولا بكثير
تشبع اذا اصبحت معافى فى جسدك امنا فى سربك عندك قوت يومك
فعلى الدنيا العفاء)



رواه ابن عدى والبيهقى عن ابن عمر رضى الله عنهما

[samsam22]

- شرح الحديث





لان الله عز وجل اعطى كل انسان ما يكفيه فقد قدر سبحانه الاقوات من الازل قبل خلق السموات والارض اذا يقول:
بسم الله الرحمن الرحيم:


(قل ائنكم لتكفرون بالذى خلق الارض فى يومين وتجعلون له اندادا ذلك رب العالمين وجعل فيها رواسى من فوقها وبارك فيها وقدر فيها اقواتها فى اربعة ايام سواء للسائلين
ثم استوى الى السماء وهى دخان فقال لها واالارض اتيا طوعا او كرها فاتيا طائعين) صدق الله العظيم
والانسان دائما ما يطلب المزيد وهو لا يعرف ما يفعل به المزيد فحين يختار الله الغنى او الفقر لانسان ما فانه يختار له ما يصلحه ولكن الانسان لا يعلم

[samsam22]

تكملة شرح الحديث


الحديث يوضح ان هناك ثلاثة امور هامة او هى نعم انعم الله بها عليه لو عرفها وادركها لهانت عليه الدنيا فلم يعبا بها وهى :
1-اذا اصبح الانسان سليم معافى من اى مرض
2-الامن فى السرب وسربك هو نفسك بالكسر وبالفتح هى مذهبك والامن لا يشعر به كل الناس ويعرفون اهميته من هم قله فى امة غير مسلمة.
ويالتالى الناس لا تعرف اهميته لانهم لا يعرفون الخوف كما عرفه المسلمون الاوائل او كما يعرفه اخواننا فى فلسطين.
3-ان يملك الانسان قوت يومه فلا يبت وهو جوعان فالغد امره بيد الله وليس للانسان من امره شيئا لانه قد ياتى الغد وهذا الانسان ليس من اهل الدنيا فالموت قريب وليس ببعيد فاذا ملك الانسان قوت
يومه فحسبه بسم الله الرحمن الرحيم(

وما من دابة فى الارض الا على الله رزقها)

صدق الله العظيم.
فاذا استشعر الانسان هذه النعم الثلاثة وجب عليه ان يقول حامدا لله على الدنيا العفاء العفاء هو الفناء والمحو .

[samsam22]

تكملة شرح الحديث



وهناك احاديث كثيرة مشابهة منها:
(ابن ادم تفرغ لعبادتى املأ صدرك غنى واسد فقرك والا تفعل ملأت صدرك شغلا ولم اسد فقرك)
(عبدى خلقتك لعبادتى فلا تلعب وقسمت لك رزقك فلا تتعب ان قل فلا تحزن وان كثر فلا تفرح ان انت رضيت بما قسمته لك ارحت بدنك وعقلك وكنت عندى محمودا وان لم ترض بما قسمته لك اتعبت بدنك وعقلك وكنت عندى مذموما وعزتى وجلالى لاسلطن عليك النيا تركض فيها ركض الوحوش فى الفلاة ولا تصيب منها الا ما كتبته لك)
وهناك ايات قرانية كثيرة تؤكد نفس المعنى للحديث القدسى كقوله


بسم الله الرحمن الرحيم


(لا نسالك رزقا نحن نرزقك)


وهنا كان مخاطبا الرسول ومعناه ان الله يقول لنبيه لا نسالك السعى لا يجاد الرزق فنا كفيل بذلك ومثل بسم الله الرحمن الرحيم(واليه يرجع الامر كله فاعبده وتوكل عليه وما ربك بغافل عما تعملون)
وقوله تعالى(فاعبده وتوكل عليه) صدق الله العظيم

[samsam22]

الحديث الثانى


(انى والجن والانس فى نبا عظيم :اخلق ويعبد غيرى. ارزق ويشكر غيرى)
رواه البيهقى والحاكم عن معاذ (رضى الله عنه) والديلمى وابن عساكر عن ابى الدرداء (رضى الله عنه).

[samsam22]

شرح الحديث


كلمة نبا هى الخبر ذو الفائدة العظيمة الذى به علم او غلبة ظن ولا يعبر عن الخبر المحتمل الصدق او الكذب بكلمة نبا ولكن يعبر بها عن كل خبر هام عظيم كقوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم(عم يتسائلون عن النبا العظيم) صدق الله العظيم ف الله عز وجل عندما يقول نبا عظيم فلابد وانه امر خطير يتلخص فى
نقطتين هامتين وهما

[samsam22]

1- ان الله تبارك وتعالى هو الخالق ومع ذلك يعبد غيره وان الله تبارك وتعالى هو الرازق ومع ذلك يشكر غيره.
والعبادة تعنى التذلل والخضوع والطاعة والتوحيد والدعاء
وفى الحديث(يعبد غيرى) يقصد بها كل انواع العبادة من سجود لاصنام وطاعة غير الله اذا قال الله تبارك وتعالى:
(يايها النبى قل لازواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن) هذا امر من الله لم تطعه نساء العصر الحالى وحين احل الله التجارة وحرم الربا نجد النظام الاقتصادى يقوم على الربا بالرغم من انه تبين ان المشروعات القائمة على الربا لا تفلح بل تفشل فشل ذريع يحار فى تفسيره علماء الاقتصاد.
هذا من حيث العبادة من حيت الطاعة.

[samsam22]

اما العبادة من حيث التوحيد فقد اشرك بعض الناس بالله وادعوا له الولد سبحانه وتعالى عما يصفون وقالت اليهود : عزيز بن الله وقالت النصارى : المسيح ابن الله وقال مشركوا العرب: الملائكة بنات الله فتعالى الله عما يقولون ويصفون.
والعبادة من حيث الدعاء: غفل عنها الكثيرون فنجد كثير من الناس لا يدعون االله(كلا ان الانسان ليطغى ان راه استغنى)
حتى الدعاء يغفلون عنه ظنا منهم ان السلطة والجاه تصرف امورهم فلا يدعون ربهم.

[samsam22]

اما قوله(ارزق ويشكر غيرى) لو اعمل الناس فكرهم كما فعل العارفون
لوجدوا ان الله هو الرازق ذو القوة المتين ولننظر لانواع الرزق المختلفة نجد ان الله هو خالقها: بداية خلق الله الماء ثم جعله اساس كل شىء حى (افرايتم ما تحرثون اانتم تزرعونه ام نحن الزارعون) فالماء والارض من خلق الله وكذا البهائم وما تنتجه من البان ولحوم ثم سخره لنا والاسماك وكل منتجات البحار

[samsam22]

هب الذى هو اساس التعامل المادى فى هذه الدنيا والبترول نكتشفه ولا نخلقه انما خالقه هو الله وعلى ذلك نجد كل ما فى الكون من موجودات خلقها الله فالله هو الرازق الاوحد وقد رزقنا بالعقل وهو نعمة يغفل عنها الكثير لذلك نجد القول الماثور(عقل المرء محسوب عليه من رزقه) فالننظر هل شكرنا الله على كل هذه النعم فالشكر ليس بقول الحمد الله فقط وانما الشكر يكلل بالعمل فقد قال الله تعالى(اعملوا آل داود شكرا) ولو نظرنا لكلمة الشكر من حيث اللغة نجد قولهم (شكرت الناقة) اى امتلا ضرعها باللبن امتلاء عظيما حتى انه يقطر لبنا من غير حلب وكذا قولهم(شكرت البئر) اى فاض منها الماء على الارض...

[samsam22]

وهذا يعنى ان الكلمة وهى الشكر تعنى الامتلاء ثم الافاضة فاذا اعطاك الله نعمة اصبت بها حاجتك وما زاد اخرجته ليعم على الغير فهناك من الناس من اذا اعطاه الله وزاده نعمة ازداد بخلا بدعوى انه قد شقى فى جمع المال فهل سال نفسه وتفكر كم من الناس تعبوا وشقوا ولم يصلوا الى ما وصل اليه ولكنه غفل عن هذا لا الناس ترزق وتغفل عن الرازق وتحجبهم النعمة عن المنعم .
وقد يتسائل سائل لم يدع الله هؤلاء الذين يعبدون غيره والذين يشكرون سواه يعيشون فى الدنيا فى دائرة حلمه ويرزقون من فضله؟ نجد ان الاجابة ان هنالك من الناس من يرحم بهم الجميع ويرزق بهم الجميع

[samsam22]

ودليل على ذلك الحديث الشريف(لولا عباد ركع واطفال رضع وبهائم رتع لصببت على الارض (او على الناس) العذاب صبا)
ولذا يقول الرسول (الرجل الصالح يرحم الله به اهل بيته وجيرانه واهل دويرته ويشفع فى سبعين من اهله وجيرانه)
وهذا حال اقل الناس شفاعة وبعض الناس وجودهم فى الارض رحمة فقد ترتكب الفواحش جهارا وعيانا فى مكانا ويظن ان اهله لا يستحقون قطرة المطر ولوجود رجل يدعوا ربه ليلا يرحم الله الحى كله وهناك من يستغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات وهناك من يقول نامت العيون وغارت النجوم وانت حى قيوم يا رب رحمتك ... لاجل هذه الكلمات يرحم الله النائمين على المعاصى فكم من عباد يخفى حالهم على الناس ولو اقسموا على الله لابرهم ويقول الرسول(رب عبد اشعت اغبر لا يابه له لو اقسم على الله لابره) فكم من عباده الصالحون.
نسال الله تبارك وتعالى ان نكون منهم.

[samsam22]

الحديث الثالث


(انما اتقبل الصلاة ممن تواضع بها لعظمتى ولم يستطل بها على خلقى... ولم يبت مصرا على معصيتى ...وقطع نهاره فى ذكرى ...ورحم المسكين وابن السبيل والارملة ورحم المصاب... ذلك نوره كنور الشمس ...اكلؤه بعزتى واستحفظه بملائكتى واجعل له فى الظلمة نورا وفى الجهالة حلما ...ومثله فى خلقى كمثل الفردوس فى الجنة)

[samsam22]

تفسير الحديث


يظهر فى الحديث امور كثيرة اولها اهمية الصلاة وهى الركن الاول فى الاسلام والركن العملى الاول لان ما قبلها (لا اله الا الله محمد رسول الله) عقيدة وما بعدها الركن العملى لان التوحيد اقرار باللسان واعتقاد بالفؤاد فالركن العملى الاول هو الصلاة.
(اتقبل الصلاة) شرط هام وهو ان المصلى يجب الا يتطاول بصلاته على احد من خلق الله بمعنى ان يصلى متواضعا لله ويضع اشرف ما فى الانسان وهو وجهه على احقر ما فى الوجود وهو التراب تذللا لله فالهدف من الصلاة هو اظهار الذلة والخضوع لله والشرف كل الشرف فى ان تخضع وتذل لله سبحانه وتعالى ومن تواضع لله رفعه.

[samsam22]

وهناك اناس يصلون فينظرون لغيرهم على انهم ادنى درجة منهم ومع ان الصلاة عماد الدين من اقامها فقد اقام الدين ومن هدمها فقد هدم الدين ولكن لا احد يعلم ما تخفيه الايام وما طويت عليه الصحف فيقول تعالى(ولا تقولوا لمن القى اليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم) واذا كنت من قبل لا تصلى ولا تحافظ على الصلاة فى اوقاتها فهداك الله اذا هو قادر على ان يهدى غيرك واذا كنت تصلى اليوم وتواظب على الصلاة فانت لا تدرى ما يصنع الله بك غدا فعلى المصلى ان يدعو ربه ان يديم عليه نعمة الصلاة ولا يتطاول بصلاته على احد.