الدروس الخصوصية ظاهرة لم تقتصر على الثانوية العامة فقط، بل إنها أصبحت قاسماً مشتركاً فى تعليم الأبناء، حتى إن كان الابن لا يزال فى الصف الأول الابتدائى.
ويشير الدكتور محمد أمين المفتى، أستاذ المناهج واستراتيجيات التدريس بكلية التربية جامعة عين شمس والعميد الأسبق للكلية، إلى أن ظاهرة الدروس الخصوصية تفشت بصورة كبيرة عما سبق، بعدما أصبحت شهادة الثانوية العامة سنتين بدلاً من سنة واحدة، وأصبح هناك سباق محموم على الالتحاق بكليات معينة، يطلق عليها البعض كليات القمة، وهذه الظاهرة لها سلبيات متعددة، لعل من أهمها العبء المادى الذى يرهق رب الأسرة، خاصة إذا كان عدد أولاده فى التعليم كبيراً، وأن الدروس الخصوصية لا تعلم إنما تفك شفرة أسئلة الامتحانات مما اختزل العملية التعليمية من التعلم إلى مجرد اجتياز الامتحان، وبالتالى نجد أن هناك أجيالاً تنهى مرحلة التعليم قبل الجامعى دون أن يكون لهم أى رصيد معرفى كافٍ يؤهلهم للتعليم الجامعى والنجاح فيه، ومن ثم نجد أن نسبة لا يستهان بها من طلبة الجامعة تعانى من صعوبات تعلم فى كلياتهم، ومن ثم أصبحت نسبة النجاح فى بعض الكليات منخفضة جدا.

وعلاوة على ذلك فإن الدروس الخصوصية تعود على الكسل الذهنى للطالب، حيث إنها تقدم المعلومة فى صورتها النهائية دون أن يعمل الطالب عقلة فى إنتاجها أو الوصول إليها، وبالتالى نجد أن الدروس الخصوصية، قد انتقلت أيضاً لبعض الكليات الجامعية، ومن خلال الخبرة على مدار السنوات الماضية يجب التصدى لتلك الظاهرة. ومن خلال مجالين الأول هو بنية المنهج الدراسى، والثانى هو نوعية الامتحان الذى يتم تقييم الطالب على أساسه.