شاهدتهم سلسلة أفلام الزومبى أو الموتى الاحياء ؟لا داعى للمشاهدة ففى أندونسيا يؤمنون بهذا الامر تمام الأيمان بل انهم يمارسون الشعائر العقائدية لضمان عودة احبائهم .
تتميز قرية ” tana toraja ” الواقعة جنوبى مدينة Sulawesi الاندونسية ، بتقاليدها الغريبة والشاذة فيما يخص الموت والموتى ، و اذا تمعنت فى البحث سترى مئات بل الالاف من الاشخاص المهتمين بتلك الشعائر العقائدية الغريبة سواء من باب الدراسة او من باب الفضول البحت و عموماً فان قارة أسيا لها اغرب العادات والتقاليد فى دفن الموتى و الحداد وكل ما يخص الموت بصفة عامة.
فى أثناء الأحتلال الدانماركى دخلت المسيحية الى تلك القرية الصغيرة و غيرت العديد من العادات والتقاليد الوثنية الموجودة هناك ولكنها لم تستطع للاسف تغيير العادات و التقاليد المرتبطة بالموت والدفن .
ونراهم مشغولون بالموت أكثر من أنشغالهم بالحياة لدرجة تشعر معها و كأنهم يحتفلون بموت احد أقاربهم او ابناء القرية حيث تقام السراداقات وتنحر الخنازير و الابقار وتفرد الموائد بهذه المناسبة .
وتتكلف الدفن و الشعائر الجنائزية هناك اموال طائلة و لذلك يدفن هناك المتوفى فى كفن مؤقت تحت منزل العائلة و يطلقوا عليه اسم ” المريض ” حتى يستطيعوا تدبير المال اللازم للجنازة و الوليمة و الكفن و الدفن وكل التفاصيل ثم يقومون بنبش الجثة و استخراجها و دفنها بالشكل الللائق من وجهه نظرهم و ساعتها يبح يتغير اللقب الى ” المتوفى ” اما فى حالة ان عائلة المتوفى متيسرة الاحوال فيمكنها فعل هذه الامور حال الوفاة وفى بعض الاحيان يقوم بعض الاشخاص و العائلات بقضاء عمرهم كله فى الادخار انتظاراً لهذه اللحظة فهم يؤمنون ان عند نقل جثة المتوفى من التابوت الرخيص الى التابوت الفاخر ستدب فيه الحياة مرة اخرى و سيبعث حياً .
و يحرص السائحون و الزائرون على حضور هذه الشعائر الغريبة ولا يمانع ابدا السكان المحليين طالما ان الزائر لا يرتدى ملابس حمراء او سوداء.
وجرت العادة ان تبنى الكنائس على الاطراف المترامية للقرية و لذلك لا يدفن المتوفى فى الارض و لكنهم يدفنوا فى توابيت خاصة تعلق على الجبال و المنحدرات حيث يتم حفر أماكن فى الجبال و المنحدرات والجرف مناسبة لحجم التابوت وايضا حفر شرفات و يوضع فى كل واحدة منها مجسم صغير يشبه المتوفى بحيث يقف فى الشرفة و يستطيع الاعتناء بابناءه و اقرابائه ولكن سرق اللصوص العديد من هذه المجسمات و باعوها للسياح و لذلك فضل اقارب الاموات الاحتفاظ بها فى منازلهم بعيدا عن ايدى اللصوص ، وبمرور الوقت يبلى الخشب و تتناثر بقايا المتوفين ولا يمانع ابدا سكان القرية بل يعتبروها بشرى خير .
ويصنع التابوت من افخر انواع الخشب و يزين و يجمل و ينقش عليه أشكال فنية وهندسية جميلة .
و تقاليد هذه القرية معروفة حيث كانت من وقت ليس ببعيد محور اهتمام الجميع وخاصة اصرار وتصميم بعض اهل القرية على ابقاء هذه العادات و التقاليد حية برغم تفتح العقول و التقدم التكنولجى ، ومما اعاد هذه القرية الى دائرة الضوء مرة اخرى صور حديثة انتشرت على شبكة الانترنت وفى المواقع الرائدة صور لسيدة متوفاة فى القرية وهى تسير هائمة فى القرية وتضاربت الاقوال هل هذه دمية او سيدة متوفاة فعلاً.
و سبب هذه الأقوال الأسطور المنتشرة فى القرية فاذا مات متوفى بعيداً عن مسقط رأسه فيجب الا يدفن حيثما مات بل حيثما ولد حتى تستريح روحه ولا يعود الى الحياة مرة اخرى وهناك العديد من المتربحين من هذا الامر حيث يقومون بنقل المتوفون لمسافات بعيدة حيثما ولدوا و يتقاضوا نظير تقديم هذه الخدمة .

ويروج اهل القرية ان هذه الجثة ما هى الا جثة امراءة توفيت و دبت فيها الحياة مرة اخرى سواء ألانها دفنت بعيداُ عن مسقط رأسها او تمكن ذوويها اخيراً من نقلها الى تابوتها الفاخر .
وفى وجهه نظرى ارى اهل القرية يدافعون بطريقة ذكية و ماكرة عن استمرار عاداتهم و تقاليدهم المتبعة منذ قرون و يلتفوا اليهم نظر العالم مرة اخرى و اعتقد انكم جميعاً تشاركونى الرأى .


الحمد لله على نعمة العقل والاسلام