أغاب الوصل وانتفقا؟
وضج الشوق واندفقا

أغابت من تُميلُ النحل
فيبقى الشهد مندلقا

أيا خير الغواني غناً
وسبحان الذي خلقا

ففي العينين إن نظرتْ
عيونُ الموت إن رمقا

وإن قالت فيا أملي
كصوت البدر لو نطقا

وأجمل ما تراه دجىً
ضياء قد كسى العنقا

وإن جَهِدت بمصلحةٍ
فمسكٌ تذرف العرقا

كأنّ الحسن مرتسمٌ
شكلا أو تشأ خُلقا

فتلك عفيفةٌ سمحى
وأشْفَقُ منْ حَوى الشّفَقا

غَضُوض الطرف إن مشيت
فلا تُبصرْ سوى الطرقا

وإن شئت الغوى دربا
فلن تدري لها نفقا

وتغضض صوتها هوْناَ
وترسم قولها لَبِقا

إذا رحلت فمن يأتي ؟
تغيب فمن إذن شَرَقا ؟

سيبكي الشعر في ورقي
رثاءً إن غشى الورقا

فقلبي ليس يعرفني
فأنتي الروح إن خفقا

وأنتِ هواه إن يهوى
وأنتِ العشق إن عشقا

تحمّل نوقها وسني
وتهدي مقلتي الأرقا

وتطفئ نجمَ عاشقها
وتحصر عنده الأفقا

أترحل والهوى حرج ؟
وقلبي فيه منطلقا

وإن سرقت فؤادي فلا
يعاف فؤادي من سرقا

يسابق هجرها موتي
وموتي اليوم قد سبقا ..!