بدأ الآلاف من اليهود اليوم الخميس، بالاحتفال بعيد المساخر "بوريم"، الذى يعتبر الأكثر شعبية من بين جميع الأعياد اليهودية، والذى أقيم من غروب الشمس من أمس الأربعاء السابع من مارس الجارى ويستمر حتى غروب شمس يوم الخميس الثامن من الشهر نفسه.

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إن الإسرائيليون يحتفلون من كل عام خلال هذه الأيام بهذا العيد فى معظم المدن الإسرائيلية باستثناء مدينة القدس، وبعض المدن الأخرى والذين يحتفلون به يومى الخميس والجمعة فى هذا الأسبوع.

وأضافت يديعوت أن الاحتفالات بعيد المساخر الذى يصادف اليوم ستصل إلى ذروتها فى جميع أنحاء إسرائيل، مشيرة إلى أنه يحتفل بهذا العيد بمناسبة إفشال مؤامرة الوزير "هامان" فى عصر الدولة البابلية بالعراق رمزاً لانتصار الشعب اليهودى على حكم الطغيان.

وفي إطار احتفالات هذا العيد سيرسل 19 مجلسا سكانيا في مختلف المدن 16 سيارة تخرج عند الساعة الثالثة مساء للتجوال فى شوارع مدينة طبريا وعليها عروض خاصة تقوم بعملها فئة الشباب والتى ستقام باحتفالات تنكرية كبيرة.

وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن الاحتفالات ستقام في عدة مدن منها "حولون" والقدس و"أشكلون" والخليل خاصة فى كريات أربع إلى ساحة الحرم الإبراهيمى والتى ستشهد عدة مسيرات يشارك بها آلاف الإسرائيليين بأوقات مختلفة، كما سيتم تنظيم العديد من العروض التى أعدوها للاحتفال بالعيد.

الجدير بالذكر أن "نبوخذ نصر" ملك بابل شن حملة عسكرية على مملكة "يهودا" فى القرن السادس ق.م، ودمر مدينة القدس، واحرق بيت المقدس – الذى يدعى اليهود بأنه الهيكل المقدس اليهودى - وأجلى العديد من السكان اليهود إلى بابل، ولكن لم يدم هذا الحال طويلا، فبعد حوالى 50 عاما من هذه الواقعة، شن الملك الفارسى "قورش" هجوما كاسحا على الإمبراطورية البابلية، وسقطت بابل خلال هذا الهجوم ووقعت جميع مستعمراتها تحت سيطرة الفرس، وأصدر قورش عفوا شاملا عن اليهود، وسمح لهم بالعودة إلى يهودا، وبناء بيت المقدس من جديد، وتعد هذه الحقبة فى التاريخ اليهودى بداية عهد بيت المقدس الثانى.

ويصف سفر أستير بالتوراة هذا التحول الدرامى الذى طرأ على البلاد وعلى الشعب اليهودى حيث كتبت له النجاة برعاية إلهية، بعد أن كان معرضا للفناء، حيث أبدلهم الله الشقاء بالازدهار، والحزن بالفرح، والكبت والاضطهاد بالحريات الدينية والسياسية، على حد ما جاء بالسفر اليهودى المشكوك فى روايته.

وكانت أستير فتاة يهودية جميلة وكشفت عن هويتها اليهودية أمام الملك الفارسى بعد أن تكتمت على يهوديتها فى البداية، وأعدم هامان وزير البلاط الفارسى الذى نصب المكائد للشعب اليهودى، ويتجلى كل هذا فى الاحتفالات التنكرية التى أصبحت من مظاهر عيد "البوريم" فى إشارة إلى التحولات الدرامية التى شهدها الشعب اليهودى فى تلك الحقبة المتقلبة.