صدر عن دار العربى للنشر، ترجمة عربية لكتاب "الجرى" لمؤلفه ثور جوتاس، ونقلته إلى اللغة العربية نادين الخطيب، وهو كتاب يسلط الضوء على الجرى كهواية منذ بدأت من أقدم العصور وحتى أصبحت إحدى الألعاب الأوليمبية.

ويقول الناشر شريف بكر فى مقدمته للكتاب: أن نكتب تاريخًا لرياضة كالجرى كان شيئًا جديدًا لم يحدث من قبل. لقد بحثنا عن الكتب التى كتبت فى هذا الموضوع من قبل، ووجدنا أنها كانت إما كتبًا رياضية بمعنى الحديث عن كيفية الجرى وطرقه، أو قصصًا تحكى عن أشخاص ورحلتهم مع الجرى ومدى كفاحهم ومعاناتهم حتى أنهو السباق. يشترك النوعان فى شىء واحد: هو تصويرهم الجرى كشىء مؤلم ومجهد ومكلف.

ويوضح "بكر" عندما أبدينا اهتمامنا كدار نشر بهذا الكتاب، وبدأت المفاوضات الطويلة مع الوكيلة الأدبية للكاتب "ثور جوتاس" النرويجية الأصل، كادت المفاوضات أن تفشل تمامًا وذلك لفارق المستوى الاقتصادى بين البلدين، ولكن حين عرف "ثور جوتاس" باهتمام ناشر عربى مصرى بأن يوصل ما كتب إلى الجمهور العربى أعرب عن سعادته بذلك بشكل كبير مما سهل المفاوضات بعد ذلك، بل وأبدى استعداده أن يساهم فى الترويج للكتاب والحضور وعمل ندوات له.

ودفعنا ذلك بالطبع لمحاولة التعرف أكثر على الكاتب، فاكتشفنا أنه من مواليد 1965 فى مدينة برومندال فى النرويج. هو مهتم دائماً بكل ما هو غير تقليدى وله علاقة بالتراث والفلكلور.

اهتم بتاريخ الفكر وكيف تغيرت الشعوب، حتى إن بحث التخرج الخاض به كان بعنوان "سلوك الغجر من منظور تاريخى".

هذه هى المعلومات الرسمية المعروفة عنه، ولكن بالصدفة عندما سألنا وكيلته الأدبية عن وقته المتاح فى فترة ما، فقالت: "إنه سيكون منشغلاً حتى آخر العام" (وكنا لا نزال فى شهر أكتوبر)،
وعندما سألنا عن السبب قالت: "إنه يزرع 1000 شجرة!" فأبدينا اندهاشنا وسألنا: "لماذا"، فقالت "إن الكتاب باع عددا كبيرا من النسخ حول العالم بعدة لغات، وشعر أنه تسبب فى أضرار كبيرة بالبيئة بسبب الورق الذى استــُخدم فى طباعة كتبه حول العالم، فقام بحساب عدد الأشجار التى استخدمت لصناعة الورق الخاص بكتبه وقرر زراعة أشجار أخرى لتعويض ما استهلك"، لم أستطع أن أخفى اندهاشى وإعجابى من هذا الموقف وزاد احترامى للكاتب بشكل كبير.

ويوضح الناشر أن أهم ما يميز هذا الكتاب أنه سهل القراءة ومناسب لكل الأعمار فهو ملىء بقصص قصيرة من حول العالم ويحكى عن مختلف العصور وبطلها دائماً هو "الجرى".. كما أنه ملىء بالمعلومات والطرائف التى لم نسمع عنها من قبل.