الاقتصــاد الأمريكي يختتم أسبوعاً مليئاً بالأخبار والبيانات الاقتصادية .. وبرنانكي يأبى إلا وأن يزيد من زخم البيانات


شهد الاقتصاد الأمريكي أسبوعاً مليئاً بالأخبار والبيانات الاقتصادية، وذلك بالمقارنة مع الأسابيع الماضية، حيث تركزت بيانات الأسبوع الماضي على بيانات تقرير الدخل والناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن رئيس البنك الفدرالي الأمريكي بن برنانكي زاد من زخم البيانات من خلال إدلائه بشهادته النصف سنوية حيال السياسيات الاقتصادية للبنك الفدرالي الأمريكي أما اللجنة المالية في الكونغرس الأمريكي.
وقد استهل الاقتصاد الأمريكي بيانات الأسبوع الماضي ببيانات طلبات البضائع المعمرة، حيث أكدت البيانات على انخفاض طلبات البضائع المعمرة خلال كانون الثاني/يناير الماضي وبأدنى من التوقعات، إلا أن تلك الطلبات والمستثنى منها المواصلات أظهرت انخفاضاً هي الأخرى خلال الفترة ذاتها وبأسوأ من التوقعات، الأمر الذي يؤكد على أن طلبات البضائع المعمرة لا تزال ضعيفة، في حين أظهر المؤشر أن الطلبات على المنتجات التي تعكس قابلية إنفاق المستهلكين لا تزال ضعيفة هي الأخرى، بسبب ضعف مستويات الإنفاق، علماً بأن الإنفاق يشكل ثلثي الناتج المحلي الإجمالي تقريباً.
أما وزارة التجارة الأمريكية فقد كانت على موعد مع إصدار بيانات الناتج المحلي الإجمالي والخاصة بالربع الرابع من العام الماضي 2011 وفي القراءة الثانية، حيث أظهر التقرير بأن الاقتصاد الأمريكي نما بنسبة 3.0% خلال الربع الرابع، وبأعلى من التوقعات التي أشارت إلى أن الاقتصاد الأمريكي نما بنسبة 2.8% خلال الربع الرابع، أما مستويات الإنفاق الشخصي فقد ارتفعت بنسبة 2.1 بالمئة بأعلى من التوقعات، حيث تؤكد تلك القراءات على أن الاقتصاد الأمريكي يواصل تحسنه تدريجياً وبوتيرة معتدلة.
وقد أصدر الاقتصاد الأمريكي خلال الأسبوع الماضي بيانات تقرير الدخل، والتي جاءت ببيانات متباينة بعض الشيء، حيث صدر التقرير عن وزارة التجارة الأمريكية في قراءته الخاصة بشهر كانون الثاني/يناير الماضي، لنشهد تراجع مستويات الدخل وبأدنى من التوقعات، في حين انخفضت مستويات الإنفاق دون التوقعات خلال الفترة ذاتها، وخير ما يمكننا وصف مستويات الدخل والإنفاق به في الولايات المتحدة الأمريكية بأنها لا تزال "ضعيفة"، ولا ترتقي إلى المستويات المطلوبة، الأمر الذي يؤكد فعلاً على أن أنشطة الاقتصاد الأمريكي تنمو بوتيرة معتدلة خلال الوقت الراهن.
حيث أكد التقرير الصادر على ارتفاع الدخل الشخصي خلال كانون الثاني/يناير وبنسبة بلغت 0.3 بالمئة، بالمقارنة مع القراءة السابقة والتي بلغت 0.5 بالمئة، وبأدنى من التوقعات التي بلغت 0.5% أيضاً، في حين أظهرت مستويات الإنفاق الشخصي نمواً متواضعاً خلال الشهر ذاته بنسبة بلغت 0.2 بالمئة فقط، بالمقارنة مع القراءة السابقة والتي بلغت القراءة الصفرية وبأدنى من التوقعات التي بلغت 0.4 بالمئة، علماً بأن مستويات الإنفاق تشكل ثلثي الناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة الأمريكية.
إلا أن رئيس البنك الفدرالي الأمريكي بن برنانكي أشار عقب ذلك وفي شهادته النصف سنوية أمام مجلس الشيوخ والخاصة بالسياسات النقدية على أن استمرار معدلات البطالة في الوقوف عند أعلى مستوياتها، واستمرار التضخم في الخضوع تحت سيطرة الفدرالي الأمريكي، عوامل من شأنها الإبقاء على أسعار الفائدة الرئيسية في البلاد عند مستوياتها المتدنية التاريخية الحالية بين 0.00 و 0.25 بالمئة.
وكرر برنانكي يوم الخميس أمام مجلس الشيوخ ما قاله يوم الأربعاء أمام مجلس النواب، واصفاً التطورات في قطاع العمل الأمريكي بالـ "إيجابية"، إلّا أنه عاد للتأكيد على أن الأوضاع في قطاع العمل لا تزال بعيدة كل البعد عن طبيعتها، مشيراً إلى أن ارتفاع أسعار النفط في الوقت الحالي سيقود ارتفاعاً "مؤقناً" لمستويات التضخم.
هذا ولم يلمح برنانكي ولو من بعيد على أن الاقتصاد الأمريكي بحاجة إلى إقرار خطط تحفيزية جديدة لدعم الأنشطة الاقتصادية في الولايات المتحدة، في حين عاد برنانكي للقول بأن السياسات النقدية للبنك الفدرالي الأمريكي ستبقى "متكيفة" مع مستجدات الأوضاع في الاقتصاد الأمريكي، مشيراً إلى أن مستويات التضخم ستبقى دون معدلات التضخم ستبقى دون مستويات 2 بالمئة، وبالتحديد فقد أكد برنانكي على أن معدلات التضخم ستتراوح بين 1.4 و 1.8 بالمئة خلال العام الجاري 2012.
يذكر بأن برنانكي أكد صراحة يوم الأربعاء على أن خيار إقرار جولة ثالثة من التخفيف الكمي لا يزال على الطاولة، وبأن البنك الفدرالي الأمريكي يقوم في الوقت الراهن بمراقبة البيانات التي تصدر عن الاقتصاد الأمريكي عن كثب، لمعرفة مدى احتياج الاقتصاد الأمريكي لجولة جديدة من الدعم.
منقول