قليلٌ مِنَ اللامبالاةِ ينفعُ
حتى يكونَ بإمكانِنَا
أنْ نُخلِّصَ أرواحَنَا مِنْ شوائبها،
أَنْ نظنَّ الحقيقةَ وهمًا
ونتركَ للحلمِ أَنْ يستمرَّ ثلاثينَ ثانيةً
فنعيشُ ثلاثينَ عامًا إضافيةً
لمجردِ أنَّا حلمنا
-على الرَّغمِ مِنْ نومِنَا المتقطعِ-
حلمَيْنِ:
حُلْمًا نرى الناسَ فيهِ على هيئةِ الطيرِ نَسْرًا يبوحُ لصقرٍ بوقتِ الهجومِ على عُشِّ عائلةٍ تتكونُ مِنْ أبوَيْنِ وخَمْسِ عصافيرَ والصقرُ يأخذُ عهدًا على النَّسْرِ كي لا يخونَ اتفاقًا.
وحُلمًا نرى الطيرَ فيهِ على هيئةِ البَشَرِ العائدينَ مِنَ الحربِ: سِرْبُ العنادلِ في أوَّلِ الجيشِ يبكي العدوَّ، وفي وَسَطِ الجيشِ كانَ العُقابُ يقولُ لإخوتِهِ: لا تقولوا انتصرنا وقولوا انهزمنا لأنَّ انتصارَ القويِّ على الضعفاءِ دليلٌ على ضعفِهِ ليسَ إلا..
وفي آخرِ الجيشِ مالَ غُرابٌ على هدهدٍ قائلا: إنني الآنَ في حَيْرَةِ مِنْ ضميري؛ هَلِ انتصرَ الجيشُ؟
قالَ له الهدهدُ الفذُّ: كلا.
فقالَ الغرابُ: إِذَنْ نحنُ منهزمونَ؟
وَمِنْ دونِ أَنْ ينظرَ الهدهدُ المتأكِّدُ نحوَ الغرابِ
أجابَ بشيءٍ مِنَ اللامبالاةِ: كلا..
ولكنهُ الحلمُ يا صاحبي،
لا هزيمةَ في الحلمِ،
لا نصرَ في الحلمِ،
لا سِلْمَ،
لا حَرْبَ،
لكنه الحلمُ يا صاحبي لَيْسَ إلا..