تؤكد الدكتورة هبة عيسوى أستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس، أن الشخصية القوية لها سمات ودلائل واضحة، فتعرف هذه الشخصية بمجموعة متميزة من الخصائص والخصال والسمات وأنماط السلوك ذات الطابع الدائم والمستمر التى ترافق الشخص طوال حياته، ما لم يحدث طارئ يغير نمط شخصيته، ولكل فرد نمط خاص فى التفكير والإحساس والسلوك، سببه اختلاف العوامل الجينية الموروثة، وعوامل البيئة الاجتماعية التى تؤثر فى التفكير والإحساس والسلوك، وتتميز الشخصية القوية والسوية عن الشخصية المضطربة بقدرتها على المرونة فى التفكير والإحساس والسلوك فى المواقف الاجتماعية المختلفة، ويعنى ذلك كما تقول الدكتورة هبه إلى أن الشخص يكون قادرا على الاستفادة من خبراته السابقة فى تغيير الآراء والأحاسيس والانفعالات الخاصة به لتحسين سلوكياته عندما يحصل على معطيات جديدة تبرر ذلك التغيير، وبذلك تمكنه هذه المرونة فى أن يتعايش مع الآخرين ويتفاعل معهم، وأن يعبر عن أفكاره وأحاسيسه وسلوكه بطريقة مقبولة من الآخرين، وأن يفكر ويتصرف بطريقة يمكن توقعها فى مواقف مختلفة، مثلا الشخص الذى يغضب فى موقف مثير للغضب فهو يتميز بشخصية متوازنة أما الشخص الذى يغضب من أشياء لا تدعو إلى الغضب أو من لا يمكن أن تتوقع الأشياء التى تغضبه فهو شخص مضطرب الشخصية .

والمفهوم الدارج للشخصية القوية يعنى قدرة الفرد على إظهار وعرض نفسه أمام الآخرين، أو ما هو معروف بأنه يفرض شخصيته على الآخرين، وهذا المفهوم لا يختلف كثيرا عن المفهوم العلمى للشخصية، لأن قدرة الشخص على إظهار نفسه بشكل جيد أو سيىء تتوقف على السمات والخصال والصفات التى تميز شخصيته مع قدرته على التكيف.