يستمر الاقتصاد الأمريكي في المسير في طريق هذا الأسبوع الهادئ جداً، والذي قد يكون من أكثر الأسابيع هدوءاً والتي تمر على الاقتصاد الأمريكي من حيث إصدار البيانات والأخبار الاقتصادية، وها نحن نصل إلى يوم الثلاثاء، حيث سيصدر عن الاقتصاد الأمريكي خبر واحد له تأثير متوسط على الأسواق، ألا وهو مخزونات النفط الخام خلال الأسبوع الماضي.

وتشهد تداولات اليوم عزيزي القارئ انحصاراً ضمن مستويات ضيقة جداً، وذلك على مستوى جميع الأدوات المالية بلا استثناء، مع الإشارة إلى أن الاقتصاد الكندي سيكون حاضراً اليوم أيضاً من خلال إصدار بيانات تتعلق بقطاع المنازل الكندي، في حين يقف المستثمرون في حالة من الترقب حول تقارير أرباح الشركات والتي تتعلق بأداء الشركات الأمريكية خلال الربع الرابع من العام الماضي 2011.

ولا بد لنا من الإشارة إلى أن الأضواء لا تزال مسلطة على التطورات اليونانية، في حين يستعد رئيس وزراء اليونان اليوم الأربعاء للقاء قادة الحكومة اليونانية ليتحاور معهم بخصوص خطة الإنقاذ الثانية التي ستموّل من قبل كل من صندوق النقد الدولي، الاتحاد الأوروبي و البنك المركزي الأوروبي، وذلك لمجابهة التفاقم الكبير في مديونية اليونان التي كانت أولى ضحايا أزمة المديونية في أوروبا.

وعلى الحكومة اليونانية الموافقة على رفع نسبة الاقتطاع من الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 1.5%، وذلك باقتراح من رئيس الحكومة لوكاس باباديموس، والذي يهدف إلى تخفيض معدل الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي من أعلى مستوياته عند 120% بحلول العام 2020.

وفي المقابل، يطالب المقرضون الدوليون اليونان بتخفيض الأجور بنسبة 20%، وخفض المعاشات بنسبة 25%، و إغلاق كثير من المؤسسات العامة وتسريح 15,000 ألف موظف مع تفعيل برنامج الخصخصة حتى نهاية نيسان/أبريل القادم.

هذا وقد جدد رئيس البنك الفدرالي الأمريكي يوم أمس الثلاثاء في شهادته أمام الكونغرس الأمريكي على أن أسعار الفائدة الرئيسية في البلاد ستبقى عند مستوياتها التاريخية المتدنية الحالية بين 0.00 و 0.25 بالمئة، وتعهد بحماية الاقتصاد الأمريكي من تبعات أزمة الديون الأوروبية.

ومن ناحية أخرى فقد أشار برنانكي إلى أن قطاع العمل الأمريكي لا يزال بعيداً عن "وضعه الصحي" على الرغم من تحسن قطاع العمل في الآونة الأخيرة بصورة معتدلة، في حين دعا برنانكي مجلس النواب الأمريكي إلى تخفيض عجز الميزانية على المدى الطويل.

ولا بد لنا من الإشارة إلى أن برنانكي أكد على أن قرار إبقاء الفدرالي الأمريكي على أسعار الفائدة دون تغيير حتى أواخر العام 2014 يهدف إلى تحقيق الاستقرار الاقتصادي والمالي، مؤكداً على أن مسؤولية كبيرة تقع على عاتق صناع القرار في الولايات المتحدة لوضع الاولايات المتحدة على مسار مستدام يضمن تخفيض مستويات الديون المرتفعة للولايات المتحدة.

كما وأكد برنانكي مجدداً على أن التضخم لا يقلق البنك الفدرالي الأمريكي في الوقت الراهن، وبأن البنك الفدرالي الأمريكي مستعد لدعم الاقتصاد الأمريكي إذا ما استدعت الحاجة ذلك.

وبحلول يوم غد الخميس سيكون جمهور المستثمرين على موعد مع تقرير طلبات الإعانة الأمريكية، والتي من المرجح أن تظهر ارتفاعاً بشكل طفيف خلال الأسبوع المنتهي في الثامن والعشرين من كانون الثاني/يناير، علماً بأن الأسواق لم تنسى بعد المفاجآة السارة التي أطلقها قطاع العمل مع نهاية الأسبوع الماضي، والتي أظهرت انخفاض معدلات البطالة إلى 8.3 بالمئة.

أما يوم الجمعة فسيحمل لنا تقرير الميزان التجاري والذي من المتوقع أن يظهر توسعاً في العجز خلال شهر كانون الأول/ديسمبر، إثر ارتفاع الدولار الأمريكي أمام العملات الرئيسية في ذلك الوقت، مما أثقل كاهل الصادرات الأمريكية.

وفي النهاية عزيزي القارئ فقد شهدنا اليوم استقرار مؤشرات الأسهم الأمريكية في تعاملاتها الآجلة، وذلك قبيل انطلاق جرس بداية الجلسة الأمريكية، حيث ارتفع مؤشر الداو جونز الصناعي في تعاملاته الآجلة بنسبة 0.1 بالمئة أي بواقع 17 نقطة لغاية اللحظة، ليصل إلى مستويات 12848 نقطة، بينما ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 في تعاملاته الآجلة بنسبة بلغت أقل من 0.1 بالمئة، ليتداول حالياً عند مستويات 1345.3 نقطة، (تم تسجيل البيانات في تمام الساعة 10:47 بتوقيت لندن