يأمل باحثون أمريكيون بأن يكونوا أول من يصنع خصية صناعية تنتج حيوانات منوية بشرية، لتشكل أول جهاز يتيح للرجال المصابين بالعقم الإنجاب، وذلك بعد ثلاثة أعوام من محاولة بريطانية لإنتاج نطف بشرية في المختبر لعلاج مشكلة العقم الذكوري . ونقل موقع (لايف ساينس) الأمريكي عن الباحث في مركز (تورك كلينيك) في سان فرانسيسكو، بول توريك، أنه في حين أظهرت الدراسات مؤخراً إمكانية علاج ذكور الفئران العقيمة عبر إنتاج حيوانات منوية مستخدمين خلايا جذعية، إلا أن الطريقة هذه لا يمكن تطبيقها على البشر .
قال توريك إنه يأمل وزملاؤه عبر تلقيهم هبة حكومية، تطوير “آلة بيولوجية لتصنيع الحيوانات المنوية” البشرية .
وذكر أن الجهاز لن يصمم شبيهاً للخصية، بل هو على الأغلب سيشبه كيساً أسطواني الشكل شفافاً طوله بضعة إنشات .
وقال الباحث إن علماء آخرين حاولوا تصنيع حيوانات منوية في المختبر، لكنها لم تمر بكامل الخطوات الضرورية .
وتمر الخلايا الطبيعية في الخصية ب 12 مرحلة لتصبح حيوانات منوية عاملة، لكن هذه الخلايا توقفت في المختبر عند المرحلة التاسعة أو العاشرة .
وقال الباحث إنه وزملاءه يريدون “تصنيع الخصية في بيئة صناعية بكامل مكوناتها” .
يذكر في هذا الصدد أن علماء بريطانيين في جامعة نيوكاسل يحاولون منذ ثلاث سنوات تطوير نطف بشرية في المختبر على أمل أن تكون هذه النطف قادرة على مساعدة الرجال الذين يعانون مشكلات الإخصاب .
ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) عن فريق الباحثين في جامعة نيوكاسل في حينه تأكيده أن التقنية الجديدة التي توصلوا إليها تحتاج إلى خمس سنوات على الأقل لإكمالها، لكن علماء آخرين شككوا أن يكون زملاؤهم توصلوا فعلاً إلى تطوير نطفة بشرية .
وبدأ الباحثون تجربتهم باستخراج خلايا جذعية من جنين عمره بضعة أيام وتخزينها في حجيرات من النتروجين السائل وأوصلوها إلى حرارة الجسم ومن ثم وضعوها في مزيج كيميائي لتشجيعها على النمو وزودوها بمسجّل جيني لتمكينهم من التعرف إلى نواة خلايا المنشأ وعزلها لتطوير البيوض والمني منها والذي أكدوا أنه ناضج بشكل كامل .
وقال البروفيسور كريم نايرنيا رئيس فريق الباحثين في جامعة نيوكاسل “هذا التطور المهم سيسمح للباحثين دراسة التفاصيل عن كيفية تشكل النطفة البشرية والتوصل إلى فهم أفضل لمشكلات العقم عند الرجال ولماذا تحدث وما هي مسبباتها ويقود بالتالي إلى تطوير طرق جديدة لمساعدة الأزواج الذين يعانون من العقم على إنجاب الأطفال” .
وأضاف البروفيسور نايرنيا “أن هذا التطور سيساعد العلماء أيضاً على دراسة طريقة تأثر الخلايا المشاركة في عملية التناسل بالمواد السامة وعلى سبيل المثال أسباب تعرض الشبان المصابين بسرطان الدم الذين خضعوا للعلاج بالمواد الكيميائية للإصابة بالعقم وإيجاد حل لهذه المشكلة” .
لكن عالم الأحياء في جامعة شيفيلد لم يقتنع بأن باحثي جامعة نيوكاسل تمكنوا فعلاً من تطوير نطفة بشرية كاملة، وقال “نحتاج إلى إجراء اختبارات عملية لمعرفة ما أنجزه هؤلاء الباحثون بدقة في هذا المجال” .
الى ذلك أظهرت دراسة سويدية أن حياة الأزواج الذين يعاونون مشكلات في الخصوبة وخضعوا لعلاجات ولم ينجبوا هي أقل جودة ممن لديهم أطفال .
وذكرت الدراسة التي أعدتها القابلة القانونية في معهد علوم الصحة والرعاية بجامعة “غوثنبرغ” السويدية ماريان جوهانسون وزملاؤها، أن الأزواج الذين يعيشون من دون أطفال لديهم نوعية حياة أفقر من الأزواج الذين خضعوا لعلاجات تتعلق بالخصوبة ونجحوا في إنجاب طفل .
وقالت جوهانسون “إنهم يصوّرون عدم الخصوبة عنصراً أساسياً في حياتهم وقبل كل شيء، فإن جودة حياة الرجال الذين ليس لديهم أطفال تتأثر بشكل سلبي” .