اتهم رئيس الوزراء الروسى فلاديمير بوتين اليوم الخميس، قوات أمريكية خاصة بالضلوع فى قتل الدكتاتور الليبى المخلوع معمر القذافى.

وقال بوتين فى جلسة أجوبة وأسئلة سنوية يجريها مع المواطنين الروس "من فعل هذا؟ إن طائرات بدون طيار منها أمريكية هاجمت الرتل (الذى كان يتحرك فيه)، ومن خلال القوات الخاصة.. التى ما كان ينبغى لها أن تتواجد هناك أصلا.. جلبوا من يسمون بالمعارضة والمقاتلين وقتلوه دون محاكمة أو تحقيق".

وكانت روسيا قد امتنعت عن التصويت فى مجلس الأمن الدولى ما أتاح تمرير القرار الذى خول بالحملة الجوية لحلف شمال الأطلسى على ليبيا، غير أنها عادت وانتقدت بشدة تلك الحملة التى وصفها بوتين فى إحدى المرات بأنها أشبه بحملة صليبية.

كما هاجم بوتين السناتور الأمريكى جون ماكين المرشح الرئاسى السابق والمنتقد لبوتين مرارًا والذى حذر فى رسالة على تويتر هذا الشهر من أن روسيا قد تشهد "ربيعا" قريبا، مضيفا "أعرف السيد ماكين.. أفضل ألا أصفه بالصديق"، لافتا إلى أن "ما تحدث عنه لم يكن موجهاً لى بل موجهاً لروسيا.. فالبعض يريد أن ينحى روسيا جانبا فى ركن ما حتى لا تتدخل فى الأمور.. حتى لا تتدخل فى حكم العالم.. إنهم مازالوا يخشون من قدراتنا النووية- فى إشارة إلى الغرب-.. لهذا نحن مصدر توتر واستفزاز لهم.. نحن لدينا وجهة نظرنا ولدينا نهجنا المستقل تجاه السياسة الخارجية.. وهو ما يبدو واضحاً أنه يثير ضيق البعض".

من جهة أخرى، استبعد بوتين أى طعن فى نتائج الانتخابات التشريعية التى جرت فى الرابع من ديسمبر، مؤكداً أنها تعكس "توزع القوى فى البلاد" وسخر من المعارضة التى اعتقد أن تجمعها يأتى فى إطار حركة "مكافحة الإيدز".

وحول حركة الاحتجاج غير المسبوقة فى روسيا بعد الانتخابات التشريعية، قال بوتين إن "المعارضة ستقول على الدوام أن الانتخابات ليست نزيهة، هذه هى الحال أينما كان وفى كل البلدان"، مضيفا أن "نتائج الانتخابات تعكس بنظرى بشكل مطلق توزع القوى فى البلاد"، بينما انتقدت المعارضة عمليات تزوير وطالبت بإلغاء النتائج، مشيرا إلى أنه "أمر عادى جدا أن يعبر الناس عما يجرى فى البلاد طالما يظل ذلك فى إطار القانون".

وأعلن أنه شاهد فى صور التظاهرات المتلفزة شبان "ناشطون يعبرون بوضوح على مواقفهم"، مؤكدا أن "هذا يسعدنى، إنها نتيجة نظام بوتين"، إلا أنه سخر بعد دقائق من تعبئة المعارضة مؤكدا أنه ظن فى مرحلة أولى أن الشريط الأبيض الذى تحول إلى شعار حركة الاحتجاج يرمز إلى مكافحة الإيدز.

وقررت حركات المعارضة التى جمعت عشرات الآلاف من المتظاهرين فى موسكو احتجاجاً على نتائج انتخابات الرابع من ديسمبر وكذلك، حسب بعض الشعارات، مطالبة "بروسيا بدون بوتين"، أن تستخدم شريطاً أبيض شعاراً ورمزاً لحركتها حمله المتظاهرون على صدورهم.