ذكر مسئولون فى الحكومة التايلاندية، أن حصيلة ضحايا أسوأ فيضانات تجتاح البلاد منذ عقود ارتفعت إلى 381 شخصا اليوم، الأحد، فى الوقت الذى تكافح فيه بانكوك آخر موجة من هذه الفيضانات.

وشهد موسم الأمطار فى العام الجارى غزارة غير عادية، مما تسبب فى إحداث فيضانات على مستوى البلاد وامتلاء خزانات المياه الموجودة فى شمال البلاد بما يفوق سعتها.

وكانت الحكومة اضطرت إلى تفريغ بعض المياه من خزانات بوميبول وسيريكيت فى أوائل أكتوبر الجارى، مما أدى إلى سكب كمية كبيرة من المياه فى نهر تشاو فرايا، الذى فاضت مياهه على السهول الكائنة بوسط البلاد وتزحف الآن باتجاه بانكوك فى طريقها إلى البحر.

وغمرت مياه الفيضانات أجزاء من بانكوك اليوم، الأحد، خاصة المناطق الشمالية وتلك الواقعة على ضفاف نهر تشاو فرايا، غير أنها لم تصل إلى معظم مناطق وسط العاصمة التايلاندية.

وكانت رئيسة الوزراء التايلاندية ينجلوك شيناواترا حثت السكان على التحلى بالصبر وعدم تحطيم حواجز المياه، مشددة على أن المياه ستنحسر قريبا، وقالت "سيتحسن الوضع بعد يوم غد الاثنين.. أعتقد أننا سنتمكن من استعادة الوضع الطبيعى خلال فترة وجيزة".

وتقدر كمية المياه التى تهدد العاصمة التايلاندية بما يتراوح بين أربعة مليارات و15 مليار متر مكعب.

وتبلغ قدرة بانكوك على تصريف المياه حوالى 200 إلى 300 مليون متر مكعب يوميا، مما يعنى أن الأمر قد يستغرق أسابيع أو شهورا، حسبما ذكر أنوند سنيدفونجز مدير وكالة تنمية تكنولوجيا الفضاء والعلوم الجيوفيزيقية لصحيفة بانكوك بوست.

وقد عطل ارتفاع المدّ الذى أبطأ من تصريف مياه نهر تشاو فرايا فى البحر جهود السلطات من أجل الإبقاء على مياه الفيضانات بعيدا عن منطقة وسط بانكوك، وهى مركز المكاتب الحكومية ومؤسسات الأعمال والسفارات ومنافذ البيع بالتجزئة.

ووصل منسوب المياه فى الضواحى الممتدة على طول النهر إلى ارتفاع متر، خاصة فى تشيناتاون والضفة الغربية من النهر المعروفة باسم ثنبور، ويمكن أن تتحمل الحواجز على طول النهر ارتفاع مياه لأقل من 5،2 متر.

ومن المتوقع أن يصل ارتفاع منسوب المياه اليوم، الأحد، إلى 65،2 متر، مما يرجح احتمال تعرض المدينة لمزيد من الفيضانات.

وفى حين أن معظم أنحاء العاصمة لا يزال جافا اليوم، الأحد، فقد حذر وزير العدل راتشا برومنوك، الذى يتولى رئاسة مركز عمليات الإغاثة من الفيضانات، من "السيناريو الأسوأ"، وهو إمكانية أن تصل مياه الفيضانات إلى ما بين 10 سنتيمترات و5ر1 متر فى المدينة.

وقالت إدارة الرى الملكية، إنه ما لم تحدث شقوق فى مصدات المياه حتى يوم 6 نوفمبر فإن وسط بانكوك سينجو من الفيضانات.

وتظهر صور الأقمار الصناعية، وسط بانكوك كجزيرة محاطة بالفيضانات التى تسير ببطء نحو الجنوب إلى خليج تايلاند.