كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية فى صدر صفحتها الأولى اليوم، السبت، تقريرا لها تحت عنوان بالبنط العريض "ضغط ذرى" عن احتمال أن يكون رئيس الوزراء الإسرائيلى "بنيامين نتانياهو" ووزير دفاعه "إيهود باراك" قد قررا بمفردهما مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية.

وتساءل عدد كبير من المعلقين السياسيين فى الصحيفة منهم الخبير الإستراتيجى "ناحوم بارنياع" عن هل اتفق نتانياهو وباراك فيما بينهما على ضرب المنشآت النووية الإيرانية قبل موسم الشتاء المقبل، وبالرغم من معارضة رؤساء الأجهزة الأمنية وبدون مناقشة الموضوع فى المؤسسات وأوساط الاسرائيليين؟.

وأضاق المحلل الإسرائيلى أن هذا السؤال يشغل بال الكثيرين فى الأجهزة الأمنية ويقض مضاجع حكومات أجنبية التى تستغرب من جهة إزاء تكاثر الشائعات حول اقتراب تنفيذ خطوة إسرائيلية قد تغير ملامح الشرق الأوسط، وربما تؤثر على مصير الدولة اليهودية للأجيال القادمة وإزاء غياب أى نقاش فى أوساط الإسرائيليين حول خطوة مصيرية كهذه.

من جهة أخرى كشفت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أن قلقا عميقا ينتاب دوائر صنع القرار فى إسرائيل بسبب محاولات روسيا إحباط –وفق معلومات سرية تسربت إلى تل أبيب- جهود الأسرة الدولية لنشر تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول الخطة النووية الإيرانية, بينما تبذل إسرائيل جهودا مكثفة من أجل إحباط وإفشال الجهود الروسية.

وأوضحت الصحيفة أن القلق الإسرائيلى يعود إلى أن الحديث يدور عن أن التقرير هو الأخطر من نوعه فى تاريخ الوكالة الدولية النووية والذى تتوقع إسرائيل أن يكشف وبشكل واضح الجهود السرية الإيرانية من أجل تطوير سلاح نووى.

ومن المتوقع أن يكشف التقرير أيضا عن عملية تطوير رءوس نووية متفجرة، وكذلك كمية اليورانيوم المخصب لدى إيران التى تضاعفت منذ تقرير سبتمبر الماضى.

وصرح مصدر سياسى مسئول أن التقرير من شأنه أن يعيد القضية الإيرانية النووية التى تم تأجيلها بسبب الربيع العربى الذى أصبح على سلم أولويات المجتمع الدولي, ولاسيما أن قدرة إيران على إنتاج قنبلة نووية آخذة فى التزايد، وبدلا من أن تقوم روسيا بتأييد جهود المجتمع الدولى تقوم بوضع العصى فى الدولايب.

الجدير بالذكر أن التقرير الذى سيتم نشره فى الثامن من نوفمبر المقبل من شأنه أن يضع الأسس المحفزة على فرض عقوبات على إيران بقيادة الولايات المتحدة والتى اشتاطت غضبا على إيران بسبب محاولة اغتيال السفير السعودى.

ويشار إلى أن وزارة الخارجية الإسرائيلية وتحديدا الدائرة الاستراتيجية برئاسة المدير العام "جيرمى يسخاروف" هم الذين يديرون ملف النشاطات الدبلوماسية الإسرائيلية ضد الخطة الإيرانية النووية أمام الأسرة الدولية.