سادت حالة من الغضب لدى بعض الأوساط السياسية الإسرائيلية بعد فشل الجهود الإسرائيلية المكثفة التى أجرتها خلال الفترة الأخيرة للإفراج عن الجاسوس الإسرائيلى المعتقل لدى مصر منذ سنوات "عودة الترابين".

وقالت الإذاعة العامة الإسرائيلية إن نائب الوزير لشئون النقب "أيوب قرا" أعرب عن خيبة أمله الشديدة من عدم الإفراج عن "الترابين" فى المرحلة الراهنة فى إطار صفقة تبادل الجاسوس الإسرائيلى "إيلان تشايم جاربيل" بعدد من السجناء المصريين المعتقلين بالسجون الإسرائيلية، مشيراً فى الوقت نفسه إلى أن الاتصالات مع القاهرة ستستمر.

وفى السياق نفسه، قال نائب الكنيست "يسرائيل حاسون" من حزب "كاديما" المعارض الذى شارك فى الاتصالات للإفراج عن "جاربيل" إنه زاره فى مركز الاعتقال أمس فى القاهرة وتبين له أنه بحالة جيدة.

وأشاد حاسون خلال حديثه للإذاعة العبرية بكيفية تعامل رئيس الوزراء الإسرائيلى "بنيامين نتانياهو" فى هذه القضية.

وأكد نائب الكنيست أن إسرائيل تواصل الاتصالات بهدف الإفراج عن الترابين المسجون فى مصر منذ عشر سنوات بتهمة التجسس.

يذكر أن عودة ترابين ينتمى لإحدى القبائل البدوية فى سيناء وصحراء النقب، تمكن الجيش الإسرائيلى من تجنيد والده سليمان بعد حرب 1967 ليكشف عن تحركات خلايا المقاومة المصرية أثناء حرب الاستنزاف، وفى يناير1990 هرب سليمان وعائلته إلى إسرائيل، وحصلوا على الجنسية، وأقاموا فى مدينة الرهط، ثم أصدرت المحكمة حكماً بالسجن عليه لمدة 25 عاماً مع الأشغال الشاقة المؤبدة.

وعاد عودة ترابين إلى سيناء عام 1999 بحجة زيارة أسرته وأخواته البنات المتزوجات فى مدينة العريش، وأبلغته السلطات المصرية بأنه شخص غير مرغوب فيه، وحذرته من العودة مرة أخرى، لكنه عاد متسللاً عبر الحدود، وألقى القبض عليه، وبحوزته عملات إسرائيلية وجهاز اتصال، واتضح أنه حاول تجنيد زوج أخته المقيم فى العريش للتجسس على التحركات العسكرية المصرية فى سيناء، على أن يكون هو حلقة الوصل بينه وبين الموساد الإسرائيلى.