كشف عدد من الخبراء الاستراتيجيين عن مخاوف إسرائيلية من تكرار هزيمتهم فى حرب أكتوبر 1973، مؤكدين لقناة سى بى سى أمس أنه لا يوجد فضل لسلاح على آخر فى تحقيق النصر الذى شاركت فيه جميع الأسلحة والقادة والجنود والشعب، فى ملحمة ما زال العالم يقف أمامها عاجزا.

حيث قال الدكتور أحمد فؤاد خبير الدراسات العبرية الحديثة بجامعة الإسكندرية، إن تأثير حرب أكتوبر مازال كبيرا، وتقول كتابات الإسرائيليين أنفسهم أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلى ما زال متخبطا حتى الآن مما يثير الخوف عندهم بتكرار هزيمتهم فى الحرب كما حدث فى حرب أكتوبر 1973 أمام الجيش المصرى العظيم.

أضاف "فؤاد" فى حواره مع الإعلامى خيرى رمضان ببرنامج "ممكن" على قناة سى بى سى، أن الصحف الإسرائيلية اعترفت بدور قوات المدفعية والبحرية وجهاز المخابرات المصرية فى تحقيق نصر أكتوبر وأن الجيش الإسرائيلى تحول إلى مجموعة من الجبناء بعد هزيمته أمام الجيش المصرى.

وأضاف خبير الدراسات العبرية أن الغرور الإسرائيلى وتكذيبهم الدائم لإمكانية قيام المصريين بحرب ضدهم كانت سببا رئيسيا فى خسارتهم حتى أن مراسل عسكرى على الجبهة الإسرائيلية أرسل تقريرا يرصد فيه تحركات جادة للجيش المصرى فما كان من جهاز الاستخبارات الإسرائيلية إلا أن شطب على هذا التقرير.

وقال "فؤاد" إن التليفزيون المصرى كان يطلب منه تضخيم دور الضربة الجوية ورصد اعتراف الجرائد الإسرائيلية بأهميتها وذلك منذ خمس سنوات فى برنامج "صباح الخير يا مصر".

وختم خبير الدراسات العبرية كلامه قائلا: "نصر أكتوبر كان محققا حتى قبل بدء الحرب حيث سلحت القيادة المصرية كل جندى على الجبهة بكتاب مذكور به أدق تفاصيل 3500 قائد فى الجيش الإسرائيلى والمواقع التى عليهم تدميرها عند العدو".

من جانبه وصف اللواء عثمان كامل الخبير الإستراتيجى أداء الرئيس السابق حسنى مبارك فى حرب أكتوبر بالجيد الذى لا يرقى لدرجة الممتاز، مؤكدا أن مبارك أجاد وضع خطة عسكرية وأطلق الضربة الجوية فى بداية المعركة ولكنه لم يستغل نجاحه وقتها وتراجع تاركا المجال مفتوحا أمام القوات البرية بدون ساتر جوى فى مواجهة العدو الإسرائيلى.

وأضاف الخبير الاستراتيجى فى حواره مع الإعلامى خيرى رمضان: "الضربة الجوية بالبداية كان لها تأثير كبير لأنها دمرت أهدافا هامة ورجحت الكفة نحونا لفترة، لكن القرار السياسى جاء بتراجع القوات الجوية وتقدم البرية مما تسبب فى عدم توغلنا بشكل كاف داخل سيناء وتوقفنا عند منطقة رأس الكبارى".

أما اللواء مصطفى كامل قائد قوات الصاعقة فى أكتوبر 73 فأوضح أنه لا يوجد فضل لسلاح على أخر فى تحقيق النصر، فقد كنا مليون مقاتل بالحرب وخرجت 228 طائرة لتدمير أهداف إستراتيجية ببداية المعركة، كما تدخلنا بـ2229 مدفعا لمواجهة العدو".