المظاهر الخادعة !!

( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
يتكلم .. وبين كلمة وأخرى كان في ألفاظه رطن مزدوج بكلمات انجليزية .. وكأنه يشتكي من علة في لغة القرآن .. ولكنه يتعمد الخلط حتى يقال أنه مثقف عالي المقام .. قادم من أرض التقدم والتكنولوجيا .. ولا يدري بأن تلك السالفة تسقطه عن العيون .. وتجعله ضمن مسكوبات النفاية .. وذلك المسكين إذا علم الواقع والحقيقة لأدرك أن خيار لغة الضاد هو فضل مفضل من رب السموات والأرض .. خيار لم يكن لبشر حتى ينافق فيه ثم يرى نقصاً فيأتي بالتمام من لغة الآخرين !! .. ولغة الضاد هي لغة غنية بمترادفاتها .. وقد أعيت المعاجم في حمل ثقلها .. والمقام العالي ليس بالتظاهر بلغات الآخرين لتوضيح نقص في لغة القرآن .. وعادة من يفعل ذلك هو في علة من مركب نقص يريد إكماله بتلك الكلمات الأعجمية .. مع الاستثناء لأناس يجيدون الكثير من اللغات الحية الأخرى .. ولكنهم في حالة التحدث باللغة العربية يمتنعون كلياً عن حركة الخلط في الكلمات أثناء التحدث .. وذلك احتراماً لأرقى لغة موجودة على سطح الأرض .. وهي لغة أهل الجنة .. أما ذلك الممثل الذي أراد أن يتظاهر بأنه يجيد اللغات الأخرى ثم يخلط لكي يقال .. فالأحرى به أن يسأل نفسه فهل أهل تلك اللغات يخلطون أيضاً أثناء حديثهم بكلمات من اللغة العربية ؟؟ !! .. ذلك بالطبع لا يحدث .. فلماذا يترفعون ويتدنى هو ؟؟ !! .. والمقام العالي ليس بكلمات من هنا وهناك .. أو ربطة عنق مع بدلة جميلة .. فتلك مظاهر تكون للبعض ولكنها ناقصة في الجواهر .. فعند المحك نجدهم يحملون فوق أكتافهم قرعات فارغة ليس فيها إلا فتات التافهات .. لا علوم ولا ثقافة ولا حكم .. ومع ذلك يصرون على انتقاء الكلمات اللاتينية بين كلمة وأخرى .. وقد يحاولون في بعض الحالات أن يظهروا للسامع بأنهم يستطيعون أن يركبوا جملة طويلة من اللاتينية ولا يجدون ما يقابلها من العربية .... ثم يشيرون بأن يساعدهم أحد في الأمر !! .. ( سبحان الله ) .. والعكس هو السليم .. فكم يليق ذلك لو أن أحدهم جاء بكلمات عربية ثم أدعى أنه لا يعرف معناها باللغة الإنجليزية ( مثلاً ) .. عند ذلك هو لا يسقط عن العين بل هو يكبر لأنه على السليقة السليمة .. وأنه يقدس لغة لسانه ولا يهتم كثيراً بلغة الآخرين إلا عند الضرورة .. فكفاكم يا أهل النفاق ويا أهل المظاهر الخادعة .. فذاك عيب كبير أنتم تسقطون فيه وبه كل مرة عن الأعين .