صدر حديثا عن دار العالم العربى كتاب جديد بعنوان "فى السرد العربى المعاصر" للناقد الدكتور يوسف نوفل.

يتناول نوفل فى الكتاب البناء السردى للأعمال الأدبية بين التقليد والتجديد، لافتا إلى أن القرن الحادى والعشرين جاء ومعه ألوان وتوجهات جديدة من السرد، تعبر عن أجيال وطرحت تساؤلا "أين القصة وأين اللاقصة فى كل هذه الأعمال"، لافتا إلى أن هناك من يحاول وضع تجربة الجيل الأسبق نصب عينيه، ومنهم من يحتذى حذوها مع إضافة، ومنهم من ثار عليها.

ويلفت نوفل إلى أن التطورات الأخيرة فى المجتمعات البشرية انعكست على الفنون ومن بينها فن السرد، مضيفا: وجد الفن لزاما عليه أن يصور عصرا تحلق فى سمائه الذرة وتنتاب أبناؤه الأزمات النفسية الحادة، مؤكدا على أن التجديد فى الفنون سمة كل عصر، ومن أجل هذا يستند المجددون إلى حقيقة بسيطة وهى أن التجديد سمة الإنسان وظاهرة عامة من الطبيعى أن تمتد إلى الأدب الحديث والسرد الجديد.

ويعرض نوفل فى الكتاب لتجارب سردية مختلفة لعدد من الكتاب المصريين والعرب، عبر فصلين فى الكتاب، أحدهما للسرد المصرى ويبدأها بمحمد جبريل ومحمد حافظ رجب، وأحمد الشيخ وسعيد بكر وسعيد سالم وقاسم مسعد عليوة، ومنال السيد، وخليل الجيزاوى، وعبد العال الحمامصى، وفتحى سلامة ومحمد قطب وفؤاد قنديل ورفقى بدوى، وفى الفصل الثانى من الكتاب يتناول المؤلف نماذج من الكتابات العربية القصصية والروائية، ويبدأ هذه النماذج بمناقشة متخيلات السرد القصير فى نموذج الأمثال العربية القديمة، لافتا فى هذا الجزء إلى أن السرد العربى القديم ينتمى إلى السرد الشفوى الذى نشأ قبل التدوين، وهو فن لفظى صدر عن راو ضمنى، وأرسل إلى مروى له، أو متلقين ضمنيين، وتمثل ذلك فى الحكايات الخرافية والأسطورية والأخبار والوصايا والحكم والسير والأمثال.