النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: من قصص البخلاء

  1. #1
    الصورة الرمزية tahahussein827
    tahahussein827 غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    الإقامة
    اليمن
    المشاركات
    71

    افتراضي من قصص البخلاء

    من قصص البخلاء للجاحظ


    1- قصة معاذة العنبرية
    لم أر في وضع الأمور مواضعها وفي توفيتها غاية حقوقها، كمعاذة العنبرية.

    أهدي إليها العام ابن عم لها أضحية. فرأيتها كئيبة حزينة مفكرة مُطرقة، فقلتُ لها: ما لك يا مُعاذة؟ قالت أنا امرأة أرملة وليس لي قيم، ولا عهد لي بتدبير لحم الأضاحي وقد ذهب الذين كانوا يدبرونه ويقومون بحقه. وقد خفتُ أن يضيع بعضُ هذه الشاة ولستُ أعرف وضع جميع أجزائها في أماكنها. وقد علمت أن الله لم يخلق فيها ولا في غيرها شيئاً لا منفعة فيه. ولكن المرء يعجز لا محالة. ولست أخاف من تضييع القليل إلا أنه يجُر تضييع الكثير.

    أما القرنُ فالوجه فيه معروف، وهو أن يجعل منه كالخطاف، ويستمر في جذع من أجذاع السقف، فيعلق عليه الزبُل والكيـران، وكل ما خيف عليه من الفأر والنمل والسنانير وبنات وردان والحيات وغير ذلك. وأما المصران فإنه لأوتار المندفة، وبنا إلى ذلك أعظم الحاجة. وأما قحف الرأس واللحيان وسائر العظام فسبيله أن يكسر بعد أن يُرق، ثم يطبخ، فيما ارتفع من الدسم كان للمصباح وللإدام وللعصيدة ولغير ذلك، ثم تؤخذُ تلك العظام فيوقد بها، فلم ير الناس وقوداً قط أصفى ولا أحسن لهباً منه. وإذا كانت كذلك فهي أسرع في القدر، لقلة ما يخالطها من الدخان. وأما الإهاب فالجلد نفسه جراب، وللصوف وجوه لا تعد. وأما الفرث والبعر فحطب إذا جفف عجيب.

    ثم قالت: بقي الآن علينا الانتفاعُ بالدم. وقد علمت أن الله - عز وجل- لم يحرم من الدم المسفوح إلا أكله وشربه، وأن له موضع يجوز فيها ولا يمنع منها، وإن أنا لم أقع على علم ذلك حتى يوضح موضع الانتفاع به، صار كية في قلب وقذى في عيني وهما لا يزال يعودني.

    قال: فلم ألبث أن رأيتها قد طلقت وتبسمت. فقلت: ينبغي أن يكون قد انفتح لك باب الرأي في الدم. قالت: أجل ذكرت أن عندي قدوراً شامية جُدُدُاً. وقد زعموا أنه ليس شيء أدبغ ولا أزيد في قوتها من التلطيخ بالدم الحار الدسم. وقد استرحت الآن، إذ وقع كل شيء موقعه.

    قال: ثم لقيتها بعد ستة أشهر، فقلت لها: كيف كان قديد تلك؟ قالت بأبي أنت! لم يجيء وقت القديد بعد. لنا في الشحِّم والألية والجنوب والعظم المعرق وفي غير ذلك معاش. ولكل شيء إبّان.



    2- قصة ليلى الناعطية
    من قصص الجاحظ في كتابه "البخلاء"

    وأما ليلى الناعطية، صاحبة الغالية من الشيعة، فإنها ما زالت ترقع قميصاً لها وتلبسه، حتى صار القميص الرقاع، وذهب القميص الأول. ورفت كساءها ولبسته، حتى صارت لا تلبس إلا الرفو، وذهب جميع الكساء. وسمعت قول الشاعر:

    البس قميصك ما اهتديت لجيبه فإذا أضلك جيبُه فاستبدِل

    فقالت: إنّي إذا لخرقاء. أنا - والله - أخوصُ الفتق وفتق الفتق، وأرقع الخرق وخرق الخر

  2. #2
    الصورة الرمزية krimo
    krimo غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    الإقامة
    الجزائر
    المشاركات
    351

    افتراضي

    شكرا أخي


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17