وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى







لايخفى علينا أن المسلم محاسب على أوقاته، والأيام والشهور تمر سراعا والكثير منا في غفلة عظيمة مابين سهر ونوم وانشغال بأمور الحياة، لذا فانه من الواجب علينا اغتنام الأوقات بالطاعات والاستكثار من الخير ما استطعنا، فوالله ليأتين يوم علي وعليك نتمنى أن لو كنا تزودنا من الخير ما استطعنا وفقني الله وإياك لاغتنام الأيام بالطاعات وكسب الحسنات والله هو أكرم الأكرمين سبحانه وتعالى ….


أذكر لك بعضا من الأعمال التي يستطيع أن يقوم بها كل واحد منا ألا وهي :



(( بعـض آداب الجمعة ))



إن كثيرا من خلق الله لايعرفون من آداب الجمعة إلا الاغتسال فقط وربما يفعله البعض لمجرد النظافة أو لأنه تعود عليه منذ صغره وما علم أن هناك آدابا لو فعلها بعد الإغتسال لأصبح يعب من الحسنات عبا ولحاز على خيري الدنيا والآخرة والآداب خمسة ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله :



((من غسل يوم الجمعة واغتسل ,ثم بكر وابتكر ,ومشى ولم يركب ,ودنا من الإمام فاستمع ولم يلغ كان له بكل خطوة عمل سنة -أجر صيامها وقيامها-)) رواه أحمد وصححه الألباني



والمعنى :



من اغتسل يوم الجمعة وذهب أول الوقت مبكرا ماشيا على قدميه إلى المسجد وليس على سيارة ونحوها وأدرك أول الخطبة واستمع إليها بإنصات وكان جلوسه قريبا من الإمام حصل على الثواب المذكور في الحديث بمشيئة الله.


قلة هم منا من يتحلون بهذه الآداب فيكسبون بكل خطوة يخطونها عمل سنة نموذجية ثواب صيامها وقيامها حتى ولو لم يصوموا يوما واحدا ولم يقوموا ليله واحدة فالخطوة الواحدة تعدل عمل سنة كاملة فإذا مشى الشخص مئة خطوة كانت أجر ((100سنة)) فكيف إذا مشى خطوات فانه سيكب عمل مئات السنين بعمل يسير فياله من عمل عظيم



تخيـــــــل معي لحظة :



لو فرغت نفسك وطبقت هذه السنن في جمعة واحدة وكانت المسافة بين بيتك والمسجد حوالي 500 متر أي تقريبا 1000 خطوة فسيكتب لك بإذن الله عمل **ألف سنــة** نعم ألف سنة أجر صيامها كلها وقيامها بدون سيئة واحدة !!!



تخيل ألف سنة ليست سنة ولا عشر سنوات ولا مئة ولا مئتين … أنها ألف سنة.. 365000 يوم… 1825000 صلاة … عدد هائل هائل جدا جدا …لايكاد يُصدق



كل ذلك في جمعة واحدة … في الشهر أربع جمع ( 4000 سنة) وان داومت على ذلك سنة وبها 48 جمعة كان لك أجر ((48000 سنة)) وفضل الله واسع واسع..


لو طلب من أحدنا صيام يوم أو يومين أو ثلاثة لصعب عليه ذلك ورآه مشقة فما بالك بصيام سنة في خطوات …سنة كاملة أيها المسلمون في خطوة …. ما أكرم الله وما أرحمه بعباده سبحانه وتعالى



كل ذلك في أشياء بسيطة وسهلة تستطيع أنت وأنا فعلها…


وما أحلى من أن نجعل لآخرتنا من أعمالنا نصيبا فلنجرب ذلك
خصص جمعة من كل شهر تقوم بفعل سننها الخمس



البسيطة وبَكِّر للمسجد … ساعة واحدة..



وضاعِف حسناتك ورصيدك عند الكريم الأكرم سبحانه وتعالى …



أما فضل صلاة الجماعة في المسجد فهذا خاص بالرجال



لأنهم هم المأمورون بالخروج إليها، إلا صلاة العيد



فتضاعف للنساء أيضاً ، لأنهن مأمورات بالخروج إليها



ولهذا قال ابن دقيق العيد رحمة الله :
"فحيث يندب للمرأة الخروج إلى المسجد




ينبغي أن تتساوى مع الرجل ، لأن وصف الرجولية



بالنسبة إلى ثواب الأعمال غير معتبر شرعاً"
"إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام" (1/193) .

وقال الحافظ ابن رجب رحمه الله :

"وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي خرجه البخاري :




( صلاة الرجل في الجماعة تضعف ) وهو يدل على أن



صلاة المرأة لا تضعف فِي الجماعة



فإن صلاتها فِي بيتها خير لها وأفضل"

" فتح الباري " (4/34)

ونحوه ما قاله الحافظ ابن حجر في شرح حديث السبعة




الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ، ومنهم :



(رجل معلق قلبه في المساجد)



فذهب الحافظ إلى أن هذا خاص بالرجل



لأن صلاة المرأة في بيتها أفضل من المسجد

" فتح الباري " (2/147)
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

" التضعيف الحاصل في صلاة الجماعة يختص بالرجال




لأنهم هم المدعوون إليها على سبيل الوجوب



ولهذا كان لفظ الحديث :



( صلاة الرجل في جماعة تضعف على صلاته في بيته وفي سوقه ، خمساً وعشرين ضعفاً )

وعلى هذا ؛ فإن المرأة لا تنال هذا الأجر




بل إن العلماء اختلفوا في مشروعية صلاة الجماعة للنساء



منفرادت عن الرجال في المصليات التي في البيوت



أو التي في المدارس ، فمنهم من قال : إنه تسن لهن الجماعة



ومنهم من قال : إنه تباح لهن الجماعة . ومنهم من قال :



إنه تكره لهن الجماعة "
وانظر جواب السؤال رقم : (12093)
والله أعلم




((وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى ))



قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى :
(فالتوحيد حصن الله الأعظم الذي من دخله كان من الآمنين، قال بعض السلف:
( من خاف الله خافه كل شيء، ومن لم يخف الله أخافه من كل شيء )