سلام من الله عليكم يا من أذكيتوا توهج المنتدى ثم أما بعد :

كم هي جميلة لغتنا العربية وكم هي سامية وأنيقة وراقية وفصيحة لذا فقد نزل القرآن بهذه اللغة لكن رغم ذلك وبقدر تلك المواصفات فهي خطيرة جدا وتكمن خطورتها في دقتها فالإخلال بحرف أو نقطة قد يغير المعنى تماما وربما أحيانا إلى الضد .

اخترت عنوان وشوشات ولو أغفلت النقاط لأصبحت وسوسات والبون شاسع بينهما .

بالمناسبة : يطلق على صوت الحليّ : وسوسة يقول صنّاجة العرب ( الأعشى ) في قصيدته ( بانت سعاد ) :
تسمع للحلي وسواسا إذا انصرفت ***كما استعان بريح عشرق زجل 0

أعود إلى صلب موضوعي فأبدأ بالوشوشة الأولى التي أرجو أن تصل بمفهومها إلى كل من يقرأها .



الأولى : يأتي أحدهم فيطلق يده كالسهم إلى جيبك وينزع قلمك ثم لما يكون هذا القلم قد التحف أصابعه يقول لك : عن إذنك !! أو لو سمحت !!
أي إذن هذا ؟ وهل هكذا يكون أدب الإستئذان ؟ وما قيمة قولك : ( لو سمحت ) وقد أصبح القلم بين يديك
ألم يكن من اللائق بك أن تستأذن قبل أن تحرك يدك وتجعله يعطيك ما تطلبه بيده لا بيدك ؟
من منحك حق إدخال يدك في جيوب الآخرين لتأخذ ما تريد ؟
لا بد أن نتعلم ثقافة الإستئذان ونبتعد عن أسلوب الهمجية .
هذا مثال وقس على هذا أشياء كثيرة في حياتنا تتم بنفس الأسلوب وبنفس الطريقة فذاك يأتي مكتبك ويتناول ما يريد من على مكتبك ( صحيفة ، مجلة ، أي شيء ) وبعد أن تصبح بين يديه يقول :
عن إذنك وهكذا !!!

الوشوشة الثانية : يدعوك صديقك لزيارته في بيته الذي بناه وسكن فيه ثم من باب فرحته يقول لك :
تعال معي لأطلعك على مرافق البيت ، ثم يأخذك وهو فرح بما حقق ويقول لك : انظر المطبخ ، انظر الصالة ، انظر ........ . ثم لما ينتهي يقول لك : ماهو رأيك في البيت فترد عليه بنفس شينة :

المطبخ مكانه غير مناسب لو كان في مكان الصالة لكان أفضل ، ودورة المياه ( أكرمكم الله ) لو كانت في ,,, وهكذا تبدأ ترسل سيلا من الانتقادات .
عجيب أمرك يارجل !! ترى هذا الإنسان المسرور بما حقق ، أتراه سيستمع إلى كلامك وتوجيهاتك فيبدأ بتكسير البيت وتحويل المطبخ إلى مكان المجلس كما ترى حضرتك ويحول مقر الحمامات إلى غرفة النوم ؟ ألم يكن من الأفضل أن تبارك له بمنزله وتبدي سعادتك وتشاركه فرحته ، يا أخي الموضوع انتهى لاقيمة للرأي في هذه الفترة بعد أن سكن في البيت .

لو كان استشارك قبل البناء فبخ بخ لرأيك لكن بعد البناء والسكن حريّ بك أن تبارك له منزله وتبتسم له وتشاركه فرحته فما سألك إلا من باب المشاركة في الفرحة ممن يعزّون عليه ليس إلا .


إلى الملتقى في وشوشات قادمة بحول الله وقوته .

مما راق لى