أجرت صحيفة إيه بى سى الأسبانية مقابلة مع السفير السابق للولايات المتحدة الأمريكية، فى الأمم المتحدة جون بولتون، قال خلالها،"إذا كنت فى البيت الأبيض لكنت أعلنت منطقة حظر جوى من جانب واحد وكنت هاجمت القذافى قبل ذلك بكثير".

وقال بولتون ردا على دور الولايات المتحدة الأمريكية فى مشاركتها بالأزمة الليبية إن "الرئيس الأمريكى باراك أوباما انتظر طويلا لاتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية المدنيين، وكان من المفترض أن يتصرف بشكل حاسم فى المراحل المبكرة من النزاع، حيث كان من المفترض بحلول ذلك الوقت أن يكون القذافى خارج السلطة، وفى الوقت ذاته فإن هذا ليس الحل النهائى للأزمة، حيث إننا لا نعلم من هم الثوار حتى يتم التحدث معهم".

وأوضح بولتون أنه "منذ بدء المهمة العسكرية فى ليبيا فقد حذرنى عدة محللين عسكريين من أن فرنسا وبريطانيا ليس لديهما القدرة على الحفاظ على الحظر الجوى لفترة طويلة، وهذا بالفعل ما تأكدت منه بنفسى، ولذلك نطالب الناتو بأن يكون أكثر التزاما" معتبرا أن الأزمة الليبية تعد درسا للأوروبيين الذين لم يرغبوا فى وجود بوش آخر فكانت نتيجة غيابه هى "الفوضى"، وفقا لما صرح به خلال الحوار.


وأشار بولتون إلى أن أوباما لا يهتم بالسياسة الخارجية، وهذا أمر يصعب فهمه حيث إن هذه الإستراتيجية مختلفة تمامًا منذ الرئيس الأمريكى الثانى والثلاثين فرانكلين روزفلت، مشيرا إلى أن الأمن القومى لن ينشأ فى لحظة واحدة ولتحقيقه فلابد من وجود اهتمام بالسياسة الخارجية، مشيرا إلى أن ليبيا أكبر مثال على ذلك، حيث إن بدأت تحدث تغييرات مفاجئة فى خلال شهر وبعد 10 أيام بدأنا فى إطلاق الصواريخ، وفى النهاية تم ترك فرنسا وبريطانيا بمفردهم غير قادرين على إنهاء المهمة بالشكل الصحيح."

ومن ناحية أخرى فقد أشار بولتون إلى الوضع فى العراق، معربا عن قلقه بشأن النفوذ الإيرانى، حيث اعتقد أن انسحاب القوات الأمريكية فى نهاية العام سيترك السنة والأكراد قلقين على مستقبلهم، مؤكدا أن ليس هناك ندم على غزو العراق، حيث إن الهدف من ذلك الغزو ليس إسقاط نظام صدام حسين، ولكن بهدف تحقيق الأمن القومى، ولكن على الرغم من ذلك فقد ارتكبنا أخطاء بعد الإطاحة بصدام.


ويذكر أن جون بولتون كان السفير الأمريكى فى الأمم المتحدة منذ أغسطس 2005 إلى نوفمبر 2006، كان يعتبر من المحافظين الجدد وأحد صقور إدارة بوش، تخرج بولتون من كلية الحقوق بجامعة ييل وعمل كمحام لفترة من الزمن وتدرج فى مناصب حكومية عدة قبل أن يتبوأ منصب نائب وزير الخارجية، ويعرف بمواقفه الداعمة لإسرائيل.