بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
دعت دراسة حديثة إلى قلب المفاهيم المتعلقة بالتغذية والحميات الرامية لتخفيف الوزن، بشكل يجعلها تعتمد على زيادة كميات الطعام بدل تخفيفها، مع تحديد نوعيتها، وذلك لمعالجة المشكلة الأساسية التي لا تتطرق الحميات لها، وهي عامل الإشباع النفسي.

وقالت الدراسة التي اعتمدت على تحليل أكثر من 400 بحث، إلى جانب إجراء اختبارات على عشرات الأشخاص، إن المشكلة التي تؤدي إلى زيادة وزن المرء تتمثل في عدم قدرة الدماغ على التمييز بين لحظة الشبع ولحظة الانتفاخ، ما يدفعه لأكل كميات إضافية ليس بحاجة إليها.

وأضافت الدراسة إن الحميات التقليدية تعتمد على تخفيف كميات الطعام والسعرات الحرارية تؤدي إلى خفض الوزن في الأمد المنظور، لكنها تدفع الجسم المعتاد على الدهون إلى تبديل معدلات الأيض، الأمر الذي يزيد جوع المرء مع الوقت ويؤدي به إلى العودة للموائد العامرة التي تزيد وزنه.

واقترحت الدراسة في سبيل ذلك إلى ترك المرء يتناول الكميات التي يرغب بها من الطعام للوصول إلى لحظة الشبع وإرضاء دافعه النفسي للأكل، لكن مع تعديل قائمة الأطعمة لتشمل مأكولات غنية بالألياف والمياه، مثل الخضراوات والفاكهة.

كذلك أشارت الدراسة إلى ضرورة أن يقوم المرء على اختيار الأغذية ذات النكهات المحدودة، وذلك للتحايل على دافعه النفسي الذي يبرز عند تناول الطعام لتذوق كل ما هو موجود على المائدة.


وحذرت الدراسة من خطر سائر أنواع الحميات التي تطلب من الإنسان تحدي جوعه، مشيرة إلى أن الرغبة في تناول الطعام تصدر من الدماغ لدى تراجع مخزون الجسم من السعرات الحرارية الضرورية، وبالتالي فإن تجاهلها قد يؤثر على وظائف الجسم أو طاقة الإنسان.

وأضافت أن أول نوع من الأغذية يأكله المرء بعد شعوره بالجوع الشديد يرتبط لديه تلقائياً بلذة الشبع، وبالتالي، فإن الشخص المعتاد على تناول لوح شوكولاته كوجبة خفيفة عند شعوره بالجوع سيزداد تعلقاً بالحلويات، ويزيد من استهلاكه منها، بينما لو أقدم على تناول الفاكهة أو الخضراوات بمجرد شعوره بالجوع فإن نمط غذائه سيتبدل بالكامل.

الكويتيون من أسمن الشعوب والعلاج يبدأ بالصغار

أكدت وزارة الصحة في الكويت أن الحد من انتشار السمنة يعد من أفضل الحلول لمواجهة الأمراض الناجمة عنها في البلاد، بعد تحذيرات منظمة الصحة العالمية التي وصفت السمنة في البلاد بأنها 'وباء' ينتشر بين 74 في المائة من السكان، ويتسبب بأمراض متعددة، بينها ارتفاع نسبة المصابين بالسكري إلى 15 في المائة من السكان.

ويعود سبب الزيادة المفرطة في وزن الكثير من الكويتيين إلى النظام الغذائي الذي دخل البلاد من بوابة الاحتكاك مع الغرب، والمتمثل في الأطعمة السريعة، إلى جانب طبيعة المناخ والتقاليد التي تجعل المراكز التجاري والمطاعم المتنفس شبه الوحيد للكثير من العائلات.

وتصف نوال الحمد، رئيسة قسم التغذية في وزارة الصحة الكويتية الوضع بالقول: 'زيادة الوزن والسمنة المفرطة في تزايد مضطرد منذ 15 عاماً، أما أسباب ذلك فهي متشعبة، أبرزها نمط الحياة المرفه ووجود العديد من المطاعم التي تقدم وجبات بكل الأذواق.'


وأضافت الحمد لـCNN: 'الدخل في الكويت مرتفع، أما الأطعمة فأسعارها رخيصة، ولكن الأهم من ذلك أن أفراد الشعب الكويتي غالبوا لا يتحركون بما يكفي لحرق السعرات الزائدة، فمنازل البلاد مزودة بأحدث النظم التقنية، كما أن معظم العائلات لديها مدبرة منزل واحدة أو أكثر.'

من جهته، قال سامي البدر، رئيس مبادرة 'Get healthy' الصحية الأهلية، التي تحاول معاجلة هذه المشكلة: 'الأرقام التي تردنا حول نسب البدانة باتت مثيرة للقلق الشديد خاصة خلال الأعوام الخمسة الأخيرة.'

وحذر البدر من خطر السمنة المتزايد على الأجيال المقبلة من الكويتيين، خاصة وأن الأرقام تظهر توسع الظاهرة بشكل واضح في صفوف صغار السن والأطفال، فنصف الفتيات في المدارس مصابات بالسمنة أو بمرض السكري من النوع الثاني الذي كان في العادة لا يصيب إلا كبار السن، ولكنه حالياً بدء يصيب الأطفال بعمر ثماني سنوات.

ودعا البدر إلى محاولة فهم أهمية الطعام في حياة الشعب الكويتي لفهم تطور السمنة قائلاً: 'الطعام عامل أساسي في كل الأنشطة الاجتماعية والعائلية الكويتية، فكلما اجتمعت العائلة يكون الطعام في مقدمة الأمور المرتبطة بالجلسة.. أما على المستوى الاجتماعي فبات تقديم الأطعمة بشكل متزايد للضيوف دليل رقي المضيف.'

ولفت البدر إلى التغيير في البيئة السكنية الكويتية، قائلاً إنه لم يكن يجد أي مطعم حول منزله قبل عشرين عاماً، أما الآن، فالمطاعم، وخاصة تلك التي تقدم وجبات سريعة، منتشرة في كل مكان، أما من يفتقد وجود تلك المحلات، فيمكنه الاستفادة من خدمة التوصيل المجاني إلى باب منزله.

وعن سبل حل المشكلة، قال البدر إنه من الصعب محاولة تغيير العادات الغذائية لدى كبار السن، لذلك فقد قرر العمل مع الحكومة لتوعية الصغار، وخاصة في المدارس، من خلال إزالة الوجبات السريعة في مطاعم المؤسسات التربوية واستبدالها بأطعمة صحية، وتقديم برامج توعية للطلاب وزيادة حصص التربية البدنية


تحياتي لكم