.
الإمارات تحول 10 % من احتياطيات النقد الأجنبي إلى اليورو
.

عماد العلي من أبو ظبي - - 13/02/1427هـ

حذر مسؤول مالي إماراتي أمس، من الانعكاسات السلبية لعرقلة صفقة شركة موانئ دبي العالمية المتعلقة بإدارة عدد من الموانئ الأمريكية على الاستثمار في أمريكا. وأوضح سلطان ناصر السويدي محافظ البنك المركزي الإماراتي أن خلاف "موانئ دبي العالمية" سيؤثر على نظرة المستثمرين إلى الولايات المتحدة وقراراتهم الاستثمارية في المستقبل, مبيّنا أن الخلاف الذي أثاره مشرعون أمريكيون بشأن الصفقة يظهر ازدواجية في المعايير, وانتهاكا للمبادئ.
ولفت إلى أن المستثمرين سيأخذون ذلك في الاعتبار عندما يبحثون الاستثمار في الولايات المتحدة، مشيرا إلى أنهم سيدرسون الفرص الاستثمارية من خلال منظور جديد.
وكشف السويدي أن "المركزي الإماراتي" يدرس حاليا تحويل ما يصل إلى 10 في المائة من احتياطياته من النقد الأجنبي من الدولار إلى اليورو بما يصل إلى مثلي النسبة التي كان البنك يستهدفها في السابق. لكنه لم يربط ذلك بصفقة الموانئ.
يذكر أن الإمارات كانت قد أعلنت بداية العام الماضي أنها حوّلت 5 في المائة من احتياطيها من الدولار إلى اليورو.
وكانت لبنى القاسمي وزيرة الاقتصاد الإماراتية قد حذرت الأسبوع الماضي من أن أزمة موانئ دبي قد تدفع بلدانا أخرى إلى تحويل استثماراتها بعيدا عن الولايات المتحدة.
وأعلنت شركة موانئ دبي العالمية المملوكة لحكومة إمارة دبي الخميس الماضي أنها ستسلم إدارة الموانئ محل النزاع إلى مؤسسة أمريكية تنفيذا لتوجيهات من حاكم دبي لتهدئة المخاوف في الولايات المتحدة من أن الصفقة تشكل تهديدا للأمن القومي الأمريكي.
بيد أن الرئيس الأمريكي جورج بوش أعرب عن قلقه من عدم إتمام الصفقة، محذرا من "النزعة الانعزالية والحمائية التي تنم عن افتقار الثقة بقدرة أمريكا على تشكيل المستقبل". ووصف إحباط المشرعين الأمريكيين للصفقة بأنه سياسة اقتصادية خاطئة.
ويجمع محللون على أن أزمة موانئ دبي منحت المستثمرين سببا آخر للاستمرار في تنويع محافظهم بعيدا عن الولايات المتحدة التي كانت الجهة المفضلة أثناء طفرة السبعينيات.
وربط محللون أزمة صفقة موانئ دبي بتأجيل الجولة الخامسة من مفاوضات التجارة الحرة بين الإمارات والولايات المتحدة التي كان مقررا عقدها غدا وبعد غد.
وأكدت المصادر الإماراتية أن المفاوضات تأجلت إلى نهاية الشهر الجاري كموعد مبدئي دون أن توضح أسباب التأجيل. وكانت وزارة التجارة الأمريكية قد أعلنت في بيان تأجيل جولة المفاوضات إلى موعد لم يتحدد، فيما أكدت ريم الهاشمي الملحق التجاري للإمارات في واشنطن أن انهيار صفقة إدارة شركة موانئ دبي العالمية لستة موانئ أمريكية مسألة منفصلة عن قرارات عقود لشراء طائرات بوينج، موضحة أن عقود شراء 40 طائرة بوينج 777 من الشركة الأمريكية ستمضي قدما.
وكانت لجنة التخصيص المالية في مجلس النواب الأمريكي قد صوتت بأغلبية كبيرة على عرقلة صفقة تسمح لـ "موانئ دبي العالمية" بإدارة موانئ أمريكية في تحد للرئيس الأمريكي جورج بوش الذي أيد بشدة الاتفاق. ووافقت اللجنة بأغلبية 62 صوتا مقابل صوتين.
وكشف محمد شرف الرئيس التنفيذي لشركة موانئ دبي العالمية أن الشركة ليس لديها خطط لبيع عملياتها التي حصلت عليها في الآونة الأخيرة لإدارة ستة موانئ أمريكية. وأضاف أن شركته ستتخذ كل الإجراءات "الممكنة من الناحية الإنسانية" لتبديد المخاوف من أن يُعرّض استحواذها على الموانئ أمن الولايات المتحدة للخطر. وتزمع شركة موانئ دبي العالمية شراء شركة بي. آند أو البريطانية في صفقة تبلغ قيمتها 6.8 مليار دولار تشمل إدارة ستة موانئ رئيسية في الولايات المتحدة. وأقرت حكومة بوش الصفقة في كانون الثاني (يناير) الماضي، وقالت محكمة في لندن إن الصفقة يمكن أن تمضي قدما.



http://www.aleqt.com/news.php?do=show&id=16643