قالت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، إن الولايات المتحدة أصبحت مجبرة الآن على إجراء تغييرات هامة فى هيئة دبلوماسيها، وعملاء المخابرات الذين تم الكشف عن عملهم بعد تسريب وثائق المراسلات الدبلوماسية الأمريكية على موقع ويكيلكس.

وتشير الصحيفة إلى أن إدارة باراك أوباما واجهت أمس أزمة فى هيئتها الدبلوماسية فى ظل دليل على أن نشر المراسلات السرية سيجعل العمل العادى صعباً ما لم يكن خطيراً بالنسبة للعاملين "المهمين" بالخارجية الأمريكية فى جميع أنحاء العالم.

وحتى الآن، تم نشر 1100 وثيقة على موقع ويكيلكس من بين 250 ألف حصل عليها الموقع، وهو ما أدى إلى مخاوف من أن يستمر نشر الوثائق على مدار الأشهر القادمة، وهو الأمر الذى من شانه أن يقوض استقرار علاقات واشنطن مع كل حلفائها الأساسيين تقريباً ويزيد التوتر مع الحكومات المعادية لها فى الشرق الأوسط وخارجه، ونقلت الصحيفة تصريحات أحد الدبلوماسيين الأمريكيين قوله إنهم، أى الدبلوماسيين، أصبحوا خارج نطاق العمل على المدى القصير، مضيفاً أن الأمر يتطلب 5 سنوات لإعادة بناء الثقة مرة أخرى، ووصف الوضع بأنه بالغ السوء.. "فلا أحد يريد أن يتحدث معنا، بعض الأشخاص لا يزالون مضطرين إلى القيام بذلك، وداخل الحكومة بشكل خاص، لكنهم يسألون أسئلة من نوعية: هل ستكتبون عن هذا الأمر".

وأشارت تقارير إلى أن البنتاجون والسى أى إيه ووزارة الخارجية بدأوا فى تحديد الموظفين الذين وردت أسماؤهم فى أهم الوثائق التى تم تسريبها على موقع ويكيلكس، وستكون هناك حاجة إلى إزالتها من بين المنشورات الأكثر أهمية من الناحية ال
الإستراتيجية لأمريكا.

ومن بين هؤلاء الذين شكلت آراءهم الشخصية إحراجاً لواشنطن، السفير الأمريكى فى ليبيا جين كريتز الذى كتب فى إحدى المذكرات يقول إن الرئيس الليبى لم يسافر قط دون ممرضته الأوكرانية الشقراء.. وكذلك المندوب الحالى لواشنطن فى الأمم المتحدة، الذى كشفت الوثائق عن تعليمات كلينتون له بالتجسس على بيانات الدبلوماسين الأجانب والمسئولين بالمنظمة الدولية بمن فيهم السكرتير العام بان كى مون.

ومن جانبها، توقعت صحيفة "التليجراف" البريطانية أن الآراء حول رئيس الوزراء الروسى فلاديمير بوتين والإيطالى سلفيو بيرلسكونى قد تتسبب فى نقل موظفين من موسكو وروما، كما يتوقع تغيير الوضع فى بلدان أخرى مثل السعودية وفرنسا وتركيا والصين.

وكشف مصدر أمريكى أمنى رفيع المستوى لموقع ديلى بيست: "نحن مضطرون لسحب بعض من أفضل ممثلينا الدبلوماسيين وذوى الخبرات، لأنهم تجرءوا على كشف أمور تختص بالبلدان التى يخدمون بها".