بل الريال ينخفض مع انخفاض الدولار (مقال صحفي)

[أسامه عبده]

بل الريال ينخفض مع انخفاض الدولار

عبدالله ناصر الفوزان*

أهنئ "الوطن" أولاً على تفوقها الصحفي باختيارها حديث محررها الزميل عدنان جابر مع معالي محافظ مؤسسة النقد السعودي ليكون موضوع صفحتها الأولى الرئيس يوم الخميس 6/10/1425هـ ولتنفرد بموضوع هام مختلف لا يشاركها فيه صحيفة أخرى، كما أقدم شهادة بالتفوق الصحفي لذلك الأخ الذي اختار تلك العبارة اللافتة للنظر من حديث معالي المحافظ لتكون هي العنوان العريض الذي كتبته الصحيفة باللون الأحمر وكانت العبارة هكذا (الريال السعودي مستقر رغم انخفاض الدولار).
لقد استفزتني تلك العبارة التي نسبتها "الوطن" إلى معالي المحافظ وجعلتها العنوان الرئيس لصفحتها الأولى لأنها لا تنسجم مع المنطق إذ كيف يستقر الريال السعودي المربوط في سعر صرفه مع الدولار على الرغم من أن الدولار انخفض في سعر صرفه بما يزيد على 50% أمام العملات العالمية الأخرى. وقد أدركت بعد تأمل سريع أن معالي المحافظ يقصد أن الريال مستقر في قوته الشرائية بالنسبة للبضائع في السوق السعودي على الرغم من انخفاض الدولار الذي يترتب عليه ارتفاع قيمة الواردات من الدول التي ارتفعت عملاتها أمام الدولار مثل الدول الأوروبية واليابان وما ماثلها من الدول التي لا ترتبط عملاتها بالدولار كما هي حال الريال السعودي.
لكن مع هذا الإدراك فقد بدا لي أيضاً أن الأمر غير منطقي أيضاً ولا يتفق مع الواقع، فقرأت ما كتبته "الوطن" في الصفحة الأولى ثم ذهبت إلى التفاصيل في الصفحة الحادية عشرة فوجدت أن ما أدركته هو ما يقصده معالي المحافظ، ووجدته لا يقصد بالاستقرار عدم نزول القوة الشرائية على الإطلاق، ولكن يقصد الغالبية، أي يقول إن غالبية البضائع في السوق السعودي لم تتأثر أسعارها أمام الريال بانخفاض الدولار، وعلل لذلك بعدة أمور، منها أن غالبية واردات المملكة هي بالدولار أي من الولايات المتحدة أو الدول التي ثبَّتت أسعارها بالدولار مثل المملكة، ومنها أن بعض الشركات المصنعة للبضائع تراعي حالات الانخفاض في قيمة العملة من الدول المستوردة فتخفض بضائعها حتى تظل منافسة، ومنها أن بعض البضائع في الدول الأوروبية قد تم تثبيت أسعارها بالدولار إلى آخر الأسباب التي أوردها والتي حكم بموجبها أن أسعار غالبية البضائع في أسواق المملكة مستقرة أمام الريال، وهذا ما عبر عنه باستقرار الريال على الرغم من انخفاض الدولار.
أصبحت فكرة معالي المحافظ بعد قراءتي تفاصيل حديثه لصحيفة "الوطن" واضحة كما عرضتها، لكنها ظلت غير مقنعة لي، لعدم اقتناعي بأن غالبية وارداتنا هي من الولايات المتحدة الأمريكية والدول التي ثبتت سعر عملتها بسعر صرف الدولار، ولا شك أن هناك بضائع ظلت أسعارها ثابتة منذ بدأ الدولار رحلة هبوطه وما زالت كذلك مثل بعض المواد الغذائية ولكن هناك بضائع كثيرة ارتفعت أسعارها ارتفاعاً كبيراً، مثل بعض السيارات، ومواد البناء، والأدوية، والأجهزة العلمية، وهي الأعلى قيمة، والأكثر استنزافاً لموارد الأفراد في المملكة، ولذلك فقد عقدت العزم على إجراء حصر مبدئي لعلي أقتنع بصواب ما ذهب إليه معالي المحافظ في إصراره على أن الريال مستقر على الرغم من انخفاض الدولار.
لكن وأنا أقلب صفحات الصحف المحلية في ذلك اليوم نفسه الخميس
6/10/1425هـ وجدت أن صحيفة عكاظ قد كفتني مؤونة ذلك، ونشرت تحقيقاً عن تأثير ارتفاع الدولار وانعكاس ذلك على الأسعار لدينا، استخلصته من عدة مقابلات مع بعض المختصين، وقد قالت في العنوان إن 80% من وارداتنا سترتفع أسعارها بتأثير انخفاض الدولار، وهذا بالطبع على العكس مما قاله معالي المحافظ، وقد بدأت تحقيقها قائلة (توقع عدد من المختصين بالشؤون الاقتصادية أن ترتفع فاتورة 80% من وارداتنا وأن تنخفض القيمة الشرائية لنحو 90% من إيراداتنا بسبب الهبوط الذي يعتري الدولار في مواجهة العملات الرئيسة الأخرى، وقالوا إن 80% من الواردات السلعية إلى المملكة تأتي من أوروبا واليابان اللتين ارتفعت عملتاهما أمام الدولار الأمريكي نتيجة تراجع الدولار) كما أن الدكتور علي الدقان كتب في الصفحة نفسها تحليلاً عنوانه أما آن للدولار أن يتنحى، جاء فيه قوله (المملكة التي تتسلم إيراداتها النفطية بالدولار تستورد أقل من 25% من احتياجاتها من الولايات المتحدة في حين أن ما يقارب 70% من وارداتها تأتي من منطقة اليورو المرتفع أمام الدولار وفي هذا خسارة صافية بعد التحويل من دولار منخفض إلى يورو مرتفع).
هذا ما أورده المختصون حسب رصد صحيفة عكاظ، وهو يتناقض تماماً مع ما أدلى به محافظ مؤسسة النقد إذ يعبر عن أن الريال ينخفض مع انخفاض الدولار، وليس مستقراً كما ذهب إليه معالي المحافظ في حديثه.
إنني لا أملك بيانات دقيقة كما أوضحت سابقاً، وقد يكون ما ذكره المختصون في صحيفة عكاظ فيه بعض المبالغة، ولكن على أية حال أستبعد تماماً أن يكون الأمر بتلك الصورة التي عبر عنها معالي المحافظ، ولا يراودني أدنى شك بأن الريال انخفض وما زال ينخفض في قوته الشرائية مع انخفاض الدولار وإن لم يكن بنسبة متساوية، وأرى أن الأمر في غاية الأهمية ولا ينبغي أن نقلل من أضراره كما يفهم من حديث المحافظ، الأمر الذي يوجب علينا أن ننظر إلى الأمر بمنتهى الجدية فالريال انخفضت قيمته الشرائية وما زال هذا الانخفاض يتواصل مع تواصل انخفاض سعر الدولار الذي وصل الآن إلى"1.32" دولار واثنين وثلاثين سنتاً لكل يورو واحد بعد أن كان 85 سنتا تقريباً لكل يورو واحد.

المصدر: http://www.alwatan.com.sa/daily/2004.../writers05.htm

[سند]

اخي ابوعاصم السلام عليكم

اسمح لي ان اضيف شيئا على ما تطرق اليه استاذي الدكتور عبدالله الفوزان في جزئية عدم تاثر الريال بالاسعار في الداخل
1 - اتجاه غالبية التجار الى مناطق اقتصادية لها نفس الظروف
2 - غالبية البضائع التي كانت تاتي الينا كانت اسعارها مبالغ فيها
3 - سياسات الشركات والمصانع تحتم عليها التواجد باي طريقة كانت واكبر دليل سياسات الاغراق التي تتبعها تلك الشركات والمصانع - سياسة الاغراق البيع بسعر التكلفة او اقل -
4 - الدعم الذي تلقاه المصانع والشركات من حكوماتها
هذا ما احببت ان اضيفه ولكن يبقى في فمي مااااااء