هل يشن بوش الثاني حرب الدولار؟

[الغلبان]

هل يشن بوش الثاني حرب الدولار ؟

بقلم :د. أحمد القديدي

في أول خطاب ألقاه الرئيس الجديد القديم دبليو بوش بعد انتخابه، وامام ناشطي حزبه الجمهوري، قال يوم الرابع من نوفمبر: «ان الرصيد السياسي الذي حصلت عليه هو الذي سأستعمله لتنمية الرصيد الاقتصادي للولايات المتحدة». وبالفعل فإن من اولويات الإدارة الجديدة بعد ايجاد حل للمأساة العراقية والشروع في مسار سلمي للقضية الفلسطينية، التصدي للسقوط المستمر للعملة الاميركية الخضراء.

هذا الدولار الذي بلغ يوم الاحد الرابع عشر من نوفمبر درجة التردي التاريخي امام اليورو بفارق 30%، بعد أن كان العكس هو الصحيح منذ اربع سنوات في اول يناير 2000 حيث انشأت اوروبا عملتها المشتركة.ولا يستبعد ان يربط خبراء الاقتصاد اليوم الولاية الأولى لبوش بظاهرة انهيار الدولار، كأنما العلاقة وطيدة ومباشرة بين اداء اليمين الرئاسي يوم 17 يناير 2000 .

وبداية رحلة العذاب للعملة الأميركية، بل ذهب الرأي ببعض المحللين الاميركيين انفسهم الى تأكيد الصلة بين حكم المحكمة الدستورية العليا لصالح انتخاب بوش وخسارة منافسه آل غور وبين فقدان الدولار لثلث قيمته في اسواق المبادلات، بعد ان انهى الدولار الهزيع الاخير من القرن العشرين (من عام 1994 الى عام 2000) وهو سيد الموقف النقدي العالمي، ينظر من عليائه للاقتصاد الدولي ولا يتزحزح عن القمة.

ويقول خبراء اميركيون بأن اسباب السقوط هي اقتصادية وسياسية ومالية. ولنبدأ بالاسباب الاقتصادية: فالفوضى الكبرى التي سادت الاقتصاد الاميركي لها جذور في عجز الميزان التجاري التاريخي الذي سجلته الولايات المتحدة وظل متصاعداً على مدى السنوات الأربع، حتى بلغ عام 2004 سقف مبلغ 412 مليار دولار.

وهو مستوى مخيف اذا ما قارناه بعجز سنة 2003 الذي وصل 317 ملياراً، ويصبح مرعباً لدى الملاحظين المختصين اذا عرفنا بأن الميزان التجاري الاميركي ظل متوازناً في ولاية بيل كلينتون الثانية، وهو ما اطلق عليه علماء الاقتصاد نعت المعجزة الكلنتونية (وللعلم فقد ركز منافس بوش، جون كيري اغلب حملته الانتخابية على التذكير بهذه الظاهرة الاقتصادية).

ونحن لا يفوتنا ان نعيد للأذهان ما وقع في اميركا من هزات اقتصادية عنيفة عندما اعلنت شركة انرون افلاسها وهي العملاق الذي ظل لعقود طويلة رمزاً للقوة الاقتصادية الاميركية ومؤشراً على تفوقها وقدرتها على اخضاع العالم للمشيئة الاميركية في كل مجالات التجارة والطاقة والانتاج التكنولوجي والفائض الزراعي والبحث العلمي والسبق الالكتروني (في مجالات الوسائط والكمبيوتر والثورة الرقمية).

اما الاسباب السياسية لسقوط الدولار فهي ذات وجهين: الوجه الداخلي المتمثل في التخطيط لخلق مواقع تشغيل جديدة للمواطن الاميركي (حققت ادارة بوش 000,337 موقع شغل لتلافي النقص المخل في القطاع الاجتماعي للسنوات الاربع الاخيرة) وهي بالتالي عملية في صلب السياسة الداخلية، نظراً لوقوعها وتأثيرها على الرأي العام الاميركي في الانتخابات الرئاسية، اما وجه السياسة الخارجية، فيشكله خوف المستثمر.

وصاحب الأعمال الاميركي من عواقب وتداعيات حرب العراق الدائرة بلا افق مقبول لحل ممكن، والخشية ايضاً من مغامرة اميركية اخرى في مواقع اخرى كإيران مثلاً. ولهذا السبب قالت الصفحة الاقتصادية لاشهر صحيفة فرنسية ـ لوموند (عدد الأربعاء 3/11/2004) بأن انهيار الدولار هو العقاب الشعبي العالمي المسلط على الادارة الاميركية حتى تسعى لحلحلة قضيتي العراق والصراع الفلسطيني الاسرائيلي.

اما على الصعيد النقدي، فإن الصراع الخفي قائم بين الدولار واليورو، وقد نقلت وسائل الإعلام يوم 8/11 الجاري تخوفات الرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي قال: «نعم انا منشغل بقضية هبوط قيمة الدولار ويجب ان نخطط في البنك المركزي الاوروبي لمواجهة اية تداعيات محتملة لهذا الهبوط! (لوموند 8/11) .

ولكن محافظ البنك المركزي الاوروبي جون كلود تريشي يقول في الصحيفة نفسها بأن الولايات المتحدة وقعت بيد وزيرها للخزانة جون سنوو في اجتماع الثمانية الكبار (جي 8) معاهدة الالتزام بعملات وطنية مستقرة، وعبر عن رجائه في ان يرى الدولار مستقراً وأن تسعى الادارة الاميركية الى قوة الدولار.

امام هذه التحديات، يترقب الملاحظون تحركاً اميركياً سريعاً بعد اعادة انتخاب بوش لولاية ثانية، لأن تنامي قوة اليورو سوف تمنعه من انعاش الصادرات الاوروبية، وقد سجلت هذه الصادرات في المانيا انخفاضاً بنسبة 12%، كما تأثرت مبيعات طائرات الايرباص مقارنة مع البوينغ، وهاتان الشركتان تجسدان الحرب السرية بين الصناعة الاميركية والصناعة الاوروبية في مجال السيطرة على اسواق العالم.

وتعتبر وول ستريت جورنال بأن حرب الدولار هي الحرب التي نسي بوش شنها في إبانها وتضيف في افتتاحيتها قائلة: «ان حرب الدولار لا تشن في ساحات العراق ولا في اسواق النفط، بل في قلوب الاميركيين حين تعود ثقتهم في ادارتهم ومؤسساتهم وشركاتهم العابرة للقارات».

وبقي لدي سؤال كعربي اطرحه بسذاجة المواطن الناطق بالضاد: «اين الدينار العربي المشترك الذي خطط له المرحوم عبدالرحمن عزام باشا أول امين عام لجامعة الدول العربية عام 1945؟ وهل من جواب؟

ـ كاتب تونسي

[abofaris73]

مشكور أخي الغلبان

[أسامه عبده]

هل يشن بوش الثاني حرب الدولار ؟

الجواب في نظري ....

لا


شكرا لك يا غلبان

[سند]

اخي الغلبان السلام عليكم

مشكور سيدي الفاضل على هالموضوع الذي اعتبره على حد رايي الشخصي كتب بقلم اكاديمي دون حس اقتصادي او سياسي فقط كاتبه هرول مع المهرولون و ترجم الواقع الذي يعيشه العالم حاليا في هذا المقال
فزبدة الموضوع بان صناع القرار يعزفون على انغام هؤلاء المهرولون الذين سيحملون الواقع المستقبلي ويوصلونه الى حيث يخطط له صناع القرار

[ابو احمد]

يعطيك العافيه اخوي الغلبان

[الغلبان]

أخي سند أنا لم أفهم المقصود من كلامك يا ريت توضح أكثر !!

[سند]

اخي الحبيب الغلبان

المقصود ان ما اوصل العالم لهذا الوضع الذي هو فيه الوقت الحالي وما سيؤول اليه في المستقبل الا الئك المحللون والكتاب والمنظرون الذين هم المنابر الغير مباشرة لصناع القرار

[الغلبان]

ولكن يا أخي ألا تنظر معي في هذا المقال بأنه حقائق .. وأرقام .. تتكلم .. وبصراحة أنا رجل لا يثق في عالم المال إلا بالأرقام .. والغلبه في النهاية الى الأرقام فقط .. مهما حصل تعديلات بسيطة هنا أو هناك في النهاية تبقى اتجاهات العامة للمؤشرات بناء على حقائق الأرقام.


وهذا الكاتب لا أعرفه ولم اسمع عنه مطلقا ولم أقرأ له من قبل، ومع هذا أرى أن في كلامه من المنطق الكثير حيث أنه يبادر بإستمرار في تذكير القاريء بالأرقام ..

[سند]

سيدي الفاضل انا لا اعني ولا اقصد ماتقول فجميعنا نحلل وجميعنا يكتب وجميعنا يفتي ويعتقد وينتقد وينظر وووو الى اخره وبالتالي جميعنا نتاثر ونتفاعل بكل ذلك ولكن السؤال من وراء كل ذلك باختصار شديد انها لعبة السياسة

[حازم بن علي الغامدي]

لا تعليق !!