قام فرع حزب كاديما في مدينة صفد شمال البلاد بتحويل المسجد الاحمر التاريخي الي مقر انتخابي له، وذلك في اطار تواصل الممارسات الاسرائيلية في المس بالمقدسات العربية من طرفي ما يسمي الخط الاخضر، وبعد تحويل نحو 100 مسجد الي خمارات وملاه ليلية وحظائر في الداخل الفلسطيني.
يشار الي ان رئيس بلدية صفد زيف بيرل، هو رئيس الشركة الاقتصادية التي تسيطر علي المقدسات والاماكن الاثرية في المدينة، وقد زعم ان المقر الانتخابي موجود في بناية مجاورة للمسجد وليس في المسجد نفسه، ولكن مؤسسة الاقصي لاعمار المقدسات الاسلامية في فلسطين ارسلت امس طاقما من افرادها لزيارة المكان ومعاينته واكدت في بيان رسمي ان المقر الانتخابي موجود داخل المسجد ويظهر ذلك في الصور التي قام طاقم المؤسسة بالتقاطها.
وقد ثبتت علي واجهة المسجد القائم في الناحية الغربية من المدينة لافتة باللغة العبرية تحمل اسم المقر الانتخابي الي جانب لافتة اخري تشير الي وظيفة المسجد السابقة، وهي ناد ليلي .
وعممت مؤسسة الاقصي علي الفور بيانا استنكرت فيه هذا الانتهاك الصارخ بحق المسجد الاحمر، وطالبت بإخلاء المكان علي الفور وارجاعه الي وظيفته الاصلية وهو الصلاة والعبادة وافساح المجال لمؤسسة الاقصي لتعمير وصيانة المسجد.
وقالت المؤسسة في بيانها اننا ندين ونستنكر بشدة تحويل جزء من المسجد الاحمر وأحد أروقته الي مقر انتخابي لحزب كديما، ونعتبر الامر انتهاكا صارخا لحرمة المسجد نفسه ومسا بمشاعر المسلمين، وفي نفس الوقت فإننا نحمل المؤسسة الإسرائيلية مسؤولية هذا الانتهاك الذي يندرج في المسلسل المتواصل من الاضطهاد الديني من قبل المؤسسة الإسرائيلية، ونطالب بإخلاء المكان، وجميع أجزاء المسجد وقاعة الصلاة الرئيسية ليتسني لمؤسسة الاقصي والمسلمين في البلاد تعمير المسجد وارجاعه الي وظيفته الرئيسية الا وهي الصلاة والعبادة .
يشار الي ان المسجد الاحمر مسجد تاريخي بناه الحاكم المملوكي الظاهر بيبرس عام 1266 وتبرز في مدخله اعمال معمارية فنية علي الطراز المملوكي منها المقرنصات، وهو واحد من بين اربعة مساجد وثلاث كنائس في المدينة لا تزال موصدة منذ النكبة، وبعضها يتعرض الي التدنيس بشكل دائم ومنها المسجد اليونسي الذي تحول الي صالة لعرض الرسومات، ومسجد الجوقنداري (مهدوم) ومسجد الجورة الذي لم يبق منه سوي المئذنة.
وفي قرية الزيتون الملاصقة لصفد يستخدم مسجد القرية اليوم كحظيرة في طابقه الاول ومخزن في طابقه الثاني.
ونقل الصحافي الفلسطيني وديع عواودة عن د.مصطفي عباسي، وهو ابن لاسرة مهجرة من صفد ويقيم اليوم في قرية الجش المجاورة، قوله ان المسجد الاحمر سبق ان تعرض لسلسلة من عمليات التدنيس، منها تصوير فيلم فاضح فيه، كما كان خلال السنوات الاخيرة قد حول الي ناد ليلي.
وكان المسجد الاحمر حول إلي متحف لعرض الصور والفنون ومحيت معالمه الداخلية، وبقيت المعالم الخارجية ظاهرة للعيان كالمئذنة والقبة، وقد تمت محاصرة المسجد بالأبنية التي اخفت بعض معالمه الخارجية وما زالت حجارته الحمراء ظاهرة للعيان مع لونها الساطع، واليوم تستعمل قاعة الصلاة في المسجد كمرقص.
وفي اطار الاعتداءات الاسرائيلية علي الابنية العربية في الداخل الفلسطيني، يشار الي ان بيت عائلة الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مدينة صفد يستخدم منذ سنوات كمقر لحزب الليكود.



منقول (جريدة القدس العربي)