قالت الأمم المتحدة إنها تفكر في ارسال مزيد من قوات حفظ السلام إلى منطقة الحدود بين جنوب السودان وبقية البلاد مع اقتراب موعد الاستفتاء في جنوب السودان.

وأبلغ الان لوروا معاون الأمين العام للامم المتحدة لعمليات حفظ السلام مجلس الامن الدولي أن ثمة حاجة لوجود أممي قوي في المناطق التي من المحتمل أن تتحول إلى نقاط نزاع ملتهبة.


وحذر من أن قوات الامم المتحدة لحفظ السلام لن تكون قادرة على احتواء أي صدامات على نطاق واسع بين الشمال والجنوب،اللذين اتهمهما بتحشيد قواتهما على الحدود.


انني قلق جدا بشأن الوضع في أبيي. وان التحضيرات لتنظيم الاستفتاء في أبيي ما زالت متأخرة، وعدم احراز تقدم يزيد التوتر في المنطقة وحالة عدم الاستقرار على الارض


الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون


وأوضح أن "اي زيادة في عديد القوات لن تسمح لقوات حفظ السلام بتفادي مواجهات عند الحدود".


واضاف لوروا أن بعثة الامم المتحدة تعتزم القيام بعملية إعادة انتشار لقواتها الموجودة في مناطق اخرى عند الحدود الشمالية-الجنوبية او طلب تعزيزات دولية.

مخاوف عودة الحرب

وبدوره حذر السفير السوداني في الامم المتحدة دفع الله الحاج علي عثمان من عودة الحرب إلى السودان قبل شهرين ونصف شهر من الاستفتاء في جنوب السودان اذا لم يتم الاتفاق على بين الشمال والجنوب بشأن منطقة ابيي المتنازع عليها.


وتحدث أمام مجلس الامن محذرا من أي محاولة لاجراء استفتاء في منطقة ابيي في التاسع من يناير /كانون الثاني قبل اتفاق الطرفين بشأن اجراءات الاستقتاء الذي من المقرر أن يجري في اليوم نفسه الذي سينظم في الاستفتاء في جنوب السودان للاختيار بين البقاء في سودان موحد او الانفصال.


وقال السفير "من الواضح أن أي محاولة لتنظيم استفتاء قبل اتفاق مقبول بين الطرفين لا يعني سوى عودة للحرب".


واكد سفير الخرطوم رغبة حكومته في إجراء مفاوضات مسبقة مع الجنوب بشأن الاستفتائين تقود الى السلام "وليس الحرب التي لم نقبلها ابدا طوعا".


من جهته أعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن "قلقه" حيال الوضع في أبيي.


وقال في تقريره إلى مجلس الأمن "انني قلق جدا بشأن الوضع في أبيي. وان التحضيرات لتنظيم الاستفتاء في أبيي ما زالت متأخرة، وعدم احراز تقدم يزيد التوتر في المنطقة وحالة عدم الاستقرار على الارض".

ارجاء المفاوضات
بان كي مون

بان كي مون أبدى قلقه بشأن الوضع في أبيي


جاء ذلك في وقت تم فيه ارجاء الجولة الحاسمة من المفاوضات بين الشمال والجنوب حول منطقة ابيي المتنازع عليها والتي كانت من المقرر أن تبدأ الاربعاء في اثيوبيا.


واعلن الرئيس الجنوب أفريقي السابق ثابو مبيكي في الخرطوم أن اجتماع 27 تشرين الاول/اكتوبر في أديس أبابا لا يمكن ان يتم في وقته المقرر لان ثمة حاجة الى مزيد من التحضيرات والمشاورات مع الطرفين.


واكد مبيكي "ان الطرفين وافقا على قرار ارجاء الاجتماع"، مشيرا الى أن الموعد الجديد للمفاوضات سيعلن في وقت لاحق.


ويترأس مبيكي وفدا من الاتحاد الافريقي لمتابعة تطورات الوضع في السودان، والمساهمة في أزمة الاستفتاء حول ابيي.


وكان مسؤولون سودانيون شماليون وجنوبيون قد خاضوا جولة مفاوضات في اديس ابابا في بداية تشرين الاول/اكتوبر، برعاية اثيوبيا والولايات المتحدة، للتوصل الى حل لازمة استفتاء ابيي بيد أن لقاءاتهم باءت بالفشل.


ويرجع الخلاف بين الجانبين على تحديد من يحق لهم المشاركة في استفتاء ابيي، اذ يطالب الشماليون بمشاركة قبائل المسيرية العربية الشمالية الموجودة في المنطقة بالاستفتاء بينما يعترض الجنوبيون بأنهم قبائل رعوية يأتون في اشهر محددة للرعي في المنطقة.


وفي ظل الخلاف بين الجانبين تأخرت التحضيرات لتنظيم الاستفتاء في منطقة ابيي منطقة ابيي الغنية بالنفط.


ويعد تنظيم الاستفتاء في التاسع من كانون الثاني/يناير في جنوب السودان لتقرير مصيره من استحقاقات اتفاق السلام الشامل عام 2005 والذي وضع حدا لعقدين من الحرب الاهلية في السودان اوقعت اكثر من مليوني قتيل.