صفحة 24 من 35 الأولىالأولى ... 141819202122232425262728293034 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 346 إلى 360 من 518
  1. #346
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي رد: مشاركة: المسلمون في الغرب


    الدنمارك : عداء أم جهل ... أم مسئولية



    د. محمد هشام راغب


    أثارت الرسوم الساخرة من رسول الله - صلى الله عليه و سلم - التى نشرتها صحيفة "غيلاندز بوستن" الدانماركية فى 30 سبتمبر 2005 ، أثارت ردود فعل عارمة فى العالم الاسلامى كله و كشفت – ضمن ما كشفت – عن معدن هذه الأمة و أن الخير باق فيها إلى يوم القيامة و أنها تتحول عندما تـُمَس عقيدتها إلى لـُحمة واحدة و أصبحت تجمعها قضية واحدة و يؤلمها جرح واحد. (فَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئاً ويَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً ).

    ثلاثة أسئلة أساسية نحاول الإجابة عنها هنا :

    1. لماذا أقدم الغرب على هذه الخطوة الآن ؟
    2. ما هو بالتحديد الواجب الذى ينبغى أن نقوم به الآن أفرادا و هيئات ؟ و هل يتوقف عند المقاطعة فقط ؟
    3. هل هناك بالفعل فوائد وراء هذه الأزمة ؟


    أولا : لماذا أقدم الغرب على هذه الخطوة الآن ؟

    الدنمارك – مثل سائر دول الغرب – لا تعرف شيئا اسمه مقدسات ، إنها تنتمى اسما للكاثوليكية المسيحية و لكنها فى واقع الأمر أمم بلا دين و لا مقدسات. و ربما لا يعرف الكثيرون أن أمم الغرب تسخر – بكل أشكال السخرية – من الذات الإلهية و من المسيح – عليه السلام – و من سائر الأنبياء. و هذه أمور معتادة عندهم و حتى المتدينين منهم – لو صح التعبير – لا يغارون و لا يتأثرون عندما يسمعون أو يشاهدون هذه السخرية. و هم ينسبون هذه الإباحية الفكرية إلى حرية التعبير و حرية الرأى و لكن الحقيقة أمر آخر.

    إن الغرب قد بنى حضارته الحديثة بعد صراع طويل مع الكنيسة المتسلطة التى بطشت طويلا بالفكر الحر و حكمت بزعم الحق الإلهى و عادت العلماء و نكلت بهم و حرقت بعضهم ، و هو الصراع الذى انتهى بهزيمة الكنيسة و سلطانها. و عندما قويت شوكة العلمانيين لم ينسوا ما فعلت بهم الكنيسة. وجاءت الثورة الفرنسية و اصطدمت مباشرة مع الكنيسة و صادرت الثورة أوقاف الكنيسة وجعلت رجال الدين يقسمون بالولاء للجمهورية الفرنسية. و قام نابليون بونابرت بالهجوم على معقل المسيحية فى روما مرتين، مرة في عام 1798 ومرة في 1809، حيث اعتقل من رفض الانصياع و الخضوع للعلمانية من بابوات الفاتيكان.
    وتوصل نابليون بونابرت إلى تفاهم سياسى مع الكنيسة، والتي أصبحت خاضعة لسلطة الدولة - وإن تُركت وشأنها طالما اقتصرت على الأمور الروحية. و قد عزل هذا التفاهم (والذي عرف باسم الكونكوردا ) عزل الدين عن حياة الناس و إن أبقى على " نكهة " دينية وجدوا فيها شكلا لطيفا لبعض المشاعر الانسانية و لكن لو اشتموا رائحة الدين فى أى مجال حيوى فإنهم يواجهونها بصرامة و تشدد.
    و فى عام 2005 عندما نهض الاتحاد الأوروبى بمشروعه الضخم لاستكمال خطوات الوحدة الأوروبية و كتابة دستور تُحكم به بلاد الاتحاد و تكوين المفوضية الأوروبية لتحكم الاتحاد تدريجيا ، و قام رئيس المفوضية باروسو بترشيح وزرائه للمفوضية و رشحت إيطاليا روكو بوتيليوني ليتولى منصب مفوض الاتحاد الأوروبي للعدل وللشؤون الداخلية، و عندما ذكر هذا الرجل فى احدى خطبه عبارتين فقط قال فيهما ( إن المثلية – زواج الشواذ - خطيئة وإن الأمهات اللائي لا أزواج لهن غير صالحات ) قامت الدنيا عندهم و لم تقعد و رفض نواب الاتحاد الأوروبي ترشيح بوتيليونى و " اتهموه " بأن تربطه علاقة صداقة ببابا الفاتيكان ! و " اتهموه " بأن له معتقدات دينية و اضطرت إيطاليا لسحب ترشيحه و استبداله بآخر ليس له " معتقدات دينية ". و لطالما حاول الرجل التنصل من تصريحاته و قال إنها آراء شخصية بحتة لن تكون لها أى أثر فى عمله و لكن ذهبت صيحاته و تراجعه أدراج الرياح. و كشر البرلمان الأوروبى عن أنيابه فى مواجهة كل من تسول له نفسه بالكلام عن الدين فى أى شأن من شئون الحياة و حتى صرح بابا الفاتيكان بمرارة شديدة و قال ( لقد طردت أوروبا الله من الحياة العامة .... ).

    إن الغربيين رضعوا أفكار رواد الفكر العلمانى فى عصر النهضة مثل فولتير وديديرو ومونتيسكيو الذين نظروا إلى الدين على أنه عامل تفريق و جهل وإظلام وتعصب. و رأت أوروبا أن أى منبر دينى هو عدو صريح و لا يعتبر من منابر التعبير عن الرأى.

    و لعلنا فى هذا السياق مثلا نفهم الحملة الفرنسية الغاشمة على الحجاب و أنها فى جزء منها كانت تعبر عن مدى نفور الغرب من أى توجه دينى و أى مظهر للدعوة إلى الدين داخل مؤسسات الدولة و لعل قليل من الناس يعرف أن الجكومة الفرنسية أصدرت قرار و قانونا مماثلا منذ حوالى سبعين سنة فى عام 1937 حين أمر وزير التعليم فى ذلك الوقت مديري المدارس بالإبقاء على كافة الرموز الدينية خارج مؤسسات التعليم. و وقتها لم يثر هذا الأمر إلا جدالا محدودا و معارضة خفيفة لأن العلمانية العارمة كانت فى الساحة وحدها و الآن لما تكرر هذا الأمر ثارت الجالية المسلمة فى فرنسا ببساطة لأنها الفئة الوحيدة التى عندها دين حقيقى تتمسك به و تقيمه فى حياتها. و هذه قراءة أكثر واقعية لأزمة الحجاب فى فرنسا حيث أدى قانون الفصل بين الكنيسة و الدولة إلى الحياد الصارم للدولة فيما يتعلق بالشؤون الدينية، فالدولة الفرنسية لا تسمح بالدعوة لأي دين من الأديان في الأبنية العامة، وبالتأكيد في مدارسها حيث يجري تدريس المواطنة التى تنظر فيها الدولة للشعب كأفراد و ليس كجماعات.
    إننى أقدر التحليلات التى ذهب بعضها إلى وجود أيدٍ خفية تسعِّر الصراع بين الغرب و الاسلام و تدفع بخطاب الجماعات التى تتبنى العنف إلى الصدارة من أجل أن تجد مبررا دائما لما يسمى بالحرب على الإرهاب ، و ربما تكون بالفعل هناك جهود فى هذا الاتجاه و لكن المشكلة أعمق من هذا.

    و لقد رسب هذا التاريخ العلمانى لأوروبا فى نفوس الغربيين عموما نفرة من الدين و استقر عندهم أن الدين ضد التقدم و ضد العلم ، و صار الغرب كله بلا دين إلا بقايا تشبثت ببعض الطقوس و اقتنعت بمسحة من التدين الشخصى الذى لا علاقة له من قريب أو بيعيد بالحياة. و حتى الموجة الجديدة من التطرف المسيحى فى أمريكا و أوروبا ما هى إلا ستار لتوجهات سياسية طامعة.

    إننا من الضرورى لنا أن نتفهم العقلية الغربية فى هذا السياق لندرك حالة الجهل المطبق الذى يخيم عليهم بالنسبة للدين عموما و للاسلام بشكل خاص. فهم لا يعرفون " قيمة " للدين و لذلك لا يدركون قيمة الاسلام فى نفوس ابنائه و لا قدر رسول الله - صلى الله عليه و سلم – فى قلوب أتباعه. إن اطلاعنا على تاريخ الغرب و اقترابنا من الخلفيات التى تحكم فكرهم ستساعدنا فى اتخاذ الخطوات و المواقف الملائمة للأزمة التى بين أيدينا كما سنذكره بعد قليل.

    ثانيا : ما هو بالتحديد الواجب الذى ينبغى أن نقوم به الآن أفرادا و هيئات ؟

    بداية ينبغى التأكيد على أهمية المقاطعة الاقتصادية للدنمارك كوسيلة ردع تؤكد أن مثل هذه الإهانات لديننا لن تمر بدون عقاب ، و قد أثبتت المقاطعة برغم أنه لم يمر عليها إلا أيام قليلة أثبتت فاعليتها و بدأ التلاوم والتقريع المتبادل واللغط الداخلي بين الأجهزة المختلفة فى الدنمارك و أخذ كبار الساسة هناك يوبخون رئيس الوزراء على عجرفته و عدم دعوته للسفراء المسلمين فور نشوب الأزمة و أخذوا يحملونه مسئولية الخسائر التى بدأ الاقتصاد يتكبدها علاوة على ما يعانيه من ركود و بطالة.

    و كنا نتمنى أن تنشأ هيئة لتنظيم المقاطعة و تكون مرجعية للبنود التى يدعى المسلمون لمقاطعتها و لا يترك الأمر للجهود الفردية. كما أنه من الأفضل فى هذه المرحلة أن تنحصرالمقاطعة للدنمارك فقط و ألا تتعداها لدول أخرى و ذلك حتى تتركز المقاطعة و تصبح فعالة و مؤثرة و حتى يطيق الناس القيام بها لأننا لو طالبناهم بمقاطعة عدة دول لما استطاعوا خاصة و أحوال بلادنا كما نعرفها. ثم إن المقصود هو ردع الدولة التى بدأت هذه الأزمة و حتى تكون عبرة لغيرها و تهديدا لأى دولة أخرى أن تبدأ اعتداء مماثلا.

    وصلتنى بالبريد الإليكترونى رسالة من شاب دنماركى عنده موقع شخصى على شبكة الإنترنت و قد قام أحد المسلمين باختراقه ، و بعد عودة الموقع للعمل أرسل هذا الشاب يتساءل ( لماذا اخترقتم موقعى ؟ أنا لا أحب و لا أكره الاسلام فلماذا تكرهوننى ؟ ).

    نحن – المسلمين – مسئولون إلى درجة بعيدة عما حدث بتقصيرنا فى تقديم الاسلام للغرب ، و تقصيرنا إما بالسلبية التامة و عدم الشعور بهذا الواجب و هذه المسئولية ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر و تؤمنون بالله .. ). و تقصيرنا الأكبر بتركنا الساحة لبعض المسلمين الذين يقدمون صورة مغلوطة عن الاسلام ، صورة ملؤها الكراهية و حب الانتقام مع أننا كما أسلفنا نرى معظم الغرب جاهلين بديننا. هل تتصورون أن هؤلاء الذين صدرت عنهم هذه الرسوم المشينة قد بلغهم قول الله تعالى عن نبينا صلى الله عليه و سلم ( و ما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ).

    إلى جانب المقاطعة نحتاج أن نرجع لديننا و نقيمه فى حياتنا بصدق و نجتهد فى الدعوة إليه ما وسعنا الجهد. نريد أن ننتقل من رد الفعل إلى الفعل ، و فى هذا الزمان تقارب العالم و صار من السهل جدا الوصول إلى أطراف الأرض. لماذا لا نستخدم اللغات التى تعلمناها و التى نتشدق بحرصنا على تعليمها لأولادنا فى الوصول إلى منتديات الغرب و الدخول معهم فى حوارات هادئة و حججنا قوية لأننا أصحاب حق و أصحاب رسالة سماوية لا يأتيها الباطل من بين يديها و لا من خلفها. إن الانتصار الحقيقى لنا فى هذه الأزمة أن نرى بعض من تجرأ على رسول الله قد آب إلى رشده و رجع عن غيه و تعرف على دين الاسلام. و إن هذه الأزمة جعلت الأرض خصبة للدعوة إلى الاسلام لأنها أثارت فضول كثير من الغربيين لمعرفة ما هو الاسلام. و لقد قرأت فى صحيفة الأهرام ( عدد 7/2/2006) تصريحا للمتحدث باسم المركز القومي الفرنسي للكتاب أعلن فيه أن هناك طفرة هائلة ومفاجئة في مبيعات القرآن الكريم في فرنسا بلغت‏38%‏ في أسبوع واحد. ويعد هذا الرقم في المبيعات غير مسبوق ‏,‏ وبلغت حصيلة المبيعات خلال الأسبوع الماضي نحو ‏60‏ ألف نسخة‏.‏ و قال إن أزمة الرسوم المسيئة للرسول في الصحف الأوروبية دفعت أوروبيين كثيرين لاقتناء المصحف وأضاف‏ ( أن ترجمة المستشرق الراحل جاك بيرك لمعاني القرآن الصادرة عام‏1990‏ تأتي في مقدمة ترجمات القرآن المتعددة بالأسواق الفرنسية رغم ارتفاع سعره... ).

    و أمامنا الآن أيضا فرصة مواتية لدعوة المسلمين للرجوع إلى دينهم ، إذ يجب أن نستفيد من هذا الحماس و هذه الغيرة الرائعة التى التفت حولها قلوب المسلمين لنقول لهم إن أعظم نصرة لرسول الله - صلى الله عليه و سلم - أن نتبعه و نطيعه و نتشرف بهديه و سنته فى حياتنا. و لنتأمل معا هذا التوجيه الدقيق من الله تبارك و تعالى نحو هذا الأذى فى قوله ( لتبلون فى أموالكم و أنفسكم و لتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم و من الذين أشركوا أذى كثيرا ، و إن تصبروا و تتقوا فإن ذلك من عزم الأمور ).


    كما أن مطالبة بعض العلماء لحكوماتهم بالسعى لسن قوانين دولية تجرم التعرض للأديان و الرسل فكرة صائبة و تجعل ردود الفعل على عدة جبهات. كما لا يفوتنا التأكيد على أن ردود الفعل التى تتسم بالعنف مثل حرق السفارات غير مقبول و ربما يحول القضية ضدنا ، و لقد شاهدت فى مظاهرة للمسلمين فى بريطانيا منذ أيام بعض اللافتات التى تهدد أوروبا بـ 11 سبتمبر آخر و هذه ردود فعل تضعف حوارنا و هى فبل هذا و بعده ردود غير شرعية.

    ثالثا : هل هناك بالفعل فوائد وراء هذه الأزمة ؟

    بالتأكيد. و يمكن حصر بعضها فى عدة آثار ايجابية :

    • لعل أبرزها ما رأيناه من نهضة المسلمين كافة لنصرة نبيهم – صلى الله عليه و سلم – و إننا و الله لنغبط هؤلاء النفر الكرام الذين بدأوا هذه الحملة المباركة و بسببهم امتدت إلى مشارق الأرض و مغاربها ، نغبطهم لأنهم يتحقق فيهم وعد نبينا – صلى الله عليه و سلم – (من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة من غير أن ينقص من أجورهم شيء ). و لقد رأيت دهشة بعض رجال الاعلام الغربيين من مظاهرة ضمت آلافا من المسلمين فى نيوزيلنده ذلك البلد الوادع الهادئ ، و سمعت مراسلا للبى بى سى يتعجب قائلا ( حتى فى هذا البلد فى أطراف الأرض يغضبون كل هذا الغضب لرسم كاريكاتورى ؟ ).

    • و من فوائد الأزمة أن غير المسلمين بدأوا ينتبهون لشيئ جديد لم يعرفوه من قبل ، أن الدين من الممكن أن تكون له كل هذه القدسية و كل هذه المكانة الحقيقية فى قلوب الناس.

    • و من فوائدها أن بعض قادة المسلمين بدأوا يحسون بنبض الناس و قد كان مشهدا نادرا أن نرى شيخ الأزهر و وزير الأوقاف و المفتى فى مصر يتقدمون مظاهرة ضمت الآلاف من طلاب الأزهر للتنديد بما حدث و للمطالبة بالمقاطعة.

    • و من الفوائد أيضا ما يكون من فوائد فى عامة المصائب و الابتلاءات من دفع الناس للدعاء و التضرع لله تبارك و تعالى (وإذَا مَسَّ الإنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا ) ، و أنها تمنع الناس من الكبر و الفخر و الاستغناء فيكونوا كما وصفهم رسولنا – صلى الله عليه و سلم – (مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع تفيئها الريح تصرعها مرة وتعدلها مرة حتى تهيج ).

  2. #347
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي رد: مشاركة: المسلمون في الغرب


    المسلمون في الغرب ومسئوليتنا عنهم
    الإمكانات المتاحة لنشر الإسلام في أوروبا


    الدكتور عبدالله الأهدل



    توجد إمكانات قانونية وواقعية في الغرب تسهل للمسلمين أن ينشروا دينهم، بوسائل كثيرة، ويعلموا أولادهم مبادئ الإسلام ولغات شعوبهم، وعلى رأسها اللغة العربية ويربوهم على هذا الدين، ويدعوا غير المسلمين إليه.
    الوسائل المتاحة كثيرة.
    وأذكر من تلك الوسائل ما يأتي:
    الوسيلة الأولى: حرية الكلمة والمعتقد، وما يسمى بالحريات الشخصية، فلكل إنسان أن ينشر بين الناس ما يعتقده بالدعوة المباشرة: محاضرات أو ندوات، أو اتصالا شخصيا، أو توزيع نشرات مطبوعة في أماكن التجمعات، كالمصانع والمطارات ومحطات المواصلات، كالقطارات والحافلات والأسواق، والنوادي الرياضية والثقافية والاجتماعية، ودور السينما، والكنائس، والاتصالات كصناديق البريد العامة أو المنازل، والهاتف، ودور التعليم، كالمدارس والمعاهد والجامعات...... وغيرها.
    الوسيلة الثانية: طبع الكتب بجميع اللغات، ونشرها، وتوزيعها بيعا أو مجانا.
    الوسيلة الثالثة: تسجيل الموضوعات في شرائط (كاسيت) أو (فيديو) ونشرها بيعا أو مجانا.
    الوسيلة الرابعة: استئجار محطات إذاعية محلية أو شراؤها، بشروط ميسرة لا تمنع صاحبها من نشر ما يريد من عقيدة أو فكر أو تعليم،كما يستطيع-من يريد-أن يذيع موضوعات معينة في الإذاعات العامة، وإن كانت محدودة.
    الوسيلة الخامسة: إمكان الاستفادة المحدودة من التلفاز العام (الحكومي) كما يمكن تملك قنوات تلفزيونية والبث عليها (حتى الفضائية).
    الوسيلة السادسة: إمكان إصدار جرائد ومجلات تتضمن شتى الموضوعات: (عقدية وأخلاقية وشرعية، واجتماعية وسياسية).
    الوسيلة السابعة: إمكان إنشاء مدارس خاصة كاملة (تجمع بين منهج الدولة والمنهج الإسلامي، بلغة البلد ولغة الْمُنْشِئين) معترف بها تشارك فيها الدولة بخمسة وثمانين في المائة من التكاليف، وقد تتحمل كل تكاليفها، وبخاصة البلدان التي اعترفت بالإسلام دينا رسميا، كالنمسا وبلجيكا.
    وقد أنشئت الكلية الإسلامية في فرنسا، برغم مواقفها المتشددة من المسلمين وتدخلها حتى في الحريات الشخصية، كحجاب المرأة المسلمة. وجامعة إسلامية في هولندا ( ولكني لا أدري عن تفاصيل هذه الجامعة )
    الوسيلة الثامنة: إمكان إنشاء نوادي اجتماعية وثقافية ورياضية خاصة أو تجارية، واستغلالها في الدعوة إلى الإسلام، وتربية شباب المسلمين من أبناء الحالية الإسلامية وغيرها، لوقايتهم من النوادي الأوربية التي تفسد دينهم وسلوكهم، وتجعلهم يذوبون في المجتمع الأوربي، كما هو حاصل الآن.
    الوسيلة التاسعة: إمكان إنشاء مساجد جديدة أو شراء مبان قائمة سكنية، أو كنائس وتحويلها إلى مساجد، وهاهي قد أقيمت مساجد كثيرة في كل بلدان أوروبا، بل في كل مدنها-غالبا-، وبعضها جوامع كبيرة: كما في مدر يد بأسبانيا، وفي روما بجوار الفاتيكان، ويمكن أن تكون هذه المساجد منارات هدى تجمع بين إقامة الصلوات ومدارس التعليم ونوادي الشباب البناءة، ومحطات إذاعة وقنوات تلفاز، وقاعات مؤتمرات وندوات، لو حصل اهتمام بمعانيها كما يحصل الاهتمام بمبانيها!
    الوسيلة العاشرة: إمكان القيام بإلقاء دروس إسلامية لأبنائهم في المدارس الحكومية الرسمية، في وقت الدوام الرسمي وخارجه، فأين من يمدهم بالمدرسين الصالحين الأكفاء؟
    بل يمكنهم إقامة مدارس خاصة تجمع بين المنهجين: الإسلامي والحكومي، مع الاعتراف بها رسميا، إذا استوفت الشروط المطلوبة، وقد أصبح الآن للمسلمين في بلجيكا-التي اعترفت بالدين الإسلامي رسميا-مجلس خاص ينتخبونه ويشرف على كل مصالحهم في حدود القانون، كما أن بعض الدول الأوربية الأخرى قد اعترفت بالإسلام رسميا، مثل النمسا، وبعضها في الطريق إلى الاعتراف به، بسبب تزايد المسلمين في تلك البلدان وما يحتمل من قوة تأثيرهم في المجتمعات الأوربية… وقد اعترفت بريطانيا مؤخرا ببعض المدارس الإسلامية بع جهاد طويل بذله أهلها ، ومنهم الأخ يوسف إسلام وفقه الله .
    الوسيلة الحادية عشرة: إمكان المسلمين استثمار أموالهم في شركات خاصة، ويكون لهم وزن اقتصادي وسياسي، ويمكنهم أن يحبسوا عقارات ومباني وأسواقا ينفق من أرباحها على العمل الإسلامي.
    ومن أهم الوسائل لنشر الدعوة الإسلامية وتعليم الناس مبادئ الإسلام هذه الوسيلة العظيمة ( الإنترنت ) التي تصل إلى كل بيت حجر ومدر في نفس اللحظة التي يرسل الداعية أو المعلم رسالته .
    وإن هذه الوسيلة وغيرهما لحجة أقامها الله على القادرين من المسلمين : علماء ومفكرين وأغنياء وحكاما ، وسيسألنا الله عنها إذا لم نستغلها لنشر دين الله .
    كل هذه الأمور وغيرها متاحة بدرجات متفاوتة في الدول الأوربية، بعضها موجود فعلا، في حدود طاقة المسلمين.

  3. #348
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي رد: مشاركة: المسلمون في الغرب


    رغم مجاورته لبرجي مركز التجارة
    مسجد مانهاتن يشهد زحاماً ملحوظاً أيام الجمعة


    يقع مسجد مانهاتن في الطابق الثاني من مجموعة محلات تجارية بالقرب من سيتي هول ولا يبدو المسجد واضحاً لمن لا يعلم مسبقاً بوجوده حيث لا يوجد ما يشير إليه سوى لافتة صغيرة معلَّقة على جدران أحد المحلات التجارية بالأسفل.

    ولأن المسجد يقع قريباً جداً من مركز التجارة العالمي الذي انهار في أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م فقد تقلص عدد مرتاديه نسبة لأن الكثير ممن كانوا يؤمونه فقدوا وظائفهم وبالتالي انتقلوا إلى مناطق أخرى، إلا أن المسجد لا زال يشهد حضوراً كبيراً في أيام الجمعة.

    ويقول أحد المداومين على الصلاة في المسجد إنهم عانوا كثيراً نتيجة لأحداث الحادي عشر من سبتمبر وأن الكثير من الأمريكيين يطرحون عليهم أسئلة متكررة عن الإسلام وأحياناً تكون هذه الأسئلة تهكمية وساخرة.

    غير أن المسؤول عن المسجد نعيم محمد يؤكد أن الأمريكيين يريدون أن يعرفوا المزيد عن الإسلام وأنهم يطرحون أسئلتهم بطريقة ودية وأنهم غير عدائيين.

    وبالرغم من تناقص عدد رواد المسجد بصورة كبيرة عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م إلا أن المسجد يشهد زحاماً ملحوظاً خلال أيام الجمعة من كل أسبوع، حيث يؤمه أكثر من ألف مسلم، مما يضطر معه الكثيرون إلى الصلاة في الشوارع والطرقات المجاورة.

    ويؤكد نعيم محمد أنهم كإدارة للمسجد كانوا حريصين على تكوين علاقات طيبة مع جيران المسجد وأنهم ينطلقون في ذلك من تعاليم الإسلام الذي يوصي أتباعه بضرورة تكوين علاقات قوية مع جيرانهم.

    ويشير نعيم إلى أنهم واجهوا بعض الصعوبات خلال الفترة التي تلت هجمات سبتمبر مباشرة وأن الأمريكيين كانوا متأثرين بشدة بانهيار برجي مركز التجارة العالمي، ونتيجة لذلك فقد تعرض العديد من المسلمين إلى حوادث اعتداء لكن حدة هذه الاعتداءات انحسرت حالياً وتحول الغضب إلى رغبة عارمة في اكتشاف الإسلام.

    نيويورك تايمز

  4. #349
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي رد: مشاركة: المسلمون في الغرب


    المسلمون في أوروبا والحياة في الغرب



    الكتاب: المسلمون في أوروبا
    المؤلّف: يورغو نيلسن
    الناشر: دار الساقي ومؤسّسة البابطين لندن ـ الكويت ٢٠٠٦

    صدر هذا الكتاب بالتعاون بين الدارين الكويتية واللندنية، وترجمه وليد شميط. والذي يعرف يورغن يعرف أنه باحث معروف في قضايا الإسلام في أوروبا، وعلاقات المجتمعات المسيحية بالمجتمعات وبالديانة الإسلامية. وله مشاركات في مؤتمرات عديدة في العالم العربي والشرق.

    الكتاب صدر أولاً بالإنكليزية سنة ١٩٩٢ تحت عنوان «المسلمون في أوروبا الغربية». من المقدّمة نكتشف أن المؤلّف يعرف جيّداً الفروق الكبيرة بين أوروبا الشرقية وأوروبا الغربية، لكنه يركّز دراسته على أوروبا الغربية التي يعرفها جيداً.

    ومع أن عدد المسلمين في أوروبا الشرقية لا يتجاوز كثيراً عددهم في أوروبا الغربية، إلا أن الفارق الأساسي، يكمن في أن المسلمين في أوروبا الغربية وصلوا إليها خصوصاً خلال القرن العشرين، بفعل هجرات مختلفة الأسباب بينها ما هو اقتصادي وما هو سياسي وما هو إنساني، هرباً من الاضطهاد والحروب، من خلال الكتاب نتوصّل إلى أن معظم المسلمين الموجودين في أوروبا الغربية ينتمون إلى النصف الثاني للقرن العشرين. ففي فرنسا على سبيل المثال، نجد أن عدد المسلمين فيها في ١٩٤٥ لم يكن يتجاوز مائة ألف، بينما ارتفع هذا العدد في نهاية القرن العشرين إلى حوالى خمسة ملايين مسلم، ثلثهم من الجزائر وثلثهم الآخر تقريباً من تونس والمغرب. وفي بريطانيا نجد أن عدد المسلمين في ١٩٥٠م لم يكن يتجاوز ٢٣ ألف مسلم، وقف في ١٩٧١م عند ٣٦٩ ألف مسلم وتخطى المليون في ١٩٨٤م، ووصل في نهاية القرن العشرين إلى حوالى مليونين ونصف.

    وهكذا، فإن المسلمين في أوروبا الغربية من الجماعات التي تكاثرت بسرعة كبيرة نتيجة الهجرة من الخارج، وحملت معها مشاكلها، وقد نجم عن هجرتها قضايا تتعلّق بالتكيّف والاندماج في المجتمعات الأوروبية المختلفة.

    ينقسم الكتاب إلى قسمين: خاص وعام. في القسم الأول يتناول تاريخ تجمّع المسلمين في كل دولة على حدة، ووضعهم القانوني وقضاياهم المختلفة (فرنسا، ألمانيا الغربية، المملكة المتحدة، هولندا، بلجيكا، إسكندنافيا، سويسرا، النمسا، إسبانيا والبرتغال). أما في القسم الثاني فيتوقّف المؤلّف عند بعض القضايا التي تشغل المسلمين في كل تلك الدول الأوروبية، مثل العائلة والقانون والثقافة والمنظّمات الإسلامية والأوروبية الإسلامية.. إلخ.

    وحتى في ما يتعلّق ببعض الدول التي تعتبر ضمن «أوروبا الغربية» يلاحظ أنها لم تكن كذلك، بسبب نوعية المسلمين فيها. فسويسرا على سبيل المثال تصنّف ضمن «أوروبا الغربية»، ولكن إذا دقّقنا أصول المسلمين فيها الذين يتجاوزون ٣٠٠ ألف مسلم الآن، لوجدنا أن معظمهم من البلقان، بل إن نصفهم من الألبان من كوسوفو ومكدونيا. ويقال الآن للتندر أن الألبانية أصبحت اللغة الرابعة في الاتحاد السويسري من حيث عدد الناطقين بها بعد الألمانية والفرنسية والإيطالية.

    بعض نقّاد الكتاب يرى أن ما ورد فيه يصوّر لدينا ثلاث دوائر مختلفة، تمثّل الإسلام والمسلمين في أوروبا. فهناك المسلمون المتجذّرون في أوروبا الشرقية، والمسلمون الوافدون في أوروبا الغربية، وهناك المسلمون الموجودون في دول الاتحاد الأوروبي الـ ٢٥ التي تجمع ما بين أوروبا الغربية وأوروبا الشرقية.

  5. #350
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي رد: المسلمون في الغرب


    المسلمون في الغرب
    بين تناقضات الواقع وتحديات المستقبل




    المؤلف
    التيجاني بولعوالي
    بيانات النشر
    القاهرة:
    مركز الحضارة العربية
    (2006)
    الطبعة الأولى

    عدد الصفحات
    197

    يبدو التيجاني بولعوالي مشغولاً في كتابه بأسئلة تطرح نفسها بقوة على مسلمي الغرب، خاصة أن هذه القضية قد دخلت حلبة الصراع الفكري والسياسي الدوليين، ولم تعد مجرد شأن محلي أو داخلي بين المهاجرين والدول التي قصدوها بحثاً عن ظروف أفضل للحياة. وبولعوالي، مغربي مهاجر إلى هولندا، متخصص في النقد الأدبي والدراسات الألسنية، وإلى جانب ذلك فقد تلقى دراسات دينية، ولديه اهتمام خاص بالقضية الأمازيجية. وهو ينطلق من تجربته الخاصة، ومن الحوار الممتد الذي تشهده هولندا بشأن المهاجرين المسلمين، ومن جدال وسجالات ونقاشات فكرية شارك فيها في أوساط الجالية الإسلامية، ليقدم في كتابه مجموعة من الأسئلة والأجوبة حول هذه القضية الخلافية.

    يرى الكاتب أن ثمة إشكالات عميقة تعتري واقع المسلمين في الغرب، وأنه يتوخى إثارة بعض جوانبها، وإماطة اللثام عن المسكوت عنه من قضايا المسلمين بالمهجر، ليكشف عن الوجه الحقيقي للإسلام أمة وتاريخاً وحضارة، وهو وجه يخالف مطلقاً ماعليه حال أغلب المسلمين الآن، أو ما تظهره وسائل الإعلام المختلفة من رؤى وتحاليل وآراء تسيء إلى الإسلام والمسلمين. ويحدث ذلك نتيجة جهل بعض وسائل الإعلام الغربية بحقيقة الإسلام، أو تجاهله لتلك الحقيقة باعتبار أنه منخرط في صراع حضاري محموم مع هذا الوافد عليه، الذي راح يتغلغل في الحياة اليومية الغربية مزاحماً ببريق ثقافته المتميزة ثقافة الآخر، ومصادماً بقيمه الخاصة عادات وتقاليد الآخر.

    والحالة التي يبدو عليها الإسلام في الغرب، كما يقول المؤلف، تقتضي التنقيب عن الأسباب الخفية والمعلنة التي تقف وراء ذلك. وهذا التنقيب يبدأ من نقد الذات الإسلامية والعربية التي لا تمثل نفسها خير تمثيل في الغرب، مما يصعد من النظرة المهينة والمحتقرة للمسلمين. وبعد هذا النقد يمكن التأسيس لحوار منفتح ومعقلن، بين مسلمي الغرب أنفسهم أولاً، ثم مع الآخر. وإذا لم نتمكن، حسب تعبير بولعوالي، من إقامة حوار صريح مع الذات والهوية، فإننا بالضرورة سوف نفشل في إقامته مع الآخر أياً كان. وآلية الحوار تمكننا، بشكل أو بآخر، من الكشف عن حقيقتنا الضائعة بين أنقاض الصراعات المتتالية التي ضيعت علينا فرص الدعوة العقلانية والممنهجة لإسلام معتدل ومتسامح. لقد أصبحنا بفعل هذه الصراعات أمام صورة لإسلام مهشم، لا يمثل من الإسلام الحقيقي الخالص إلا الطقوس والعبادات واللباس، أما ذلك الوجه الحضاري والعلمي والأخلاقي فلا نلمسه إلا عند أفراد منعزلين يحيون خارج أسوار المجتمع.

    يصف المؤلف شعور أغلب المسلمين في الغرب بأنهم بين خيارين أحلاهما مر: الاندماج أو الإحجام، اي إن عليهم الاختيار بين الانفتاح المشروط بشروط الغرب أو الانغلاق؛ فإما ثقافة الغرب التي تضمن لهم العيش الكريم أو قيم الإسلام التي تضمن لهم سخط الغرب وعدم رضاه. وتكاد مثل هذه الرؤية ذات البعدين الأبيض والأسود تهيمن على بنية التفكير لدي المسلمين الموجودين في الغرب.

    غير أن هناك فئة قليلة استطاعت أن تشكل رؤية ثالثة، تستوحي خطوط التماس الإيجابية التي تحجبها أحكام القيمة التي يكوِّنها كل طرف عن الآخر. ويمكن استناداً إلى تلك التماسات أو القواسم المشتركة التوصل إلى صياغة ثقافة مشتركة بين الطرفين؛ ثقافة مبنية على قيم إنسانية ينتفي فيها التعصب الديني أو الأيديولوجي، مسكونة بهموم الإنسان النفسية والاجتماعية والثقافية، وهي هموم تتخطى كل الحواجز الإثنية والعقائدية والأيديولوجية وغير ذلك. ولإرساء هذه الثقافة يمكن استيحاء كل ما تمت مراكمته من موروثات أخلاقية وحضارية، يستمدها المرء من الدين الذي يؤمن به، أو من المنظومة الاجتماعية والفكرية التي يندرج فيها.

    ولا يخفي الكاتب انزعاجه البالغ من انتشار مظاهرالتحلل الأخلاقي في الغرب، وخاصة الشذوذ الجنسي والاغتصاب المنظم والاستغلال الجنسي للأطفال، ويشير إلى أن بعض المصادر تؤكد أن ثمة جمعيات لها صلة بالسلطة تشجع على نشر ظاهرة اللواط بين أطفال المسلمين وشبابهم، وتقف وراء إشاعة مثل هذه الظواهر الشاذة ترسانة من الأجهزة المختلفة التي تستخدم شتى الآليات، إعلامية كانت أم تربوية. ولكن الوجه الآخر للمعادلة، وهو ما يجعلها صعبة، أن هذه البلاد ذاتها هي التي عاملت المهاجر المسلم بالمعروف، وقبلته بين ظهرانيها معززاً مكرماً، في حين أنه مرفوض في وطنه، وغير مسموح له بالاستقرار في إحدى الدول العربية أو الإسلامية الغنية، فهي تفتح أبوابها للأوروبيين والأمريكيين وتغلقها أمامه.

    إن السلوك المتردد للمسلم في الغرب، بين الإقبال على شتى جوانب الحضارة الغربية ذات الجانب المادي أو النفعي، والإحجام عن الحيثيات الأخلاقية والسلوكية السائدة في المنظومة الغربية، يدفع الغربي إلى اعتبار مثل هذا السلوك نفاقاً أو تناقضاً. لكن ما يراه الغرب ازدواجية أو تناقضاً ليس كذلك في حقيقته، إذ يعبر عن الرغبة في اكتساب نوع من المناعة ضد الجانب المرفوض من الحياة الغربية، لكن الغرب لم يتسن له بعد إدراك هذه الإشكالية التواصلية، التي قد تحدث نوعاً من القطيعة الثقافية والمعرفية بين الطرفين. لكن، إلى متى يظل المسلمون في الغرب متمسكين بحبل المناعة التي تتخذ كثيراً طابع الانزواء والتقوقع، فإذا أفرطوا فيها أصبحت تطرفاً وغلواً، وإذا فرطوا أصبحت انصهاراً وتحللاً؟ هذه هي الإشكالية التي يتعين مواجهتها.

    يسرد التجاني بولعوالي في كتابه كثيراً من المواقف والتجارب الشخصية، ويستعين بها على تأكيد أفكاره. ويشير المؤلف إلى أن كتابه يركز على النموذج الهولندي، على اعتبار أنه يعيش في هولندا، لكنه يؤكد أن أفكار الكتاب وإشكالياته لا تتعلق بهولندا وحدها، بقدر ما تتخذ منها منطلقاً نحو الأصقاع الاوروبية الأخرى، أو نموذجاً مصغراً يمكن أن ينطبق بشكل ما على باقي النماذج الغربية الأخرى، خصوصاً أن ثمة قواسم مشتركة كثيرة من بينها تاريخ الهجرة وأسبابها، وجنس المهاجرين، واعتقاداتهم، والاصطدام الكائن بين هوية المهاجرين والثقافة الغربية، وإخفاق سياسة الاندماج، وتدهور الاوضاع الاقتصادية.

    يحاول المؤلف تحديد "آليات وأساليب" تسهل تعايش المسلمين المهاجرين مع ثقافة البلد الذي يوجدون فيه، وتراعي نوعية العادات والتقاليد السائدة هناك. وأهم هذه الآليات تتمثل في تعلم لغة البلد الذي يستقرون فيه، حيث تسهل لهم أداء الواجبات المفروضة عليهم، واستيعاب قوانين الدولة. والواجبات لا ينبغي أن تُحتزل فيما يصدر عن المؤسسات الرسمية والحكومية، بقدر ما تتخطى ذلك إلى كل ما يربطهم من علاقات ومصالح بالآخرين، أفراداً كانوا أو مؤسسات، وبواسطتها أيضا يتيسر عليهم نيل حقوقهم.

    إن غياب مثل هذه الإمكانية- امتلاك اللغة- جعل أعداداً من مهاجري الجيل الأول والثاني يتخبطون طوال أكثر من نصف قرن، في سوء التواصل أو انعدامه مع مكونات المجتمع الذي يستقرون فيه، فحُكم عليهم بالتقوقع والانعزال في تكتلات صغيرة ينظر إليها الغربيون بعين الريبة والتخوف.

    وفي هذا النطاق يدعو الكاتب إلى إدراج آلية فقه الواقع، واعتماد فهم ديني لين بخصوص المسائل التي تعرقل تحقيق التعايش السلمي مع الآخر. وهذه مهمة علماء الأمة، فهم مدعوون إلى تطويع المقولات الفقهية التقليدية التي تنظر بالأبيض والأسود إلى العالم، وتقسمه إلى دارين لا ثالث لهما: دار الحرب ودار السلم. وهم بذلك يقدمون أكثر من 50 مليون مسلم يقيمون بالغرب كبش فداء للحيرة والتناقض والانفصام.

    ويدعو الكاتب كذلك إلى تأكيد نقاط التماس والالتقاء الكائنة بين ثقافة المسلمين الأصلية وثقافة الغرب، وهي نقاط لا تحصى، مع تأجيل أو تجاوز نقاط الخلاف والتوتر. ويبدأ ذلك من الأخذ بالمشترك الإنساني الذي يوفق بين سائر البشر. ولا جدال في أن كل مجموعة بشرية تنفرد بخصوصيات تميزها عن الأخرى، لكن مع ذلك الاختلاف الملموس يمكن التسليم بأن ثمة قواسم مشتركة من شأنها أن توحد بين البشر وإن تباعدت الملل والألسنة والثقافات. وهذه القواسم نابعة من طبيعة الإنسان البيولوجية وهيئته النفسية وتركيبته العقلية، حيث التماثل في بنية الجسم والشعور والتفكير من شأنه أن يجعل هذا الكائن الحي يحن إلى كل من تجمعه به هذه المكونات والسمات، وبذلك يقبل عفوياً أو منهجياً بناء جسر التعامل معه.

    ويؤكد المؤلف أهمية غرس فكرة أن الإسلام لا يعادي أحداً، بقدر ما يواجه الذي يبدأ الاعتداء. ومثل هذا الموقف لا يضع الإسلام في موقف المعادي، وإنما في موقف المدافع عن وجوده. هذه الفكرة ينبغي أن توضع نصب أعين مسلمي الغرب، الذين ينساقون كثيراً خلف بعض التفسيرات الخاطئة التي ترى في غير المسلمين أعداء تجب محاربتهم. ويتناسى هؤلاء أن مجتمع المدينة المنورة ليس إلا صورة لمجتمع متعدد الأعراق والثقافات والمعتقدات والألسنة وغير ذلك، وهذه الصورة لا تختلف إلا شكلياً عن التعدد الذي يطبع المجتمع الغربي المعاصر. ولا ينبغي أن تظل هذه الحقيقة مرهونة بفكر النخبة وتنظيراتها، وإنما يجب أن تُعمم على سائر الصعد، وبين مُختلف الشرائح الاجتماعية.

    وآخر التوصيات في أجندة المؤلف هي الاستمرار في الحملة التي بدأتها العديد من الجمعيات والمؤسسات لتحسين صورة الإسلام لدى الآخر. وإنجاحاً لهذا المشروع الهادف يعتقد المؤلف أن المسلمين في الغرب ملزمون بتحقيق عنصرين حيويين؛ أولهما البدء في تحسين هذه الصورة لدى المسلمين أنفسهم، وبالتحديد لدى أجيال الهجرة الأخيرة التي تفتقد الوعي الكافي بحقيقة عقيدتها وتاريخها وثقافتها، لأنها هي من سيتسلم في المستقبل القريب مشعل تمثيل الإسلام في الغرب. والعنصر الثاني هو تعميم هذه الحملة أفقياً، على سائر المستويات، كالبيت والمسجد والمدرسة والإدارة والحي والمدينة والدولة وغير ذلك، ورأسياً على سائر الصعد، اجتماعية كانت أو ثقافية أو سياسية أو تعليمية.

  6. #351
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي رد: المسلمون في الغرب


    حوار مع الدكتور حافظ الكرمي
    مدير مركز مايفير الاسلامي أو المركز القطري بلندن




    مركز مايفير الاسلامي أو المركز القطري كما يسمونه في لندن مركز دعوي ثقافي اجتماعي ، ويعد واحداً من أهم المراكز الاسلامية في بريطانيا ، لنشاطه المتميز في الدعوة ولموقعه المرموق ، فجنوبيه قصر بكنكهام والقصور الملكية البرطانية ، وغربيه الهايد بارك أشهر حدائق بريطانيا ....وقد حرصت على الالتقاء بمدير المركز الدكتور حافظ الكرمي ، وكان معه هذا الحوار الخصب ، الذي يطوف بالقارئ في قضايا بالغة الأهمية ، مثل مستقبل العمل الاسلامي في الغرب وواقع المسلمين هناك ، وقصة مركز مايفير ..وهذا هو نص الحوار :

    س : هل يمكنك أن تعطينا لمحة عامة عن الجالية الإسلامية في بريطانيا ؟
    ج : ليس هناك إحصاء رسمي لعدد المسلمين في بريطانيا ، لعدم وجود خانة في قسيمة الإحصاء البريطاني خاصة بالدين ، ولكن التقديرات تشير إلى وجود ما بين 2 - 2.5 مليون مسلم في المملكة المتحدة ، ومعظم هؤلاء المسلمين يسكنون في مناطق لندن ، وبرمنجهام ، ومانشستر ، وغلاسكو ، والغالبية العظمى من المسلمين اليوم هم ممن ولدوا في بريطانيا، وهم من أصول هندية - باكستانية - بنغلادشية ، وهناك بعض الأعداد التي لا يستهان بها من المسلمين العرب تقدر بنصف مليون مسلم، بالإضافة إلى بعض المسلمين القبارصة والأتراك والإيرانيين والصوماليين ، وهناك زيادة ملحوظة في الفترة الأخيرة في أعداد المسلمين من أصول أوروبية وكاربيية .
    لقد كان أول تسجيل لحضور مسلمين إلى الجزر البريطانية في القرن السادس عشر ، ولكن وصول المسلين بشكل أساسي كان في القرن التاسع عشر عن طريق بعض البحارة المسلمين الذين استوطنوا المدن الساحلية في إنجلترا واسكتلندا ،كما كان هناك بعض الطلاب الذين جاؤابشكل مؤقت ثم استوطنوا في بريطانيا ،وبخاصة من رعايا المستعمرات التابعة للإمبراطورية البريطانية .

    س : مركز مايفير الإسلامي في أعرق وأرقى الأحياء في لندن ما هي قصة المركز ؟ ومتى تم الافتتاح ؟
    ج: يقع مركز ( مايفير ) الإسلامي التابع لجمعية الشيخ قاسم بن محمد آل ثاني الخيرية ومقرها في الدوحة / قطر في قلب العاصمة البريطانية لندن ، فتوجد غرب المركز على بعد بضع مئات من الأمتار حديقة الهايد بارك الشهيرة ، كما توجد على بعد مشابه في جنوبه حديقة الغرين بارك ،التي تشمل قصر باكنكهام والقصور الملكية البريطانية المشهورة ، أما إلى الشرق منه فيقع دوار الطرف الأغر والإكسفورد سيركس ، ويحيط بالمركز عدد كبير من المؤسسات والشركات والمرافق والسفارات التي يعمل فيها عرب ومسلمون ، بالإضافة إلى وجود جالية عربية وإسلامية كبيرة في هذه المنطقة ، فضلاً عن كون هذه المنطقة منطقة جذب سياحي لعدد كبير من المسلمين وبخاصة العرب منهم ، ومما يزيد من أهمية المكان عدم وجود مساجد ومراكز إسلامية في المكان ،اللهم إلا بعض المصليات الصغيرة التي يقوم أفراد الجالية بإقامتها على عجل ، وهي قاعات للصلاة وبخاصة في أيام الجُمَع وتكون عادةً مستأجره ، ولذلك فإن هذا المركز يلبي حاجة أعداد كبيرة من المسلمين تُقدر بالآلاف .

    ومركز ( مايفير ) الإسلامي هو عمارة كبيرة مكونة من ستة طوابق ، تم شراؤه من قبل أهل الخير من دولة قطر ، ويشمل الطابق السفلي غرفة لصلاة النساء ، والمطبخ ، والمكتبة ، وأماكن الوضوء للرجال و للنساء ، أما الطابق الأرضي فيشمل مدخل المركز الرئيسي ، وقاعة كبيرة للصلاة اليومية ، ومكتب الإدارة ، ولوحات الإعلانات ، أما الطابق الأول فيشمل قاعة كبيرة وأخرى صغيرة للصلاة وكذلك المحراب والمنبر ( وهي القاعة الأساسية للصلاة يوم الجمعة )، كما يشمل الطابق الثاني قاعتين للصلاة وتستخدم أحدها مقراً لعقد الدورات العلمية المختلفة ، أما الطابق الثالث فيستخدم داراً لتحفيظ القرآن الكريم ، ويشتمل على قاعتين كبيرتين للصلاة وأخرى صغيرة ، أما الطابق الرابع فيشمل شقة سكنية لإمام المسجد .
    وتم افتتاح المركز للمصلين بتاريخ 13 / 7 / 1418 هـ الموافق 13 / 11/ 1997 وهو يقوم بخدمة الجالية المسلمة بشكل مستمر منذ ذلك التاريخ ويقدم خدماته الدينية والدعوية والثقافية والاجتماعية لعدد كبير من أبناء الجالية المسلمة في لندن ، و السياح العرب الذين يقصدون لندن في وقت الصيف لقضاء إجازاتهم في ربوعها .

    س : ما هي مهمات وأنشطة المركز الأساسية ؟ وهل هناك برامج وأنشطة تخص غير المسلمين؟
    ج تقوم المراكز الإسلامية في الغرب بمهمات كثيرة ومتنوعة ، وهي تختلف عن المساجد في بلاد المسلمين كثيراً ، إذ أن المساجد في بلاد المسلمين يساعدها عدد كبير من المؤسسات والمدارس والبرامج ، وثقافة المجتمع ، وعاداته ، في حماية الفرد وصقله ، بينما تُسمى المساجد هنا مراكز إسلاميِّة لأنها تُعتبر روح الجالية ، ومركزها الديني والاجتماعي والتعليمي ، فالمسلمون هنا يلجؤون إلى هذه المراكز لينهلوا منها زادهم الروحي ،وليتواصلوا معا وليربطوا أبناءهم بإسلامهم ولغتهم العربية وتراثهم الأصيل ، ومن هنا تجد هذه المراكز خلية نحلِ كبيرة يأتي إليها المسلم ليهرب من قسوة الغربة وعجمة اللسان والثقافة، ووحشة المادة، وليجد فيها راحته النفسية والروحية والثقافية ، وإدراكاً منًا لذلك قمنا بإقامة عدد كبير من البرامج الروحية والدينية والثقافية والتعليمية والاجتماعية على مدى الأعوام الثلاثة المنصرمة ليؤدي المركز رسالته والقيام بواجبه اتجاه المسلمين ، والقيام بواجب الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى .ولذلك كان من المهمات التي تم إنجازها ما يلي :

    1 - توفير المكان والجو الملائمين ليؤدي فيهما المسلمون العبادات المختلفة وبخاصة الصلوات الخمس وصلاة الجُمع والتراويح والأعياد وغيرها .

    2 - الدعوة إلى الإسلام في أوساط الجالية الإسلامية في بريطانيا وتعميق صلة الجالية
    دينها وتراثها وتاريخها .

    3 - الدعوة في أوساط غير المسلمين ، والإجابة عن تساؤلاتهم واستفساراتهم حول الإسلام والأحكام الإسلامية المختلفة .
    العناية بأبناء المسلمين وتوفير المحضن الصالح لهم ، وتعليمهم اللغة العربية والقرآن الكريم وأخلاق وآداب الإسلام .

    5 - خدمة الجالية الإسلامية في حقل العمل الاجتماعي عن طريق تقديم النصح والمشورة في المشاكل الاجتماعية التي يواجهها المسلمون في المجتمع الذي يعيشون فيه .

    6 - القيام بأنشطة ثقافية مختلفة تهم الجالية الإسلامية في مجالات دينية وفكرية وحضارية.

    7 - توفير الكتب والمراجع الإسلامية باللغتين العربية والإنجليزية وتوزيعها مجاناً ، وإنشاء مكتبة عمومية إسلامية تحتوي على أمهات الكتب ليستفيد منها المهتمون والباحثون .
    - مد جسور التعاون مع المراكز الإسلامية الأخرى لخدمة الجالية الإسلامية والمطالبة بحقوقها في المجتمع البريطاني .
    - إقامة الدورات العلمية والشرعية المختلفة للراغبين في مجال اللغة العربية والعلوم الشرعية .

    10 - توفير جو إسلامي تآلفي بين أعضاء الجالية عن طرق عمل إفطارات جماعية و استضافة الحفلات الإسلامية في الزواج أو العقيقة وما شابه.

    11 - العمل على خدمة المجتمع البريطاني بشكل عام .

    أما بالنسبة لغير المسلمين فقد قام المركز بتوزيع بعض النشرات والكتيبات والرسائل القصيرة على غير المسلمين للتعريف بالإسلام وأهدافه بطريقة ميسرة ، وقد دخل بعض غير المسلمين في الإسلام ، وان كان المركز في المرحلة الحالية يركز بشكل أساسي على أفراد الجالية العربية بشكل أساسي .

    س : المراكز الإسلامية منتشرة في الغرب وخاصة بريطانيا هل هناك تنسيق بينكم ؟ وما هي آلية التنسيق ؟

    ج يوجد في بريطانيا نحو ألف مركز إسلامي ومسجد ، وهناك أكثر من مؤسسة تجمع العمل الإسلامي وتنسق بينه في الغرب ، فهناك المجلس الإسلامي البريطاني ، الذي يضم في عضويته أكثر من 400 مؤسسة ومركز إسلامي وجمعية ، ويشكل مظلة للمراكز الإسلامية ، ويدافع عن حقوق الجالية أمام السلطات البريطانية أو المؤسسات الأخرى ، كما أن هناك مجلس المساجد على مستوى بريطانيا ، يقوم بعمل اجتماعات دورية للمسؤولين عن هذه المراكز والمساجد لتدارس شؤونها ومشاكلها ، أما على مستوى لندن فقد قام مؤخراً تنسيق بين أكبر ستة مراكز في المدينة -ومن ضمنها مركزنا- للقيام بنشاطات مختلفة وتنسيق الإعلان عن دخول شهر رمضان والأعياد ، وقمنا في الصيف الماضي بعقد مؤتمر ضخم ( عن الدعوة الإسلامية لغير المسلمين في بلاد الغرب ) حاضر فيها أكثر من خمسة عشر عالماً وداعية مسلم ، وحضره - على مدى يومين - أكثر من ألف مسلم في لندن ، وكان لها أثر طيب على الجالية في لندن ، ونأمل أن يتسع هذا التنسيق ليشمل كافة المراكز والمساجد في لندن والضواحي المحيطة بها .

    س : أيمكن أن تعرفنا بأهم المراكز في بريطانيا ؟
    ج هناك مراكز كثيرة في بريطانيا ولعل أهم هذه المراكز ( المركز الثقافي الإسلامي -مسجد ريجنت ) وهو أكبرها ، ودار الرعاية الإسلامية ، ومركز مسجد شرق لندن وهو مختص بالاخوة البنغلادشيين ، والمنتدى الإسلامي ، ومركزنا هذا ، ومركز التراث الثقافي الإسلامي - وهو أحدثها - كما أن هناك مركز المؤسسة الإسلامية التي تختص بنشر الكتب باللغات الأوروبية المختلفة وتقوم بحضانة المسلمين الجدد ، وغيرها الكثير .

    س : مع تعاظم الفتنة في الغرب : ما هي أهم الصعوبات التي تواجه المسلمين هناك؟ وخاصة في جانب التعليم ؟
    ج: هناك مجموعة كبيرة من الصعوبات تواجه المسلم في هذه البلاد يمكن تلخيصها في جملة نقاط :

    أولاها غرابة الثقافة واللغة ، فهناك فروق ثقافية كبيرة بين المسلمين والبلدان التي جاؤوا منها وهناك فروق لغوية ، ولهذا كان المسلمون بدايةً يشعرون بغربة شديدة ولكن مع الزمن وقدوم جيل جديد، وتكون قاعدة ثقافية إسلامية في المجتمع البريطاني ، بدأت معالم الغربة تنتهي شيئاً فشيئاً .
    2-غرابة القيم والتقاليد : وبخاصة قيم الحرية للأبناء والبنات ، وهناك مفهوم مختلف عنه بين الإسلام والمجتمع البريطاني .

    3 - غربة المعيشة ومتطلبات الحياة .،و اللباس ، الطعام .

    4 - الجيل الجديد وغرابة اللسان والثقافة ، ولعل هذه المشكلة هي الأصعب والأخطر ، ففي المدارس البريطانية أكثر من نصف مليون طفل مسلم ، وبيئة التعليم وطريقته، والقيم التي يتعلمونها تختلف تماماً عن قيمنا وثقافتا وحضارتنا ، وليس هناك في بريطانيا إلا نحو ستين مدرسة إسلامية ،لا تستطيع إلا استيعاب أعداد قليلة جداً من أبناء المسلمين فضلا عن تكاليف هذه المدارس العالية جداً، والتي لا يستطيع دفع تكاليفها معظم أبناء الجالية ، ولذلك فإن مستقبل الجالية المسلمة في هذه البلاد يعتمد على قدرة الجالية على إيجاد محاضن إسلامية للنشء، وهذا هو التحدي الأكبر أمام الجالية في الفترة القادمة ، وإدراكا منا لأهمية هذا الأمر قمنا مع بداية افتتاح المركز بافتتاح مدرسة - دوام جزئي - تابعة للمركز منذ بداية السنة الدراسية - تشرين أول 1998 ، ، وقد تم استئجار مبنى مدرسة بريطانية لهذا الغرض ، حيث يدرس الطلاب اللغة العربية والقرآن الكريم ، والآداب والعبادات الإسلامية من عمر 5 - 13 سنة - وبلغ عدد الطلاب والطالبات المسجلات في المدرسة لهذا العام حوالي 210 طلاب ، يدرسون يوم السبت من الساعة 9,30 صباحاُ إلى الساعة 3,30 مساءً ، ويدرسون المنهج القطري في اللغة العربية والتربية الإسلامية والقرآن الكريم .ويقوم على تدريسهم مدرسون متخصصون - كما قمنا بعقد عدد من الدورات العلمية لتعليم وتحفيظ القرآن الكريم للكبار والصغار وعقد مسابقات فصلية وسنوية في ذلك .

    س : ما هو دور المسلمين في المجتمع البريطاني ؟

    ج : دور المسلمين في المجتمع البريطاني دور كبير ، وهو يتطور بشكل كبير مما يبشر بمستقبل زاهر للإسلام في هذه البلاد ، وهذا الدور يظهر في عدة اتجاهات :

    1 - دور ثقافي فكري : فلا شك أن المسلمين يحتفظون بمخزون ثقافي وفكري كبير يمكن من خلال المساعدة في إثراء الفكر والثقافة البريطانية ، والآن بدأت تتشكل عند الجالية الإسلامية -وبخاصة من أبناء الجيل الجديد- ثقافة إسلامية بريطانية تناسب بيئة المجتمع وظروفه من غير أن تتخلى عن أسس وقواعد وثوابت حضارتنا وديننا . وكذلك تم أخيراً اعتماد تدريس الدين الإسلامي والثقافة الإسلامية في بعض المدارس البريطانية. وهذا يساعد في ايجاد آلية مشتركة بين الثقافتين ، وقيام الحكومة بدعم بعض المدارس الإسلامية .

    2- دور حضاري وقيمي واجتماعي : القيم الأخلاقية في الأديان واحدة. ولذلك يمكن للجالية الإسلامية أن تقوم بدور كبير في المحافظة على العائلة ، وتربية الأبناء تربية مستقيمة ، و احترام الكبار ، وصون الحقوق ، ومحاربة تفكك الأسرة ، والفواحش والمنكرات ، وقد تم تشكيل جمعيات مشركة بين المسلمين والمسيحيين لمحاربة المخدرات ، والإجهاض ، والحرية الجنسية وما شابه .وقد قامت هذه الجمعيات مؤخراً -وبشكل متكاتف- لمنع سن قانون يسمى قانون 28 ، والذي يقلل سن الإباحة الجنسية من سن 18 الى سن 16 ، وقد تعاون المسلمون مع الكنيسة لمنع سن القانون ، ونجحوا في ذلك والحمد لله .

    3- دور انساني خيري : بعض الجمعيات الإسلامية تقوم بمساعدة في بعض المحتاجين في داخل بريطانيا ، وتقدم باسم بريطانيا المساعدات في جميع أنحاء العالم

    4- دور سياسي مدني : فتم تشكيل الجمعيات والمؤسسات التي تهتم بالحالية الإسلامية في كافة المستويات ، جمعيات علمية ، اتحاد محامين ، اتحاد كتاب ، جمعيات طلابية ، كمرتكز تشكل لوبي لدعم متطلبات الجالية الإسلامية في بريطانيا مثل المجلس الإسلامي البريطاني .

    س : المسلمون تجاوبوا مع انتفاضة الأقصى في كل العالم : ماذا فعلتم في بريطانيا ، وما هو مظهر التجاوب ؟

    ج : لقد كان المسلمون في بريطانيا من أسرع المسلمين استجابة لانتفاضة الأقصى، حين تم اقتحام الأقصى في 28/9 / 2000 ، فتداعت الجالية في اليوم التالي مباشرة بعمل اعتصام أمام سفارة الكيان اليهودي ، ثم توالت المظاهرات والاعتصامات في المدن البريطانية كافة ، كان أضخمها مظاهرتين ضخمتين جرتا في لندن في الشهور الثلاث الأخيرة ، شارك في الأولى نحو 20 ألفاً وفي الثانية نحو عشرة آلاف ، كما قامت الجالية بإرسال عشرات الآلاف من الرسائل إلى أعضاء البرلمان ، ورئيس الحكومة .
    وقامت الجالية بعدد من الاعتصامات أمام رئاسة الحكومة ، وسلمت رسائل احتجاج إلى رئيس الحكومة ، تطالبها بالوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني، والاعتذار عن دور بريطانيا في إقامة دولة اليهود ، وكلك تم جمع مئات الآلاف من الجنيهات بعد اندلاع انتفاضة الأقصى ، وفي شهر رمضان للشهداء والأيتام والمستشفيات وما إلى ذلك ، كما لا ننسى أن لندن هي محطة الإعلام العالمي سواءً كان العربي منها أو الأجنبي ، وشارك أعضاء الجالية ببرامج عن الانتفاضة ومحاورات وندوات وما إلى ذلك .

    س : بعد هذه المسيرة الطويلة من عمر الدعوة الإسلامية في بريطانيا … هل آتت أكلها ؟؟؟ وكيف تقييمكم الأمر ؟
    ج : لا شك أن الدعوة الإسلامية في هذه البلاد قد بذلت جهوداً طيبة على كافة المستويات لتوطين الدعوة الإسلامية ، وإيجاد الأطر والوسائل للمحافظة على صبغة الجالية وتميزها ، ومحاولة إيجاد موطئ قدم هادئ للمسلمين في هذه البلاد ، ورغم ذلك فإن هناك صعوبات كبيرة تواجه المسلمين ذكرنا بعضاً منها. ولعل التحدى المستقبلي للمسلمين في هذه البلاد هي كيفية السعي ليكون الإسلام معترفاً به قانونياً في هذه البلاد ، ودفع الجالية للمطالبة بحقوقها المختلفة في كافة مؤسسات الدولة لحماية المسلمين من كل أولئك المتربصين بالإسلام ، وإيجاد محاضن للجيل القادم ، الذي نتوقع أن يحمل الدعوة الإسلامية إلى البلاد الأوروبية ، وخاصة أنهم ولدوا وتربوا في هذه البلاد، فهم يعرفون لغتها كأهلها وعاداتها ومداخل الناس وكيفية التأثير في المجتمع وما إلى ذلك .

    س : الدكتور حافظ الكرمي في سطور .
    ج : اسمي حافظ أحمد موسى الكرمي من مواليد مدينة طولكرم في فلسطين المحتلة عام 1961 م ، درست في كلية الشريعة / في الجامعة الأردنية في عمّان لمرحلة البكالوريوس / بتخصص / أصول الدين سنة 1984 م ، ثم أكملت دراستي للماجستير في كلية الدراسات العليا في الجامعة نفسها وحصلت على الماجستير عام 1988م، وكانت أطروحتي بعنوان ( الإدارة في عصر الرسول صلّى الله عليه وسلم ) ، ثم تابعت دراستي للدكتوراه في جامعة وستمنستر في لندن وحصلت على الدكتوراه في الدراسات الإسلامية من الجامعة عام 1997 م ، ولي كتابان منشوران عن شهداء الانتفاضة الفلسطينية بعنوان ( الطيور الخُضر ) ، وأعمل حالياً مديراً لمركز مايفير الإسلامي ( القطري ) في لندن في المملكة المتحدة .
    وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

  7. #352
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي رد: المسلمون في الغرب


    المسلمون في بلجيكا




    بلجيكا مملكة تقع فى الشمال الغربى من أوروبا مساحتها (513ر30) كيلو متر مربع وعدد سكانها أكثر من عشرة ملايين نسمة.

    وينتمي معظم الشعب البلجيكي إلى فئة الفلمنكيين الذين يشكلون حوالي 55 بالمائة من سكان بلجيكا وهم من سلالة الفرانكيين وهي قبائل جرمانية احتلت ما يعرف ببلجيكا فى القرن الخامس الميلادي ويتكلمون اللغة الهولندية.

    والوالون حوالي 30 بالمائة ، ويرجع نسبهم إلى قبائل السلتية التى عاشت فى المنطقة إبان الاجتياح الفرنكى، ويتكلمون اللغة الفرنسية.

    ويعيش فى بلجيكا حاليا زهاء نصف مليون مسلم حسب تقديرات المشرفين على المركز الاسلامي والثقافي في بلجيكا ، معظمهم من المنتمين إلى الجالية الوافدة من البلاد الإسلامية وتحديدا من المملكة المغربية وتركيا وألبانيا بشكل رئيسي ، إلى جانب مختلف الجنسيات الأخرى.

    ويعد المركز الإسلامي والثقافي في بلجيكا أحد أهم المراكز الإسلامية فى غرب أوروبا على الإطلاق وأحد المنارات المتقدمة للدين الاسلامى فى أوروبا.

    وقد أنشئ المركز عام 1936م فى مبنى صغير مستأجر فى أحد أحياء بروكسل المتواضعة.

    وفى عام 1967م قام الملك البلجيكى الراحل بودوان الأول بإهداء الملك فيصل -يرحمه الله- جزءا من متحف الآثار الدائم لمدينة بروكسل الذى يقع فى أحد أجمل مواقع العاصمة البلجيكية وعلى بعد أمتار معدودة من مقر المفوضية الأوروبية والمجلس الاوروبى، ليكون بعد ذلك مسجدا ومقرا للمركز الإسلامي الثقافي.

    واعترفت الحكومة البلجيكية إثر هذه المبادرة عام 1968م بالدين الاسلامى كدين رسمى فى البلاد، مما يعد سابقة فى تاريخ تعامل الحكومات والدول الأوروبية مع الحضور الإسلامى فى أوروبا.

    وصادقت الدولة البلجيكية عام 1975م بإدخال دروس التربية الاسلامية ضمن البرامج المدرسية لابناء الجالية مما زاد من ثقل ومسؤوليات المركز الاسلامى والثقافى فى بروكسل.

    وفى عام 1978م افتتح الملك خالد -يرحمه الله- المركز الإسلامى الجديد، الذى بدأت رابطة العالم الاسلامى بالإشراف عليه اعتبارا من عام 1982م.

    وشهدت بروكسل فى نطاق تطوير نشاطات المركز افتتاح أول معهد اسلامى أوروبى عام 1983م.

    وفى عام 1986م تم افتتاح أول مسجد فى مطار العاصمة البلجيكية تحت إشراف المركز الإسلامي.

    ويوجد فى بلجيكا زهاء ثلاثمائة مسجد وبيت للعبادة موزعة فى مختلف أنحاء البلاد.

    ويشهد الدين الإسلامى إقبالا متصاعدا لاعتناقه والدخول فيه من قبل أبناء الشعب البلجيكى وقطاعات واسعة من الأوروبيين المقيمين فى بلجيكا، حيث لا يمر يوم واحد ولله الحمد إلا ويسلم فيه عدد من أهل البلاد لينضموا الى أمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

    بعد أحداث سبتمبر

    يقول عبد السلام العريبي من منظمة حقوق الإنسان الأوروبية ببروكسل والنشط في مجال حقوق الجاليات العربية: "إن المسلمين قبل أحداث سبتمبر كانوا يعيشون كأي أقليات دينية أخرى، تمارس عقائدها الدينية في حدود ما يسمح به الدستور من مساواة في الحقوق، باستثناء بعض التصرفات العنصرية التي كان يواجهها بعض الأفراد، والتي كانت في الغالب تصرفات فردية من عناصر يمينية متطرفة، تلك التي تعادي الأجانب بصفة عامة".
    وقال العريبي إن أحداث سبتمبر تسببت في ردود فعل سلبية على الجاليات العربية مدفوعة بالدعاية الأمريكية الصهيونية بأن المسلمين وراء كل الأحداث الإرهابية، وهذا الجانب جعل الدول الأوروبية تتشدد في التعامل مع المسلمين وتضع أنشطة الجاليات تحت الرقابة، فتحظر ما تحظر منها، وتحجر على أموالها وتصادرها أو تجمدها، وفي هذا خسارة كبيرة للمسلمين في أوروبا، خاصة المنظمات التي لها توجهات خيرية في مساعدة وإنقاذ فقراء المسلمين في العالم والمنكوبين منهم.



    ويضيف قائلا:"وقد ساعدت الأحداث على محاصرة المسلمين في أرزاقهم ببلجيكا، فأصبح كثير من أصحاب العمل يرفضون تشغيل المسلمين، أو حتى تشغيل كل من يحمل اسما مسلما أو عربيا، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى تراكمات سلبية بمرور السنوات ليحول المجتمع المسلم في بلجيكا إلى مجتمع أكثر فقرا، وفي هذا خطورة شديدة على المجتمع البلجيكي نفسه، ولا يختلف الأمر في بلجيكا عنه في بقية الدول الأوروبية أو الغربية عامة".
    ويقول العريبي: إن هناك جانبا إيجابيا للهجمات تمثل في تسريع الحكومات الأوروبية بإعطاء المسلمين حقوقهم الدستورية كاملة، حتى لا يؤدي غياب هذه الحقوق إلى غضب وانفجار،يؤدي إلى أعمال عنف أو إرهاب، "حيث شهدنا ظهور أول مجلس إسلامي أوروبي عام في فرنسا، واتحاد لمجالس إسلامية عديدة. وهكذا كسب المسلمون ورقة مهمة ورابحة بتوحدهم وتجمعهم عبر هذه المجالس لإعلاء كلمة الإسلام وتقديمه بصورة صحيحة للغرب ".

    أما كريم عبد الله وهو أستاذ في اللغة العربية وهو مسلم بلجيكي الأصل فيقول:
    إن المسلمين كانوا يعيشون في سلام نسبي في بلجيكا وكل الدول الأوروبية باستثناء بعض الإرهاصات أو الاحتكاكات مع الشرطة هنا أو هناك من قبل بعض الشباب المسلم من أبناء الجيل الثاني، ولكن أحداث سبتمبر تسببت في الإطاحة بما كان يتمتع به المسلمون في بلجيكا من سلام اجتماعي، فقد صعدت الأحداث العداء ضد الإسلام والمسلمين، وجعلتهم في بؤرة اتهام دائم ومستمر من قبل السلطات، ومحل اشتباه ومصدر خوف من جهة الأوروبيين، فأصبح مشهد السيدة بغطاء الرأس يثير القلق والتوتر، ومشهد الرجل ذي اللحية يثير المخاوف من العنف والإرهاب.



    ويضيف قائلا : ولكن الأحداث في ذات الوقت أحدثت نوعا من اليقظة لدى المسلمين في العالم، فبدأوا تحركات إيجابية للتوحد والتجمع معا، ومد جسور الاتصالات فيما بينهم للتشاور في شؤونهم والتعاون على ما يواجههم من حصار أو اتهامات في الغرب، كما أفرزت الأحداث عملية تصفيات للعناصر المتطرفة التي تسيء للإسلام داخل المنظمات والمؤسسات الإسلامية، فتم نبذ هذه العناصر تلقائيا حتى في داخل المنظمات والمؤسسات الإسلامية نفسها، أو تم تحييد مسار هذه العناصر وتصحيح توجهاتها، وبذلك كسب المسلمون عملية إصلاحات داخلية في مؤسساتهم في بلجيكا بصورة ملحوظة، ولكن نتائج هذه الإصلاحات لن تظهر الآن، بل ستتضح بجلاء بعد أن تنتهي هذه الموجة العالية من العداء للإسلام والمسلمين وتهدأ، وأنا أعتبرها موجة أو صرعة عداء ستهدأ بالفعل وتعود إلى معدلها الطبيعي، لأن العداء للإسلام قائم في كل زمان ومكان كما يذكر القرآن الكريم.
    ويعبر كريم عبد الله عن أسفه للمؤسسات الإسلامية التي تمت محاصرتها في البلدان الأوروبية والتي أغلقت وصودرت أنشطتها، ويقول للأسف إن المساجد والمؤسسات الإسلامية والمدارس الإسلامية أضيرت ضررا نوعيا من نتائج هذه الأحداث، وقد يمر وقت ليس بالقصير قبل أن تتمكن هذه المؤسسات من معاودة نشاطها أو إقناع السلطات الأوروبية بأهدافها الإنسانية النبيلة، وأنها لا تعمل من أجل العنف والإرهاب .


    عن وكالة الأنباء الإسلامية و جريدة الوطن السعودية

  8. #353
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي رد: المسلمون في الغرب


    كتاب المسلمون في أمريكا




    اشترك في إعداد هذا الكتاب الهام ثلاثة كتاب هم: ـ د.محمد حسان حتحوت.ـ د. إكرام لمعي.ـ د. صفي الدين حامد.وقد صدر كتاب [الإسلام في أمريكا] عن دار الشروق عام 2003 وهو يتناول بوجه خاص ظاهرة الانتشار الإسلامي في أمريكا ومستقبلها بعد أحداث 11 سبتمبر.وفي القسم الخاص بالدكتور حسان حتحوت يذكر مراحل تطور الوجود الإسلامي من خلال المسلمين السود الذين تم تهجيرهم إلى أمريكا، وكيف عمل المستعمرون البيض على قطع جذورهم بالإسلام الأمر الذي أدى إلى انتشار الخرافة بينهم.وتكون جماعات سود متطرفة فكريًا تتخذ الإسلام شعارًا لها وترى أن الشيطان هو الرجل الأبيض وقد تبلور ذلك بوجه خاص في جماعة [أمة الإسلام] على يد إليجا محمد في الثلث الأول من القرن الماضي والذي مات عام 1975 وخلفه اثنان وهما ابنه [وريث الدين محمد] والذي استقل بجماعة خاصة به على المذهب السني، ولويس فرخان زوج بنت إليجا وقد مضى على نهج أستاذه وإن كانت دعوته تلاحظ تطورًا إلى حد كبير للاقتراب من المذهب السني.ثم يذكر الدكتور حتحوت الموجة المعاصرة للمهاجرين المسلمين التي نشطت في الخمسينات والستينات وما بعدهما ويصفها الدكتور حتحوت بالملامح التالية:1] أنها موجة عقائدية بنسبة كبيرة فكثير من أفرادها يعملون في الحقل الإسلامي في السابق فلما ضايقتهم بلادهم هاجروا وهم يحملون عقيدتهم معهم ويعملون لها.2] أنها عالية التعليم ومن بينهم من يشتغلون في أماكن حساسة في الجامعات ومراكز البحث العلمي كما أن منهم أقطابًا في الصناعة والتجارة.3] أنها ليست أجنبية في أعين الناس وإلا اعتبرنا أن كل من في أمريكا أجانب فيما عدا الهنود الحمر.4] أن تعددية أمريكا خففت حدة التعصبات الدينية.5] أنها واعية بالتحديات التي أمامها وتتناولها بالعقل والتخطيط.6] أن عددها ليس ضئيلاً وأن هذا العدد يزيد باختيار مزيد من الناس الدخول في الإسلام.أما الدكتور/ إكرام لمعي، فيركز بوجه خاص على دور المثقفين الأمريكيين في اتخاذ الموقف من الإسلام ويقسم هؤلاء إلى فريقين فريق يدعو إلى الصدام مع الإسلام وفريق يدعو إلى الحوار معه.وما يوصي به الفريق الأول [فريق الدعوة إلى الصدام]!1ـ الدعوة لاستيقاظ الغرب لكي يدرك الخطر الذي يهددهم من الإسلام والمسلمين.2ـ إن الإسلام سوف يغزو أمريكا من خلال المهاجرين المسلمين والزوار، لذلك هم يدعون الحكومة الأمريكية لمنع المزيد من هجرة المسلمين إلى أمريكا، ووضع المسلمين الموجودين في أمريكا تحت المراقبة على أنهم متطرفون.3ـ أن تقوم الولايات المتحدة بتحرك استراتيجي ـ كما حدث ضد الاتحاد السوفيتي ـ لإجهاض الدعوة الإسلامية لمواجهة الغرب.5ـ عدم الضغط على الحكومات العربية والإسلامية لتبني حقوق الإنسان والديمقراطية لأن ذلك سوف يؤدي إلى صعود الإسلاميين من خلال الانتخابات.أما الفريق الآخر [فريق الحوار] فإنه يرى أن الميديا الإعلامية الغربية تركز على حركة المتطرفين من الإسلاميين وأن هذا التطرف نتج عن ظروف سياسية واقتصادية ولها جذور محلية وأن هناك مبالغة شديدة في القول بأن المسلمين والعرب ضد الحضارة الغربية وتوصيات هؤلاء هي:1ـ أنه لا خطر على الغرب من الإسلام والمسلمين.2ـ أن الإسلاميين اليوم يعتبرون تحديًا وليس رعبًا على الغرب، بل أيضًا وجود الأصوليين يعتبر فرصة وليس تحديًا فهي فرصة لإعادة تشكيل الفكر من خلال الحوار.3ـ على الحكومة الأمريكية أن تقبل الاختلاف بين الغرب المسيحي والإسلام وتتعامل معه بشكل ديمقراطي ليتعاونا معًا لأجل الإنسانية في المستقبل.4ـ إن وصول الإسلاميين إلى الحكم لا يعتبر مشكلة لأنهم سوف يتعاملون مع السياسة الدولية بصورة أفضل كمسئولين وهو ما حدث في إيران بعد فترة من الوقت، وسوف يتعاملون مع شعوبهم بصورة أفضل إذ هم يعيشون في عصر العولمة الذي سقطت فيه المسافات بين الدول.5ـ يجب التفريق بين الإسلاميين الذين يمكن التفاهم معهم وبين النشيطين الذين لا يقبلون أي نوع من التفاهم.6ـ أهمية التعاون مع الحكومات الإسلامية الصديقة وغير الصديقة وتأييد الديمقراطيات الحقيقية.7ـ علينا النظر إلى الحضارة الإسلامية كإضافة مهمة للإنسان بوجه عام وأن نقدر أن المسلمين ينظرون خلفهم إلى حضارتهم باعتزاز.ويرى الدكتور القس إكرام لمعي أنه يجب أن يكون هناك ثلاثة مستويات من الحوار بين الإسلام وأمريكا.الأول: هو الحوار الصامت بمعنى الاطلاع على حضارة الآخر ورؤية كيف يعيش وما هي القيم التي يتمناها في حياته اليومية من خلال الأفلام والمسلسلات والنشرات الإخبارية، في الوقت الذي نقدم فيه أنفسنا من خلال الأعمال الأدبية والفنية والسياسية.والثاني: هو حوار التعامل المباشر من خلال البعثات التعليمية المتبادلة وتبادل السياحة والمعارض والتجارة.الثالث: هو إقامة حوار فعال للفهم والتفهم بين الشرق والغرب ومن خلاله تصحيح المفاهيم الدينية والحضارية والثقافية يحث يتم الحديث عن الفارق بين الإسلام والإرهاب والمسيحية الغربية والإباحية وعلاقة الدين بالحضارة ودور الدين في الحضارة.أما الدكتور صفي الدين حامد، فيرى أن ظاهرة الانتشار الإسلامي في أمريكا قد استفادت من كتابات الأعداء من أمثال الصهيوني برنارد لوسي أو ستيف أميرسون وحتى سلمان رشدي نفسه لأنهم سلطوا الأضواء على الدين الجديد الذي لم يكن الشعب الأمريكي يهتم به، ولاشك أن هذا الاهتمام قد تزايد إلى حدود لم يسبق لها مثيل بعد الهجمات الإرهابية المشهورة صبيحة 11 سبتمبر فقد زاد الطلب على المحاضرات التي تشرح الإسلام وعلى عقد حوارات بين الإسلام وشتى طوائف الكنائس المسيحية بل أصبحت المفردات والعبادات والأركان الإسلامية جزءًا من الثقافة العامة تتبارى برامج الإذاعة والتليفزيون بل والصحف والمجلات في تغطيتها وإجراء المناقشات الجماهيرية عنها.ويلخص الدكتور/ صفي الدين حامد التحديات التي تواجهها الحركة الإسلامية في الولايات المتحدة في التالي:ـ عجز بعض المجموعات الإسلامية عن إقامة علاقات مودة مع مختلف عناصر المجتمع الأمريكي.ـ التردد في الاجتهاد بين علماء المهجر مما أدى إلى تعليق أكثر القضايا الفكرية والاجتماعية.ـ الخلل في ترتيب أولويات العمل الإسلامي، مما أدى إلى حصر الدعوة وتقييد انطلاقها وتبديد الجهود في أمور ثانوية.ـ التشتت الغريب والشرذمة الحادة بين المجموعات المختلفة.ـ غياب مشاركة النساء بطريقة ملموسة في أنشطة الحركة.ـ تعثر الكثير من المنظمات في تطوير وتنفيذ انتخابات تعكس مفهوم الشورى.ـ اتساع الفجوة الفكرية بين الحضارات المختلفة [الأمريكيين والمهاجرين].ويوجه الدكتور صفي الدين كلمة أخيرة عن أحداث سبتمبر يذهب فيها إلى أنه على المسلمين في الولايات المتحدة أن يعوا الواقع المؤلم للعالم الإسلامي اليوم ـ ويعملوا على مواجهته والاعتراف بأنه لا جدوى أو أمل في الاعتماد على عون حقيقي من هذا الاتجاه والمطلوب الآن هو تعبئة الجهود الذاتية للمسلمين في أمريكا حيث أن الدول الإسلامية كلها في مأزق فكري وسياسي واقتصادي ولا يرجى أن تأتي الحلول أو الأفكار المستقبلية من هذا الجانب.


    ناصح للحوار الهاديء

  9. #354
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي رد: المسلمون في الغرب


    التنوير في مواجهة التكفير




    بقلم د. محمد الحبش



    تعودت أن أكتب في مواجهة التعصب والتزمت والتكفير في إطار تجربتي التي عانيت فيها الكثيشر من المتعصبين وهي تجربة يعانيها كل من يتولى الحديث في شأن التجديد, ويجرؤ على المساس بهياكل الوهم التي يسهر على حراستها سدنة وكهنة محترفون, لا يتورعون عن ارتكاب أي قهر للحفاظ على نمط ظلمهم الجاثم على رقاب العباد والبلاد.

    ولكن الأذهان عادة ما تنصرف عند ذكر التعصب إلى البيئات الجاهلة والمتخلفة النازحة عن المدنية والغارقة في غياهب الجهل, فالتعصب هو نتاج الجهل والتخلف, ولكنني اليوم سأجهد أن أحملك على رؤية الجانب الآخر من التعصب وهو جانب يستنبت في مراكز النشاط الحضاري في العالم, إلى جوار ناطحات السحاب وحاملات الطائرات والبوارج المدمرة التي تقودها أمريكا لنشر ديمقراطيتها في العالم, ومنح فرصة الهيمنة والإفساد للعالم الغربي.‏

    هناك سبب آخر للتعصب لا يرتبط بالجهل, بل يرتبط بالغرور واحتقار الآخرين في ثقافتهم ومقدساتهم, والإمعان في تدنيس كل مقدس بإصرار وعمد, وهو ما سينتج بالتالي روحاً مدمرة مفسدة تعزز روح الكراهية بين الإنسان والإنسان.‏

    التعصب الذي يجوز التحدث عنه أمريكياً هو ذلك الذي يستنبت في تورا بورا ووزيرستان ودارفور والفلوجة وبعقوبة, ولكن العالم لا يدرك أن أشد مظاهر التعصب قتامة وظلامة هي أشكال تنمو في قاعات باذخة مترفة, وتسلط عليها الأضواء وتزدحم فيها عدسات الكاميرات التي تتناحر في إبداء لوغوتها, فحين يطل رجل البيت الأبيض المكلل هذه الأيام بالمظالم والهزائم ببزته الأنيقة وكرافتته الحمراء الفاقعة ليتحدث بكل شراسة عن وجوب مجابهة الفاشست الإسلامي, فإن هذا الشكل من التعصب والتكفير وإلغاء الآخر يتجاوز بمراحل طويلة ذلك التعصب التقليدي, خاصة أن التعصب هذه المرة يأتيك مصدقاً بقرارات من مجلس الأمن, ومباركاً من حلف الناتو, ومنمقاً بتكشيرات عريضة من الوجوه الكالحة الضالعة في الحرب على الإرهاب, ومؤيداً بقرارات من مجلسي الكونغرس الأمريكيين اللذين يرفدان خطاب المقت هذا بمليارات الدولارات التي يتحملها دافع الضرائب الأمريكي من اجل إرضاء هذا الغرور العابث الذي يقدم نسخة من التعصب الذي لا يتوقف عند حدود القذف بالكفر والفسق للمخالف, بل يقذف على رؤوس المخالفين ومدارسهم ومنازلهم وأسواقهم حمم الموت العنقودية والفوسفورية والمشبعة باليورانيوم وذلك تحت عنوان سافر كافر وهو نشر الديمقراطية والقضاء على الإرهاب!!‏

    بالتأكيد يجب أن لا نتردد للحظة في مواجهة تيارات التكفير التي تعصف بالمجتمع الإسلامي وتتسبب بإراقة الدماء وقتل الأبرياء, ومع أن كثيراً من صيغ التكفير تتحول إلى إراقة دم ولكن معظم حالات التكفير تنتهي عند حدود توعد الآخر بنار جهنم دون أن يكون لهذا السلوك آليات حقيقية تتسبب مباشرة في إراقة الدماء, ولولا الاحتلال بالطبع لظلت هذه اللعنات التكفيرية مجرد خطاب كراهية مقيت, ليس لديه فرصة التعبير عن الشر الكامن فيه إلا بالكلام والشتائم.‏

    ولكن أليس هذا السلوك الأمريكي وما يدور في فلكه أليس هذا لوناً أشد قتامة من هذا التكفير التقليدي الذي ينتهي في معظمه عند حدود توعد الآخر بنار جهنم?? أليس قرار أمريكا باجتياح الفلوجة وبعقوبة وتلعفر, ودعم إسرائيل في اجتياحها لغزة وجنين وجنوب لبنان وشن قصف جوي مباشر على مدرسة دينية يدرس فيها نحو ثمانين طالباً في باكستان وقتلهم جميعاً عن بكرة أبيهم أليس هذا السلوك التكفيري الإقصائي أشد بشاعة وقتامة من أي تكفير تقليدي آخر?‏

    ولكن الكيد الأمريكي الرسمي ليس أقل بؤساً من بعض السابحين في الهوى الأمريكي من أصحاب الجلد العربي والأسماء العربية, الذين فقدوا كل ارتباط بتاريخهم وأرضهم, وراحوا ينتظرون من السيد الأمريكي كعكة الإحسان, وهم الذين قال فيهم إقبال:‏

    كل من أنكر ذاتيته فهو أولى الناس طراً بالفناء‏

    لن يرى في الدهر قوميته كل من قلد عيش الغرباء‏

    قبل أسابيع على سبيل المثال قدمت قناة الجزيرة للشارع العربي الكاتبة الأمريكية من أصل سوري وفاء سلطان, وهي كاتبة سورية معادية للإسلام تقيم في أمريكا, وتختصر رسالتها في استفزاز كل مسلمي الأرض, واحتقار كل مقدس, وقبل شهور ألقت كلمة في أحد النوادي الأمريكية قالت فيها: إن الرئيس بوش يمارس نفاقاً ضد القيم العلمانية ويسيء إلى القيم العلمانية الصريحة والجريئة فنحن هنا في أمريكا منذ أربعين عاماً - والكلام لوفاء سلطان - ننشر الوعي بين الأمريكيين حول خطورة الإسلام على الحضارة الإنسانية!! لقد شرحنا الكثير عن الإسلام في حقيقته كرسالة تدعو إلى الإرهاب وقتل الآخرين وإبادتهم, وقمنا بواجبنا في نشر الإسلاموفوبيا في الغرب, ولكن الرئيس بوش وقف أمام وسائل الإعلام ليقول للعالم إن الإسلام رسالة حب وتسامح ولكن الإرهابيين يشوهونه!! وبغضب قالت وفاء سلطان: كيف يسوغ هذا ونحن نعلم أن الإسلام في حقيقته دعوة للعنف والإرهاب والقتل!!.‏

    وقالت بغضب: كيف يقال إننا نشوه الإسلام, بل يجب القول إن الإسلام هو الذي شوهنا!!‏

    وفاء سطان نموذج للشخصيات التي تحظى باحتضان السياسيين الأمريكيين من أجل استدعاء الديمقراطية إلى الشرق الأوسط!!‏

    كيف يمكن لاتجاه كهذا أن يحظى بأي احترام في الوطن?‏

    وبين الحين والآخر يمكنك أن تقرأ اسم وفاء سلطان بين عدد من الأسماء العربية الراغبة في تصدير الديمقراطية إلى الشرق الأوسط, بالوسائل الأمريكية المجنونة, ولم تكن آخر صرعاتها إعلانها الوقح عن نيتها زيارة إسرائيل لتأييدها في جهادها ضد التعصب الإسلامي, وهو من وجهة نظرها شأن كل فلسطيني يجرؤ أن يقول إن لديه وطناً أو أرضاً أو بستاناً أو عصفوراً أو حلماً في فلسطين!!.‏

    في حين يتولى زميلها الآخر الحديث عن اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى حيث يتحدث في أطلال هذه الأوثان عن الديمقراطية العربية الضائعة التي كانت تزدهر في ظل الأصنام التي تعيش متجاورة متحابة بشكل (ديمقراطي) قبل أن يأتي النبي محمد ب(صنمه) الجديد, ويكسر الأصنام جميعاً ويجبر الناس على عبادة الصنم الجديد الذي اختار له محمد اسماً خاصاً , هو الله!! , تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً, ثم يقرر بأبلغ ما يتصوره الإنسان من الاستفزاز وحقد بأن كل ما تعانيه المنطقة من الدماء هو نتيجة مباشرة للقمع والإرهاب الفكري الذي مارسه محمد ضد الحريات في جزيرة العرب!!.‏

    وتمضي (الدكتورة) وفاء سلطان في توجهها الصارم ضد الإسلام فتقول: لدي الآن مليار وثلاثمائة مليون مريض وهم سكان العالم الإسلامي, تحكمهم أوهام القرآن والتراث, وعلي أن أقوم بمداواتهم وشفائهم من الجينات الإسلامية المتوضعة في تكوينهم الثقافي, وهي (مكثورة الخير) إذ لم تقل لدي مليار وثلاثمائة مجنون, لأنه إذا جن ربعك ما عاد ينفعك عقلك.‏

    يحكى أن فتى أبله ركب سيارة أبيه وانطلق بها, وبعد قليل سمع الأب خبراً مفاده أن سائقاً طائشاً مختل العقل يسوق سيارته عكس اتجاه السير وهو مقدم حتماً على ارتكاب حادث مروع!! فوراً اتصل الأب بولده على الهاتف النقال ليفهم ما يجري, قال الولد: هو مش بس واحد مجنون يا بابا, هو كل الشارع مجانين, ما فيش غيري في السكة الصح!!!‏

  10. #355
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي رد: المسلمون في الغرب


    لمـاذا تـقـدمـوا؟! ، ولماذا تأخرنا ؟ !!..




    لماذا الغرب متقدم في العلوم الدنيوية، والصناعات، والقوة الحربية، والنظام؟..

    ولماذا نحن المسلمون متأخرين في كل ذلك ؟!!!!!…

    المسلمون كانوا أسبق من الغرب في التقدم، فحضارتهم العلمية سبقت بقرون عدة، أما الغرب فلم ينهض ويتقدم إلا منذ ثلاثة قرون، فما الذي كان ليتقدم المتخلف، ويتأخر المتقدم؟!!..

    وفي الوقت الذي بدأ في الغرب بالنهوض، كانت الحضارة الإسلامية في خفوت، وبسرعة هائلة تقدموا، وبمثلها تأخرنا… فما السبب في ذلك؟!..


    --------------------------------------------------------------------------------

    عاشت أوربا ظلاما قرونا متطاولة، اعتنقت خلالها النصرانية المحرفة ودانت بها شعوبها، ولما كان دينها محرفا لم ينفعها بشيء، فلم تفد منه في محو التخلف عن نفسها، بل زادها جهلا وظلاما، حيث منعت من التفكير إلا من خلال الكنيسة، وضمن الحدود التي ترسمها، وخضعت للقسس والبابوات خضوعا مطلقا، في نشاطها الفكري، فبقيت كما هي لم تتقدم خطوة إلى الأمام..

    ثم طرأ عليها حدث مهم، كان نقطة تحول في تاريخ أوربا، وبداية لمرحلة جديدة، مختلفة كلية عن مراحلها السابقة، كان ذلك سقوط الإمبراطوية الرومانية في المشرق، تحديدا بلاد الشام، على يد الصحابة رضوان الله عليهم، ثم بعد ذلك توسع الفتح الإسلامي في بلاد الروم، حتى تم فتح القسطنطينية عاصمة الكنيسة الشرقية الأرثوذكسية، في القرن التاسع.

    هذا التحدي الجديد الذي صار يهدد عروش الملوك والبابوات في أوربا كان حافزا لإعلان الجهاد المقدس ضد المسلمين، فبدأت الحروب الصليبية، و من خلال الحروب والفتوحات احتك نصارى أوربا بالمسلمين..

    وقع الاحتكاك:
    بين أمة لا تعرف الغلو ولا التبعية المطلقة، وتؤمن بأهمية العقل والتفكير الصحيح، وتنزل الإنسان منزلته اللائقة، فلا تهدر كرامته في بدنه أو عقله، باسم الدين، أو الخضوع للسيد أو الملك أو القسيس..

    وبين أمة لا تعرف شيئا من ذلك، ولم تفكر يوما أن لها حقوقا، هضمت ومحيت من كتب القانون وشريعة البابوات..

    كان ذلك الاحتكاك سببا مهما في استفاقة نصارى أوربا، وشعورهم بمهانة إنسانيتهم على يد الملوك والبابوات، فكانت تلك نقطة البداية لاشتعال نار التمرد على السيطرة الجائرة ضد عقل الإنسان..

    عمق هذا الفهم الجديد تتلمذ كثير من الأوربيين على يد علماء المسلمين، في جامعات الأندلس وصقلية والشام، في شتى العلوم الدنيوية، وإدراكهم مدى التحرر العقلي الذي ينعم به المسلمون في غير ما يضر.. بخلاف شعوب أوربا..


    --------------------------------------------------------------------------------

    ولهذه العوامل بدأ العقل الأوربي مستحسنا طريقة عمل العقل الإسلامي، معجبا بتحرره من التبعية والخضوع الجبري بغير حق، والاستحسان والإعجاب باب التقليد والمحاكاة، وهذا ما كان:

    فقد نشط العقل الأوربي في التفكير، خارج الحدود المرسومة له بأمر الكنيسة، فاصطدم بها، وناله العقاب الرادع، فقد قتلت الكنيسة وحرقت كل من يسول له عقله أن يفكر بأمر يخالف ما قررته فجعلته حقيقة لا تقبل الجدل، وكحال كل الثورات، فإن الثورة العقلية أخضعت وقطعت في أول أمرها، لكنها في نهاية الأمر انتصرت، فسقطت أمامها كل عائق كان يعوقها، سقطت عروش البابوات والملوك، وسقط معها الدين النصراني المحرف، فانطلق العقل الأوربي، متحررا، بلا قيود..

    إذن، لم يتقدم الغرب إلا بعد أن نجح في التخلص من معوق الفكر (= الكنيسة)، وكان احتكاكهم بالمسلمين دافعا لمثل هذه الثورة، تعلموا فيه إنسانية الإنسان، وزرع فيهم الأمل لاسترداد تلك الإنسانية، التي فقدوها مع حكم الإقطاع والكنيسة.

    وعقلاء الغرب ومفكروه يشهدون بفضل المسلمين على أوربا في النهضة الحديثة، تقول الألمانية "زيغريد هونكه" في كتابها "شمس العرب تسطع على الغرب":

    "إن هذا الكتاب يرغب أن يفي العرب دينا استحق منذ زمن بعيد".. ص14


    --------------------------------------------------------------------------------

    وإذا كان من أهم أسباب تقدم الغرب هو التخلص من الدين المحرف وإزاحته من طريق التفكير، فإنه على العكس من ذلك، قد كان من أهم أسباب تأخر المسلمين هو ضعفهم في أخذهم دينهم بقوة، كما أمر الله تعالى: {خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون}..

    فقد تراخت قبضتهم على الدين، فكثر فيهم البدع، والخرافات، والتواكل والتقصير وترك العمل، والحرص على الدنيا..

    إن الدين المنزل الحق المحفوظ من التبديل لا يمكن أن يعوق البشرية عن مصالحها، من تفكير صحيح، وإنتاج مفيد، إنما الذي يعوق الدين المحرف، وهذا فرق ما بين الإسلام والنصرانية، في هذه القضية..

    لما كان المسلمون يقبضون على دينهم تقدموا، فلما تركوه تخلفوا، ولما كان النصارى يتبعون دينا محرفا تخلفوا، فلما تركوه تقدموا..

    واليوم المسلمون في رجوع إلى نقاء الدين وصفائه، لكنهم يجدون عوائق جمة أمام استرداد الأمجاد ومنافسة حضارة الغرب، فهم وإن طبقوا الإسلام على وجه مقبول إلى حد ما، إلا أنهم لم يستطيعوا التخلص من سلبيات لصقت بهم، وللغرب دور في ذلك، فحالهم كحال الجاني التائب المسجون، لايجد طريقا للخروج، ليستعيد نشاطه ويصلح ما مضى، فحبسه مؤبد..

    الغرب القوة الأولى في الأرض اليوم حكم على الأمة الإسلامية بالسجن المؤبد في التخلف والتبعية المطلقة في كل شيء، فهو يخطط لقمع كل حركة استرداد لتراث الأمة وحضارتها، ويئد كل عمل للارتقاء والتقدم، ويستعمل لأجل ذلك وسائل كثيرة..

    فمن أساسيات مراكز القرار في الغرب اليوم، العمل على ضمان تفوق الغرب الدائم المطلق، في كل الميادين الحيوية، مهما كلف ذلك من ثمن، ولو كان الثمن الإفساد والإفقار، بل ولو كان الثمن إزهاق الأرواح وسفك الدماء بغير حق، يستوي في ذلك الأطفال والشيوخ والنساء والضعفاء.

    نعم إن المسلمين يتحملون جزءا كبيرا من سبب التخلف، لكن ذلك لا يعفي الغرب من التهمة، فالكل يشهد، في كل بلاد الإسلام، ما يخطط له الغرب، بكل عناية وحرص، لتبقى هذه البلدان متخلفة:

    بدأ ذلك منذ سقوط دولة الإسلام، وتمزقها على يد الغرب إلى دويلات، لها حدود وجارات، بعضها غنية، وبعضها فقيرة، فأما الفقيرة فزادوها فقرا، وأما الغنية فخططوا لإفقارها، تسعى في سداد ديونها الربوية المتراكبة، وتلك الحدود خلقت جوا من الاضطراب والقلق الدائم بين الجارات، فبين كل دولة ودولة مناطق متنازع عليها، هي فتيل حرب في أية لحظة، بالإضافة إلى تصدير الفساد الأخلاقي وترويجه وجبر الناس عليه والاضطلاع بمهمة تحرير المرأة.

    فالفتن تحيط بدول الإسلام من داخلها وخارجها، فقد زرع الغرب في دول الإسلام من يحمل الولاء الكامل له، وليس فيه أدنى ولاء لبلده وأهله، فهو وطني في الظاهر، لكنه مستغرب، من بني الجلدة، لكنه غربي الهوى، ليس له قصد إلا إلحاق الأمة بالغرب، ولو كان في ذلك تحطيمها في قوتها واقتصادها وأخلاقها.. فهذه الفئة تسعى دائما لإضعاف الأمة، وضمان تفوق الغرب.

    وقد أنشأ الغرب منظمات دولية:
    - كهيئة الأمم المتحدة ولجانها..
    - وصندوق النقد الدولي.
    - والبنك الدولي.
    - ومنظمة التجارة العالمية.

    لتكون أداة لضمان تفوقه على كافة شعوب الأرض..!!!!!.....

    فهي تستخدم للتدخل في سياسات الدول، واقتصادياتها، تفتعل الأزمات السياسية والاقتصادية، ثم تتدخل هذه الهيئات في صورة الناصح المشير والمنقذ، وليس لها قصد إلا تعميق المشكلة، فهي تقرض مثلا دولة فقيرة، لكن بشروط وزيادات ربوية تعمق المشكلة وتزيد الدولة فقرا إلى فقرها، كل يوم، فالزيادات الربوية لا تقف عند حد، وهكذا تصبح هذه الدول المقترضة في الدين إلى الأبد، وذلك يستنزف الناتج القومي.

    وفي مثل هذه الأحوال العصيبة، والمشاكل التي لا تنتهي، تفتقر بلاد الإسلام إلى أهم أسباب التقدم، من استقرار وأمن ورخاء، ويكون بدلا عنها الاضطراب وقلق الحرب والفقر..

    كما ينصرف جهدها في الحفاظ على القيم، ودفع أولئك المستغربين من بني الجلدة، الذين يشغلون الأمة كل يوم بما لا يعود عليها بالنفع، بل بالضرر، الذين لا هم إلا الكلام عن المرأة وحقوقها المزعومة، ودعواهم وفريتهم العريضة أنها مظلومة، يحكمون على الأمة أن تعيش حالة حرب مع الأخلاق الوافدة الفاسدة الدخيلة على المجتمع، تستنزف جهدها وطاقتها في ذلك..

    فهؤلاء الأعداء من الداخل ومن الخارج هم من أكبر أسباب تخلف الأمة، والعدو الخارجي هو الأكبر، وإنما الذي في الداخل تبع له، ولولاه ما وجد.


    --------------------------------------------------------------------------------

    إن الإنسان هو الإنسان في كل مكان في الأرض، فالإنسان الشرقي ليس أقل من نظيره الغربي، من حيث ملكة التفكير والعقل...

    فكل ما في الأمر أن الغرب من سياسته تبني العقول الذكية، بفتح المجال لها لتبدع وتنتج، على العكس من سياسة الشرق، خاصة بلاد الإسلام، إلا ما ندر، الغارق في مشاكله الخاصة، الذي لا يفكر في تبني العقول الموهوبة، مما يدفع بكثير منها إلى الهجرة إلى حيث الاحتضان والرعاية العلمية (= الغرب)، وليس من العسير أن نبحث عن أعداد ليست بالقليلة من العلماء العباقرة من المسلمين يديرون مراكز علمية غربية، طبية وفلكية وصناعية، وغير ذلك..

    نعم هناك محاولات جادة من بعض الدول الإسلامية، مثل دولة ماليزيا، للتقدم، وقد قطعت شوطا مهما في هذا المجال، فتحررت من هيمنة الغرب، إلى حد ما، واستفادت من الطاقات في الداخل، فبدأت عملية التطوير تؤتي ثمارها، فذلك يعلمنا أن التقدم الإسلامي غير محال، وأن التحرر من الهيمنة الغربية ممكنة، بشرط:

    صدق العزيمة، والقوة في العمل، والتميز في الأداء، حتى تكون الصبغة إسلامية، والتخلص من المصالح الشخصية، والتخلص كذلك من الفئات الفارغة التي تشغل الأمة ولا تفيدها بشيء.

    ولا يعني ذلك أن الغرب سيسكت، بل سيمارس كل ما يضمن له التفوق، لذا على المسلمين الاستعداد للرد على كل وسيلة يتخذها، فعليهم إذن حسن التخطيط للتقدم، كما أن عليهم حسن التخطيط لصد كل ما يتخذه الغرب لعزلهم عن المقدمة..


    أبو سارة ، صيد

  11. #356
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي رد: المسلمون في الغرب


    المسلمون في الغرب ومعركة القيم




    حسن الحسن
    ناشط سياسي مقيم في لندن


    بات التهديد المفترض الذي يمثله الإسلام علي الحضارة الغربية هو محور الحديث في العالم، لا سيما عقب أحداث 11 سبتمبر وما تلاها من حروب "وقائية" في الشرق، وتطويق أمني للمسلمين في الغرب علي اعتبار أنهم طابور خامس ينتظر الفرصة لكي يحقق أجندة خاصة وخفية. في حين بدأت الأوساط السياسية والفكرية والإعلامية الغربية مهاجمة الإسلام بشكلٍ منهجي، مبررة ذلك بمحاربة التشدد الإسلامي تارة، وبحجة إيجاد مناخات للحوار للمواءمة بين المسلمين والمجتمعات التي يعيشون فيها تارة أخري. وترتكز الحملة الفكرية والدعائية التي يسوقها الغرب إلي معطيات تبدو وجيهة للوهلة الأولي، وبالتالي فلا مبرر للاستياء منها، حيث أن حرية الفكر والتعبير مقدسة لديهم، ولا يمكن تأميمها بحجة مراعاة شؤون أقلية مسلمة لها ثقافة خاصة!
    وبهذا الصدد فإن الحملة الغربية تستنكر مواقف المسلمين، معترضة علي حساسيتهم المفرطة تجاه دينهم وقيمهم، حيث أنها تتعارض مع ثقافة المجتمعات الغربية، تلك التي تتنشق الحرية وتعدها أهم منجزاتها. كما يفترض الغربيون أنه طالما أن دين المسلمين عزيز عليهم إلي هذا الحد، فلماذا لا يهاجر هؤلاء إلي السعودية وايران حيث تسود أحكام الشريعة بدلاً من المطالبة بإقامتهم في الغرب والتنطع بالتمسك بأحكام الدين فيه!؟ وهو الذي قامت حضارته أصلاً علي عقيدة فصل الدين عن الحياة. ومن ناحية أخري لماذا يصر المسلمون علي دفع الغربيين علي التخلي عن قيمهم التي يؤمنون بها، أي عن الحريات ومقتضياتها، فيما لا يقبل المسلمون بأن يتخلوا عن أي شيء من دينهم. أوليس في ذلك دليلٌ علي تناقض مواقف المسلمين وشاهدٌ علي تخلفهم!؟
    كنت أتمني أن يجري الردّ علي الحجج السالفة الذكر بشكل عملي، بمعني مغادرة المسلمين إلي الديار التي يعد الإسلام فيها هو نظام الحياة والمجتمع والدولة، إلا أن ذلك غير مأمول حالياً بالنسبة لجموع المهاجرين من المسلمين في الغرب، ويرجع ذلك إلي غياب تلك الدار التي تقيم الإسلام علي ذلك النحو، إضافة لانعدام عوامل الأمن والاستقرار في بلدان المسلمين، تلك التي تمثل البقعة الأسخن والأشد اضطراباً في العالم حالياً، الأمر الذي يلجئنا لمناقشة المزاعم السالفة الذكر، حيث أنها أبرز الحجج المثارة ضد المسلمين في الغرب.
    في الواقع، إن إقامة بعض المسلمين في الغرب، هو رديف إقامة كثير من غير المسلمين في دار الإسلام سابقاً، عندما كان أولئك يلوذون بدار الإسلام طلباً للأمان وهرباً من القهر والظلم. وبالتالي فإن لجوء الإنسان إلي غير موطنه يأتي نتيجة ظروف موضوعية تدفع أصحابها للتخلي عن الوضع الأصلي. وفي حالتنا، فإنّ احتلال بلاد المسلمين والأوضاع الاقتصادية المزرية فيها، إضافة إلي الظلم المتفشي فيها وانعدام أي أمل بالنسبة لعامة الناس في الحياة الكريمة، أدي كل ذلك إلي هجرة الملايين من بلدانهم، كان حصيلتها قدوم بعض منهم إلي الغرب، الذي كان هو نفسه سبباً في إحداث كثيرٍ من مشاكلهم. ولا يقال هنا لماذا لم يلجأ هؤلاء إلي بلدان إسلامية بدلاً من الدول الغربية، لأن الجواب عليه هو أن ذلك حاصلٌ فعلاً، وما نسبة من وصل الغرب من المسلمين سوي فئة صغيرة نسبياً من مجموع ما هو مشتت من هذه الشعوب في العالم الإسلامي نفسه.
    أما لماذا لا يغادر المسلمون ديار الغرب إلي السعودية وايران طالما لا يطيقون السياسات والقيم الغربية ويؤثرون بدلاً عنها تطبيق الشريعة الإسلامية، إن تسويق هذه الدعوي علي هذا النحو يفترض بأن السعودية وايران مشرعة أبوابها لاستقبال المسلمين وأنها تقيم الإسلام في المجتمع والدولة، مع أن هذين الادعاءين مجرد زعمين باطلين. فايران دولة قومية تسعي لتحقيق مصالح النظام السياسي فيها، وليست بدولة للإسلام والمسلمين بحسب المفهوم الشرعي، وذلك واضحٌ في دستورها وفي ممارساتها. وأما السعودية فهي دولة تنظر إلي شبه جزيرة العرب علي أنها ملك شخصي لآل سعود، وتقتصر علاقتها بالإسلام علي قدر ما يمكن أن يخدمها في توطيد حكم العائلة المالكة، كما أن أجندة نظامها السياسي تنسجم تماماً مع الأجندة الغربية، ومما لا يخفي علي أحد، أن النظام السعودي حليف رئيس بكل معني الكلمة للأنظمة الغربية كذلك. وفي الواقع فإن بقية بلاد المسلمين تسير علي نفس المنوال، حيث تعتبر الأنظمة الحاكمة فيها إقامة الإسلام كشريعة ونظام حياة تهديداً مباشراً لها، ما يبطل الحجة المطروحة علي المسلمين في الغرب بهذا المضمار من أساسها.
    أما كيف يتقبل المسلمون العيش في مجتمعات علمانية ديمقراطية وهم لا يؤمنون بها ولا بالقيم المنبثقة عنها؟ فإن الجواب علي هذا: إن المسلمين في الغرب يكفيهم أن يكفل لهم القانون القائم حقهم في تطبيق أحكام دينهم في شؤونهم الخاصة، وعدم إكراههم علي التخلي عن أحكام الإسلام في حياتهم، وهو ما تزعم النظم الغربية ضمانه، حيث يُفترض كفالة احترام حقوق الأفراد ولا سيما العقائدية والشخصية، وبالتالي فإنه لا يتعارض عيش المسلم في ديار الغرب مع قيمه طالما أنه قادرٌ علي إقامة ما هو مسؤول عنه في حياته، بخاصة عندما يفتقد البديل الذي يجسد نمط الحياة الذي ينشده في مكانٍ آخر. ولو افترضنا أن عيش الإنسان في مجتمع ما، يعني التسليم بقيم المجتمع السائدة واعتناق مبادئه وعقائده بالضرورة، لما سكن اليهود والنصاري في بلاد المسلمين قروناً طويلة ولا يزالون، ولمَا تمكن أهل دين من العيش في مجتمع آخر طالما يطبق قيماً ونظماً مخالفة لوجهة نظرهم في الحياة. بل إن هذا الاعتراض من قبل الغربيين هو انقلاب علي قيمهم التي يؤمنون بها، حيث أنهم يدعون أن مبدأهم في الحياة يكفل العيش الكريم بحقوق غير منقوصة لمن يخالفهم في المعتقد والرأي والدين!
    وأما استياء المسلمين وغضبهم من الممارسات الغربية بحقهم، فإنه يأتي نتيجة لإحساس المسلمين بشراسة الحملة التي تشن ضدهم والتي تتسم بالعنف والغطرسة والاحتقار لهم ولمعتقداتهم من قبل النظم الغربية. كما أن أكثر ما يقال في الأوساط السياسية والفكرية الغربية بصدد المسلمين ودينهم إنما هو عبارة عن إملاءاتٍ وشتائم وتهم شائنة لا علاقة لها بالنقاش أو الجدل الفكري المزعوم لا من قريب ولا من بعيد، ابتداء بالمواقف السياسية المعلنة مروراً بالرسومات المشينة وانتهاء بتصريحات بابا روما. وأن يغضب المرء لانتهاك مقدساته أمر لا غضاضة فيه البتة، ويحصل ذلك عند المسلم وغيره علي السواء. ولا يُعترض علي هذا بالقول أن الأوروبيين لا يأبهون بمهاجمة النصرانية مثلاً، ذلك أنها لم تعد عقيدة مقدسة لديهم منذ أمد بعيد، بينما لو هاجم أحدٌ فكرة حقوق المرأة ومساواتها مع الرجل لحوقلت أعين القوم واستجمرت من الغضب، ولاعتبروا ذلك عيباً ونقصاً وهجوماً سخيفاً علي قيمهم وطريقة عيشهم.
    وأما مطالبة المسلمين بتطبيق الشريعة في المجتمعات الغربية، فإنه ليس مطروحاً علي الأجندة السياسية بين المسلمين، لا كجالياتٍ ولا كمنظماتٍ ولا حتي كأفراد، ذلك أنه أمرٌ غير مأمول التحقيق. ومع هذا فما هي المشكلة مثلاً من ناحية نظرية، بالمطالبة بإحلال مبدأ جديد في اوروبا بدلاً مما هو قائم؟ طالما أن افتراض تحقيق ذلك هو بالطرق السلمية وباتباع الجدل الفكري الذي يُطالبُ المسلمون بتعاطيه.
    إنّ الواقع يشي بأن الغرب الرأسمالي قد خسر معركته الثقافية مع الشرق الإسلامي، وقد شاهت وجوه أنظمته واسودت أيديهم بعد أن تلطخت بدماء مئات الألوف من الأبرياء، وباتت نظم الغرب ولا سيما الدول الكبري منها مرادفة للشر والجشع والقسوة والوحشية، كما باتت تلك الدول في ذات الوقت يائسةً من دمج المسلمين في مجتمعاتها، ما يعني أن إثارة النظام السياسي الغربي لمواضيع مختلفة خاصة بالمسلمين تحديداً لا علاقة لها بتحقيق المواءمة بين الإسلام والغرب، لا من قريب ولا من بعيد، وإنما يتقصد منها تحقيق أجندة معينة، وهي كسب الرأي العام في الغرب وتجنيده لصالح السياسات الباطلة والزعامات الفاسدة والجشعة، العازمة علي استئناف مسيرتها الاستعمارية في العالم الإسلامي إلي نهاية المطاف. فتعبئة الرأي العام وتجييشه في الغرب ضد الإسلام علي النحو الذي نري هو جزء أساسي من اللعبة الديمقراطية لكسب أصوات الناخبين وحيازة ثقتهم، ما يكفل تمكين النخب السياسية في الغرب من متابعة سياساتهم الخرقاء. ومن هنا نلحظ أنه علي الرغم من دوام تقهقر الحجج الغربية وإفلاسها بخصوص المواضيع المطروحة، فإنها تجدد نفسها بشكلٍ أو بآخر لتدور دوماً علي محور واحدٍ، وهو لفت انتباه المواطن الغربي إلي أن أمنه واستقراره ورفاهيته تقف علي كف عفريت، وأن محافظته علي مكتسباته رهنٌ بمكافحة الإسلام، وأن التضحية ببعض القيم في الغرب لصالح تأمين تلك المصالح أمر ينبغي تفهمه وتبريره والقبول به بل وتأييده. الأمر الذي ينذر بمستقبل قاتم يتهدد المسلمين في الغرب، والذي يجعل منهم كبش فداء لتحقيق أطماع النظم السياسية الغربية.

  12. #357
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي رد: المسلمون في الغرب


    المحافظة على الأبناء وأفكارهم في الغرب




    سؤال:
    نواجه - نحن المسلمين في الغرب - صعوبات في المحافظة على أبنائنا من الضياع والانخراط في المجتمع الغربي المنحل ، ونريد بعض الخطوات العملية التي نستطيع بها الحفاظ على أبنائنا من الانحراف والضياع . وجزاكم الله خيرا .

    الجواب:

    الحمد لله
    للمحافظة على كيان الأسر المسلمة في بلاد الكفر ينبغي توفير عدد من الشروط والمتطلبات داخل المنزل وخارجه :



    أ - داخل المنزل :

    1- لابد من محافظة الآباء على الصلاة في المسجد مع أولادهم وإن لم يكن ثَمَ مسجد قريب فالصلاة جماعة في البيت .

    2- ولابد لهم من قراءة القرآن والاستماع للتلاوة يوميا .

    3- ولابد لهم من الاجتماع على الطعام بعضهم مع بعض .

    4- ولابد لهم من التحدث بلغة القرآن بقدر الإمكان .

    5- ولابد لهم من المحافظة على الآداب الأسرية والاجتماعية التي نص عليها رب العالمين في كتابه ومنها ما ورد في سورة النور .

    6- وعليهم عدم السماح لأنفسهم أو لأولادهم بمشاهدة الأفلام الخليعة والفاجرة والفاسقة .

    7- ولابد للأولاد من المبيت داخل المنزل والعيش فيه أطول وقت ممكن حماية لهم من تأثير البيئة الخارجية السيئة ، والتشديد على عدم السماح لهم بالبقاء خارج المنزل للنوم .

    8- تجنّب إرسال الأولاد إلى الجامعات البعيدة لكي يسكنوا في سكن الجامعة ، وإلا سنفقد أولادنا ، الذين سينصهرون في المجتمع الكافر .

    9- لا بد من الحرص التام على الطعام الحلال وأن يتجنّب الأبوان تماما تعاطي أيّ نوع من المحرّمات كالسجائر والماريوانا وغيرها مما ينتشر في بلاد الكفر.



    ب - خارج المنزل :

    1- لابد من إرسال الأطفال إلى مدارس إسلامية منذ الطفولة إلى نهاية الثانوية .

    2- ولا بد من إرسالهم أيضا إلى المسجد بقدر الإمكان وذلك لصلاة الجمعة والجماعة ، وحضور الحلقات العلمية والدعوية والوعظية وغيرها .

    3- لا بد من إيجاد النشاطات التربوية والرياضية بين الأطفال والشباب في أماكن يُشرف عليها المسلمون .

    4- إقامة مخيمات تربوية يذهب إليها أفراد العائلة بكاملها .

    5- أن يسعى الآباء والأمهات إلى الذهاب إلى الأراضي المقدسة لأداء مناسك العمرة وفريضة الحج مصطحبين معهم أولادهم .

    6- تدريب الأولاد على التحدث عن الإسلام بلغة مبسطة يفهمها الكبير والصغير ، المسلم وغير المسلم .

    7- تدريب الأولاد على حفظ القرآن وإرسال بعضهم - إن أمكن - إلى بلد عربي مسلم لكي يتفقهوا في الدين ، ثم يعودوا بعد ذلك ليكونوا دعاة مزودين بالعلم والدين ولغة القرآن الكريم .

    8- تدريب بعض الأبناء على إلقاء خطب الجمعة ، وإمامة المسلمين لكي يصبحوا قادة للجاليات الإسلامية .

    9- تشجيع الأبناء على الزواج مبكرا لكي نحفظ لهم دينهم ودنياهم .

    01- ولا بد من تشجيعهم على الزواج من المسلمات والعائلات والمعروفة بدينها وخلقها .

    11- ترك استعمال رقم ( 911 ) ومطالبة الشرطة بالمجيء إلى المنزل لحل الخلاف ، فإن حصل خلاف فلا بد من الاتصال بأحد المسؤولين في الجالية الإسلامية أو العقلاء المسلمين للمساعدة على حل الخلاف .

    21- عدم حضور حفلات الرقص والموسيقى والغناء ومهرجانات الفسق ومشاهد أعياد الكفر ومنع الأولاد بالحكمة من الذّهاب مع طلاب المدرسة النصارى إلى الكنيسة يوم الأحد .

    والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل .


    الإسلام سؤال وجواب

  13. #358
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي رد: المسلمون في الغرب


    المسلمون في الغرب تحت المجهر الأمني




    تحقيق من ستوكهولم / بقلم يحي أبوزكريا


    إستطاعت الولايات المتحدّة الأمريكية وعبر أجهزتها الأمنية بمختلف عناوينها أن تنقل الهاجس الأمني الكبير الذي يتحكّم في مسلكيتها السياسية والذي أوجدته أحداث سبتمبر – أيلول إلى العواصم الغربية والتي راحت أجهزتها الأمنية ترتّب أوراقها وتفتح كافة الملفات القديمة والجديدة وتعيد رسم خارطة وضع المسلمين تحت المجهر في هذا البلد الغربي وذاك .

    و إذا كانت العواصم الغربية تبدي إحترامها لحقوق الإنسان وقوانين الدمقرطة السائدة فيها , إلاّ أنّها لا يمكنها الإفصاح عن الترتيبات الأمنية المتخذّة و الخطوات المدروسة لمراقبة تحركات المسلمين وتحديدا الملتزمين و الحركيين منهم .

    و الخطوات المتخذّة لوضع المسلمين تحت المجهر كثيرة ومنها :

    المعروف أنّ المسلمين في الغرب حصلوا على حقّ الإقامة في الغرب إمّا عن طريق اللجوء السياسي أو الإنساني و هؤلاء الأغلبية و تتوفّر ملفاتهم مع تفاصيل مملّة عن ماضيهم السياسي والحركي والفكري والإنتماء الديني وكل الملفات موجودة لدى دوائر الهجرة و الأجهزة الأمنية وهذه الملفات مفتوحة دوما لتضاف إليها كل النقاط الصغيرة والكبيرة من المهد وإلى اللحد والمتعلقة بهذا اللاجئ , و للإشارة فإنّ كل لاجئ حصل على حقّ الإقامة في هذه الدولة الغربية أو تلك له مسؤول يتابع أخباره من الجهاز الأمني في هذا البلد أو ذاك دون أن يعرف ذلك اللاجئ .

    و إذا إحتاج هذا الجهاز الأمني إلى معلومة أو إستكمال البحث في شأن تقرير وارد من دولة غربية أو عربية بشأن هذا الشخص يقوم هذا المسؤول بإستدعائه بطريقة مؤدبّة طبعا وبأسلوب مغاير لأساليب الأجهزة الأمنية في البلاد العربية .

    وبقية المقيمين المسلمين أو المتجنسين فإما حصلوا على الإقامة عن طريق الزواج أو جمع الشمل وما شابه وحتى لهؤلاء ملفات كاملة في دوائر الهجرة والتي هي واجهة للأجهزة الأمنية , و بالتالي فإنّ ملفات المسلمين مفتوحة ومعروفة بدقّة للأجهزة الأمنية التي تقررّ فيما بعد من الأولى بالمراقبة و التنصت على مكالماته وتتبّع تحركاته .

    وبعد الحادي عشر من سبتمبر – أيلول باتت الأجهزة الأمنية الغربية تعمل بمقتضى قانون الإرهاب الذي أطلق يدها وأعطاها صلاحيات واسعة جدّا .

    وعندما تقررّ الدوائر الأمنية وضع شخص تحت المجهر أو مجموعة بكاملها تحت المجهر فإنّها تسخّر كل الإمكانات للتقصّي عنه و قد سمحت لها التقنية الأمنية المتطورة من معرفة أدق التفاصيل المتعلّقة بهذا الشخص أو المجموعة , بمن يتصل هذا الشخص , لمن يرسل البريد الإلكتروني , وأي الرسائل يستقبل , ومتى يخرج من بيته ومتى يتواجد في هذا المسجد أو ذاك !

    وما إلى ذلك من التفاصيل الدقيقة , و أحيانا تستعين الأجهزة الأمنية الغربية بأشخاص عرب ومسلمين لجمع تقارير عن هذا أو ذاك , و كثيرا ما توظّف الأجهزة الأمنية الغربية عربا ومسلمين لجمع معلومات عن إخوانه العرب والمسلمين مقابل مكافآت مادية أحيانا أو مقابل الغضّ عن بعض الإنتهاكات للقانون الغربي والتي يقترفها هذا العميل في مجال تسديد القروض أو التحايل على مؤسسّات الدولة وما إلى ذلك .

    وأثناء قيامنا بهذا التحقيق صرحّ العديد من المستجوبين الإسلاميين أنّ أجهزة الإستخبارات الغربية كانت تعرف عنهم كل صغيرة وكبيرة حتى في بعض التفاصيل التي كان على علم بها أشخاص من الدائرة الضيقة من رحم هذا الشخص أو ذاك .

    وقد روى شخص شيعي من العراق حققّ معه جهاز أمني غربي أنّه سئل عن المقلّد الذي يقلدّه هل هو السيستاني أو باق على تقليد أبي القاسم الخوئي !

    و بالإضافة إلى هذه الأساليب فإنّ معظم المساجد والمراكز الإسلامية مرصودة بشكل كامل ويتم التنصّت على مجمل المكالمات التي ترد إلى المسجد أو تخرج منه , بالإضافة إلى المؤتمرات الإسلامية التي تقام في العاصمة الغربية أو تلك .

    وإذا شعر هذا الجهاز الأمني أنّ هذا المسلم مهم ويملك معلومات معينة فإنّه يتنصّت عليه لكي تمتّص معلوماته دون أن يشعر , وأحيانا تقوم الأجهزة الأمنية الغربية وبطريقة ذكيّة بإدخال شخص عربي أو مسلم إلى دائرة هذا المرصود وعندما يستأنس المرصود بالدخيل يشرع الدخيل بطرح عشرات الأسئلة على هذا المرصود وطبعا الأجوبة تحفظ في أشرطة خاصة و تصففّ في خانة الذين يخدمون الأجهزة الأمنية الغربية مجانا .

    وحتى رسائل الفاكس تراقب بإحكام إلى درجة أنّ مترجما عراقيّا ذكر لي أنّ جهاز أمني غربي عرض عليه التعامل معه على أن يقوم بترجمة رسائل الفاكس و رسائل البريد الإلكتروني أو بيانات معينة من اللغة العربية وإلى اللغة الغربية , و في هذا السيّاق يشار إلى أنّ كل الأجهزة الأمنية الغربية وفي مطلقها تستعين بجيش عرمرم من المترجمين العرب والمسلمين , وبعضهم يعمل ضمن ملاك هذه الأجهزة ويتقاضى راتبا كبيرا شأنه شأن أي ضابط إستخبارات غربي .

    ويشترط في هذا المترجم العربي الذي يترجم للأجهزة الأمنية الغربية أن تكون فيه نفس مواصفات رجل الإستخبارات الغربي من تحلل وتفسخ وعدم الإيمان بالقيّم والمبادئ , والعجيب أنّ هذه الأجهزة وعندما يتعلّق الأمر بقضية إسلامي أو قضية مسلمين تستعين بمترجمين عرب مسيحيين من العراق أو لبنان أو سوريا حتى تكون الخدمة كاملة و على أتمّ وجه .

    وغير هذه الوسائل المعتمدة في جمع المعلومات عن المسلمين فهناك التقارير المتبادلة بين كل الأجهزة الأمنية الغربية حيث هناك تعاون مكثف ووفق شيفرات خاصة بالحاسوب ويكفي أن يطلب رجل الإستخبارات البريطاني معلومة ما من زميله الدانماركي ليصله ما يريد في ظرف ثواني و عبر طرق إلكترونية متطورة للغاية .

    كما أنّ هذه الأجهزة الأمنية الغربية باتت تستعين بأرشيف الأجهزة الأمنية العربية المفتوح دوما للدوائر الغربية وخصوصا عندما يتعلّق الأمر بمحاربة الإسلاميين .

    ولم تكتف الأجهزة الأمنية الغربية بهذا الرصد للعرب والمسلمين من الأصول العربية والإسلامية بل بدأت هذه الأجهزة ترصد المسلمين الغربيين الذين إعتنقوا الإسلام عن طريق البحث والدراسة خوفا من إلتزامهم بالإسلام الحركي و إحتمال أن يؤثّر ذلك على مستقبل الغرب في حدّ ذاته !

    و تحاول هذه الأجهزة ومؤسساتها الفكرية والتحليليّة الغوص في المصادر الفكرية و الإعلامية التي يعتمد عليها هؤلاء المسلمون من الغربيين من قبيل صفحات الإنترنت – الويب – باللغات الغربية و الكتب الإسلامية المترجمة في محاولة لمعرفة طرائق تفكير هذا الإنسان المسلم الغربي الجذور والمواطنة .

    وبقيّ القول أنّ مؤسسّات الأبحاث التابعة للأجهزة الأمنيّة الغربيّة توظّف غربيين من خريجي معاهد الإستشراق واللغات العربية والفارسية والتركية والكرديّة عندما يتعلّق الأمر بتشريح العالم العربي والإسلامي الذي يشرّح فكريا في أعلى المستويات الغربيّة ويراد تشريحه جغرافيا من خلال تفتيته إلى دويلات كما تقضي الإستراتيجية الغربية الجديدة !!!


    المبدعون العرب

  14. #359
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي رد: المسلمون في الغرب


    ظاهرة اعتناق الإسلام في الغرب.. الأسباب والدوافع
    مقدمة




    صلاح عبد الرزاق
    جامعة ليدن هولندا



    تتزايد ظاهرة إعتناق الإسلام في الغرب (Conversion to Islam) بشكل ملحوظ. وما زالت أنباء من يعتنقون الإسلام تجد لها مساحة واهتماماً في الإعلام الإسلامي، وبشكل بسيط في الإعلام الغربي إلا في بعض الحالات، عندما يكون من اعتنق الإسلام شخصية معروفة او ذات مركز علمي أو سياسي.

    إن وجود ثمانية ملايين مسلم في أوروبا الغربية يلعب دوراً هاماً في هذه الظاهرة. فهؤلاء المسلمون يعيشون بين ظهراني المجتمعات الغربية، وبلا شك تنشأ علاقات بين الجانبين من خلال العمل، الجيران، والإحتكاك اليومي في الشارع والمدرسة وغيرها. ونتيجة لهذا الإحتكاك تحدث لقاءات ومناقشات وحوارات تتعلق بالقضايا الثقافية والعقائدية كما أن الممارسات اليومية للمسلمين من عادات وتقاليد تمنح الفرصة للأوروبيين للتعرف عن قرب على الإسلام والمسلمين دون الحاجة للسفر إلى البلدان الإسلامية. إن الإنطباع الناشئ من التعامل اليومي يعطي صورة أوضح من الكتابات والمقالات التي تتناول الإسلام والمسلمين، بل إن هذا التعامل المباشر مع المسلمين يلعب دوراً ملحوظاً في رسم الصورة الحقيقية للمسلمين، وهو بحد ذاته يشكل رداً، إلى حد ما، على كل الإتهامات التي يهاجم الإعلام الغربي الإسلام بها. وتوفر المراكز الإسلامية والمساجد والمطبوعات الإسلامية فرصا جيدة للتعرف على الإسلام وتعاليمه وأحكامه وعقائده.

    لا أحد يعلم كم هو عدد المعتنقين للإسلام في الغرب. ولا توجد إحصاءات دقيقة بل هناك تخمينات وأرقام غير دقيقة تعتمد على الخبرة والتعامل مع المعتنقين. ففي فرنسا، مثلاً يتراوح عدد المعتنقين بين 50 ألف معتنق حسب تقدير أحد الباحثين الغربيين، إلى 200 ألف معتنق حسب مصدر إسلامي في باريس(1) هذا التفاوت يعود إلى مبالغة المصادر الإسلامية من جهة وإلى محاولة التقليل من أهمية الموضوع من قبل الغربيين من جهة أخرى، إذ أن ما يقلق المراكز المسيحية هو كيف يتقبل الأوروبيون دين المهاجرين؟

    وفي هولندا، يقدر عدد المعتنقين للإسلام بحوالي 15 ألف شخص وسأحاول في هذه الدراسة الإجابة على التساؤل التالي: هل أن اعتناق الإسلام يحدث كنتيجة للنشاطات الدعوية التي تقوم بها المراكز الإسلامية والمساجد والإعلام أم يعود لأسباب ذاتية تتعلق بالفرد الأوروبي الذي يجد الإسلام حلا للمشاكل والصعوبات التي يعانيها؟ وسأحاول تسليط الأضواء على الدوافع النفسية والإجتماعية والدينية والظروف التي دفعتهم لاعتناق الإسلام. وهل هناك تأثير للعمر والجنس والتعليم والجو الإجتماعي في إتخاذهم قرار اعتناق الإسلام؟

  15. #360
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي رد: المسلمون في الغرب


    ظاهرة اعتناق الإسلام في الغرب.. الأسباب والدوافع
    النشاط الدعوي الإسلامي في هولندا




    صلاح عبد الرزاق
    جامعة ليدن هولندا


    إلى حد الخمسينات من هذا القرن لم يكن في هولندا سوى عدد ضئيل من المسلمين، حيث كان عددهم عام 1960 يبلغ 1400 مسلم فقط، إرتفع عام 1992 إلى 484 ألف مسلم حيث يشكلون 2،3% من مجموع السكان الهولنديين البالغ عددهم 15 مليون نسمة ويشكل الإسلام الدين الثاني في الدول الغربية ومنها هولندا حيث تبلغ نسبة المسلمين ضعف مجموع بقية الديانات الأخرى عدا المسيحية (اليهودية والبوذية والهندوسية وغيرها).

    وقد أنشأ المسلمون العديد من المساجد والمراكز الإسلامية لممارسة الشعائر الإسلامية وأماكن لإقامة النشاطات الإجتماعية والتعليمية والثقافية. وفي هولندا هناك 380 مسجدا موزعة على 128 مدينة. وتتركز هذه المساجد في المدن الكبرى حيث يوجد في أمستردام 29 مسجدا وفي روتردام 26 مسجدا وفي لاهاي 21 مسجدا. وتوجد هناك مئات المنظمات والجمعيات الإسلامية تمارس أنواع النشاطات، منها مثلاً: 80 مسجدا للمسلمين المغاربة و 96 مسجدا و 6 مراكز شباب للأتراك. وتمثل هذه المنظمات الأقليات العرقية والمذهبية للجاليات الإسلامية المقيمة في هولندا. وتقوم بتحقيق الأهداف والنشاطات الخاصة بكل مجموعة عرقية أو توجه إقليمي أو سياسي معين. وتتركز نشاطاتها بين أعضائها بصورة رئيسية، بينما لا يحتل الجانب الدعوي بين غير المسلمين إلا هامشا محدوداً، يعتمد بالدرجة الأولى على المبادرات الفردية لبعض المسلمين الذين يمتلكون خلفية ثقافية وعلمية جيدة إضافة إلى إجادتهم اللغة الهولندية التي تلعب دوراً هاماً في التخاطب والحوار مع الهولنديين. إن الدعوة للإسلام عمل تطوعي وواجب إسلامي قد يقوم به أي فرد مسلم، ولا يتحدد بهذا المركز أو تلك المؤسسة الإسلامية.

صفحة 24 من 35 الأولىالأولى ... 141819202122232425262728293034 ... الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. انظروا ماذا قالوا عنا نحن المسلمون .. تلك بعض اقوالهم ..
    By ابو منيف in forum استراحة اعضاء المتداول العربي
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 17-03-2010, 01:50 AM
  2. ولفنسون يطالب العرب بوقف الاستحواذ على مصارف الغرب
    By التحليلات والأخبار in forum سوق تداول العملات الأجنبية والسلع والنفط والمعادن
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 14-11-2008, 06:12 PM
  3. لماذا المسلمون
    By محمد العزب in forum استراحة اعضاء المتداول العربي
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 23-01-2008, 12:57 AM
  4. كيف غير المسلمون وجه العالم
    By ahmed hanafy in forum استراحة اعضاء المتداول العربي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 22-08-2006, 09:19 PM

الاوسمة لهذا الموضوع


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17