أول كلية في مصر لزرع الأعضاء




وافق مجلس جامعة المنصورة برئاسة الدكتور أحمد بيومي شهاب الدين رئيس الجامعة علي إنشاء أول كلية لزراعة الأعضاء والتكنولوجيا الحيوية‏,

‏ تبدأ الدراسة بها عام‏2014‏ ويكلف المشروع‏-‏ حسب الدراسة الاقتصادية له‏-174‏ مليون جنيه منها‏80‏ مليونا لإنشاء الكلية والمستشفي‏,‏ و‏94‏ مليون جنيه هي إجمالي التجهيزات المتوقعة للكلية والمستشفي‏.‏

وصرح الدكتور أحمد بيومي شهاب الدين بأن التكنولوجيا الطبية الحيوية تعد أحدث وأهم فروع العلوم الطبية‏,.‏ ويمثل الأمل الأعظم للبشرية لإيجاد حلول للكثير من المشكلات الطبية الموجودة حاليا‏.‏
وقال إن مصر مطالبة بتجهيز وحدات أكاديمية وبحثية متكاملة‏,‏ وتوفير كادر تعليمي وبحثي حتي نحظي بمكانة عالمية متميزة في زرع الأعضاء‏.‏ وقال‏:‏ قررنا إنشاء كلية تعليمية بحثية‏,‏ خاصة لدراسة هذا الفرع بما لهذه الكلية من مميزات التجهيز الجيد والإدارة الحديثة والالتزام بالمعايير القياسية في التعليم والبحث العلمي‏,‏ بهدف إعداد علماء مصريين وانتاج بحث علمي مصري‏.‏
وقال رئيس جامعة المنصورة‏:‏ إن مصر تعاني من أمراض الفشل الكلوي والكبدي بمعدلات عالية‏,‏ وهذا يؤكد أن حاجتنا ماسة لوجود حل نهائي لهذه النوعية من الأمراض التي تمثل خسارة مزدوجة لميزانية الدولة للانفاق علي العلاج المكلف‏,‏ إضافة إلي فقدان المريض للقدرة علي العمل‏.‏

وأوضح أنه من الطبيعي أن تتبني جامعة المنصورة إنشاء هذه الكلية المهمة باعتبارها الجامعة الأولي علي مستوي الجامعات المصرية والعربية في مجال زراعة الأعضاء الكلي والكبد‏.‏
وقال إن الكلية المقترحة سوف تضم‏11‏ برنامجا دراسيا‏,‏ هي جراحة زراعة الأعضاء كلي وكبد وتخدير وعناية مركزة‏,‏ زرع أعضاء وباطنة وزرع نخاع ومناعة اكلينيكية‏,‏ وباثولوجيا اكلينيكية‏,‏ زرع أعضاء والوراثة والجينات وهندسة الأنسجة والخلايا الجزعية‏,‏ مشيرا إلي أنه تم تخصيص ثلاثة أفدنة لإنشاء الكلية والمستشفي‏.‏

وحسب الدراسة الخاصة بالكلية الجديدة‏,‏ فإن أحدث احصاءات الإصابة بأمراض الفشل الكلوي والكبدي تصل سنويا إلي‏14‏ ألف حالة جديدة‏,‏ بينما تصل نسبة الإصابة بفيروس الالتهاب الكبدي سي إلي‏20%‏ من سكان مصر‏,‏ في حين أن النسبة العالمية‏3%,‏ وتصل نسبة من يصابون بالفشل الكبدي النهائي أو أورام الكبد إلي‏20%‏ من المرضي‏,‏ وأن ذلك يعني أن عدد المرضي المصريين الذين سوف يعانون من مضاعفات الفشل الكبدي علي مدي‏20‏ عاما مليون و‏680‏ ألف مواطن طبقا لمنظمة الصحة العالمية‏,‏ بفرض عدم حدوث إصابات جديدة بالفيروس‏,‏ وتصل نسبة من يصابون بأورام الكبد إلي‏82%‏ من المرضي المصابين بالتليف الكبدي الناتج عن الإصابة بالفيروس سي‏.‏
وتكشف دراسة جامعة المنصورة أنه لا يوجد علاج لحالات الفشل النهائي للأعضاء‏,‏ وأن الحل الوحيد للحفاظ علي حياة هؤلاء المرضي يكون في العلاج الاستبدالي‏,‏ وأن الزرع أصبح الحل الأمثل والنهائي لحالات الفشل‏.‏

وكشفت الدراسة أنه لا توجد في مصر جامعة تمنح شهادة حتي في الدراسات العليا في تخصص في مجال التكنولوجيا الطبية الحيوية أو زراعة الأعضاء بأفرعها المتعددة‏,‏ وأنه تعمل في هذه البرامج أعداد محدودة من أعضاء هيئة التدريس الذين تلقوا تدريبا في الخارج‏,‏ كاشفة أن عدد برامج زراعة الأعضاء في مصر ضئيل للغاية مقارنة بالاحتياج الفعلي المجتمعي‏,‏ وأن أهم العقبات التي تواجه إنشاء مثل هذه المراكز هي عدم وجود أطباء مؤهلين في هذا المجال‏,‏ وكذلك التكلفة العالية جدا لتدريب أعداد كبيرة منهم في الخارج‏.‏

وأكدت الدراسة التي ناقشها مجلس جامعة المنصورة أن إنشاء كلية متخصصة في زراعة الأعضاء والتكنولوجيا الحيوية يسمح بالتوسع في التدريب ووضع خطط بحثية وتنفيذ مشاريع بحوث متكاملة وعالية المستوي‏,‏ مع توافر إمكانات التواصل مع المراكز البحثية العالمية في هذه المجالات‏,‏ و تضع مصر علي الخريطة البحثية العالمية‏,‏ كما أنها سوف توقف نزيف إنفاق الملايين من العملات الحرة سنويا خارج مصر لإجراء جراحات زراعة أعضاء لمرضي مصريين لا ترقي للمستوي الطبي المعياري ولا تنتهي مشاكل المرضي بعد العودة إلي الوطن‏,‏ ولا يجدون مراكز متخصصة في هذا المجال لمتابعة حالتهم الصحية‏.‏ وقال إن الكلية المقترحة سوف تضم‏11‏ برنامجا‏.‏