أسماء الحب ومراحله









يمكن الكثير منا لا يعرف أن معاني الحب والعشق ذكرت في آيات كثيرة من القرآن و وردة أيضا في السنة النبوية ...



اترككم مع ما جاء في الغرااام والحب من
((( الكتـــــــــاااااب و السنــــه )))



وضعوا للحب أسماء كثيرة منها المحبة والهوى والصبوة والشغف والوجد والعشق والنجوى والشوق والوصب والاستكانة والود والخُلّة والغرام والهُيام والتعبد وهناك أسماء أخرى كثيرة، نذكر منها هنا ما ذكره المحبون في أشعارهم وفلتات ألسنتهم وأكثرها يعبر عن العلاقة العاطفية بين الرجل والمرأة




الهوى

يقال إنه ميْل النفس، وفعْلُهُ : هَوِي، يهوى، هَوىً، وأما: هَوَىَ يَهوي فهو للسقوط، ومصدره الهُويّ
وأكثر ما يستعمل الهَوَى في الحبِّ المذموم، قال تعالى: ( وأمَا من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى * فإنَّ الجَنَّة هي المأْوى )
النازعات ( الايتين 40/ 41)
وقد يستعمل في الحب الممدوح استعمالا مقيداً، منه قول النبي صلى الله عليه وسلم: [ لا يؤْمن أحدكم حتى يكون هَواهُ تبعاً لما جئتُ بِه ] حديث حسن
وجاء في الصحيحين عن "عروة بن الزبير" - رضي
الله عنه - قال: كانت خولة بنت حكيم: من اللائي وهبن أنفسهن للنبي صلى الله عليه وسلم، فقالت "عائشة" رضي الله عنها : أما تستحي المرأة أن تهَبَ نفسها للرَّجُل؟ فلمّا نزلت ( تُرْجي من تشاء مِنْهُنَّ ) قلت: يا رسول الله ما أرى ربَّك إلا يُسارعُ في هواك "



الصَّبْوة

وهي الميل إلى الجهل، فقد جاء في القرأن الكريم على لسان سيدنا "يوسف" عليه السلام قوله تعالى: ( وإلا تَصرفْ عني كيدَهن أصبُ إليهنَّ وأكنُ
من الجاهلين ) والصّبُوة غير الصّبابة التي تعني شدة العشق، ومنها قول الشاعر:


تشكّى المحبون الصّبابة لَيْتني .... تحملت ما يلقون من بينهم وحدْي



الشغف

هو مأخوذ من الشّغاف الذي هو غلاف القلب، ومنه قول الله تعالى واصفاً حال امرأة العزيز في تعلقها بيوسف عليه السلام ( قد شغفها حُباً ) ، قال "ابن عباس" رضي الله عنهما في ذلك دخل حُبه تحت شغاف قلبها



الوجد

وعُرف بأنه الحب الذي يتبعه الحزن بسبب ما



الكَلَفُ


وهو شدة التعلق والولع، وأصل اللفظ من المشقة، يقول الله تعالى: ( لا يُكلف الله نفساً إلا وُسْعَهَا ) وقال الشاعر:


فتعلمي أن قد كلِفْتُ بحبكم ... ثم اصنعي ما شئت عن علم



العشق

وكما يقال عنه: أمرّ هذه الأسماءُ، وقلّ استعمال العرب القدماء له، ولا نجده إلا في شعر المتأخرين، وعُرِّف بأنه فرط الحب. قال الفراء :


العشق نبت لزج، وسُمّى العشق الذي يكون في الإنسان لِلصُوقهِ بالقلب



الجوى

لحرقة وشدة الوجد من عشق أو حُزْن



الشوق

هو سفر القلب إلى المحبوب، وارتحال عواطفه ومشاعره، وقد جاء هذا الاسم في حديث نبوي شريف، إذ روى عن "عمار بن ياسر" رضي الله عنه أنه صلى صلاة فأوجز فيها، فقيل له: أوجزت يا " أبا اليقظان " !!
فقال: لقد دعوت بدعوات سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم" يدعو بهن: (.. وأسألك بَرَد العيش بعد الموت، وأسألك لذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك.. )


وقال بعض العارفين :


( لما علم الله شوق المحبين إلى لقائه، ضرب لهم موعداً للقاء تسكن به قلوبهم )



الوصَب ُ

وهو ألم الحب ومرضه، لأن أصل الوصب المرض، وفي الحديث الصحيح : [ لا يصيب
المؤمن من همّ ولا وصب حتى الشوكة يشاكها إلا كفّر الله بها من خطاياه ]


وقد تدخل صفة الديمومة على المعنى، قال تعالى:


( ولهم عذابٌ واصبٌ ) وقال سبحانه: ( وله الدينُ واصباً )



الإستكانة

وهي من اللوازم والأحكام والمتعلقات، وليست اسماً مختصاً، ومعناها على الحقيقة: الخضوع ، قال تعالى: ( فما استكانوا لربهم وما يتضرعون ) [المؤمنون:76].
، وقال: ( فما وَهَنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضَعُفوا وما استكانوا )"(سورة آل عمران-146). وكأن المحب خضع بكليته إلى محبوبته، واستسلم بجوارحه وعواطفه، واستكان إليه



الودّ


وهو خالص الحب وألطفه وأرقّه، وتتلازم فيه عاطفة الرأفة والرحمة، يقول الله تعالى: ( وهو الغفور الودود) ، ويقول سبحانه: ( إن ربي رحيم ودود )



الخُلّة

وهي توحيد المحبة، وهي رتبة أو مقام لا يقبل المشاركة، ولهذا اختص بها في مطلق الوجود الخليلان "إبراهيم" و"محمد" صلوات الله وسلامه عليهما ، قال تعالى: ( واتَخَذَ اللهُ إبراهيم خليلاً )[النساء:125]


وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: [ إنّ الله اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً ] وقال صلى الله عليه وسلم: [لو كنت متخذاً من أهل الأرض خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً، ولكن صاحبكم خليل الرحمن ]، وقال صلى الله عليه وسلم: [ إني أبرأ إلى كل خليل من خلته ]


وقيل: لما كانت الخلّة مرتبة لا تقبل المشاركة امتحن الله سبحانه نبيه "إبراهيم" - الخليل - بذبح ولده لما أخذ شعبة من قلبه ، فأراد سبحانه أن يخلّص تلك الشعبة ولا تكون
لغيره، فامتحنه بذبح ولده ، فلما أسلما لأمر الله، وقدّم إبراهيم عليه السلام محبة الله تعالى على محبة الولد، خلص مقام الخلة وصفا من كل شائبة ، فدي الولدُ بالذبح.


ومن ألطف ما قيل في تحقيق الخلّة : إنها سميت كذلك لتخللها جميع أجزاء الروح وتداخلها فيها، قال الشاعر:


قد تخلَّلْتِ مسلك الروح مِني ... وبذا سُمِّي الخليل خليلاً


وقال بعض العلماء المحققين :


قد ظن بعض من لا علم عنده أن الحبيب أفضل من الخليل، وقال: "محمد حبيب لله، و"إبراهيم خليل الله، وهذا باطل من وجوه كثيرة :


منها : أن الخلّة خاصة، والمحبة عامة، فإن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين، وقال في عباده المؤمنين: ( يُحبُّهم ويُحبونه )


ومنها : أن النبي صلى الله عليه وسلم نفى أن يكون له من أهل الأرض خليل، وأخبر أن أحب النساء إليه عائشة رضي الله عنها، ومن الرجال أبوها


ومنها : أنه صلى الله عليه وسلم قال: [ لو كنت متخذاً من أهل الأرض خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً ولكن أُخوّة الإسلام ومودته ]


ومنها: أنه صلى الله عليه وسلم قال: [ إن لله اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً ]


الغرامُ

وهو الحب اللازم، ونقصد باللازم التحمل، يقال: رجلٌ مُغْرم، أي مُلْزم بالدين، قال "كُثِّير عَزَّة":


قضى كل ذي دينٍ فوفّى غريمه... و"عزَّة" ممطول مُعنًّى غريمُها


ومن المادة نفسها قول الله تعالى عن جهنم: ( إنَّ عذابها كان غراماً ) أي لازماً دائماً



الهُيام

وهو جنون العشق، وأصله داء يأخذ الإبل فتهيم لا ترعى، والهيم (بكسر الهاء) الإبل العطاش، فكأن العاشق المستهام قد استبدّ به العطش إلى محبوبه فهام على وجهه لا يأكل ولا يشرب ولا ينام، وانعكس ذلك على كيانه النفسي والعصبي فأضحى كالمجنون، أو كاد يجنّ فعلاً على حد قول شوقي :


ويقول تكاد تُجَـنُّ به فأقول وأوشك أعبُده




اللهم انا نستغفرك ونتوب اليك