كنيسة اللاتين أو كنيسة الساعة كما يحلو لأهل الموصل تسميتها تقع في منطقة الساعة والتي
اكتسبت منها اسمها أي منطقة الساعة في احد أقدم شوارع المدينة وهو شارع الفاروق ويقع في
مدينة وسط مدينة الموصل ( 400 كم شمال العاصمة العراقية بغداد ) وهي معلم بارز من معالم
هذه المدينة وقصة كبيرة تحكي عن نفسها وتقول للعالم بأسرة عن سر تعايش الطوائف والأديان في
العراق عامة وفي مدينة الموصل بصورة خاصة

إنشائها

يرجع بناء أو إنشاء كنيسة الآتين إلى أكثر من مائة وخمسة وعشرين عاما وتحديدا إلى سنة
1882 م . وقيل إن دقات هذه الساعة كانت تسمع من مسافات بعيدة تصل إلى خمسة عشر كم .

يؤكد المؤرخون بأن الحجر الأساس لكنيسة الاتين وضع في شهر نيسان عام 1866م وقد شهد
ذلك جمع المطارنة الموصليين أمثال عبد يشوع خياط ونقيولا الكبوشي وبهنام بني واستغرق بنائها
سبعة سنين وتتألف الكنيسة من بناية كبيرة بقبتين سامقتين وهيكلا رحبا يتصدرها مذبح عالي
جميل ، وفي يوم 4 أب سنة 1873 م فتحت أبوابها للصلاة والعبادة.

أول آلة موسيقية حديثة دخلت العراق

وفي الكنيسة منصة تتسع لنحوا مائة شخص مع جوقة التراتيل الدينية وإمامها (اورغن) ضخم ،
ويعده الأستاذ بهنام سليم حبابه (أول آلة موسيقية دخلت مدينة الموصل قبل قرن من الزمن )

بيغ بين الموصل

إما الساعة مع برجها الذي ارتفع في تموز سنة 1882 فهدية من( جوزفين) زوجة الإمبراطور
الفرنسي نابليون بونابارت وقد أطلق عليها اسم ( بيغ _بن الموصل) تشبها بساعة (بيغ بين )
اللندنية وهي من صنع إحدى الشركات الفرنسية

الطريف في الأمر إن هذه الشركة علموا قبل سنوات قليلة إن ساعة الموصل لاتزال تعمل ن وقد
وافقوا على إرسال ساعة اليكترونية حديثة الصنع لتحل محل هذه الساعة الأثرية , يقول الأب نجيب
موسى مسئول الكنيسة إن الساعة كانت تشتغل (بالنصب) عبر مجموعة تروس وسلاسل وثلاثة
إقفال تتناوب لتحريك الرقاص والأجراس

والساعة بأربعة أوجه أي أنها بأربعة ساعات ترتفع عن الأرض بخمسين مترا، وكانت تدق كل ربع
ساعة دقة واحدة , وفي تمام الساعة تدق مثل نغمات ساعة (بيغ بين)وتم تطوير عملية نصبها عن
طريق الأب توما بوضع جهاز كهربائي مبرمج لشحنها .

وذكر السيد (شامل ) وهوا من الطائفة المسيحية ويعمل كمشرف في إحدى المطرانيات القديمة كما
رواها له رجال الدين الكبار في السن إن الساعة بقيت تعمل دون توقف و باستثناء حالتين الأولى
حين التفت أفعى كبيرة على سلاسلها فعرقلت حركتها والثانية عام 1985 م لعطل ميكانيكي لأحد
أجهزتها الميكانيكية .

وقبل بدء تعمير الكنيسة الأخير في سنة 1993 م كانت الساعة قد توقفت لكن خبراء عراقيون من
تمكنوا من إعادة الحياة إليها .

الإباء الدومنيكان

تاريخيا ترتبط كنيسة الساعة بالإباء الدومنيكان وهم مرسلون دينيون جاءوا الموصل سنة 1750
م للخدمة الطبية والتعليمية والدينية وكانوا في البدء من الايطاليين ثم حل الإباء الفرنسيون منذ
سنة 1856 م ويخدم ألان في الكنيسة الإباء العراقيون , كان أولهم في الموصل الأب خليل

توجمصارلي الذي أقام في العراق بين سنتي 1951 _1983 م وألف كتابا عن ألإباء الدومنيكان

أول مطبعة وأول مجلة عراقية

وقد انشأ الدومنيكان سنة 1858 م مطبعة حديثة , بلغ مجموع ما أنجزته خمسمائة كتاب واصدر
الإباء الدومنيكان سنة 1902 مجلة( إكليل الورد) وتعتبر أول مجلة عراقية .

رحم المسرح العراقي ودور الكنيسة

كما فتحوا المدارس والمعاهد ودور الخياطة والتطريز للمسيحيين وللمسلمين على حد سواء ,
واهتموا بالمسرح منذ نهايات القرن السابع عشر فكانت ولادة المسرح العراقي من رحم هذه
المدرسة الدينية وكذلك ادخلوا التصوير الفوتوغرافي لأول مرة .

وضع الكنيسة الحالي

تعرضت الكنيسة منذ سنة 1984 م لكثير من التشققات في جدرانها على اثر ظهور المياه في
سراديبها وفي سنة 1989 كلفت شركة (روديوا كيلا )الإيطالية بأعمال صيانة وأعمار الكنيسة ,
ولكن الحصار الذي فرضته الولايات المتحدة الأمريكية حال دون إكمال الشركة لمهامها ،فغادر
العاملون فيها العراق .

إلا إن الرئيس العراقي الشهييد صدام حسين أمر بان يكون هذا المعلم التاريخي الديني نصب أعين
المسئولين ،

وتنفيذا لذلك باشر منتسبون التصنيع العسكري في دائرة مشاريع الشمال بصيانة كنيسة اللاتين
وبمالكات وخبرات هندسية فنية عراقية صرفة .ويذكر انه تم إنشاء قاعة ملحقة للإقامة المعارض التشكيلية وهي من أهم القاعات الفنية في مدينة الموصل ، إلا إن الوضع الأمني المتردي في مدينة
الموصل بسبب الاحتلال الأمريكي للعراق حال دون فتح القاعة إمام الفنانين والزوار منذ عام
2003 والى حد كتابة هذا التحقيق .


منقووووووول للافادة