هل يشتعل الحديث أم يهدأ حول تنوع الإحتياطي النقدي بعد قمة BRIC ؟

الملخص:

مع إعداد زعماء دول البرازيل و روسيا والهند و الصين للاجتماع المقرر عقده الأسبوع المقبل بالمدينة الروسية " يكاترنبرج " للمناقشة حول الدور المهيمن للدولار الأمريكي، فسننظر اليوم إلى تطورات وجهة نظر روسيا حول الدولار الأمريكي و عملات الاحتياطي في الأعوام الحالية.

العناوين الرئيسية :

اليابان

صرح وزير المالية قائلاً " من المتوقع أن تناقش مجموعة الثمان العظمى الارتفاع الحالي لأسعار الفائدة طويلة الأجل ، على الرغم من أن الموضوع ليس على درجة كبيرة من الأهمية على جدول الأعمال ". كما أضاف بأنه من المحتمل أن تناقش تلك القضية في سياق احتمال أن يؤدي تدهور الوضع المالي إلى ارتفاع أسعار الفائدة طويلة الأجل في المستقبل.

هذا وقد هبطت طلبات الماكينات للقطاع الخاص بنحو 5.4% في أبريل للشهر الثاني على التوالي، لتعد أسوأ من إجماع التوقعات بارتفاع قدره 0.8%، وفي أعقاب انخفاض شهر مارس بنحو 1.3%.

علاوة على ذلك، هبط مؤشر أسعار السلع الصناعية بنحو 5.4% في مايو ليعد أسرع انخفاض في 22 عام وفقا لبنك اليابان. حيث انخفض بشكل أكبر من توقعات الأسواق بهبوط قدره 5.1%، في أعقاب القراءة المراجعة بنحو -0.4% خلال العام حتى أبريل.

الصين

هبطت أسعار المستهلكين بنحو 1.4% في مايو، بشكل أكبر من إجماع التوقعات بـ 1.3%، ومقارنة بانخفاض قدره 1.5% خلال العام حتى شهر أبريل. ويعد الانخفاض السنوي هو انخفاضا للشهر الرابع على التوالي.

ومن المقرر صدور بيانات الانتاج الصناعي يوم الجمعة، حيث تشير التوقعات من قبل مصدرين مستقلين بارتفاع المعدل السنوي بنحو 8.9% في مايو. ومن المحتمل أن يرتفع الانتاج بأكثر من المتوقع.

أستراليا

أظهر معهد ويستباك – ميلبورن ارتفاع مؤشر ويستباك لثقة المستهلك بنحو 12.7% ليصل إلى 100 في يونيو، ليعد أعلى مستوى في 16 شهر، وأعلى ارتفاع في 22 سنة.

على صعيد آخر، ارتفعت موافقات الإقراض العقاري بنحو 0.9% في أبريل للشهر السابع على التوالي، بشكل أضعف من توقعات الأسواق بنحو 1.5%.


منطقة اليورو

صرح كوادين عضو البنك المركزي الأوروبي أن أسعار الفائدة عند مستويات ملائمة، مشيرا إلى أنه " نحن في حاجة إلى سياسة نقدية مناسبة في الأجل القصير ولكن ليس على الأجل الطويل.. فنحن بحاجة إلى استراتيجة للخروج عندما ينتعش الاقتصاد... فنحن في مواجهه ركود حاد ولكن ليس كساد ".

قال " وايفس ميرسش " عضو البنك المركزي الأوروبي لصحيفة وول استريت قائلاً " من المحتمل أن يمنع مزيد من التدهور في القطاع المالي منطقة اليورو من التوسع قبل منتصف عام 2010. كما أضاف قائلاً " ولهذا السبب فنحن حرصين حيث يدعم السيناريو الخاص بنا الانتعاش التدريجي بالأسواق ".

هذا وقد هبط الانتاج الصناعي الفرنسي بنحو 1.4%، ليتجاوز إجماع التوقعات بانخفاض قدره -0.2%. كما تم مراجعة بيانات شهر مارس لتصل إلى -1.7% من القراءة السابقة عند -1.4%.

بالإضافة إلى ذلك، ارتفع الانتاج الصناعي الفرنسي بنحو 1.1% في أبريل، ليعد الارتفاع الأول منذ 11 شهر من الانخفاض. كما تم مراجعة بيانات شهر مارس لتنخفض بنحو 4.5%من القراءة المعلنة مسبقا عند -4.6%.


المملكة المتحدة

ارتفع الانتاج الصناعي بنحو 0.3% في أبريل، ليعد الارتفاع الأول منذ فبراير 2008وفي مقابل إجماع التوقعات بانخفاض قدره 0.1%.

علاوة على ذلك، اتسع عجز الميزان التجاري للسلع والخدمات في أبريل ليصل إلى أعلى مستوى منذ سبتمبر العام الماضي عند 3.014 مليار جنيه إسترليني مقارنة 2.716 مليار إسترليني في مارس.

التعليقات :

منذ عدة أعوام ماضية، أعربت روسيا عن مخاوفها بشأن الدولار والحاجة إلى تنوع عملات الإحتياطي النقدي. وبالفعل، من العدل أن نقول أن وزير المالية الروسي "أليكسي كوردين" قال قبل اجتماع صندوق النقد الدولي في واشنطن في ربيع 2006 "لم نفهم حتى الأن دور الدولار كعملة إحتياطي نقدي للتعاملات الدولية" حيث لعبت هذه التعليقات دوراً رئيسياً في هبوط الدولار في عامي 2007 و 2008. على الرغم من ذلك، بدأت هذه المخاوف تعود من جديد بشكل أكثر اتضاحاً في صيف العام الماضي. ففي حديثه بالمنتدى الاقتصادي العالمي في سانت بيترسبرج، قال الرئيس الروسي "ديمتري ميديفيديف" أنه في الوقت الحالي الذي يشهد اضطراباً في النظام المالي العالمي، نحن بحاجة إلى تفعيل الاستراتيجية بجعل الروبل الروسي ضمن عملات الإحتياطي. وبالفعل أشار إلى أن الدولار ليس في الوضع المستقر ليكون عملة الإحتياطي النقدي، وأن الروبل الروسي بدأ بالفعل يلعب دوراً هاماً في الإحتياطي النقدي في خمسة من دول الاتحاد السوفيتي سابقاً.

على الرغم من أنه لم يتحدث كثيراً في هذا الشأن أثناء قمة الأزمة الاقتصادية في العام الماضي، إلا أن عام 2009 شهد تركيزاً متزايداً في هذا الشأن. والتي بدأت بتصريحات رئيس الوزراء الروسي "فلاديمير بوتين" في دافوس في يناير الماضي أن "عملة الإحتياطي النقدي الواحدة أصبحت تمثل خطورة على العالم الاقتصادي، وهذا شئ واضح للجميع" ثم قال أن القوى الرائدة عليها أن تتجه نحو نظام تنوع عملات الإحتياطي النقدي. كما تساءل بوتين عن مدى قدرة الدولار على الاحتفاظ بقيمته كعماة إحتياطي نقدي مشيراً إلى أن الاستثمارات ببنوك وول ستريت فقدت قيمتها.

وفي الوقت الحالي، على الرغم من كل ذلك، لم يخرج الحديث حول استبدال الدولار كعملة إحتياطي عن سياقه الأكاديمي. على الرغم من ذلك، يظل هدف روسيا الحقيقي على المدى المتوسط هو زيادة عدد عملات الإحتياطي النقدي بعيداً عن الدولار واليورو والإسترليني. وبوجه خاص، يتضح أن هناك حرص شديد على فكرة تطوير الوربل الروسي واليوان الصيني كعملتي إحتياطي نقدي. فقد قال الرئيس الروسي "ميديفيديف" أن مهمة الاتحاد الروسي هي زيادة جاذبية الروبل الروسي، لجعله العملة المناسبة والمضمونة في التعاملات الدولية". وبالمثل، قال وزير المالية الروسي "كوردين" : "لا اعتقد ظهور حلفاء للعملة الجديدة قريباً. ولكن إذا قامت الصين بتحرير اقتصادها ورغبت في ضمان قيمة اليوان الصيني، فسوف يكون هذا هو أقصر الطرق لتحقيق المراد. وأنا اعتقد أن هذا سوف يستغرق عشرة أعوام. وبذلك، يبدو أن روسيا والصين يرغبان في دعم الدور الدولي لعملاتهما.

على الرغم من ذلك، يتضح أن تصريحات روسيا تحمل في طياتها شئ ضد الدولار. وعلى الرغم من وضوح سبب اتخاذ روسيا هذا الاتجاه، إلا أن هذا ساهم بشكل كبير في خفض قيمة إحتياطي الدولار في روسيا والصين ودول أخرى. وبالفعل، أصبح من السهل أن نستمع إلى تعليقات نائب وزير الخارجية الصيني التي قال فيها "لا يتحدث أحد حول خفض قيمة الدولار" في محاولة واضحة ومباشرة لعمل توازن بين التصريحات الروسية المؤخرة.

ونحن نعتقد أن الصين قررت أن تحارب بنفسها من أجل خفض قيمة الدولار. وبالتالي، نعتقد أنها سوف تدلي ببعض التصريحات في الأسبوع القادم. ونتيجة لذلك، لن نتفاجأ إذا تغيرت نبرة روسيا في حديثها حول الدولار عقب قمة دول ""BRIC ( البرازيل وروسيا والهند والصين) المقرر عقدها في الأسبوع المقبل.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر : The Bank of New York Mellon

ترجمة قسم التحليلات والأخبار بالمتداول العربي