(السوق اليوم)
المستقبل مع الدولار الكندي - فرص بيع (الدولار / دولار كندي)
التعليقات:

عند الأخذ في الاعتبار ما كتبناه عن الدولار الأسترالي و الأداء الرائع الذي فاجئنا به على مدار يومين كاملين و الذي عكس حالة الاقتصادى الأسترالي الذي بدأ في الخروج من دائرة الهبوط، نرى أنه من الضروري أن نتناول بعض التفاصيل الخاصة بالدولار الكندي على نفس النسق لما يربط العملتين من علاقة وثيقة تتمثل فيتربع العملتين على عرش عملات السلع..

بهذا الصدد، يمكن القول بأنه في حالة تراجع سرعة انكماش الاقتصاد العالمي (و هو ما تشير إليه الكثير من الأدلة و البيانات الاقتصادية في الوقت الحالي) و عودة الدولار الأمريكي إلى موقع غير مستقر في مهب الريح بسبب شهية المخاطرة التي تسيطر على المستثمرين، من المتوقع كنتيجة طبيعية لما سبق أن تبدأ أسعار النفط في التراجع في أعقاب الارتفاع بواقع 60% الذي بدأته منذ أوائل فبراير. و بخصوص علاقة ما سبق بالدولار الكندي فتتلخص في أنه منذ 8 سنوات كان هناك ارتباط على أساس أسبوعي بنسبة 87% بين العقود الآجلة للخام الخفيف و اداء الدولار الكندي مقابل الدولار الأمريكي. بناء على ذلك لن يكون من المفاجئ أن نعلم أن ثمة ارتباط آخر بين أداء الدولار الكندي و أداء مؤشر S&P/TSX المركب و هو الارتباط البالغة نسبته 32% منذ أوائل مارس (مقارنة بارتباط أداء الدولار الكندي مقابل الدولار بالداو جونز بنسبة 30% و مؤشر FTSE بنسبة 25%) و بارتفاع نسبة الارتبط بين اللوني و المؤشر المركب المشار إليه أعلاه، لن نتعجب من ارتفاع الدولار الكندي مقابل الدولار بنسبة 10% ليصل إلى أعلى مستوياته في 6 أشهر..

و بطبيعة الحال، لا يبدو أن هناك ثمة محفزات إضافية تؤثر في أداء الكندي مقابل الدولار فيما يتعلق بفروق الفئدة بين العملتين لأنه كما هو معلوم لنا جميعاً أن بنك كندا قد وصل بمعدل الفائدة إلى 0.52% و هو ما لا يجعل بينه و بين الفيدرالي أي فارق يُذكر. على الرغم من ذلك لا زال البنك المركزي يحتفظ بورقة رابحة يمكنه استخدامها وقت اللزوم تميزه عن الاحتياطي الفيدرالي و هي وروقة التسهيل النقدي و التي من المرجح ألا يستطيع بنك كندا الاحتفاظ بها طويلاً. بصفة عامة يمكن في ضوء ما تتوافر لدينا من بيانات أن نلاحظ بعض علامات التحسن في أوضاع الاقتصاد الكندي (و هو الامر الذي تؤيده التقارير الصادرة من مؤسستي كونفرنس بورد و تي. إن. إٍس) و التي تشير في مجملها إلى ارتداد إيجابي حققته ثقة المستهلك (التي تعتبر أحد أهم مكونات أي تعافي اقتصادي في أي من القطاعات) و هي النقطة التي أشار إليها "كرينري"، رئيس بنك كندا أثناء حديثه الذي أدلى به إلى "سي. بي. سي نيوز". علاوة على ذلك، حقق القطاع المصرفي و النظام المالي الكندي بعض التحسن مقارنة بغيره من اقتصادات المنطقة. كما جاء في نتائج منتدى الاقتصاد الدولي مؤخراً أن البنوك و مؤسسات القطاع المصرفي الكندية تعتر هي الأفضلة في العالم. و بينما فقدت البنوك الرئيسية الخمسة ما يزيد على 40 مليار دولار منذ الصيف الماضي و حتى الآن، تمكنت أكبر خمس بنوك كندية من تحقيق أرباح بلغت 18.9 مليار دولار..

بالإضافة إلى ذلك، تتوافر لدينا البيانات التي تشير إلى أن المستثمرين الدوليين قد بدأوا في إظهار قدر كبير من الاهتمام بالدولار الكندي و أصول أسواق المال الكندي على مدار الأسبوعين الماضيين و هو ما يتضح أكثر عند الأخذ في الاعتبار إجمالي الأصول الكندية المملوكة للأجانب و التي وصلت إلى أعلى معدلاتها في ستة أشهر. و في ضوء التطورات الاقتصادية الدولية و في ظل امتلاء المحفظة الكندية بالتدفقات الأجنبية الآخذة في الزيادة باستمرار، نعتقد أن الدولار الكندي في موقف متميز في الوقت الحالي يمكنه من خلاله مواصلة المكاسب الأخيرة و استكمال مسيرة الارتفاع مقابل الدولار. وفقاً لما سبق، يُرجح أن التحركات السريعة التي قام بها زوج (الدولار / دولار كندي) نحو القاع ليصل إلى مستوى 1.1677 هي السبب الرئيسي الذي يمكن أن يؤدي إلى توفير فرص بيع جذابة للزوج. كما يرجح أن كسر الدعم عند المستوى الموضح أعلاه قد يفتح الباب على مصراعية أمام الزوج نحو الهبوط إلى مستوى 1.1463 الذي وصل إليه في نوفمبر الماضي و هو ما يحتمل إلى حدٍ بعيد أن يصل بالـ (دولار / دولار كندي) إلى مستويات أقل ليختبر مستوى 1.09 الذي لم يصل إليه منذ 2006 و هو الامر الذي يلقي المزيد من الضوء على ارتفاع كبير يحققه الدولار الكندي مقابل الدولار..


_____________________________
المصدر:Saxobank
ترجمة قسم التحليلات و الأخبار بالمتداول العربي..