ما الذي ينتظر سوق العملات؟

الدولار في انتظار تقرير الناتج المحلي الإجمالي وقرارات لجنة الإحتياطي الفيدرالي

تسبب خلو المفكرة الاقتصادية من البيانات الأمريكية اليوم في ظل تزايد المخاوف من تحول مرض أنفلونزا الخنازير إلى كارثة عالمية في توجه المستثمرون نحو الملاذ الأمن. ولقد قلناها مراراً أنه عندما يتعلق الأمر بالعملات يهرول المستثمرون نحو البيع أولاً. وعلى الرغم من أن مصدر الوباء كان في المكسيك ثم انتقل بعد ذلك إلى الولايات المتحدة، تسبب تجنب المخاطرة في قيام متداولو العملات ببيع عملات العائد المرتفع والتوجه نحو شراء الدولار الأمريكي. ونحن نعتقد أن المخاوف من انتشار مرض انفلونزا الخنازير كان مبالغ فيها، حيث تم التعامل معها بالأمصال المتاحة. إلا أن ذلك لا يعني أن الدولار لن يواصل الصعود، لأن هناك احتمالات ضعيفة بارتفاع البيانات الاقتصادية الأمريكية المقرر صدورها هذا الأسبوع. ورغم أنه حال ارتفاع البيانات الأمريكية سوف يتجه المتداولون لبيع الدولار مقابل عملات العائد المرتفع، إلا أن المخاوف بشأن البيانات الأوروبية من شأنها أن تساعد الدولار على مواصلة الصعود رغم تحسن البيانات الأمريكية.

بعد حالة الإحباط التي تسببت فيها البيانات الأمريكية التي صدرت الأسبوع الماضي، هناك فرص ضئيلة بأن تفاجئنا البيانات الأمريكية وترتفع من جديد. وتتمثل البيانات الأمريكية الأكثر إثارة لتحركات السوق هذا الأسبوع في مؤشر ثقة المستهلكين والناتج المحلي الإجمالي واجتماع لجنة الإحتياطي الفيدرالي ومؤشر ISM التصنيعي. هذا ويرجح ارتداد أسواق الأسهم وكذلك تحسن نتائج مسح جامعة ميشيغان لثقة المستهلكين أن تقرير "كونفرنس بورد" المقرر صدوره غداً قد يعكس تحسناً مماثلاً في الثقة. وفيما يتعلق بتقرير الناتج المحلي الإجمالي، يشير التحسن الهائل في مبيعات التجزئة وميزان التجارة في الربع الأول من عام 2009 إلى تراجع النمو بمعدل أقل في الربع الأول. ولا توجد أية مؤشرات بأن تقوم لجنة الإحتياطي الفيدرالي بتغيير سعر الفائدة، ولكن من المحتمل أن يعزز ذلك موقف الدولار حال عدم تغيير توقعات النمو. هذا وترجح التصريحات المؤخرة لمسئولي الإحتياطي الفيدرالي أنهم أصبحوا أقل تشاؤماً، ولكن لم يدق التفاؤل باب الإحتياطي الفيدرالي بعد.

اليورو يختبر مستوى 1.3000

اختبر زوج (اليورو/دولار) مستوى 1.3000 عقب تصريحات مسئولو البنك المركزي الأوروبي. فقبل أسبوعين من صدور قرار الفائدة القادم، توجهت أنظار المتداولين نحو تصريحات مسئولي المركزي الأوروبي باهتمام شديد. فضمن جميع البنوك المركزية يبقى المركزي الأوروبي الوحيد الذي بإمكانه أن يفاجئ الأسواق. فلقد أكد "نيوتوني" عضو مجلس إدارة المركزي الأوروبي أن البنك سوف يبدأ سلسلة الإجراءات غير التقليدية في اجتماعه الشهر القادم من أجل تحسين الأوضاع الإئتمانية. كما أضاف أن سعر الفائدة سوف يظل منخفضاً لفترة من الوقت. على الرغم من ذلك لم يصرح تريشيه بإمكانية خفض الفائدة. ولكنه قال أن المركزي الأوروبي سوف يتخذ الإجراءات اللازمة الشهر القادم، كما حذر أن خفض الفائدة إلى أدنى مستوياتها ليس دائماً هو الحل الأمثل. فإن كل ذلك يرجح أن قرار خفض الفائدة الأوروبية القادم سوف يكون القرار الأخير بخفض الفائدة، حيث يظل تريشيه متحفظاً تجاه خفض الفائدة الأوروبية لتصل إلى مستويات الفائدة البريطانية أو الأمريكية والكندية والسويسرية. هذا وقد أظهرت البيانات الاقتصادية المؤخرة بعض مؤشرات التحسن، ووفقاً لتريشيه هناك دلائل على تحسن أداء سوق المال. في ظل استقرار مؤشر ثقة المستهلكين الألماني في مايو.

زوج (الإسترليني/دولار) : الإسترليني يتأثر من انتقادات صندوق النقد

شهد الإسترليني عمليات بيع مقابل الدولار عقب صدور البيانات الاقتصادية البريطانية الضعيفة، وتأثراً من انتقادات صندوق النقد التي نشرتها الصحف المختلفة. فلقد أشار التقرير الأخير لسوق الإسكان إلى انخفاض موافقات الرهن العقاري بالمملكة المتحدة على الرغم من انخفاض أسعار المنازل. كما وجه صندوق النقد الدولي انتقادات لوزير المالية البريطاني "دارلينج" بشأن توقعاته لاقتصاد بلاده والتي كانت متفائلة للغاية بسبب المخاوف من أن تؤثر التوقعات السلبية في انهيار الاقتصاد. ففي الأسبوع الماضي، أعلن دارلينج في تقرير الميزانية أن نمو الناتج المحلي الإجمالي سوف يتراوح بين -1.00% و-3.5% هذا العام، بينما أشارت توقعات صندوق النقد إلى أن تباطؤ الاقتصاد البريطاني سوف يبلغ -4.1% في 2009. كما لم يتوقع انتعاش الاقتصاد قبل 2011، مما يخالف توقعات دارلينج بانتعاش الاقتصاد في 2010. وفي يوم الجمعة نشرت صحيفة الديلي تليجراف أن المملكة المتحدة تواجه مخاطر تراجع التصنيف الإئتماني بوكالة موديز وستاندارد أند بورز. وهذا يفسر سبب ارتفاع الإسترليني بصعوبة على مدار الأسابيع القليلة الماضية. كما تصدر غداً نتائج مسح CBI والتي من المحتمل أن تشهد مزيداً من الضعف.

زوج (الأسترالي/دولار) : تجنب المخاطرة يطيح بعملات السلع

دفع تجنب المخاطرة الدولار الأسترالي والنيوزيلندي والكندي إلى التراجع اليوم. وكانت أكبر نسبة تراجع يشهدها السوق اليوم في زوج (الأسترالي/ين) الذي تراجع بما يزيد عن 2%. ولم تصدر اليوم أية بيانات اقتصادية لأي من العملات الثلاثة، في الوقت الذي هبطت فيه أسعار النفط والذهب بشكل طفيف. وفي ظل عدم احتواء المفكرة الاقتصادية على أية بيانات لأي من عملات السلع على مدار الأربعة وعشرون ساعة القادمة فإن المخاطرة هي التي سوف تتولى قيادة حركة السعر لكل منهما في سوق العملات. وفي يوم الأربعاء، سوف ينتظر الدولار النيوزيلندي قرار الفائدة للبنك الإحتياطي النيوزيلندي. حيث من المتوقع أن يخفض البنك سعر الفائدة بمعدل 50 نقطة، وعندئذٍ يصعب صعود زوج (النيوزيلندي/دولار).

زوج (الدولار/ين) : الين الياباني هو الرابح دائماً

كان الين الياباني أفضل العملات أداءاً اليوم، حيث ارتفع مقابل جميع العملات الرئيسية. هذا وأعلنت الحكومة اليابانية اليوم أن الاقتصاد الياباني قد ينكمش بنسبة 3.3% في 2009. ويعد هذا سبباً رئيسياً وراء خطة التحفيز التي قدمتها الحكومة والتي بلغت تكلفتها 13.9 تريليون ين. وبذلك سوف تبلغ نسبة إنفاق الحكومة حوالي 8% من الناتج المحلي الإجمالي. وفي الوقت الذي يسعى فيه رئيس الوزراء الياباني "تاروأسو" للخروج من أزمة الركود، فإن حالة الاقتصاد الياباني تختلف تماماً عن نظائره الأمريكي والبريطاني. فإن مشكلة اليابان تتمثل في انخفاض الطلب على الصادرات، ولسوء الحظ لن تفيد خطط التحفيز في حل تلك المشكلة. هذا وتمتلئ المفكرة الاقتصادية هذا الأسبوع بالبيانات اليابانية الهامة، والتي تتضمن مبيعات التجزئة وثقة المستثمرين وإنفاق المستهلكين.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ

المصدر : FX 360

ترجمة قسم التحليلات والأخبار بالمتداول العربي