تطلعات سوق العملات لعام 2009: عام من السياسات البديلة

كانت القوة الدافعة لارتفاع الدولار في النصف الثاني من عام 2008 هي الأوضاع الاقتصادية السيئة في منطقة اليورو والتي فاقت التوقعات وكذلك عمليات تسديد الديون بغرض تسوية القوائم المالية deleveraging . وبالتطلع إلى عام 2009، على الرغم من احتمالية بقاء الدولار قويا في الربع الأول من العام إلا أن تلاشي عمليات طلب تسديد الديون وكذلك التسهيل الائتماني من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي سيجعلا التطلعات المستقبلية للدولار سلبية.

هناك العديد من المواضيع الرئيسية لتجارة العملات في عام 2009:

1. سياسة معدل الفائدة الصفري: أدي تدهور الاقتصاد العالمي بشكل فاق التوقعات إلى انشغال البنوك المركزية على مستوى العالم بخفض سعر الفائدة لتحفيزالنشاط الاقتصادي. فقد خفضت معظم الدول في مجموعة الدول العشر العظمى أسعار الفائدة بشكل حاد والتي من المتوقع أن تقترب من الصفر. والمستفيد من هذه الأفعال الين الياباني والفرنك السويسري والدولار الأمريكي حيث تقترب معدلات الفائدة الخاصة بهم من الصفر.

2. التسهيل الائتماني : خفض أسعار الفائدة إلى الصفر يعني أن البنك قد استنفذ وسائل السياسة النقدية ولم يبقى أمام الحكومة سوى التحول إلى مزيد من التسهيل الائتماني. ومع معاناة الولايات المتحدة الأمريكية من العجز فسيتعين على الحكومة أن تقوم بزيادة المعروض النقدي أو تحمل المزيد من الديون لتمويل شراء الأصول. مما سيؤدي إلى ضعف الدولار في وقت لاحق من عام 2009.

3. السياسة المالية : من المتوقع أن تعتمد الولايات المتحدة الأمريكية المزيد من خطط التحفيز المالي بشكل أكبر من الاتحاد الأوروبي ممما سيؤثر بشكل إيجابي على الاقتصاد الأمريكي وكذلك الدولار في أوائل العام.

أزواج العملات الرئيسية:

€ زوج (اليورو/الدولار)

على الرغم من التوقعات بتدهور اليورو إلى أبعد من ذلك إلا أنه يجب أن يتوقف هذا التدهور في عام 2009. وعلى الرغم من تخفيض سعر الفائدة بـ150نقطة في ديسمبر إلا أن البنك المركزي الأوروبي يبدو أكثر تحفظا عن غيره من البنوك وعلاوة على ذلك فمن المحتمل أن يمضي قدما في خفض الفائدة.
ولايزال كريدي سويس متشائما بالنسبة لمستقبل اليورو على المدى القريب لأنه يشك في قدرة البنك المركزي الأوروبي في إدارة السياسة المالية المناسبة وجهود إنقاذ القطاع المصرفي. ومع ذلك، فعلى المدي الطويل سوف تكون هناك ثمة إجراءات تتعلق بالسياسة النقدية للتعامل مع هذه الضغوط علاوة على المستوى المرتفع نسبيا لإجمالي المدخرات الأوروبية والذي سوف يسمح للإتحاد النقدي بالحد من هذه المخاطر.

¥ زوج (الدولار/ ين ياباني)

على الرغم من أن الجدول المبين أدناه يوضح أن الين الياباني سوف يزداد ضعفاً في 2009، إلا أن المتوسط عند 91 يظل أقوى من المتوسط الشهري لـ30 عام عند 150،(أما متوسط زوج اليورو/ ين عند 115 أي أقل 25% من متوسط 30 سنة عند 154).
و السبب وراء توقع تداول الين الياباني دون مستوى 100 في عام 2009 يرجع إلى الاقتراب من معدل الفائدة الصفري. حيث خفض بنك اليابان سعر الاقراض لليلة الواحدة إلى 0.1% في ديسمبر مما يجعله معدل الفائدة الأدني بين مجموعة الدول السبع. ومع تقارب أسعار فائدة الإقراض للدول الأخرى من معدل الفائدة الياباني فمن الصعب أن يضعف الين. وعلاوة على ذلك، ووفقا لما ذكره مورجان ستانلي " يجب أن يقوى الين حيث أن التدهورالسريع في الاقتصاد الياباني سوف يشجع المستثمرين المحليين على تخفيض المزيد من النفقات والاستمرار في تحويل رؤوس الأموال إلى الدولة الأم. فيجب أن يرتفع الين حيث أن عمليات تسديد الديون تدخل المرحلة المقبلة لها.

£ زوج (جنيه إسترليني/ دولار)

من المتوقع أن ينخفض الجنيه الإسترليني من مستوياته الحالية حيث تنخفض العوائد وأن الظروف الاقتصادية بالمملكة المتحدة تجعل من الصعب على الحكومة تمويل القطاع المصرفي وكذلك رفع المعنويات.
وفي أواخر عام 2009، هناك إمكانية لإستعادة الجنيه عافيته حيث تعرضت العملة لعمليات بيع مكثفة. ويعتقد جولدمان ساكس أن تستمر الضغوط على الجنيه في الأجل القصير ولكن يبدو الآن وكأن الكثير من الأنباء السيئة قد أثرت على الإسترليني، فنجد أن الظروف المالية قد خفت بشكل كبير ومازالت المضاربات تتخذ وضع البيع للجنيه. وكل هذه العوامل مجتمعة توحي بأن الإسترليني سوف يرتد إلى القيمة العادله له.

Fr. زوج (الدولار/ فرنك سويسري)

أظهر المحللين حيادية شديدة تجاه تطلعات الفرنك السويسري. فبينما ينبغي أن يلقى الفرنك السويسري دعماً بعد قيام البنك الوطني السويسري بخفض سعر الفائدة إلى أدنى مستوى لها، فمن المحتمل أن يعمل ذلك على انخفاض أداء الدولار والين. كما ذكر بنك كريديه سويس أن حدة القلق وكذلك السياسات النقدية المتشددة في القطاع المصرفي حدت من كون الفرنك السويسري عملة ملاذ آمن في الربع الرابع من العام الماضي. وعلى الرغم من ذلك، فينبغي أن كلاً من الفائض الهائل في الحساب الجاري السويسري وكذلك النتائج الإيجابية لدخل صافي الاستثمارات يوفرا الدعم الكافي لتجنب زيادة ضعف العوائد المنخفضة في مجموعة العشر دول العظمى.

AU$ زوج (الدولار الأسترالي / دولار)

على الرغم من تدخل البنك المركزي الأسترالي لدعم الدولار الأسترالي على المدى القريب، إلا أن التطلعات الاقتصادية الضعيفة والحاجة إلى مزيد من التخفيضات في سعر الفائدة ترجح حدوث مزيد من الهبوط للدولار الأسترالي عن مستواه الحالي. كما يعتقد بنك كريديه سويس أن الدولار الأسترالي سوف يواصل تحركاته لجذب التمويل في العام الجديد حيث يستمر انخفاض العائدات المحلية وتستمر حالة التباطؤ التي تشهدها أسعار السلع. كما يتوقع جولدمان ساكس أن استمرار قيام كبرى الشركات بتسديد ديونها، وارتفاع شهية المستثمرين للمخاطرة، وانخفاض إنتاج النمو العالمي وكذلك تصاعد مخاطر انخفاض أسعار السلع يتسبب في جعل الدولار الأسترالي عرضة لمزيدا من الضعف على المدى القريب.

NZ$زوج (النيوزيلندي دولار / دولار)

وفقا لتطلعات العملات الأخرى، يظل الكيوي واقعاً تحت ضغط مستمر في الربع الأول والثاني من عام 2009 نتيجة لانخفاض أسعار السلع وكذلك العائد المرتفع نسبيا للعملة. ولا يرى بنك دوتشي الألماني إمكانية حدوث أي تراجع في الدولارالأسترالي أوالدولار النيوزيلندي بسبب توافر فرص بيع هذه العملات في عام 2009.

C$زوج (الدولار / دولار كندي)

من المتوقع أن يكون للركود الذي تشهده الولايات المتحدة الأمريكية أثرا سلبيا على كندا في عام 2009. فإن زيادة خطط التسهيل الإئتماني والحفز المالي سوف يؤدي إلى حدوث عجز في الميزانية والذي بدوره قد يعرض الدولار الكندي لضغوط خاصة في الربع الأول من العام. كما يتوقع مورجان ستانلي أن يتراجع أداء الدولار الكندي بسبب تدهور معدل الطلب الخارجي نتيجةً للتباطؤ العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية وكذلك الهبوط الحاد في أسعار السلع مما يمثل تحديا كبيرا لكندا ويعرضها للتراجع بحثاً عن فرصة لخروج الدولار الكندي من كونه مهمشا وسط هذه الحالة العامة. وعلى الرغم من ذلك، فنتيجة للتسهيلات المتتالية التي يقوم بها البنك الإحتياطي الفيدرالي، إلا أن ازدياد ضعف القاعدة الواسعة للدولار يجب أن يساعد على انتعاش الدولار الكندي تدريجياً.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: Actionforex
ترجمة قسم التحليلات والأخبار بالمتداول العربي