منقول عن FX Solution


اتجاهات السوق

22 ديسمبر 2008

الموسم المحيّر


انه شهر ديسمبر للصحافة حيث يكون جميع كتاب الأخبار في عطلة. ويكون محركي التجارة في هامبتونز، وعودة المؤثرين السياسيين الى مقاطعاتهم التابعة للكونجرس ولكن الصفحات المطبوعة ومواقع الانترنت لا تزال بحاجة لمادة مناسبة لذكرها. وهكذا يقوم الكتّاب بالبحث في العمق حول المصلحة البشرية. وان القصص التي لن ترى النور في موسم آخر هي المقدمة والمركز فوق الجميع.
قد لا يكون تجار العملة يقومون بالتركيز عن قصص تافهة والظاهرة بأنها أخبار مالية ولكن لديهم موسمهم المحيّر. انه الشهر الأخير من السنة وخاصة الأسبوعين الأخيرين من ديسمبر. وان التقلبات في عطلة هذا الشهر يمكن ان تكون غير عادية، والمعدلات بعيدة جدا عن الطبيعية. وإذا لم تكن الأسواق تبالغ بالأخبار الغير الهامة لحالة السوق المتحركة فهي بالتأكيد تضع طاقة أكثر في تصورها.

من الساعة 2:00 بعد الظهر بتاريخ السادس عشر من هذا الشهر وحتى الساعة 3:00 صباحا بتاريخ الثامن عشر فقد ارتفع اليورو أكثر من 900 نقطة مقابل الدولار من 1.3770 الى 1.4718. وبحلول الظهر من اليوم التالي التاسع عشر، عاد الى 1.3824. تحرك كامل لأكثر من 1800 نقطة تقريبا منتهية في نفس المكان.


خلال خمسة عشرة يوما من التداول في ديسمبر كان هناك اثنين ل 300 نقطة يومية، وثلاثة ل 400 نقطة يومية واثنين ل 500 نقطة يومية. لقد تم تداول اليورو فى الاسبوع الماضى بأكثر من 400 نقطة كل يوم ما عدا الاثنين والذي شهد معدل 340 نقطة. وفي يوم الثلاثاء والخميس فان العملة المتحدة تحركت أكثر من 500 نقطة.


ماذا يجري هنا؟ هل عجلة الأسواق هي مليئة بالتطورات المثيرة؟ هل هذا هو حماقة؟ ربما، لكن فقط بمعنى أنه أيا كان اتجاه السوق الذي يأخذه في ديسمبر فهو ينعكس عادة في يناير.

وهناك بالطبع سببا لكل هذا التقلب أو بالأحرى للنقص الكامل تقريبا. ان أكبر اللاعبين في أسواق العملات والمصارف يقومون باغلاق حساباتهم لشهر ديسمبر. ويتوقف التجار عن التسعير خارج سجل عملاء الشركة. وينطبق الشيء نفسه بالنسبة لمعظم الصناديق الرئيسية والشركات الامتلاكية التجارية. ولكن الأخبار المالية لا تتوقف في العطلات، وخاصة في هذه السنة. وعندما تصل أخبار السوق فانه هناك احتمال أقل بكثير لاستيعاب حجم التعامل التجاري مهما وجدت مصلحة التداول وتحركات الخمسين نقطة تتحول إلى مئتي.


لا يوجد نموذج أكثر وضوحا لطبيعة المشاركة الجماعية في الأسواق التجارية. وبدون غالبية اللاعبين فان أحد ما أو البعض قد يقوم بتوجيه مستويات الأسعار. وان سعر العملة الناتج يعكس تلك المدخلات القليلة وليس قرار السوق.


ونظرا للسيولة الغير الهامة وعدم وجود غالبية قرارات تسعير المشاركين لسوق العملات الرئيسية التي تم التوصل إليها في ديسمبر فانها نادرا ما تتوقف. انظر الى تاريخ التداول لأشهر ديسمبر الخمس الماضية.


في ديسمبر 2007 انخفض اليورو من أعلى مستوى 1.4769 في الأسبوع الأول إلى مستوى منخفض 1.4309 في الأسبوع الثالث. وانعكست في الأسابيع الثلاثة الى 1.4921.

في ديسمبر 2005 انخفض اليورو من أعلى مستوى 1.2058 في الأسبوع الأول إلى 1.1777 في الأسبوع الأخير من الشهر. ولكن في بداية السنة الجديدة فأنها قامت بتحويل الاتجاه إلى ارتفاع 1.2181 واستمرت بالارتفاع الى 1.2322 حتى الاسبوع المنقضي في يناير.


لقد أظهر التداول في ديسمبر 2004 نمط مماثل. من مستوى منخفض من 1.3139 في وقت سابق من الشهر وارتفع اليورو الى 1.3665 في اليوم الاخير من العام. ولكن بحلول نهاية الأسبوع الأول في يناير فقد هبطت الى 1.3025 واستمرت في الهبوط الى 1.2731 بحلول الأسبوع الثاني من فبراير.


في ديسمبر 2003 ارتفع اليورو من 1.1937 في الأسبوع الأول إلى 1.2910 في أول يوم تداول من العام الجديد. ومن ثم عانى لشهر من الانخفاض الطويل الى 1.2218.


فقط ديسمبر 2006 لم يتطابق مع هذا النمط. ومن ارتفاع 1.3366 خلال الأسبوع الثاني من الشهر انخفض الى 1.3090 بحلول الأسبوع الأخير. ثم واصل الانخفاض في السنة الجديدة إلى مستوى منخفض 1.2865 في الاسبوع الثاني من يناير.


ان السبب لهذه الانتكاسات هو بسيط. وان حركة السوق في ديسمبر لم تمثل سوى جزء صغير من رأي السوق. وان معظم المؤسسات والتجار هم في ثغرة. وإذا كان البعض يقومون باللعب فان الرأي الذي أعرب عنه هو الذي يمكن قوله بأنه لا يمثل الكل. وعندما يعود التجار بأكملهم في يناير فان رأيهم في الأربعة سنوات من أصل السنوات الخمس الماضية التي تم الاعراب عنها هو مختلف عن نتيجة ديسمبر. وخلال أربعة سنوات من أصل خمس فان هذه الخطوة في ديسمبر قد انعكست في يناير عندما عادت السيولة العادية. ربما الموسم المحيّر ليس تماما كما يبدو محيّرا.




المصدر:
جوزيف تريفيساني
شركة اف اكس سوليوشنز
محلّلُ السوق الرئيسي
[email protected] ©2008 - FX Solutions, LLC