(CNN)-- قال جيمس ولفنسون، المدير العام السابق للبنك الدولي، إن على الدول العربية التي تمتلك صناديق سيادية أن تبدّل من أساليب عملها، عبر الابتعاد عن تخصيص السيولة المتوفرة لديها في عمليات الاستحواذ على المصارف والأدوات المالية حول العالم، والتركيز على توفير الأموال للدول النامية لمواصلة نموها.

واعتبر ولفنسون، في حديث لـ"أسواق الشرق الأوسط CNN"، أن مجموعة الدول السبع الصناعية باتت "من التاريخ"، بسبب انتقال مراكز القوة العالمية، وحث على توسعتها لتتمكن من القيام بالمهام المنوطة بها، وشجع التركيز على الاجتماع المرتقب لمجموعة العشرين في واشنطن، منوهاً بحضور دول مثل الصين والهند والسعودية.


وقال ولفنسون: "من المهم أن تلتقي مجموعة الدول الـ20 (التي ستجتمع السبت في واشنطن) لمناقشة الأزمة المالية العالمية، وأنا متأكد من إيجابية الإجراءات التي اتبعت وتجاوزت ما كان البنك الدولي وصندوق النقد والمؤسسات المالية ومجموعة الدول السبع تقوم به."

وتابع: "من المهم جداً أن تحضر المناقشات دول مثل الهند والمملكة العربية السعودية والصين، ودول أخرى، وأعتقد أن الخطوة جيدة للتقدم."

وعن احتمال أن يشهد الاجتماع طرح توسعة مجموعة الدول السبع لتصبح مجموعة الدول الـ15، قال المدير العام السابق للبنك الدولي: "يُعتبر أمر توسيع مجموعة الدول السبع ملفاً مهماً، لأن تلك الدول كانت خلال العقدين أو الثلاث الماضية تمتلك 65 في المائة من إجمالي الدخل العالمي، لكن من الواضح أن حصتها منه بحلول عام 2050 لن تتجاوز 25 أو 30 في المائة."

وأكد ولفنسون أن هذا التطور يعني: "وجوب دخول دول أخرى للمجموعة، وقد تكون مجموعة الدول الـ15 مرحلة انتقالية جيدة، لكن مجموعة الدول الـ20 التي ستجتمع هي من وجهة نظري إطار جيد للعمل."

ولم يستبعد ولفنسون وجود قوى لا ترغب في دخول دول جديدة إلى المنتديات الاقتصادية العالمية، فأشار إلى "وجود جيل من الناس ممن هم غير معتادين على وجود دول أخرى في مجموعة السبع، وحتى كان لديهم حساسية من وجود روسيا، حيث دُعيت للتفاوض في بعض القضايا وحرمت من مناقشة قضايا أخرى."


لكنه استطرد بالقول: "بصراحة حان الوقت لنقر بأن القوة الحقيقية في هذا الكوكب باتت خارج متناول الدول السبع، وخلال عقد أو اثنين ستصبح تلك المؤسسة جزءاً من التاريخ."

وعن دور الصناديق السيادية الموجودة في قطر والسعودية وأبوظبي، في هذا السياق قال إن لدى هذه المؤسسات: "سيولة أكبر من أي طرف آخر حالياً، وذلك بسبب ارتفاع أسعار النفط."

وأضاف: "ولكن ما هو مهم لهم وللعالم، هو حسن استغلال هذه السيولة، ليس فقط عبر شراء الأصول والأدوات المالية والبنوك كما كانوا يفعلون في السابق، بل جعل السيولة متوفرة، وخاصة للدول النامية، لمساعدتها في استعادة اندفاعتهم الاقتصادية على غرار ما يفعل صندوق النقد والبنك الدولي حاليا."

وذكّر ولفنسون بأن الدول الكبرى كانت تقوم في السابق بخطوات مماثلة، إذ سبق للولايات المتحدة، وكذلك بريطانيا في مرحلة ما، بتوفير السيولة للدول النامية، معتبراً أن الوقت قد حان الآن لتقوم الدول العربية بذلك.

ورفض المدير السابق للبنك الدولي طرح ملف تعديل هياكل النظام المالي العالمي في هذه الفترة، على غرار ما يطلب الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، معتبراً أن ذلك "أمر يحتاج إلى الكثير من الوقت"، ووصف السعي لتنفيذ المقترح وسط الأزمة المالية العالمية الحالية بأنه "خيال."

وطالب ولفنسون بالتركيز على معالجة الأزمات العالمية الحالية باستخدام المؤسسات الموجودة، مثل صندوق النقد والبنك الدولي، محذراً من أن محاولة السير بإصلاح النظام العالمي، ومعالجة المعضلات الاقتصادية الراهنة في آن واحد، سيكون "مربكاً وغير فاعل."
يذكر أن مجموعة العشرين، التي ظهرت للمرة الأولى خلال الأزمة الاقتصادية الآسيوية، ستجتمع في واشنطن السبت بهدف وضع خطط تهدف إلى الحيلولة دون انتشار الأزمة المالية في الاقتصاد العالمي على المدى الطويل، ومحاولة وقف التدهور الحاصل.

وتضم المجموعة ألمانيا وفرنسا واليابان والولايات المتحدة وكندا وإيطاليا وبريطانيا وروسيا، بالإضافة إلى أسبانيا التي ستمثل الاتحاد الأوروبي، إلى جانب 11 دولة نامية هي الأرجنتين واستراليا والسعودية وجنوب أفريقيا والبرازيل والصين وكوريا الجنوبية والهند وإندونيسيا والمكسيك وتركيا