(رويترز) - تعلقت الحكومات في مختلف انحاء العالم باجراءات جديدة لاحتواء الازمة الائتمانية المتصاعدة لكن اسواق الاسهم والسندات والسلع شهدت المستثمرين يراهنون على تزايد انعدام اليقين وركود حاد.

ودعا مسؤولون امريكيون الى رد عالمي "قوي ومنسق" تجاه الازمة مع اغلاق مؤشر داو جونز الصناعي منخفضا بنسبة 3.5 في المئة يوم الاثنين. وأظهرت الاسهم الامريكية صعودا متأخرا لتعوض خسائر سابقة بمقدار النصف.

وأغلق مؤشر ستاندرد اند بورز 500 منخفضا حوالي اربعة في المئة بعدما لامس ادنى مستوى في خمس سنوات في اولى جلسات وول ستريت منذ وافق الكونجرس الامريكي على خطة انقاذ بتكلفة 700 مليار دولار بهدف طمأنة الاسواق الى ان المساعدة قادمة.

لكن الازمة التي بدأت بتضخم السوق العقارية الامريكية وسوق الرهن العقاري الامريكية البالغ حجمها 11 تريليون دولار بقيت تعصف بالثقة في انحاء العالم.

وقال انتوني ريان القائم باعمال وكيل وزارة الخزانة الامريكية "الارض تحت اقدامنا تتحرك مثل زلزال."

وتزايدت التوقعات بخفض في اسعار الفائدة الامريكية من جانب مجلس الاحتياطي الاتحادي ربما في اطار تحرك منسق مع البنك المركزي الاوروبي. ووجهت انتقادات لمتخذي القرار فيما يتعلق بالسياسة المالية الاوروبية بسبب عدم تنسيق الجهود في الرد على الازمة.

وقال رئيس فرع مجلس الاحتياطي الاتحادي في دالاس ريتشارد فيشر وهو يعتبر من صقور التضخم في المجلس ان الاسواق الرأسمالية في حالة "شبه ذعر" وقال انه منزعج بدرجة اكبر بشأن انهيار الاسواق اكثر من انزعاجه بالضغط الصعودي على الاسعار.

وقال "انا اكثر انزعاجا بشأن ما وصل اليه عجز النظام وما ينبغي لنا باعتبارنا مقرض الملاذ الاخير ان نفعله للتشجيع على تدفق السيولة."

واختارت وزارة الخزانة الامريكية المكلفة بتنفيذ خطة انقاذ مالي تتكلف 700 مليار دولار نيل كشكاري وهو مصرفي مخضرم من جولدمان ساكس ليرأس البرنامج التاريخي
وفي نفس الوقت تحرك فرع مجلس الاحتياطي الاتحادي في نيويورك تجاه انشاء الية مقاصة مركزية لصفقات الائتمان المتأخرة وهو شكل من التأمين خارج البورصة ضد الافلاس الذي يلقي المنتقدون باللوم عليه عن زعزعة استقرار النظام المالي بكامله.

وابتلعت الدوامة الاسواق الصاعدة التي حققت اكبر المكاسب من التوسع العالمي الكبير في السنوات الثلاث الماضية. واوقف التعامل في اسواق امتدت من البرازيل الى روسيا حين هوت الاسهم.

وهبط البيزو المكسيكي الى اضعف مستوياته منذ السماح بتعويم العملة في منتصف التسعينات كما هوت الاسهم.

وقال برتراند دلجادو الاقتصادي في ايديا جلوبال التي تغطي امريكا اللاتينية "نحن في حالة ذعر. الاسواق خرجت عن السيطرة."

وتسبب الاضطراب المصرفي الذي بدأ في وول ستريت في الاغلاق الفعلي لسوق ما بين المصارف وغيرها من اسواق الاقتراض مما دفع الدول الصناعية بدرجة اكبر باتجاه الركود. وما زالت الاوضاع سيئة في سوق الاقراض بين المصارف.

وحتى مع سير السويد والنمسا والدنمرك على نهج المانيا وتقديم ضمانات للودائع الى المدخرين واصل المستثمرون من طوكيو الى لندن تقليل المخاطر واعدوا انفسهم لمزيد من التشديد في الائتمان.

وانخفضت اسعار النفط دون مستوى 90 دولارا للبرميل لتتراجع بحوالي 40 في المئة عن اعلى مستوياتها وتدفع اسعار السلع الاخرى للانخفاض بسبب المخاوف من كساد وشيك.

ومع بقاء اقل من شهر على الانتخابات الرئاسية الامريكية ظل يسيطر على الحملة النقاش حول كيفية التصدي لاسوأ ازمة مصرفية منذ الكساد الكبير.

وفي تكساس قال الرئيس الامريكي جورج بوش ان استعادة الثقة في النظام المالي وتوفير الائتمان سيستغرق وقتا وقال للصحفيين ان من المهم الا يبدد برنامج الانقاذ اموال دافع الضرائب