السلام عليكم و رحمة الله
إخواني الكرام قرأت في هذا المنتدى قبل أيام لأحد الإخوة المستجدين يسأل عن الوافي من هو ؟ وماذا عمل؟ وماهي أخباره؟ فرددت عليه بوضع ثلاثة روابط في منتدى الخبراء للأجابة على ما سأل وقد تفاجأت بإحالة تلك الروابط لمنتدى المتداول العربي ولربما يعود السبب أنني لم أستأذن في وضع تلك الروابط من قبل الإدارة. عموماً أقدم إعتذاري للإدارة الكريمة ولجميع من فتح تلك الروابط و لم يجد شيئاً . وإليكم بعضاُ من سيرته رحمه الله كما كتبها صديقه الأستاذ "عارف البخات" جزاه الله خيراً


(البداية)

سعد بن عبدالرحمن
"الوافى"
أبوعبدالرحمن
من مواليد الخبر بالمملكة العربية السعودية، سنة 1969

سليل أسرة عريقة، حرص والده رحمه الله على تربيته تربية إسلامية، وحرص كذلك على تنشئته بالبادية، وقد كان "الوافى" رحمه الله شديد التعلق بحياة البادية والصحراء عطفا على طفولته، وكان لهذا ألامر تأثير كبير على توجهاته فيما بعد، وعلى أخلاقه وسماته وتكوينه الشخصى رحمه الله

درس الابتدائية والمتوسطة والثانوية بالخبر، ثم التحق بالعمل ببنك الرياض، وقد كان ذكيا فطنا، وسرعان ماادرك ان سوق المال سيصبح سوق واعد جدا، فكان من اوائل من طرح فكرة صناديق المتاجره بالعملات فى البنوك المحلية، وبعد حوالى سنتين، حصل على معلومات عن جامعة هيوستن بامريكا، ومن ضمنها قسم مستحدث آنذاك يختص بتجارة السلع ومن ضمنها العملات، فطلب من اداره البنك ان يتم ابتعاثه للحصول على الشهادة الجامعية من هناك، ولكن قوبل طلبه بالرفض متحججين انهم بحاجة له فى ذلك الوقت

إستقال أبوعبدالرحمن من وظيفته بالبنك وكانت مساعد مدير صندوق المتاجرة بالجنيه الاسترلينى، وذهب الى أمريكا فى بداية سنه 1999، وقد التقيت به من غير ميعاد فى هيوستن حيث كان يؤم المصلين بصلاة المغرب، وقد كان لقاء مثيرا جدا، حيث لم أعلم بوجوده هناك رحمه الله

تم قبوله بالجامعة، ودرس بها لمده سنتين، ثم حصلت له بعض الظروف وعاد مرة أخرى للسعودية، والتحق مجددا بالبنك السعودي الامريكي (سامبا) حاليا، وشغل منصب مساعد مدير أحد الصناديق الاستثمارية، وكان شغفه بالعلم مستمرا وقويا، فراسل الجامعة لإكمال دراسته عن طريق المراسلة، ولكن لم يوافقوا على ذلك، وتم إحالته لجامعة أخرى ولتخصص آخر، ولكنه مطلوب لدى البنك وهو "إدارة مخاطر"، وكان له ما أراد وحصل على الشهادة الجامعية، وتدرج فى عدد من المناصب وانتقل إلى عدد من البنوك الأخرى، حتى وصل الى مرتبة "مدير محافظ"

تزامن ذلك مع طلبه للعلم على أيدى المشائخ والعلماء، وكان آخر من درس عنده سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله، وسماحة الشيخ محمد العثيمين رحمه الله، ومن خلال تعمقه فى طلب العلم، وسؤاله وبحثه، رأى عدم جواز العمل فى البنوك الربوية، فقدم إستقالته من منصب يعتبر آنذاك ولايزال من أفضل المناصب وأقواها، وللعلم فقط فإن مدراء المحافظ المميزون لدينا بالمملكة يعدون على أصابع اليدين، وهم ذوو نفوذ قوي جدا، ولهم مميزات مالية وعملية، ولكن الوافى رحمه الله رماها خلف ظهره إبتغاء لما عند الله، وكان دائما يردد: "ماعند الله خيرا وأبقى"

كان حافظا لقرابة 20 جزءا من كتاب الله، ومئات الأحاديث بشرحها وتخريجها، وعدد آخر من المتون العلمية، وكان شغوفا بكتابة الشعر، وله مساجلات مع عدد من العلماء والأصدقاء، سأدرج بعضها لاحقا إن شاء الله

تم تعيينه إماما لأحد مساجد المنطقة الشرقية، وقد كان صوته شجيا بالقرآن، ثم تم تعيينه إماما وخطيبا لأحد الجوامع، وظل به حوالى سنتين، إماما وخطيبا، وأقام العديد من الدروس العلمية والمحاضرات، وقد تفضل الله عليه بإنشاء أوائل حلقات حفظ القرآن بالجامع، ومن فضل الله سبحانه أن هذه الحلقة مستمرة حتى وقتنا الحاضر والحمد لله، وقد تخرج منها المئات ممن يحفظون كتاب الله، على مدى 9 سنوات تقريبا

لم يكن متفرغا للإمامة والتى كان يقول عنها إنها "أمانه عظيمة" وأنه ليس جديرا بها، رحمك الله يا وافى، كان دائما يلوم نفسه، وأنه مقصر، وكان يشق على نفسه كثيرا جدا حتى أن معارفه مستغربون من الأعمال التى ينجزها خلال اليوم، ومن أين له "الوقت" والجهد لإنجازها؟ فسبحان من يسر له وأعانه

إستقال من الإمامة فى بداية سنه 2002 واتجه لبعض الأعمال الحرة بعد إستقالته من البنوك، ولكن شغفه بالمتاجرة بالعملات والأسهم كان ملازما له، وسرعان ماعاد لها بطريق آخر يأتى لاحقا إن شاء الله
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ

كما كتب الأستاذ " عارف البخات " موضوعاً آخر بعنوان أخبار أستاذى "الوافى" مع التحيه له ولكم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إستخرت وتوكلت على الله فى كتابة أخبار أستاذى الوافى
وأعلم والله وأراه كاليقين أن أستاذى الوافى لايرغب بذلك وقد التزمت برغبته فترة طويلة
ولكنه سيعذرنى إن شاء الله حينما يعلم أسباب كتابتى لهذا الموضوع وخصوصا بعد أن قرأت هنا بالمنتدى بعض المواضيع التى أثيرت حول غيابه وبعد أن تناقشت مع الأستاذ محمد الفاضل وكذلك مع الأستاذ محمد التيجانى
فأصبح من الواجب أن أبين لكم الوضع بكل شفافية مع العلم أن الأستاذ محمد الفاضل وإدارة النادى يعلمون سبب الغياب ولكنهم آثروا عدم التوضيح إحتراما لرغبة الأستاذ الوافى مع ماطالهم من الأسئلة والتكهنات والاتهامات والله المستعان
فجزاهم الله خيرا على ماقدموا وحفظهم لرغبة أستاذنا الوافى وبارك الله بالجميع

وأستاذن أخي الأستاذ محمد الفاضل في كتابة هذا الموضوع وأتحمل عنه وعنكم الملامة والعتاب
وقبل ذلك دعونى أخبركم عن الوافى وعن معرفتى به


تعرفت على أخى وحبيبى أبوعبدالرحمن من قرابة 20 سنه فقد كنا أصدقاء طفولة وشباب وانتقلت للعمل مع شركة ارامكو السعودية في بداية الثمانينات بينما توجه هو الى قطاع البنوك والتي عمل بها قرابة 18 سنه تدرج خلالها حتى وصل إلى مدير محافظ واستقال وهو في أوج عطائه أسأل الله أن يتقبل منا ومنه

وقد تنقل للدراسة الأكاديمية والشرعية بين علماء أجلاء نحسبهم كذلك والله حسيبهم وعلى رأسهم سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز وسماحة الشيخ محمد العثيمين رحمهم الله

وقد عمل أيضا إماما وخطيبا لفترة من الوقت وكان يحمل صوتا شجيا وقورا يحمل المصلى على فهم ومتابعة القراءة بكل خشوع وتأني، أسال الله أن يجعل ماقدم في ميزان حسناته

سافرت لإكمال دراستي بأمريكا سنة 99 وقد تنقلت بها كثيرا وكنت (ولازلت) أحب السفر بالسيارة جدا وقد زرت 18 ولاية خلال العطل الأسبوعية، وفي أحد زياراتى لمدينة هيوستن وفى حفل مع الطلاب العرب وقت صلاة المغرب سمعت ذلك الصوت الشجى ينطلق متغنيا بآيات الله عبر سماعات الملتقى، فقلت إنني أعرف هذا الصوت جيدا والله إنني أعرفه جيدا، فسارعت والجميع للصلاة خلف ذلك الإمام، وقد هدأت الصالة والملتقى ولم نعد نسمع غير: {أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لاترجعون} وعندما إنتهى من الصلاة تحلق حوله الإخوة للسلام، وانتظرت حتى فرغ وأتيته وسلمت عليه، وقال لي والله إنه تلمس وجودى الليله مع اننى أبعد عنه قرابة 1000 كلم، وأخبرنى أنه جاء للتقديم على الماجستير فى أحد جامعات هيوستن

أستاذى الوافى هو الصديق والأخ والمعلم ولا أستطيع والله مهما كتبت أن أوفيه أى شيئ من حقوقه على ولكنها محاولة لإفراغ ما بالصدر تجاه هذا الحبيب، وبما أن العتب حاصل فلنجعله عتاب شامل

إستقال الأستاذ الوافى من عمله بالبنوك، ثم كون له فريق عمل لإدارة المحافظ الخاصة بالاسهم السعودية، وقد أدار محافظ ضخمة جدا لرجال أعمال معروفين وحقق أرباح لابأس بها، وذلك خلال سنوات 2000-2002 وتوجه بعد ذلك إلى سوق العملات، وقد كان مديرا لثلاثة صناديق عملات بالبنوك قبل إستقالته فالسوق ليس بجديد ولابغريب عليه، وأيضا كون له فريق عمل وبدأ في إدارة محافظ العملات من سنة 2003 حتى الآن، وقد ذاع صيته ماشاء الله حتى أنه في سنة 2005 توقف عن قبول أي طلبات جديدة لإدارة الحسابات في منتصف العام وذلك لإكتفائهم كفريق عمل بما لديهم

ومن الأمور (العجيبة) التي أحب أن أوضحها فى طريقة إدارته وتعامله مع أصحاب الحسابات أنه يعيد لهم أي عمولات خاصة به إن كانت الحسابات خاسرة لمدة شهر مع أن الحسابات تكون (رابحة) خلال الفترة وقد يصل الربح إلى 100% والله، ولكنه يعيد لهم عمولاته كاملة إن خسروا أي شهر ولايقبل بها أبدا، وأيضا كان يتنازل عن أمور كثيرة جدا، ويقدم خدمات كبيرة بالمجان، ومنها على سبيل المثال إداره حسابات بالمجان وتقديم نصائح وتوصيات بالمجان وغيرها من الأمور والتى أسأل الله أن يتقبلها منه قبولا حسنا

كانت له كلمة مشهورة جدا يذكرها جميع أعضاء فريق العمل: "قوموا صلوا تدلوا"
ويقصد أن الصلاة هي مفتاح الخير والرزق، وكان يغضب جدا جدا إن تاخر أحدا عن الصلاة مهما كانت الأسباب، وكاد أن يقيل مدير الفريق يوما لأنه لم يصلى مع الجماعة بسبب أن لديه عقود ضخمة ووقت صدور بيانات أمريكا، ووالله أننى رأيت الدموع فى عينى (الوافى) وهو يقول له: "أرضيت بالحياة الدنيا من الآخرة".. "أرضيت بالحياة الدنيا من الآخرة"

عندما أثيرت مسأله الشرعيه، ذهب للعديد من المشائخ وناقشهم واستوضح منهم لأسابيع عديدة حتى خرج بيقين جواز المتاجرة وذلك عندما جمع الإشكاليات وفندها كل على حدة وسأل عنها

كانت له نظرة ثاقبة وفراسة ماشاء الله، فقد كان أول شخص وربما الوحيد اللذي حذر من سقوط (ريفكو) قبل سقوطها بحوالي 3 أشهر، وقد كتب هذا ألأمر في جميع المنتديات آنذاك ومنها منتديات أجنبية، وقد هوجم وضحك منه الكثيرين، وتم إيقافه من بعض المنتديات لهذا السبب.!! وماهي الا فترة بسيطة حتى سقطت ريفكو

من الأمور ألتى رأيتها وعايشتها بنفسى أن الله قد بارك له فى وقته، ماشاء الله، فقد كان لديه من الأعمال مايحتاج لعشرات الأشخاص لإنجازها، وتراه وكأنه (متفرغ) تماما، فهو يكتب بالمنتديات والماسنجر والبريد، ويقرأ هنا وهناك، ويتابع الأخبار بالتلفزيون، ويتصل بالهاتف، ويناقش فريق العمل، ويحلل ووو.. ناهيكم طبعا عن الأمور والمشاغل الخاصة والأهل الخ، ومع ذلك كله تجد لديه الوقت الكافى جدا لمضاعفة هذه الأعمال ما شاء الله ولاحول ولاقوة إلا بالله

في الحقيقة، إن الحديث عن أستاذى الوافى ذو شجون والله، ولن أوفيه أدنى حقوقه لو كتبت عنه مئات الصفحات، لذلك أكتفى بهذا الموجز عنه وأرجو الا أكون قد أغضبته

مرض الوافى
قبل حوالى 3 سنوات أصيب أستاذى الوافى بجرثومة بالدم، وقد حلفنى الا أذكر سببها وإلا لذكرته، وهو عمل إنسانى لايقوم به إلا من هو على شاكلة الوافى، فتنوم بالمستشفى التخصصي بالرياض، ثم تم نقله إلى المانيا لمتابعة العلاج، وقد إكتشف الألمان أن المرض لايعدو كونه نوع من أنواع سرطان الدم الإبتدائى ويحتاج للكثير من الراحة والعناية، وعاد أبوعبدالرحمن للمملكة، وواصل حياته ولم يخبر إلا المقربين منه بذلك، وقد كان المرض يزيد عليه أحيانا ويخف أحيانا أخرى، ولكنه كان واضحا على كل من عرف أبوعبدالرحمن أن به شيئا والله المستعان

وخلال هذه الفترة فقد أبوعبدالرحمن والدته غفر الله لها، وفقد أعز أصدقائه غفر الله له، مما أثر عليه كثيرا، علما بأنه يحاول أن يخفى ذلك ولكنه يظهر بكل حال

في السنة الفائتة ذهب للحج، وأصر على أمور يقوم بها هناك إتباعا للسنة ولكنها مكلفة بدنيا وشاقة، وقضى الحج ولله الحمد، وعندما عاد شعر بآلام بسيطة وارتاح في البيت لعدة أيام، ثم عاودته شدة المرض فانتقل الى المستشفى قبل حوالي 4 أشهر، ثم إلى المانيا قبل حوالى شهرين ولازال هناك

آخر إتصال لى به كان قبل اسبوعين، وحالته مستقرة، ولايستطيع الحديث بالهاتف إلا بصعوبة بالغة، وممنوع من أي أجهزة ووسائل إتصال أو زوار لأنه في غرفة (عزل) تام حسبما وصلنى

كنت قد تجهزت وعزمت للسفر اليه، وإذا بإتصال منه (ويقسم علي بعدم الذهاب إليه)، وقال إن الدعاء سيصل من أي مكان، وأن هذا السفر "ليس من السنة" يالله يابوعبدالرحمن، غفر الله لك وجبر مصابك، وشافاك الله وعافاك، وقال: "إن كان لي معزة فأرجو الا يعلم أحد بهذا الموضوع أبدا لا أريد من أحد أن يتضايق بسببى"

أسأل الله بأسماءه الحسنى وصفاته العلا أن يشفي أبوعبد الرحمن ويعافيه
وأن ينزل عليه بركات من السماء، وأن يجعل ما أصابه فى ميزان حسناته
اللهم رب الناس أذهب الباس وأشفى (أبوعبدالرحمن) أنت الشافى شفاء لايغادر سقما
كما أسأله سبحانه أن يشفى جميع مرضى المسلمين
اللهم آمين


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

رحم الله الـــــــوافي و جميع موتى المسلمين رحمة واسعة