بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


يلجأ العديد من الأشخاص إلى الأعشاب كوسيلة علاجية مكملة أو بديلة لحالات مرضية يعانون منها.

حول العلاجات العُشبية الأكثر استخداماً يقول الدكتور محسن جنيدي: يجب على الأطباء معرفة آثارها وتأثيراتها، ويُقدر بأن حوالي خُمس المرضى يستعملون الأعشاب كدواء. مُعظم هذه الأعشاب لها قدرة على الشفاء في بعض الأحيان، ولكن يجب ألا ننسى المخاطر والسُمية الممكنة.

أجريت دراسات عديدة في أوروبا وأميركا على الأعشاب، ومن أهم الأعشاب استخداماً:
حشيشة سانت جون St.John Wort

آلية التأثير: في الجرذان تُثبط حشيشة سانت جون عمل مونو أمينو أوكسيداز والكاتيكول أمين ترانسفيراز وتتداخل مع التقاط السروتونين.

الدراسات: أوضح تحليل 23 دراسة على حوالي 1757 أن استعمال خلاصة هذا النبات كدواء مُضاد للاكتئاب أكثر فعالية من الدواء الموهم في حالات الاكتئاب الخفيف أو المتوسط. والآثار الجانبية المتوقعة له أقل من تلك المتوقعة عند استخدام الأدوية المضادة للاكتئاب التقليدية، ولكن الدراسات محدودة ومدتها قصيرة وتنقصها دقة المعايير. وفي دراسة على 200 حالة ودراسة أخرى أظهرت أن عشبة سانت جون ليست فعالة في الاكتئاب الكبير، ولكن لاحظوا أن هناك بعض التأثيرات الإيجابية بالإضافة لكونها آمنة ومحتملة وفي التجربة الثانية فإن السيرتالين (دواء مُضاد للاكتئاب) ليس فعالاً كفاية.


الاستطبابات والنتيجة: يجب إجراء دراسات أوسع وبشكل منهجي وصارم وهناك أدلة معقولة على أن عشبة سانت جون آمنة و مُحتملة بشكل جيد ورخيصة الثمن و مفيدة أكثر من الدواء الموهم في علاج الاكتئاب الخفيف إلى المتوسط ولكن هناك بعض التداخلات الدوائية التي حصلت.


الإيشيناسيا Echinacea


آلية التأثير: في الدراسات على الحيوان تُحسن هذه العشبة عملية البلعمة الخلوية Phagocytosis والإنتاج المُحرض للسيتوكينات وهي مُوقفة لنمو الجراثيم ومُضادة للالتهاب.

الدراسات المُتعلقة بهذه العُشبة قد تكون مُفيدة من أجل العلاج المُبكر لالتهابات المجاري التنفسية العليا، وهناك أدلة قليلة لاستعمالها المديد من أجل الوقاية من التهابات المجاري التنفسية العليا.

التوصيات: هناك أدلة محدودة على أن استخدامها في بداية التهاب المجاري التنفسية العليا يُنقص من شدة ومدة هذا الالتهاب.


الجنكو Ginko Biloba


آلية التأثير: المركبات في خلاصة الجنكو تعمل كمُزيلة للجذور الحرة ومُثبطة للعامل المُفعل للصفيحات، ترفع الجنكو من مستويات الغاما امينو بوتريك أسيد وعدد مُستقبلات هيبوكامبال الموسكارينية في الجرذان. الدراسات المُتعلقة: دراسة على 156 مريضاً أظهرت إنجازاً أفضل من الشاهد في الاختبار السريري العام من أجل التقييم النفسي المرضي واختبارات من أجل الانتباه والذاكرة.


في دراسة ثانية على 202 مريض مصابين بداء الزهايمر أو عُتاهة بسبب الاحتشاءات المتعددة تحسن الإنجاز السلوكي والإدراكي خلال 6 ـ 12 شهراً بمقدار 4 درجات أو أكثر في معيار تقييم الزهايمر في % 27 من المرضى الذين أعطوا الجنكو بمقابل % 14 من الذين أخذوا دواء وهمياً.


التوصيات: خلاصة الجنكو تُحسن الوظيفة العقلية في بعض المرضى المصابين بعته وتحسن أعراض العرج المتقطع، ولكن الفائدة إن حصلت فهي طفيفة. الآثار الجانبية لاستخدام الجنكو هي الاختلاجات والمشاكل النزفية والتداخل مع بعض الأدوية.


البلميط المنشاري Saw Palmet(نخل قصير مسنن السعف)


آلية التأثير: خلاصة البلميط المنشاري تثبط 5 ألفاريدكتاز وتحصر التقاط التستستيرون والديهيدروتيستستيرون من قبل البروستاتا ولها فعالية مُضادة للالتهاب.


الدراسات: دراسة شملت على 18 مريضاً بالمقارنة مع فيناسترايد (دواء يُستخدم لتضخم البروستاتا)، أظهر البلميط المنشاري تحسناً مشابهاً في الأعراض البولية و قياسات الجريان (اختبار سرعة وقوة تدفق البول من المثانة البولية) ومع أعراض جانبية أقل. والمراجعة أظهرت أيضاً أن هذه الدراسات محدودة العدد والمدة.


التوصيات: يُمكن أن يُنقص البلميط المنشاري من الأعراض البولية لضخامة البروستاتا السليمة.


الأقحوان Feverfew


آلية التأثير: يُسبب الأقحوان توسعا وعائيا (أوعية دموية) ويُنقص الالتهاب بتثبيط إفراز الأراشيدونيك أسيد والسيروتونين (وسائط التهابية).


الدراسات: في دراستين من أصل ثلاث دراسات أظهر الأقحوان أنه يقي من الشقيقة (المايغرين) والدراسة الأكبر شملت 60 مريضاً في هذه الدراسة. ترافق الأقحوان مع نقص واضح في عدد نوبات الشقيقة وشدة الإقياء (الترجيع) المُرافق لهذه النوبات، ولا توجد آثار جانبية خطيرة.


وفي دراسة على 17 مريضاً أعطوا الأقحوان يومياً، تبين بأن الذين أوقفوا تناول الأقحوان وتناولوا الدواء الموهم عانوا من زيادة مُهمة في تكرار وشدة الصداع والغثيان والإقياء. التوصيات والنتيجة: الأقحوان يمنع الشقيقة وذو فعالية بالمُقارنة مع حاصرات بيتا وفالبرويك أسيد (ديباكين).


الثوم Garlic


آلية التأثير: آلية التأثير المُفترضة هي تثبيط 3 هيدروكسي 3 ميثيل غلوتاريل كوانزيم أ في اصطناع الكولسترول وإعادة تشكيل بروتينات البلازما وأغشية الخلايا.


الدراسات: 4 من أصل 7 دراسات فشلت في إثبات فعالية مؤكدة للثوم في تغيير أي من مكونات الليبوبروتين، ولكن ثلاثا من هذه الدراسات الأربع كانت ذات عينة صغيرة أقل من، 28 و في 3 دراسات وجد % 6, 1 إلى % 11 ,5 هبوط في إجمالي الكولسترول في الأشخاص الذين يأخذون الثوم وإن نقص الكولسترول كان بسبب نقص في مستويات LDL (الكولسترول الضار) مع أو من دون نقص في الغليسيريدات الثلاثية (الدهون الثلاثية).


دراسات عدة ولكن ليس جميعها أظهرت تأثيراً خافضاً للشحوم بالإضافة للتأثير الخافض للضغط من %5 إلى %7 تجارب صغيرة مُتعددة أظهرت قدرة الثوم المُضادة للصفيحات والمُضادة للتخثر والحالة لليفين (زيادة سيولة الدم).


ودراسة وحيدة أثبتت إنقاص مستوى الساكوينافير في الدم.


التوصيات: هُناك دليل محدود على فعاليته الخافضة للشحوم وهو على كل حال آمن في معظم الحالات ورخيص.


الجنسنغ Ginseng


آلية التأثير: الآلية المُفترضة هي تأثير مركزي مُقو للكولين وتأثيرات دوبمينية وتحريض للمحور النخامي المُهادي الكظري.


الدراسات: الدراسات على الإنسان حول فعالية الجنسنغ محدودة ومُتناقضة، الإدعاءات بوجود تأثيرات إيجابية تتضمن تحسنا عاما في الطاقة والفعالية العقلية. في دراسة عشوائية لم يظهر أي تأثير إيجابي على إنجاز تمارين رياضية سويدية و في دراسة أخرى على 112 مُتطوعاً لا يوجد تأثير مُهم على التركيز والذاكرة والتجربة الشخصية. وفي دراسة أخرى لم يُظهر أي تأثير للجنسنغ على المزاج.


التوصيات: لا يوجد دليل واضح على الادعاءات بوجود فوائد للجنسنغ.


الناردين Valerian(نبات ذو زهر صغير قرنفلي أو أبيض)


آلية التأثير: خُلاصة الناردين ترتبط إلى مُستقبلات غاما أمينوبتريك أسيد و تُثبط عود التقاط الغاما أمينوبتريك أسيد في الخلايا الدماغية للجرذ (الفأر).


الدراسات: في دراسة على 128 مريضاً حسب نوعية النوم، وفي دراسة أخرى على 14 مريضاً زاد الناردين موجات النوم البطيئة بدون تأثير على نوم حركة العين السريعة.


التوصيات: هناك أدلة محدودة على تأثيرها المُركن (المُهدئ) ويبدو أنها آمنة.


الأفيدرا Ephedra


آلية التأثير: الأفيدرين واحد من مكونات الأفيدرا وهو مُقلد ودي غير مُباشر ومُحرض للجملة العصبية المركزية.


الدراسات: الأفيدرين البسودوأفيدرين مُثبت الفعالية من قبل إدارة الغذاء، والأدوية الأميركية FDA كدواء من دون وصفة للاحتقان الأنفي. الأفيدرين هو الدواء الفعال في الربو القصبي، وحديثاً رُوج لاستخدامه لإنقاص الوزن، على كل حال لا يوجد ما يدعم هذا الادعاء بل وبالعكس له آثار جانبية خطيرة على الشخص.


التوصيات: على الرغم من أن الأفيدرين فعال كدواء من دون وصفة للاحتقان الأنفي، يجب استخدامه بحذر في مرضى الضغط والقلب، FDA حددت تسويق مُنتجات الأفيدرا وهذه القيود حددت الجرعة القُصوى بـ 8 مليغرام للجرعة الواحدة وبشكل يومي لمدة 7 أيام فقط.الحوادث الخطيرة الجانبية التي يُمكن أن تحدث هي الموت و النزف داخل الدماغ.


الزنجبيل Ginger


آلية التأثير: في الحيوانات يُؤثر الزنجبيل على حركة الأمعاء.


الدراسات: يُنقص الزنجبيل الغثيان وليس كل التجارب على الإنسان، وفي دراسة على 30 امرأة لديها إقياء الحمل المعند، أنقص الزنجبيل بشكل مهم الغثيان.


وفي دراستين سجل تحسن واضح في الغثيان والإقياء ما قبل العمل الجراحي في جراحة أمراض النساء، و كانت فعالية الزنجبيل مُعادلة للميتوكلوبراميد (دواء يُستخدم للغثيان) في إنقاص الغثيان والإقياء.


وأظهرت دراسة أنه بالمقارنة مع الديمينهيدرات فإن الزنجبيل أكثر فعالية في منع مرض الحركة (دوار البحر) ولكن دراسة أخرى بالمقارنة مع سكوبولامين أظهرت عدم وجود أي فائدة.


التوصيات: الزنجبيل آمن و مُتوفر وهناك بعض الأدلة على أنه مُضاد إقياء فعال.