وشعرت بانهزام نفسـي

يقول الله عز وجل : " وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَونَ إن كُنتُم مُّؤمِنِينَ ". • من هذا المنطلق يتبين لنا أنه لا بد من الاعتزاز بديننا والشعور بتفوقنا على غيرنا .. ولا بد أيضاً من توعية الأمة بذلك . • فظاهرة الانهزام النفسي من أشد ما أصيبت به الأمة الإسلامية اليوم .. حيث إن الكثيرين يظنون أنه أمراً سهلاً .. ولكنه في الحقيقة مرض خطير إن استشرى في مجتمعاتنا الإسلامية فسيكون فتكه في جسد الأمة أشد من فتك الأسلحة وقصف المدافع والدبابات .. لأنه يقود شبابنا وفتياتنا بكل نعومة وخفاء إلى الانسلاخ من الإسلام , وكفى بذلك بلاءً وشراً مستطيراً . • ومما يدعو إلى الحزن والأسف معاً أن من المسلمين من يهتم بما يسمى بالتراث الشعبي .. فيبذل من أجل ذلك الجهد والوقت والمال !!! ثم نراه وقد تزيا بزي الأعداء , وتطبع بطباعهم بشكل قد صبغ حياته كلها .. وعندما نناقشه في ذلك يقول : هذا هو السلوك الحضاري !!! وهذا دليل التقدم والمدنية !!! • إذاً لماذا كل تلك الجهود من أجل إحياء التراث ؟ ! • مظاهر انتشرت .. نراها في الشوارع .. فذلك الشاب قد ارتدى قميصاً وبنطلونا يكاد يصقط من بين رجليه , ووضع على رأسه قبعة .. وقد تكون في إحدى يديه سيجارة , أو يصطحب كلباً .. ويمشي بين الناس بكل انهزام !!! • وهذه فتاة تجلس في إحدى الحفلات وقد وضعت إحدى رجليها على الأخرى وقد لبست البنطال أو القصير أو المشقوق من أعلى ومن أسفل .. أما شعرها فأصفر فاقع لونه لا يسر الناظرين .. ولون العدسات قريب من لون الشعر .. فإذا حدثتها فاحت رائحة الانهزام المخزي من كلماتها !!! • أما هذه فملتزمة تحاول تطبيق السنن الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم إذا كانت مع أخواتها الملتزمات .. أما إن كانت بين الملأ فتذوب شخصيتها وتنهزم خوفاً من أن تتهم بالتخلف والرجعية !!! *** فمن أين أتانا ذلك الانهزام ؟؟؟ ***



لا شك أن مرجع ذلك كله إلى ضعف الإيمان , وعدم تحقيق التوحيد الخالص , والجهل بحقيقة الإسلام .. ومن ذلك :
• الازدواجية في التربية والتعليم والإعلام .. فالناشئ مثلاً يتعلم في المدرسة أو المسجد .. ثم يرى في التلفزيون أو في الصحيفة أو يسمع في الإذاعة ما يناقض ما تعلمه , فتتزعزع ثقته في نفسه وبمن حوله من المربين لما يراه من المتناقضات !!!
• وسائل الإعلام فيها من الازدواج ملا يليق بأمة مسلمة لها عزتها ومبادئها .. فالفضائيات التي تعج بها المجتمعات الإسلامية الآن وراء كل ذل وانهزام نفسي , لأنها هي الوسيلة الوحيدة التي تخاطب جميع الطبقات .. الصغير والكبير , المتعلم والعامي والمرأة والرجل على السواء , فلو استخدمت في الخير .. فكم يا ترى ستزيل من الغشاوة والذل عن العيون والقلوب ؟؟؟!!!
• فكل ما نخشاه الآن أن تسري إلينا عدوى التغريب فنتحرر من إسلامنا دون أن نشعر .. فها نحن نرى كيف كنا ننظر بالأمس إلى أمور صغيرة فنعدها من التأثر بالغرب والانهزامية .. ثم في فترة وجيزة بعد دخول التكنولوجيا الحديثة والانفتاح على الغرب عبر الفضائيات .. أصبح الأمر ذاته في نظر الكثيرين أمراً عادياً جداً , فهناك أمور في نظرهم أشد خطراً منه !!
- أليس من العار أن ينشأ أبناؤنا وقد مسختهم الثقافات الأجنبية والمبادئ الغربية ؟؟؟ - ثم .. أليس من المخزي والمؤسف أن نغفل عن أبنائنا وهم في سن التفتح والتقبل .. فندع عقولهم وأفكارهم الغضة تتشرب ذلك العفن الذي سيقطعهم عن كل صلة بالثقافة الإسلامية الواعية ويمنعهم من كل مرشد ومخلص ؟ !
- كيف نقي أو نحمي أبناءنا من الوقوع في الهزيمة النفسية ؟؟؟
- ما واجب المربين من الآباء والأمهات .. والمعلمين والمعلمات تجاه الجيل حتى لا يقع في الهزيمة النفسية ؟؟؟
• أن واجب المربين لا ينحصر فقط في إلقاء الأوامر التربوية والتعليمية فقط بعيدة عن واقع ما يعيشه الأبناء .. بل لا بد من إعطائهم التطعيمات الوقائية اللازمة ضد جميع الأوبئة وتلك الأمراض .. بحيث يكون لديهم الحصانة الذاتية التي تقاوم – بإذن الله – جميع الفيروسات المعدية !!!
• ولابد أيضاُ من السعي جاهدين في تصحيح إفهامهم وأفكارهم وتوعيتهم بما يحاك ضدهم .. وما يخطط لإفسادهم .. وما يعرض عليهم من أنواع الفساد !! عرفت الشر لا للشر ولكن لأتقيه *** ومن لا يعرف الشر يقع فيه
• كم من معلم .. ومعلمة .. لهم أعمال خير كثيرة ومواقف طيبة الأثر لما يتمتعون به من مكانة في نفوس تلاميذهم .. مخلصون فرغوا أنفسهم لمتابعة من يرون أنهم محتاجون إلى متابعة من تلاميذهم , فكانوا لهم اليد الحانية التي أخرجتهم من وحل الخطايا والذنوب إلى نهر الإيمان ومعينه الصافي .. واستشعروا عظم المسئولية الملقاة على عواتقهم فقاموا بواجبهم خير قيام .. والنتيجة .. استقام على أيديهم الكثير .. بل ربما استقامت مدرسة كاملة !!!
• حتى يكون الأبناء بعيدين هن الهزيمة النفسية .. ومن أجل فكر سليم , وثقافة رائدة , وتصور واضح للمبادئ الإسلامية السامية والأخلاق الكريمة .. وتربية وعزة إيمانية في نفوس حبيبة .. لابد أن يكون القائم على الأسرة دائم اليقظة .. فيحكم الرقابة على تملك الأجهزة .. وخاصة إذا كان بين أفراد الأسرة المراهقون أو من ليسوا على قدر من الالتزام بتعاليم الدين ,,,
• إنه لحلم يراود نفوسنا ... أن نرى أسرنا المسلمة وقد أدت دورها البناء .. في إعداد لبنات متماسكة ونفوس قوية مستقرة متهيئة لحمل الرسالة .. وأن نرى أجيالاً تنعم بالعافية الفكرية والنفسية والخلقية ...
• نسأل الله أن يديم علينا أمننا وإيماننا , وأن يحفظ أبناءنا ومجتمعاتنا من كيد الأعداء إنه ولي ذلك والقادر عليه . وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .