الكويت، (CNN) -- قررت الكويت الأحد فك ارتباط عملتها الوطنية "الدينار" بالدولار والعودة إلى نظام "سلة العملات" لتحديد أسعار الصرف لديها، وذلك لأول مرة منذ العام 2003، بسبب التراجع الكبير على سعر الدولار والأثر الذي خلفه هذا التراجع على اقتصاد البلاد طوال العاميين الماضيين.
يأتي القرار الكويتي بعد فترة قصيرة من إصدار صندوق النقد الدولي دراسة تحذّر الكويت من عواقب خطوة مماثلة، مع تأكيد انخفاض أسعار الصرف الحقيقية للعملات الخليجية بنسبة 12.5 في المائة، خلال الفترة من 2003 إلى 2006، بسبب سياسة ربطها بالدولار الأمريكي.
وفي أول رد فعل خليجي على هذه الخطوة قال محافظ البنك المركزي العماني حمود بن سنجور أن بلاده ملتزمه إبقاء ربط عملتها بالدولار وهو أمر وافقه فيه محافظ مؤسسة نقد البحرين رشيد المعراج الذي أكد بدوره عدم إجراء أي تغيير في سياسات بلاده النقدية.
وبالعودة إلى القرار الكويتي، فقد أعلن محافظ بنك الكويت المركزي الشيخ سالم عبد العزيز الصباح أنه "استناداً إلى موافقة مجلس الوزراء بشأن سياسة ربط سعر صرف الدينار الكويتي، فقد تم بصورة مباشرة اعتماد تحديد سعر صرف الدينار الكويتي مقابل الدولار الأمريكي على أساس سلة من العملات العالمية الرئيسية."
ولفت الصباح إلى الأثر الضار الذي خلفه ربط الدينار بالدولار، قائلاً إن "الانخفاض الكبير في سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل العملات الرئيسية الأخرى، وارتباط سعر الدينار به، ساهم في تراجع القوة الشرائية للدينار الكويتي مقابل العملات الرئيسية بخلاف الدولار، وفي زيادة معدلات التضخم المحلية."
ولفت الصباح إلى أن الدولار سيبقى محتفظاً بموقع هام على صعيد تحديد سعر صرف الدينار الكويتي، غير أنه أشار بالمقابل إلى أن نظام "السلة" سيوفر مرونة نسبية في تحديد سعر الصرف، بما يساهم في تعزيز قدرة الاقتصاد المحلي على امتصاص أثر التقلبات الحادة في الأجل القصير في أسعار صرف العملات.
وأكد محافظ بنك الكويت المركزي على دعم والتزام دولة الكويت الكامل لمشروع العملة الخليجية الموحدة، ملمحاً إلى مواصلة اعتماد سياسة سلة العملات بانتظار إطلاق تلك العملة، وفقاً لما نقلت وكالة الأنباء الكويتية "كونا."
يذكر أن الكويت ربطت عملتها بالدولار عام 2003، نزولاً على رغبة سائر دول مجلس التعاون الخليجي، مع بدء مفاوضات إطلاق العملة الخليجية الموحدة، بعدما كانت الدولة الخليجية الوحيدة التي لم تلجأ لهذه السياسة النقدية.
وكان صندوق النقد الدولي قد أكد السبت، انخفاض أسعار الصرف الحقيقة لعملات الخليج بنسبة 12.5 في المائة، خلال ثلاث سنوات، بسبب سياسة ربط عملاتها بالدولار الأمريكي.
إلا أن الصندوق حث الكويت على عدم فك ارتباط عملتها بالدولار، باعتبار أن ذلك سيؤدي إلى تراجع في الثقة العامة بالعملة الكويتية، وإلى حدوث بلبلة في الأسواق يخشى أن تكون عواقبها أكبر من فوائدها، وفقاً لصندوق الدولي.