السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي و استراحة قصيرة إلى نهاية العام الحالي


حافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي في إطار اجتماعه المنعقد يوم الأربعاء 24 يونيو 2009 على برامجه الضخمة لشراء السندات الحكومية و العقارية معلناً في بيان السياسة النقدية أن الركود الذي أصاب الاقتصاد الأمريكي قد بدأ في التراجع..

علاوة على ذلك، ثبت البنك المركزي معدل الفائدة عند مستويات قريبة من الصفر . كما أشار بيان السياسة النقدية إلى أن مخاوف الانكماش تراجعت إلى حدٍ بعيد، على الرغم من ذلك، أشار الفيدرالي إلى أن المستويات الحالية للتضخم سوف تظل في المنطقة السالبة لبعض الوقت دون التطرق إلى استراتيجية التراجع عن التسهيل النقدي على الرغم من المخاوف التي تنتشر بين المستثمرين حيال خطة تحفيز مالي و نقدي ضخمة جديدة و التي من الممكن أن تطيح باستقرار الأسعار..

و في ختام الاجتماع الذي استمر ليومين قرر الفيدرالي الإبقاء على معدل الفائدة عند 0.25% الذي بدأ الفيدرالي في تطبيقه منذ ديسمبر الماضي علاوة على التأكيد من جانب اللجنة الفيدرالية على أن هذه المستويات سوف يُعمل بها لفترة ممتدة من الوقت حتى تسمح الأوضاع الاقتصادية برفع المعدلات..

الأصول الأمريكية و الدولار في أعقاب قرار الفائدة و بيان السياسة النقدية الفيدرالية:

كان رد الفعل المباشر على أسواق المال أن انخفض داو جونز الصناعي تأثراً بالأنباء التي ترددت عن تحذير الفيدرالي من إمكانية استمرار حالة الضعف التي يعانيها الاقتصاد الأمريكي و تضاؤل الآمال في ارتداد سريع في اتجاه الاقتصاد و هو ما دفع الكثير من خبراء الاقتصاد إلى التكهن بأن معدل الفائدة الفيدرالية سيستمر عند المستويات الحالية حتى نهاية 2010 على الأقل. على الجانب الآخر، ارتفع الدولار الأمريكي مقابل اليورو و الين الياباني، بينما هبطت سندات لخزانة الأمريكية بسبب عدم زيادة الاحتياطي الفيدرالي لمشتروات السندات طويلة الأجل..

التسهيل النقدي:

مع وصول معدل الفائدة بالفعل إلى الصفر، ركز الاحتياطي الفيدرالي على خفض جميع تكاليف الإقراض عن طريق شراء السندات العقارية و سندات الخزانة الأمريكية. ففي بيان صدر عن البنك المركزي في وقت سابق، تعهد الفيدرالي بشراء سندات عقارية بقيمة 1.45 تريلليون دولا ، بينما أكد على التزامه بمتابعة شراء سندات الخزانة الأمريكية بقيمة 300 مليار دولار من السندات طويلة الأجل بحلول الربع الثالث من 2009 و هو ما توقعته أسواق المال..

التضخم:

كما تجدر الإشارة إلى أن بيان السياسة النقدية الصادر عن الفيدرالي أسقط عبارة اعتدنا على رؤيتها في البيان على مدار الأشهر الماضية و هي العبارة التي تقول أن التضخم من المحتمل أن يهبط إلى مستويات أقل من المستهدف من جانب البنك المركزي لبعض الوقت و هي العبارة التي استخدمها الكثير من مسئولي النقد في الإشارة إلى مخاوف الانكماش. و بينما يبدو من الأمور المثيرة للارتياح فيما يتعلق بمخاطر الانكماش و هي العبارات التي استخدمها البيان الأخير حيث أكد معظم مسئولي النقد أن معدل التضخم لم يعد من المخاوف التي تهدد الاقتصاد الأمريكي.

بيان الفائدة و حالة من الثبات:

مع هذا القدر الضئيل من التغيير، بدأ المحللون في التركيز على أن حالة من الحذر الشديد تنتاب الفيدرالي الاحتياطي حيال مستقبل الاقتصاد الأمريكي حيث أجمعت الآراء على أنه من المحتمل أن تظل حالة الضعف التي يتعرض لها النشاط الاقتصادي الأمريكي لبعض الوقت..

_____________________________

المصدر: Rueters

ترجمة قسم التحليلات و الأخبار بالمتداول العربي..