النتائج 1 إلى 12 من 12
  1. #1
    الصورة الرمزية mahmoud0711
    mahmoud0711 غير متواجد حالياً الفائز بالكأس الفضية ابريل 2018
    تاريخ التسجيل
    Mar 2012
    الإقامة
    مصر
    المشاركات
    8,238

    افتراضي المرحلة القادمة و أختيار نظام عالمى جديد بعد فشل العولمة

    المرحلة القادمة و أختيار نظام عالمى جديد بعد فشل العولمة

    كثيرًا ما يشغل مستقبل الاقتصاد تفكير الكثير من المثقفين والمسؤولين والمستثمرين بل وحتى المستهلكين العاديين، بسبب تأثرهم جميعًا -كل بطريقته-

    بأي تغيرات تحدث له، بما يجعل متابعته المكثفة والمستمرة أمرًا حتميًا.

    الكاتب الاقتصادي الأيرلندي "مايكل سوليفان" يقدم تصورًا للاقتصاد في المستقبل من خلال كتاب "المرحلة المقبلة: ماذا بعد العولمة؟"،

    حيث يؤكد أن العولمة مرحلة "أفرزت كل أسباب فنائها وأنها في طورها الأخير لذا يلزم الاستعداد لما هو بعدها"


    المساواة

    ويبدأ "سوليفان" بتناول أزمة انعدام المساواة الاقتصادية، مشيرا إلى أن المساواة لا تعني الشيوعية وحصول الجميع على أجور متساوية رغم اختلاف الجهد والقدرات ولكنها تعني بصورة أكبر العدالة.

    ففي إنجلترا، وقبل ثلاثة قرون كان غالبية السكان من المُعدمين على الرغم من عملهم لساعات طويلة في المزارع أو في المصانع البدائية

    حينها، ولم يكونوا يحصلون إلا على ما يكفي لسد رمقهم بالكاد، بينما نعم مُلاك الأراضي، وهم إقطاعيون منذ عصور، بالمزايا الاقتصادية كلها، بما يجعل الطبقة الريعية تسيطر والمُنتجة تعاني.

    وبعد أكثر من ثلاثة قرون، دمرت الأزمة المالية في عام 2008 أمريكا الوسطى، لكن "نبلاء العصر الحديث" أو المصرفيون الذين غذوا الأزمة بالمخاطر

    لم يواجهوا أي عواقب، حيث إن استجابة الحكومة للأزمة العالمية في عام 2008 أنقذت "أولئك الذين لديهم الوسائل اللازمة لإنقاذهم والذين قد لا يستحقون أن يتم إنقاذهم، تاركين آخرين يتعثرون".

    لذا فقد ظهرت احتجاجات كثيرة غير مسبوقة في التاريخ الغربي منذ الأزمة المالية العالمية، حيث اعترض كثيرون في أمريكا وبريطانيا والقارة الأوروبية

    على القوة غير الديمقراطية للتكنوقراط الحكوميين والبنوك المركزية والمفوضية الأوروبية،

    بما دفعهم في نهاية الأمر للميل للمرشحين الشعبويين الذين يعدونهم بإصلاح الاقتصاد ونشر ثماره على أوسع نطاق.

    ويعد انتخاب مثل هؤلاء السياسيين، والذين يُصنَّف الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" بينهم بمثابة "المسمار الأول في نعش العولمة" حيث يؤمن هؤلاء بحتمية

    صياغة دلالة السيادة على حدود الدولة بمفهومه القديم، سياسيًا واقتصاديًا، فيحدون من الهجرة وحركة السلع وهما ركنان أصيلان للعولمة.


    العقول والقلوب


    فالعولمة هي نظام مستقر في العقول والقلوب قبل تطبيقه على أرض الواقع، فعندما يصوت البريطانيون على انفصالهم عن قارتهم فهذا يعكس

    تراجعًا شديدًا للإيمان بالعولمة وباتصال الشعوب، فإذا كان هذا هو رأي البريطانيين حول الاندماج مع أوروبا فكيف سيكون مع إفريقيا أو أمريكا اللاتينية على سبيل المثال؟

    وكما قال "ونستون تشرشل" قديمًا "إن أبسط دليل على فشل الديمقراطية هو إجراء حديث لمدة 5 دقائق مع ناخب عادي

    " فإن أقرب دليل على اتجاه العولمة إلى الانهيار هو ذات الحديث ولكن حول الجانب الاقتصادي للديمقراطية، أي العولمة واقتصاد السوق الحر.

    ويسخر الكاتب من جمل تقولها "قوى العالم الاقتصادية الكبرى" في مؤتمر مثل مؤتمر مجموعة العشرين بأن "المؤتمر سيعمل على وسائل تحفيز جديدة للنمو

    مع فتح آفاق جديدة للتنمية والنمو مع تحفيز آفاق الاستثمار الممكنة بما يبقي الاقتصاد العالمي في مستويات مقبولة".

    فمثل هذه الجمل تعكس ببساطة إخفاقًا اقتصاديًا للقوى الكبرى، ولا سيما الولايات المتحدة وأوروبا، فكيف يُمكن لدول تشهد تطورًا تكنولوجيا متسارعًا بهذا الشكل

    ألا تحقق إلا معدلات تنمية تتراوح بين 1-3% في أغلب الأحيان؟


    الديون


    ويعتبر "سوليفان" أن هذا يعكس سوء إدارة كبيراً للاقتصاد، حيث يزيد من إمكانية نشوب أزمة اقتصادية "لا مثيل لها" بسبب تفاقم أزمة الديون،

    فالجميع يرون أنه ما دام الاقتصاد يعمل وعلى ما يرام فإنه سيكون بوسع كل الأطراف تسديد ديونها وأن يبقى الاقتصاد "على قيد الحياة".

    ولكن الشاهد أن أحد الأسباب الرئيسية لانهيار الإمبراطورية الرومانية، كان وصول نسبة الديون إلى 90% تقريبًا من مستوى الدخل الروماني،

    وعندها أصبحت الإمبراطورية عاجزة عن الاقتراض بسبب رفع المُقرضين لأسعار الفائدة في مواجهة شعورهم بالخطر من احتمالية استعادة أموالهم.

    وفي هذا الإطار تبرز "ترتيبات ما بعد الانهيار الاقتصادي"، مثل ما حدث في أعقاب الركود العظيم في ثلاثينيات القرن الماضي،

    حيث تراجعت مستويات الديون إلى أقل من 10% في القطاع الخاص مع تخوف البنوك من القيام بعمليات إقراض واسعة وإن ارتفع مستوى الدين العام بسبب برامج انتشال الاقتصاد من الركود.

    و يرجح "سوليفان" حدوث "سلسلة مروعة" من عمليات الإفلاس عالميًا، تنتهي بانهيار شبه كامل للنظام البنكي الذي سيقتصر عمله على إدارة الحسابات الشخصية

    والحفاظ على الأموال من السرقة فحسب في أعقاب الأزمة المالية المقبلة التي سترتبط بالديون وفقًا لتقديراته.


    "صرخة احتجاج"


    وغالبا ما سيصل الاقتصاد إلى مرحلة نهاية العولمة في غضون 10-20 عامًا، مع اضطرار الكثير من الدول لرفع أسعار الفائدة لمواجهة التحركات السريعة لرؤوس الأموال،

    بما سيجعل الحصول على القروض مُكلفًا لهؤلاء الذين اعتادوا استخدامها لتغطية مراكزهم المالية المهترئة وسيفرز حالات إفلاس كثيرة.

    وهناك ما يشبه "صرخة الاحتجاج" من كثيرين على العولمة من خلال تجنب الالتزام بمفهوم الملكية الفكرية، حيث إن نسبة البرامج المُرخصة لـ"مايكروسوفت"

    تقل عن 5%، بما يؤشر لحصول مواطني تلك الدول على المُنتج مجانًا و"دون إحساس بالذنب" بسبب تيقنهم من اختلال الميزان الاقتصادي.

    وتشبه العولمة في كثير من الأحيان الآلة، فقد تعمل مع اختلال في أحد تروسها (فليكن الديون) وتعمل بكفاءة قليلة مع عطل يصيب أحد التروس الأخرى (وليكن المساواة)

    لكنه يصعب عليها العمل مع أعطال تصيب غالبية تروس الآلة، لتبقى مهددة بالانهيار التام أو العطل في أي وقت.

    وعلى الرغم من تكهنه بنهاية العولمة، إلا أن "سوليفان" يبدي حرصه عليها، مشيرًا إلى أن أولى خطوات المحافظة عليها هو عمل "سُلطة مناخية"

    عالمية تسعى لتجنب تحمل العالم كله لفاتورة الصناعات الملوثة التي تفيد قلة محدودة للغاية.

    كما تبرز أهمية فرض ضرائب متصاعدة بصورة أكبر مما هي الآن، فلا يصح أن يكون الفارق بين أغنى الفئات وأفقرها في أوروبا وأمريكا لا يتجاوز 10-15% في نسبة الضرائب

    على الرغم مما يجنيه الأغنياء من فوائد مضاعفة من البنية التحتية التي تقيمها الضرائب.


    النظم العالمية يتم وضعها و فرضها من قبل الدول الكبرى

    لذلك كلها اداوات لفرض مصالح تلك الدول على العالم اجمع
    توقيع العضو
    ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا

    ربى هب لى من لدنك علما نافعا و قلبا خاشعا

  2. #2
    الصورة الرمزية كندة
    كندة غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Apr 2018
    الإقامة
    الجزائر
    المشاركات
    101

    افتراضي

    مقال قيم و سلس ، تسلم إيدك

  3. #3
    الصورة الرمزية Oxygen
    Oxygen غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2014
    الإقامة
    السعودية
    المشاركات
    458

    افتراضي

    مقال جميل
    شكرا

  4. #4
    الصورة الرمزية mahmoud0711
    mahmoud0711 غير متواجد حالياً الفائز بالكأس الفضية ابريل 2018
    تاريخ التسجيل
    Mar 2012
    الإقامة
    مصر
    المشاركات
    8,238

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كندة مشاهدة المشاركة
    مقال قيم و سلس ، تسلم إيدك
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Oxygen مشاهدة المشاركة
    مقال جميل
    شكرا
    شكرا لمروركم العطر

    و تقبلوا تحياتى و دعواتى بالتوفيق
    توقيع العضو
    ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا

    ربى هب لى من لدنك علما نافعا و قلبا خاشعا

  5. #5
    الصورة الرمزية alskndry
    alskndry متواجد حالياً فريق عمل المنتدى
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الإقامة
    مصر
    المشاركات
    17,903

    افتراضي

    كالعادة تقرير متميز من صديق متميز

    وبالفعل نظام العولمة اللى صدعونا به على وشك الانهيار

    ويمكن يكون اقرب من المدة المحددة اى اقل من 10 سنوات وطبعا العلم عند الله

    بس كل الدلائل تدل على ذلك

    تحياتى ياغالى ودعواتى بالتوفيق
    توقيع العضو
    فهرس بأهم موضوعاتى التعليمية

    http://forum.arabictrader.com/t249104.html

  6. #6
    الصورة الرمزية الـوليد
    الـوليد غير متواجد حالياً عضو نشيط
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    الإقامة
    الأرجنتين
    المشاركات
    3,875

    افتراضي

    نحن نعيش عصر عولمه محصور لان يوجد دول متقدمه ودول متخلفه
    توقيع العضو
    €$

  7. #7
    الصورة الرمزية hema007
    hema007 غير متواجد حالياً متداول متميز / مشرف سابق
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    الإقامة
    مصر
    المشاركات
    12,134

    افتراضي

    تسلم يا غالي على التقرير

    كالعادة تقرير رائع منك و مميز و ممتع
    توقيع العضو
    محلل فني محترف بأسواق المال
    خبرة أكثر من 7 سنوات , مختص بمدرسة العرض و الطلب / وايكوف / VSA

  8. #8
    الصورة الرمزية Oxygen
    Oxygen غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2014
    الإقامة
    السعودية
    المشاركات
    458

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة alskndry مشاهدة المشاركة
    كالعادة تقرير متميز من صديق متميز

    وبالفعل نظام العولمة اللى صدعونا به على وشك الانهيار

    ويمكن يكون اقرب من المدة المحددة اى اقل من 10 سنوات وطبعا العلم عند الله

    بس كل الدلائل تدل على ذلك

    تحياتى ياغالى ودعواتى بالتوفيق
    اهلا اخي محمد
    ومن وجهه نظرك
    ما السبيل او الحلول البديله
    للنجاه من انهيار نظام شمولي؟!
    نتكلم ان كل الدول مرتبطه بعمله ونظام مصرفي واحد
    وكل العالم مديون...حكومات و افراد

    شبكه معقده...

  9. #9
    الصورة الرمزية mahmoud0711
    mahmoud0711 غير متواجد حالياً الفائز بالكأس الفضية ابريل 2018
    تاريخ التسجيل
    Mar 2012
    الإقامة
    مصر
    المشاركات
    8,238

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة alskndry مشاهدة المشاركة
    كالعادة تقرير متميز من صديق متميز

    وبالفعل نظام العولمة اللى صدعونا به على وشك الانهيار

    ويمكن يكون اقرب من المدة المحددة اى اقل من 10 سنوات وطبعا العلم عند الله

    بس كل الدلائل تدل على ذلك

    تحياتى ياغالى ودعواتى بالتوفيق
    تسلم يا غالى على مرورك الكريم و كلماتك الطيبة

    وانت دائما سباق الى التميز و العطاء

    تقبل تحياتى و دعواتى بالتوفيق
    توقيع العضو
    ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا

    ربى هب لى من لدنك علما نافعا و قلبا خاشعا

  10. #10
    الصورة الرمزية mahmoud0711
    mahmoud0711 غير متواجد حالياً الفائز بالكأس الفضية ابريل 2018
    تاريخ التسجيل
    Mar 2012
    الإقامة
    مصر
    المشاركات
    8,238

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الـوليد مشاهدة المشاركة
    نحن نعيش عصر عولمه محصور لان يوجد دول متقدمه ودول متخلفه
    نعم يا غالى نحن نعيش عصر عولمة من طرف واحد فقط

    طرف ينتج و يبتكر و طرف يستهلك ويدفع مالدية من ثروات طبيعة مقابل رفاهية بلا عمل

    تقبل تحياتى و دعواتى بالتوفيق
    توقيع العضو
    ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا

    ربى هب لى من لدنك علما نافعا و قلبا خاشعا

  11. #11
    الصورة الرمزية mahmoud0711
    mahmoud0711 غير متواجد حالياً الفائز بالكأس الفضية ابريل 2018
    تاريخ التسجيل
    Mar 2012
    الإقامة
    مصر
    المشاركات
    8,238

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hema007 مشاهدة المشاركة
    تسلم يا غالي على التقرير

    كالعادة تقرير رائع منك و مميز و ممتع
    تسلم يا هيما يا غالى دا بعض ماعندكم

    تقبل تحياتى و دعواتى بالتوفيق
    توقيع العضو
    ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا

    ربى هب لى من لدنك علما نافعا و قلبا خاشعا

  12. #12
    الصورة الرمزية mahmoud0711
    mahmoud0711 غير متواجد حالياً الفائز بالكأس الفضية ابريل 2018
    تاريخ التسجيل
    Mar 2012
    الإقامة
    مصر
    المشاركات
    8,238

    افتراضي

    التجارة الحرة عند مفترق طرق.. كيف يمكن إنقاذها قبل أن يتغير شكل العالم؟

    انهارت المحادثات التجارية بين واشنطن وبكين مرارًا وتكرارًا على مدار الأشهر الماضية، وفي أوائل أغسطس الجاري تحرك الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"

    لفرض المزيد من التعريفات لتشمل الرسوم الجمركية جميع واردات بلاده من الصين، قبل أن تهدأ الأمور قليلًا ويقبل الطرفان بالعودة إلى طاولة الحوار، بحسب "بزنس ويك".

    رغم تأجيل واشنطن للتصعيد، لكن بعض الأمور المتزامنة كانت تستحق التأمل، مثل سماح بكين بهبوط اليوان لتشجيع الصادرات، متجاهلة المخاوف من توسع الصراع

    ليشمل حربا جديدة على صعيد العملات، وهو ما ردت عليه وزارة الخزانة الأمريكية باعتبار الصين رسميًا متلاعبة بالعملة.



    أمريكا والصين قوضتا التجارة

    كانت التجارة على الدوام أحد مصادر الدعم الرئيسي للسياسة الخارجية الأمريكية، وبشكل عام كانت جيدة للبلاد والعالم أجمع، لكنها أصبحت الآن مصدر إزعاج

    وعقاب كبيرين للطبقة الوسطى، ويعتقد البعض أن عديمي الضمير والنخب العالمية يستغلون الثغرات بها لسلب العاملين حقوقهم.

    - بدلًا من السعي والتعاون المشترك لتعزيز النمو الاقتصادي والاستثمارات، أصبحت التجارة أحد أوجه المعاناة للجميع تحت شعار "إما نحن أو هم"

    لتوفير الوظائف وتبني التقنيات الحديثة وإقامة المصانع.

    - الصين ليست أفضل حالًا، ويرغب الصينيون في تصوير أنفسهم كأبطال جدد للعولمة، لكن هذا يعد منطقيًا كونهم الطرف الأكثر استفادة من التكامل الاقتصادي العالمي،

    بيد أن وعودهم المستمرة "بالانفتاح" أصبحت أشبه بالمسرحية الهزلية.

    لا تزال الصين أحد أكثر الاقتصادات الرئيسية حمائية، فلديها أسواق مغلقة وتقيد تدفقات رأس المال وتدعم بعض القطاعات المفضلة للحكومة،

    والحقيقة أن قيادة البلاد عملت أكثر من أي طرف آخر على تقويض الثقة في نظام التجارة الحرة.

    - في ظل القومية الاقتصادية المتزايدة للصين، وصراع التعريفات الآخذ في الاتساع، ستستمر معاناة التجارة،

    إذ تتوقع منظمة التجارة العالمية نموًا نسبته 2.6% فقط هذا العام انخفاضًا من 3% خلال العام الماضي.


    بم يشهد التاريخ للتجارة؟

    للتجارة أهمية كبيرة بالنسبة لدخل المواطنين ولها تأثير في حياتهم اليومية ومستقبلهم، ولا يزال التبادل التجاري العالمي يشكل أماكن العمل وما يشتريه الناس وما يدفعونه،

    وكل ذلك يبدو منسيًا وسط هذا القدر الهائل من الغضب المتبادل.

    - ساعدت التجارة في انتشال أعداد غير مسبوقة من براثن الفقر خلال النصف قرن الماضي، وساهمت في ما يعتقد أنه أكبر زيادة للثروة في تاريخ البشرية،

    وكانت التجارة جزءًا من مهمة أكبر لتوحيد الدول مختلفة الآيديولوجيات ومتضاربة المصالح الاستراتيجية تحت هدف واحد هو الرخاء العالمي.

    يعتقد الناس في أماكن كثيرة أنهم ضحايا للعولمة، بسبب ما يشعرون به من تفاوت كبير بين الأغنياء والفقراء (خاصة في الولايات المتحدة)

    لكن رغم أن التجارة لعبت دورًا في صنع هذه المشكلة، فقد كانت مجرد سبب واحد وبسيط.

    - بالطبع التجارة وحدها ليست علاجًا سحريًا للنزاعات، ويشير المؤرخون إلى أن التكامل الاقتصادي في أوروبا لم يمنع اندلاع الحرب العالمية الأولى،

    لكن أيضًا كانت الحمائية والقومية الاقتصادية في الثلاثينيات محفزًا للكساد العظيم وصعود الفاشية واشتعال الحرب العالمية الثانية.

    - في المقابل، كان أحد الأسباب التي جعلت العلاقات بين الولايات المتحدة والصين سليمة ومستقرة حتى وقت قريب، هو درجة التعاون الاقتصادي العالية بينهما،

    لذا فإنها تنفع أكثر مما قد تضر، وبعيدًا عن أهواء الساسة فهناك 4 طرق رئيسية لإنقاذ التجارة الحرة من الضياع.


    البحث عن قائد تجاري جديد

    ما لم يعترف به الكثيرون في واشنطن هو أن التجارة الحرة لا تحظى بشعبية قوية خارج الولايات المتحدة، التي تقول إن المشاركين في اتفاق الشراكة عبر المحيط الهادئ

    وضعوا اللمسات الأخيرة عليه بعد قرار "ترامب" بالانسحاب فور توليه رئاسة البلاد.

    - في الحقيقة، لم تكن بلد مثل اليابان (والتي قاومت طويلًا مقترحات فتح أسواقها المحلية) مفيدة فقط في الحفاظ على الاتفاق حيًا،

    ولكنها صاغت اتفاقها الخاص للتجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي، والذي دخل حيز التنفيذ في فبراير الماضي.

    بعد بضعة أشهر، أطلق القادة الأفارقة اتفاقية تجارة حرة على مستوى القارة، تهدف إلى إنشاء سوق مشترك يضم 1.2 مليار مستهلك،

    والقصد أن "ترامب" وبعض السياسيين الأمريكيين يبدو كما لو أنهم لا يواكبون الموضة العالمية.

    - هذا له عواقب خطيرة على مستقبل الولايات المتحدة، فمثلًا فقد المزارعون الأمريكيون جزءًا من السوق الياباني أمام المنافسين في البلدان الموقعة

    على اتفاق الشراكة عبر الهادئ، وبدلًا من أن تحدد واشنطن وبكين قواعد التجارة العالمية قد يتم تهميشهما.

    - يتعين على الحكومات الداعمة للتجارة الحرة التدخل، والأخذ بزمام المبادرة بتوقيع المزيد من الاتفاقيات ومواصلة الضغط على مراكز القوى

    في واشنطن وأماكن أخرى للانضمام إلى منظومة التجارة أو المخاطرة بالخروج من الأسواق المهمة.


    التجارة تعزز سوق العمل

    الأمر الثاني الذي تحتاجه التجارة الحرة هو تغيير النقاش والحديث عنها، للتركيز على كيفية مساعدتها للعمال، إذ يتم تصويرها دائمًا من قبل خصومها

    على أنها مدمرة لفرص العمل، وليس أنها "سبب" رئيسي للوظائف.

    - علاوة على ذلك، فإن الوظائف التي تضيفها التجارة تكون أفضل، لأنها تسمح للبلدان بالتخصص في الصناعات التي تتمتع فيها بميزة نسبياً،

    وتجعل العمال أكثر إنتاجية وبالتالي يحصلون على أجور أعلى

    كشفت دراسة حول آثار اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية أجراها معهد "بيترسون الدولي" للاقتصاد، أن الوظائف التي أضافتها الولايات المتحدة

    بفضل زيادة الصادرات إلى المكسيك كانت أكثر من تلك التي فقدت بنسبة 7% إلى 15%.

    - ثالثًا، من المهم للغاية تعزيز قدرات ونفوذ منظمة التجارة العالمية، فأحد أسباب إشعال واشنطن للحرب التجارية مع بكين،

    هو شعورها بأن المنظمة لا تقوم بالدور المنوط بها، ولعل ذلك ما دفع مجموعة العشرين للتأكيد على التزامها بإصلاح المنظمة.

    - الأمر الأخير والذي يبدو صعبًا بعض الشيء، سيكون على العالم التكاتف من أجل سد فجوة الدخل، فأغلب من يعارضون التجارة الحرة،

    يفعلون ذلك لأنهم يعتقدونها أمرا سيئا لرفاهية الأسر، وأن المستفيد منها هم أرباب العمل والمديرون التنفيذيون، في حين يحصل العمال على الفتات.


    منقول للأفادة واتساقة مع فكرة الموضوع
    توقيع العضو
    ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا

    ربى هب لى من لدنك علما نافعا و قلبا خاشعا


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17