غالبا ما يستخدم هذا المصطلح الدارج بين أوساط المتداولين عند مناطق الكسر والاختراق، فما المقصود بكل منهما؟ وكيف نحتاط من الوقوع في أحدهما؟ عندما يكون المؤشر العام للسوق أو سهم شركة ما عند منطقة دعم أو مقاومة ويتم اختراق أحدهما لأدنى أو لأعلى بمعنى كسر الدعم لأسفل أو اختراق المقاومة لأعلى، فإن هذا الكسر أو الاختراق إما أن يكون حقيقيا وسيواصل المؤشر أو السهم في الاتجاه نفسه الذي تم كسره أو اختراقه أو يكون وهميا يقصد منه جذب المتداول ودفعه لردة فعل تستفيد منها القوة المسيطرة على السعر. ولا شك أن هذه الحركة يلجأ لها بعض مضاربي الأسهم الكبار سواء كانوا صناديق أم أفرادا لإحداث انطباع غير حقيقي لدى ملاك السهم ودفعهم للبيع أو الشراء لاتخاذ قرار يناسب رغبة القوة المهيمنة على حركة السهم.


وللتوضيح أكثر، فعند وجود السهم عند منطقة دعم مهمة حافظ عليها السهم فترة طويلة وارتد منها لأعلى عدة مرات، وتكون منطقة يعول عليها كثيرون بالتماسك ويكاد يتفق عليها الجميع، تقوم تلك القوة المسيطرة على حركة السهم من خلال تملكها فيه بنسب عالية أو غير ذلك من الطرق الأخرى، بكسر منطقة الدعم بشكل وهمي لأسفل فيتدافع الجميع للبيع، وبالتالي سميت هذه الحركة بمصيدة البائعين. حيث تحصل تلك القوة على أسهم البائعين بسعر أقل من الدعم بعد كسره، وسرعان ما يعود السعر للارتفاع واختراق آخر قمة حققها السعر، وبدء رحلة قد تكون طويلة من الارتفاع بعد تخفيف الحمولة الزائدة وعدد لا بأس به من الركاب - ملاك السهم - كما يقال.


والعكس تماما، فعند وجود السعر عند منطقة مقاومة مهمة لم يستطع اختراقها لأعلى منذ فترة طويلة وتراجع منها عدة مرات، يقوم المسيطر على السهم باختراق المقاومة، لعلمه بانتظار كثير من المتداولين اختراق السعر لها للدخول، فيتدافعون للشراء، فيقوم المسيطر على السهم ببيع أكبر قدر يمكنه بيعه، والتخلص من الأسهم التي بحوزته على الملاك الجدد، وبعدها يتم تراجع السعر تحت مستوى المقاومة مجددا، وكسر آخر قاع وبدء رحلة قد تكون طويلة من الهبوط، لذلك سميت هذه الحركة في أسواق المال بمصيدة المشترين.


لذلك تعد مصيدتا المشترين والبائعين من أبرز الأحداث المتكررة في أسواق الأسهم عموما، والقصد منهما إيهام المتداولين ودفعهم إلى اتخاذ قرارات غير مناسبة، لكنها تخدم مصلحة من دفعهم إليها.


هناك شروط في التحليل الفني لاعتبار الكسر أو الاختراق حقيقيا، تتلخص في ثلاثة أمور أيها تحقق فيعد وقتها كسر الدعم أو اختراق المقاومة حقيقيا، وما سوى ذلك سيكون مصيدة مشترين أو بائعين، ولا يشترط اجتماع الشروط الثلاثة معا، بل أحدها يكفي للحكم واكتشاف الحقيقي من الوهمي، وسنذكرها مرتبة حسب الأهمية:
-الشرط الأول: أن تكون أحجام التداول (الفوليوم) عند الكسر أو الاختراق أعلى مما سبقها من الأيام التي قبلها.
-الشرط الثاني: أن يرتفع السهم أعلى من المقاومة أو ينخفض أقل من الدعم بنسبة 3 في المائة.
-الشرط الثالث: أن يتم إغلاق السعر أدنى الدعم أو أعلى المقاومة لمدة يومين.


معرفة المتداول بهذه الشروط مهمة جدا، فهي تجعله يفرق بين الكسر الحقيقي والوهمي، وبالتالي لا يكون لقمة سهلة بيد بعض القوى المسيطرة على سهم ما أو حتى المؤشر العام لسوق معينة.
ما ذكرناه في هذا المقال ليس خاصا بسوق معينة أو سهم محدد، بل هو صالح لكل الأسواق ومتعارف عليه لدى عموم المحللين الفنيين.

نقلا عن صحيفة الاقتصادية