سورة في القرءان تبعد الفقر و تجلب الرزق و السعادة تعرف عليها و لا تفرط فيها أبدا


كثير من الأشخاص يشعرون أن رزقهم محدود، وهذا يجعلهم يشعرون بالضيق وغير سعداء في حياتهم ولكن الله قسم لكل شخص رزقه قبل ميلاده، ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم علمنا سورة من القرآن الكريم تجلب الرزق والسعادة وتبعد الفقر والتعاسة.
إنها سورة الواقعة، فقد قال صلى الله عليه وسلم من قرأ كل ليله “إذا وقعت الواقعة ” لم يصبه فقر ابدآ ، وأيضا قال من قرأ كل ليله ” لا اقسم بيوم القيامة ” لقي الله يوم القيامة ووجهه كقمر ليله البدر . وقال عليه الصلاة والسلام عن أنس بن مالك “علموا نساءكم سورة الواقعة، فإنها سورة الغنى”.
لذلك يجب على كل مسلم قراءة سورة الواقعة كل ليلة كما أوصانا سيدنا محمد عليه ألف الصلاة وأزكى السلام، فمن قرأها بيقين لا يصبه الفقر أبدا، ومن قرأ سورة القيامة كل ليلة، كما يقول صلى الله عليه وسلم، لقي ربه يوم القيامة ووجهه كقمر ليلة البدر. إنها فعلا كرامات لا نجدها في دين آخر غير الإسلام.

الآثار الواردة في فضل سورة الواقعة

أولاً/ حديثُ عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ كل ليلة (إذا وقعت الواقعة) لم يصبه فقرٌ أبداً، ومن قرأ كل ليلة (لا أقسم بيوم القيامة) لقي الله يوم القيامة ووجهه كالقمر ليلة البدر".
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (36/ 444) من طريق أحمد بن محمد بن عمر بن يونس عن عمرو بن يزيد عن محمد بن الحسن عن منذر الأفطس عن وهب بن منبه عن ابن عباس .
وهذا حديثٌ موضوع ، فأحمد بن محمد بن عمر اليمامي كذاب ،كما قال أبوحاتم وغيره (ميزان الاعتدال 1/ 287) قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: (سنده ضعيفٌ جداً) كما في نتائج الأفكار ( 3 / 264 ).

ويُنظر:
السلسلة الضعيفة للشيخ الألباني رحمه الله (1/ 458 رقم 290).

ثانيـاً/ حديثُ عثمان بن عفان لابن مسعود رضي الله عنهما: ألا آمر لك بعطائك ؟ قال : لا حاجة لي به .
قال: يكون لبناتك. قال: إني قد أمرت بناتي أن يقرأن كل ليلة سورة الواقعة ؛ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من قرأ كل ليلة أو قال في كل ليلة سورة الواقعة لم تصبه فاقةٌ أبداً"
قال السَّرِيّ بن يحيى -أحد رواة الحديث-: وكان أبو فاطمة -مولىً لعلي؛ ويُروى أبو طيبة وأبو ظَبْيـَة- لا يدعها كل ليلة.
هذا الحديث مداره على (السري بن يحيى) وقد اختُلف عليه في إسناده على خمسة أوجه؛ فهو حديثٌ مضطرب لايصح، وقد ضعفه الإمام أحمد وأبوحاتم وابنه والدارقطني والبيهقي وابن الجوزي والألباني وغيرهم .

يُنظر في تخريجه:
المطالب العالية للحافظ ابن حجر ( 15 /307- 312) والسلسلة الضعيفة للشيخ الألباني (1/ 457 رقم 289).


ثالثـاً/ حديثُ أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"علِّموا نساءكم سورة الواقعة؛ فإنها سورة الغنى".
ذكره الديلمي في مسند الفردوس (3/ 10) وعزاه السيوطي في الدر المنثور (6/ 153) إلى ابن مردويه في تفسيره بلفظ:"سورة الواقعة سورة الغنى؛ فاقرؤوها وعلموها أولادكم".
وذكر الشيخ الألباني في الضعيفة (1/ 459 رقم 291) أن السيوطي أورده في ذيل الأحاديث الموضوعة (277) من طريق عبدالقدوس بن حبيب عن الحسن البصري عن أنس بن مالك مرفوعاً بلفظ:
" من قرأ سورة الواقعة وتعلَّمَها لم يُكتب من الغافلين، ولم يفتقر هو وأهل بيته " وعبدالقدوس متروك؛ بل رماه ابن المبارك بالكذب (لسان الميزان 4/ 55).
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: (سنده ضعيفٌ جداً) كما في النتائج (3/ 264).

رابعـاً/ حديثُ أبي بكر الصديق صلى الله عليه وسلم قال:يا رسول الله؛ قد شِبْتَ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت".
أخرجه الترمذي في سننه (3297) وفي الشمائل (41) وأبو يعلى في مسنده (1/102-) والحـاكم في المستدرك (2/467) وغيرهم.
وهو حديثٌ مضطربٌ سنداً ومتناً؛ كما بين الحافظ الدارقطني في العلل (1/193-) والحـافظ ابن حجر في النكت (2/774-) وغيرهما.
قال الدارقطني: (شيبتني هود وأخواتها معتلةٌ كلها) كما في سؤالات السهمي (9).
وقد جاءت شواهـد متعددة لهذا الحديث، من حديث ابن مسعود وعمران بن حصين وأبي جحيفة وغيرهم، إلا أنها ضعيفةٌ جداً، ولا يمكن تقويةُ الحديث بها.

خامسـاً/ حديثُ جابر بن سمرة صلى الله عليه وسلم قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الصلوات كنحو من صلاتكم التي تصلون اليوم، ولكنه كان يخفف، كانت صلاته أخف من صلاتكم، وكان يقرأ في الفجر الواقعة ونحوها من السور.
أخرجه ابن خزيمة (531) وابن حبان (1813) والحاكم في المستدرك (1/240) والبيهقي في الكبير (3/119).
وكذا عبدالرزاق في المصنف (2720) ومن طريقه أحمد في مسنده (34/504) والطبراني في الكبير (1914) من طرق عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة.
وإسناده لابأس به، على اختلافٍ يسيرٍ وقعَ في متنه، فقد روى الحديثَ مسلم في صحيحه (458) وأبو عوانة (2/160) والإمام أحمد في مسنده (34/430 ،432 ، 492 ،501 ،511) والطبراني في الكبير (1937 ،1938 ،2000 ،2052) وغيرهم من طرق عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة.
وفيه: (ق، والقرآن المجيد) بدل (الواقعة) وأخشى أن يكون هذا الاختلافُ من سماك نفسه، فإن في حفظه شيئاً.
عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت للنساء: "لا تعجز إحداكن أن تقرأ سورة الواقعة".
أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن (258) بإسناد منقطع.

سادسـاً/ أثرُ مسروق بن الأجدع رحمه الله: من سره أن يَعْلَمَ علم الأولين والآخرين وعلم الدنيا والآخرة فليقرأ سورة الواقعة.
أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (7/148) ومن طريقه أبو نعيم في الحلية (2/95) وأبو عبيد في فضائل القـرآن (257) من طريق منصور بن المعتمر عن هلال بن يساف عن مسروق.
ولا أدري ؛ هل سمع هلال من مسروق بن الأجدع شيئاً أم لا؟

وعلى كلٍ فهذا الأثر مقطوع من قول التابعي الجليل مسروق.
قال الإمام الذهبي رحمه الله: (قلت: هذا قاله مسروق على المبالغة؛ لعظم ما في السورة من جمل أمور الدارين، ومعنى قوله: "فليقرا سورة الواقعة" أي يقرأها بتدبر وتفكير وحضور ولا يكن كمثل الحمار يحمل أسفاراً).
سير أعلام النبلاء (4/ 68).


وأخــيراً:
يتبين مما سبق أنه لا يثبت حديثٌ مرفوع في فضل سورة الواقعة وقراءتها كل ليلة، أوأنها أمانٌ من الفقر ومجلبةٌ للرزق، وإنما ورد أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يقرؤها في صلاة الفجر أحياناً، على اختلافٍ في هذا الحديث، سبقت الإشارةُ إليه.