كشف موظفان سابقان لدى كاسبرسكي لاب أنها تعمدت على مدى السنوات الماضية تصنيف بعض ملفات النظام الروتينية على أنها برمجيات خبيثة، مما تسبب بتحذير المستخدمين أو حذف هذه الملفات من حواسيبهم الشخصية بواسطة برامج مكافحة الفيروسات المنافسة.


ومن جانبها، نفت كاسبرسكي، التي تعد أشهر شركة لأمن المعلومات في العالم، هذه المزاعم بالكلية، وأكدت أنها لا تزرع معلومات مضللة في تقاريرها الأمنية العامة باعتبارها وسيلة لإحباط المنافسين.


وقالت الشركة التي تتخذ من العاصمة الروسية موسكو مقرا لها، في بيان عبر البريد الإلكتروني “كاسبرسكي لاب لم تقم قط بأي حملة سرية لخداع المنافسين لوضعهم في موقف محرج بغية تقويض وضعهم في السوق”.


وأكدت أن اتهامات المجهولين، أو الموظفين السابقين الساخطين، بأن كاسبرسكي لاب، أو رئيسها التنفيذي، متورط في هذه الحوادث “لا طائل منها ومجرد كذب”.


وتعتمد القصة بالأساس على مقابلات أجرتها وكالة رويترز أمس الجمعة مع اثنين من موظفي الشركة السابقين – رفضا الكشف عن هويتهما – قالا إنهما على إطلاع تام بما جرى، وإن مؤسس الشركة، يوجين كاسبرسكي، توجه شخصيا لإدراج أسماء ملفات نظام ضمن قائمة الفيروسات التي تصدرها الشركة.


يُشار إلى أن شركات مكافحة الفيروسات، بما في ذلك منافسي كاسبرسكي، مثل “أي في جي” AVG، ومايكروسوفت، تقوم بصورة روتينية بمشاركة معلوماتها بشأن الهجمات الإلكترونية الجديدة التي عثرت عليها. وتساعد هذه الممارسة على التخلص بسرعة من التهديدات الناشئة.


ووفقا لموظفي كاسبرسكي السابقين، فإن الشركة شعرت أن الشركات الأخرى كانت تنسخ ما تقوم به حرفيا، دون أن تقدم أي مساهمات خاصة بها.


وفي عام 2010، اشتكى يوجين كاسبرسكي علنا من سرقة الشركات الأخرى، ولإثبات ذلك، قامت شركته بإعطاء خدمة تجميع التقارير الأمنية “فايروس توتال” VirusTotal – التابعة لشركة جوجل – قائمة بأسماء 20 ملفا حميدا غير خطر، على أنها برمجيات خبيثة.


وفي غضون أسبوع ونصف، قامت 14 شركة مكافحة فيروسات أخرى على الأقل بتحديد هذه الملفات العشرين على أنها برمجيات خبيثة.


ووفقا لتقرير رويترز، فإن هذه الحالة ليست الوحيدة، إذ قامت كاسبرسكي لاب بذلك لما يزيد على 10 سنوات، خاصة بين عامي 2009 و 2013.