يُمكن للبحار والمحيطات أن تُشكل مصدرًا لا محدودًا من الطاقة الرخيصة، حال استغلال طاقتى المد والجزر لإنتاج الكهرباء، غير أن العقبات التقنية حالت دون ذلك، فلتوليد الطاقة من البحار، يتعين بناء سدود ضخمة، ومصدات للمد المائى، الأمر الذى يتكلف الكثير من الأموال، دون عائد يُمكن توقعه.


إلا أن الشركة البريطانية «كيبلر للطاقة» وجدت حلاً رخيصًا وفعالاً عبر تنفيذ فكرة مُثيرة وجديرة بالاهتمام، سياج طويل من توربينات المياه الضحلة توضع قبالة السواحل من شأنها امتصاص قوة المد والجزر وتوليد الكهرباء.
فى الماضى كانت إحدى العقبات الرئيسية لتوليد الطاقات من البحار هى أماكن وضع التوربينات، فيجب أن تبعد مئات الأمتار عن الشواطئ، وهو ما يُصعِّب عمليات صيانتها ويُزيد من تكاليف إنتاج طاقتها، إلا أن الشركة البريطانية تعتقد أنها وجدت حلاً لتلك العقبات، باستخدام توربينات أفقية المحور مُصممة خصيصًا لوضعها على أعماق ضحلة تحت الماء تصل إلى نحو 30 متراً فقط، تلك المولدات تشكل بنفسها الجدار الذى يصد الأمواج دون الحاجة لبناء المصدات، وتدور شفراتها الخفيفة نسبيًا والمصنوعة من ألياف الكربون فى تزامن عبر امتصاص قوى المد والجزر، لتنتج كهرباء بكفاءة عالية وتكلفة زهيدة.
الطريقة الجديدة لتوليد الطاقة من المد والجزر لها تأثير ضئيل على البيئة البحرية، فوضع التوربينات فى المياه الضحلة بطيئة الحركة لن يؤثر -نظريًا- على النظام الإحيائى فى المحيطات والبحار، وتقول الشركة إن لديها دراسة لتقييم الأثر البيئى لتلك المعدات، وتعتزم «كيبلر للطاقة» إنشاء سياج من التوربينات بطول 1 كيلومتر بقناة «بريستول» الإنجليزية وبتكلفة 143 مليون جنيه إسترلينى «1733 مليون جنيه مصرى» لتوليد طاقة تُقدر بـ30 ميجاوات؛ وهى الكمية الكافية لإمداد نحو 1000 منزل بالكهرباء المولدة من نظام صديق للبيئة، متجدد وفعال.